محاكم التفتيش
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محكمة التفتيش Inquisition ،ديوان أو محكمة التفتيش هي محكمة كاثوليكية نشطت خاصة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مهمتها اكتشاف السحرة ومعاقبتهم.
في القرن السادس عشر اصبحت اسبانيا اكبر قوه كاثوليكيه في العالم آنذاك،وكانت موضع حسد من العالم البروتستنتى في الشمال, وكانت إسبانيا نموذجاً لدولة دينيه سلطويه ، فتتحكم وتعين الكنيسه فيها الملوك والأباطره الذين يحكمون بحاكميه تسمى ظل الله في الأرض أو قانون الحق الإلهى ، وللقضاء على الفساد الذى هو مجرد اختلاف الكاثوليك مع غيرهم من المذاهب والعتقادات المسيحيه الأخرى وخاصة البروتستنتيه ظهرت كلمة الهرطقه ، وهى وصف لمن اختلف معهم في الشرح المحدد للنص الإنجيلى من قبل الملتزمين في الكنيسه الكاثوليكيه . وكان توماس توركوما دا, وهورجل دين منتسب للمسيحيه يرأس هيئة التفتيش للبحث عن هؤلاء الهراطقه ، فيقوم بوعظهم وتعذيبهم وقتلهم إن لم يعودوا إلى كنف الكنيسه الكاثوليكيه ، وكان يسمى بالمفتش العظيم أو جراند إنكويستر ، وكان يعدم واحداً على الأقل من كل عشرة أشخاص يمثلون أمام محكمته وكان ذلك بأسلوب خجلت منه الكنيسه الكاثوليكيه واعتذرت عنه للعام بعد أن أصبحت محاكم التفتيش الإسبانيه من أسود وأحلك مراحل التاريخ البشرى الذى تم فيه قتل وتعذيب ملايين الأبرياء المختلفين في الديانه أو المذهب مع الكاثوليكيه. وكان استخدام وسائل التعذيب في حق من كان يُظن أنه من الهراطقه أمر مألوف كأسلوب بشع للعقاب من قطع أوصال وحرق الناس أحياء ، فوصلت الأعداد التى تم تعذيبها ثلاثمائة ألف من البروتستانت ومئة ألف بلغارى وفرنسى وأرثوذكسى وما يقارب من ثلاثة ملايين مسلم
[تحرير] العصور الوسطى ومحاكم التفتيش
اصبحت محاكم التفتيش السيئة الذكر مثلا يضرب على ذروة التعصب وعدم التسامح.. وقد انشئت في اوائل القرن الثالث عشر بقرار من البابا جرينوار التاسع وذلك عام 1233. وكان هدفها محاربة الهرطقة في كل انحاء العالم المسيحي. والمقصود بالهرطقة هنا اي انحراف ولو بسيط، عن العقائد المسيحية الرسمية. وقد كلف بها رجال الدين في مختلف المحافظات والامصار. فكل واحد منهم كان مسؤولا عن ملاحقة المشبوهين في ابرشيته. وكان الناس تساق سوقا إلى محكمة التفتيش عن طريق الشبهة فقط، او عن طريق وشاية احد الجيران. كانوا يعرضون المشبوه به للاستجواب حتى يعترف بذنبه، فاذا لم يعترف انتقلوا إلى مرحلة أعلى فهددوه بالتعذيب. وعندئذ كان الكثيرون ينهارون ويعترفون بذنوبهم ويطلبون التوبة. واحيانا كانت تعطى لهم ويبرأون. ولكن اذا شكوا بان توبتهم ليست صادقة عرضوهم للتعذيب الجسدي حتى ينهاروا كليا. واذا اصر المذنب على افكاره ورفض التراجع عنها فانهم يشعلون الخشب والنار ويرمونه في المحرقة. وقد قتل خلق كثير بهذه الطريقة الوحشية التي اصبحت علامة على العصور الوسطى.
ويقال ان عدد الضحايا الذين ماتوا بهذه الطريقة يتجاوز عشرات الالوف، بل ومئات الألوف في كل انحاء العالم المسيحي ومن اشهر الذين ماتوا حرقا المصلح التشيكي المشهور جان هوس (3) وكان راهبا مشهورا باخلاصه وتقواه واستقامته الاخلاقية. كما كان يحتل ارفع المناصب الاكاديمية بصفته عميدا لجامعة براج في بداية القرن الخامس عشر. ولكنهم حقدوا عليه لانه كشف عن التجاوزات التعسفية التي ترتكبها الكنيسة بخروجها عن مبادىء الدين. كما ونبه إلى انحراف بعض القساوسة والمطارنة عن واجبهم الحقيقي واهتمامهم بمصالحهم الشخصية واستغلالهم المادي للناس البسطاء، وقد التم حوله ناس كثيرون بعد ان احسوا بصدقه واخلاصه. وعندئذ رأت فيه الكنيسة الكاثوليكية خطرا عليها فاصدرت فتوى بتكفيره بتهمة الزندقة، وعلى الرغم من انهم اعطوه الامان بعد ان استدعوه للمحاكمة الا انهم غدروا به فاعتقلوه والقوه طعمة للنيران في نفس اليوم، اي بتاريخ 6يوليو من عام 1415. ثم يقولون لك بعد ذلك ان المسيحية لا تعرف التعصب ولا تدعو الا للمحبة والسلام والتسامح !
ولكن المبادىء الانجيلية شيء والتطبيق شيء آخر، على الاقل في تلك الفترة المظلمة من حياة المسيحية الاوروبية. ومن اهم الذين مثلوا امام محاكم التفتيش الفيلسوف الايطالي جيوردانوبرينو(4) والعالم الشهير جاليليو، بل ان كوبرنيكوس القائل بدوران الارض حول الشمس لم ينج منها إلا بسبب حذره الشديد. فقد أجل نشر كتابه الذي يحتوي على نظريته الجديدة حتى يوم وفاته بالضبط ! فماذا يستطيعون ان يفعلوا به بعد ان مات او وهو في طور الاحتضار؟.. ولكن لم يكن هذا خط برينو المسكين الذي هرب من ايطاليا بعد ان انخرط في سلك الرهبنة لفترة من الزمن، فبسبب من تعلقه بالافكار الفلسفية وتبنيه لنظرية كوبرنيكوس المدانة من قبل البابا والاصولية المسيحية، فانهم راحوا يشتبهون به ويلاحقونه، وعندئذ اضطر للفرار والعيش متنقلا بين فرنسا وسويسرا وانجلترا والمانيا. وكان يشتغل استاذا في جامعات هذه البلدان التي يمر بها. واشتهر بالتفوق والنبوغ العلمي، بل واستبق على الكثير من النظريات الحديثة التي ثبتت صحتها فيما بعد. وبعد ان غاب سنوات طويلة عن بلاده وشعر بالحنين اليها استدرجه احد التجار الاغنياء من فينيسيا. وطلب منه العودة لتعليم اولاده والعيش بأمان واطمئنان في بلاده ايطاليا ولكنه سرعان ما غدر به وسلمه إلى محاكم التفتيش في الفاتيكان. فقطعوا لسانه واحرقوه. واصبح جيوردانوبرينو مثلا يضرب على الاستشهاد في سبيل الحقيقة وحرية الفكر وأصبح منارة مشعة على مدار التاريخ الاوروبي. ومات الاصوليون الظلاميون وبقي اسمه يلمع على صفحة التاريخ. واما العالم الشهير جاليليو فقد كان مهددا بنفس المصير لولا انه استدرك الامر في آخر لحظة وقبل بالتراجع عن نظريته المشهورة. وهكذا عفوا عنه. ولم ينفذوا فيه حكم الاعدام. ثم احيل إلى الاقامة الجبرية في ضواحي فلورنسا واتيح له ان يكمل بحوثه حتى وهو تحت المراقبة. ولم تعترف الكنيسة الكاثوليكية بغلطتها في حق جاليليو إلا بعد مرور اكثر من ثلاثمائة سنة على محاكمته ! وقد استمرت محرقة محاكم التفتيش موقدة حتى القرن السابع عشر، بل وحتى الثامن عشر. ولم ينطفيء اوارها الا بعد ان انتصر عصر التنوير على عصر الظلام وضيق الافق. نضرب على ذلك مثلا حادثة شهيرة حصلت في عز عصر التنوير لشخص يدعى "لابار".(5) فقد قطعوا يده لانه كسر الصليب واقتلعوا لسانه ثم احرقوه اخيرا.. وكان شابا مراهقا لا يتجاوز عمره التاسعة عشر. وقد استغل فولتير هذه القضية وهاجم الاصوليين المسيحيين هجوما شديدا ومن الامثلة الاخري الشنيعة على الظلامية المسيحية ما حصل للفيلسوف "ميشيل سيرفيه " الذي أحر قوه حيا في جينيف بتهمة التشكيك بعقيدة التثليث، وهي من العقائد الاساسية في المسيحية. فبمجرد ان شكك بصحتها ألقي طعمة للنيران ولم يشفع له علمه ولا فلسفته ولا انسانيته.
واما عن محاكم التفتيش الاسبانية فحدث ولا حرج ! فعندما استسلمت مملكة غرناطة (وهي أخر دولة اسلامية في اسبانيا) عام 1492 وعدوا المسلمين بالسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية مقابل خضوعهم للسلطة الجديدة. ولكنهم سرعان ما نقضوا هذا الوعد وراحوا يلاحقونهم. ووضعتهم الملكة الشهيرة "ايزابيل " امام خيارين لا ثالث لهما: اما اعتناق المسيحية، واما الطرد من البلاد. وقد اضطر قسم كبير منهم لاعتناق الدين الغالب من اجل البقاء على قيد الحياة. ولكن مع ذلك ظلوا يلاحقونهم ويشتبهون بهم وبأنهم يمارسون شعائرهم الاسلامية سرا واتهموهم بالزندقة واشعلوا المحرقة لمعاقبتهم جسديا. ولكن حتى هذا الحل لم ينجح كليا في حل المشكلة الاسلامية في اسبانيا فكان ان لجأرا إلى الطرد الجماعي.(6) ففي عام 1609- 1610 تم طرد ما لا يقل عن ( 275000) شخص إلى البلدان الاسلامية المجاورة كالمغرب وتونس والجزائر بل وبعض البلدان المسيحية الاخري. وهكذا تم حل المشكلة عن طريق الاستئصال الراديكالي.. ثم يقولون لك بان التعصب خاص فقط بالاسلام ولا علاقة له بالمسيحية !
الأصولية المسيحية والعصور الحديثة
ننتقل الآن إلى ما حصل بعد عصر النهضة والاصلاح الديني في القرن السادس عشر. فمنذ تلك الفترة يؤرخ عادة للعصور الحديثة. نقول ذلك على الرغم من ان هذه العصور لم تنتصر حقيقة الا بعد مائتي سنة: اي في اواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر. عندئذ حصلت القطيعة الابستمولوجية (او المعرفية) الكبرى بين العصور الوسطى والعصور الحديثة. بعد اندلاع حركة الاصلاح الديني وحركة النهضة في القرن السادس عشر اصبح العدو الاول لروما والفاتيكان شخصين اثنين هما: البروتستانتي والنهضوي. بمعنى آخر اصبح لوثر(7) هو العدو، وكذلك ايراسم (8) زعيم عصر النهضة. ولذلك اطلق البابا فتواه الشهيرة بتكفير لوثر وفصله من الكنيسة عام 1521.
وبدءا من تلك اللحظة انقسم العالم المسيحي في اوروبا إلى قسمين: قسم كاثوليكي وقسم بروتستانتي. ودارت بينهما المعارك والحروب على مدار مائتي سنة تقريبا. وهي حروب الاديان الشهيرة التي ذهب ضحيتها عشرات الألاف، بل ومئات الآلاف من القتل. وبلغت هذه الحروب ذررتها في فرنسا في الفترة الواقعة بين عامي 1562-1598. فقد هاجت الجماهير الكاثوليكية على افراد الاقلية البروتستانتية ومزقتهم اربا في مختلف المدن والارياف الفرنسية. وكان ان حصلت تلك المجزرة الشهيرة باسم مجزرة سانت بارتيليمي" التي ذهب ضحيتها اكثر من خمسة آلاف شخص خلال يوم واحد او ثلاثة ايام في باريس. وفر البروتستانت الفرنسيون إلى مختلف انحاء اوروبا، بل والى مختلف اصقاع العالم. ولا تزال بعض عائلاتهم تحافظ على اسمائها الفرنسية حتى الآن بعد ثلاثمائة سنة من اقامتها في المانيا، او هولندا، او السويد، او انجلترا، او حتى كندا.
وكان ذلك ابان عهد الملك لويس الرابع عشر، الملقب بالملك - الشمس نظرا لسطوته وهيبته. وقد اعتذر البابا للبروتستانت هذا العام عن مجزرة سانت بارتيليمي واعترف ضمنيا بالتعصب الكاثوليكي والاعمال الوحشية التي ارتكبوها بحق اخوانهم البروتستانت. فعلى الرغم من انهم جميعا مسيحيون، الا ان الحزازات المذهبية كانت شديدة بينهم، ولكن البروتستانت فعلوا الشيء ذاته مع الكاثوليك في البلدان التي كانوا يمثلون فيها الاغلبية. فالتعصب اذن يجيء من جهتين لا من جهة واحدة.
وفي أواخر القرن السادس عشر تمت ملاحقة كتب ايراسم ولوثر ووضعت على قائمة الكتب الممنوعة (او المحرمة). بل واحرقت في الساحات العامة وفي القرن السابع عشر حصل الشيء نفسه لكتب ديكارت التي اعتبرت خارجة على الدين. واما الفيلسوف سبنيوزا فقد عانى من التعصب اليهودي والمسيحي في آن معا. فقد حاول احد اليهود المتعصبين اغتياله، ولكن ضربة الخنجر لم تمزق الا معطفه السميك لحسن الحظ. واما في القرن الثامن عشر فان المعركة اندلعت على المكشوف بين فلاسفة التنوير وبين زعماء الاصولية المسيحية. وكانت معركة ضارية استخدمت فيها كافة الاسلحة من فكرية وغير فكرية. وتوجت اخيرا بانتصار عصر التنوير على الظلامية المسيحية. وهكذا انتصرت القوى الجديدة الصاعدة على القوى القديمة الماضوية. وبدءا من تلك اللحظة انطلقت اوروبا واقلعت حضاريا بسرعة مذهلة وسيطرت على العالم. ولكن هذا لا يعني ان القوى الاصولية قد سلمت نفسها بسهولة. فالواقع انها ظلت تحارب قوى الاستنارة وتحاول عرقلة التقدم طيلة القرن التاسع عشر وحتى مشارف القرن العشرين. والدليل على ذلك ما حصل للأب "الفريد لوازي"(9) الذي فصل من كل مناصبه الجامعية بسبب آرائه الجريئة. فعلى الرغم من انه رجل دين مؤمن الا ان الاصوليين لم يستطيعوا تحمل استنارته الفكرية وسعة أفقه واطلاعه. ومن المعلوم انه كان قد تزعم في فرنسا تلك الحركة الشهيرة المدعوة: بالحركة الحداثية. (le modernisme). فقد حاول تطبيق المنهج التاريخي على النصوص المسيحية الاساسية واضاءها من الداخل بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. واثبت ان عيسى ابن مريم (عليه السلام) هو نبي فقط ولا يتصف بصفة الالوهية التي تتجاوز النبوة كما يزعم المسيحيون. فقامت الدنيا عليه ولم تقعد فترك باريس وهاجر إلى الريف معزولا ومنبوذا. ثم أصدر البابا قرار تكفيره وفصله من الكنيسة عام 1908. وكانت كتبه قد وضعت على قائمة الكتب المحرمة قبل ثلاث سنوات فقط من ذلك التاريخ: إلى عام 1953. وأصدر البابا بيوس العاشر عندئذ قرارا بادانة الاشتراكية والليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان ومجمل الافكار الحديثة. واعتبرها كفرا ما بعده كفر.
وهكذا اندلع الصراع من جديد بين الحداثة الفكرية الصاعدة وبين الاصولية المسيحية المتشددة. ولم يحسم هذا الصراع الا عام (1962) عندما انعقد المجمع الكنسي الشهير باسم الفاتيكان الثاني. فقد شعر المسيحيون عندئذ انه لا جدوى من مناطحة العصر إلى ما لا نهاية، وانهم سوف يخسرون آخر مواقعهم اذا ما استمروا على خط التشدد والتزمت. وهكذا اعترفوا لاول مرة بشرعية المنهج التاريخي والتأويلي الحديث للدين. كما وقدموا تنازلات أخرى عديدة لأفكار وتوجهات العصور الحديثة. وهكذا توصلوا إلى صيغة تصالحية بين المسيحية والحداثة، صيغة توفيقية تعطي لكل ذي حق حقه. ولكن بقيت هناك نواة متشددة ترفض مقررات هذا المجمع الكنسي الجريء وتصر على مواقعها التقليدية. واندلع الصراع عندئذ بين المسيحيين انفسهم: اي بين الاتجاه الليبرالي التحديثي/ والاتجاه الاصولي المنغلق. ولا يزال هذا الصراع دائرا حتى اليوم وان كانت الغلبة قد تحققت للاتجاه الاول. والواقع انه لولا تطور المجتمعات الاوروبية على كافة الاصعدة من علمية وتكنولوجية واقتصادية وارتفاع مستوى المعيشة لما استطاع الاتجاه العقلاني ان ينتصر على الاتجاه السلفي المتشدد. هكذا نجد ان هذه المعركة، اي معركة الاصولية، قد استغرقت من اوروبا مدة ثلاثمائة سنة حتى حلت مما يدل على مدى صعوبتها ووعورتها وخطورتها. ولولا انتشار العقلانية والروح العلمية في اوساط واسعة من المسيحيين الاوروبيين لما استطاع خط التقدم والتنوير ان ينتصر اخيرا.
هوامش البحث
1- انشيء مكتب خاص لتحريم الكتب في الفاتيكان في القرن السادس عشر. ولم يلغ هذا المكتب الا عام 5 196: هذا يعني ان الفاتيكان كان يمنع المسيحيين من قراءة الكتب التي يعتبرها ضارة بالعقول او خطرة على العقيدة. وقد وضعت معظم الكتب الفلسفية والعلمية على لائحة الكتب الممنوعة. ولكنها اصبحت مباحة فيما بعد على اثر انتصار العصور الحديثة على العصور القديمة. ولم يعد احد يعبأ برأي الفاتيكان فيما يخص هذه النقطة، اللهم الا بعض المسيحيين المتزمتين.
2- من الممتع والمفيد جدا الاطلاع على كتب هذا المؤرخ المعروف. فهي تعطينا فكرة عن كيفية منع الكتب في اوروبا اثناء العهد القديم، وكيف ان التوصل إلى الحرية لم يتم بسهولة كما نتوهم. فاوروبا القديمة كانت تخشي من الكتب وتراقبها مثلنا واكثر.
روبيرت دارنتون:
انظر: النشر والعصيان، مناخ الادبيات السرية في القرن الثامن عشر، منشورات جاليمار، اووا.
Robert Darnton: Editiou et sedihou: l'uniuers de la lilterature clandestine au xviiie siecle Gallimard.1991,.
3- جان هوس ( 1271- ه 141): كان راهبا تقيا وعميدا لجامعة براج. وقد سبق لوثر إلى الاصلاح الديني بحوالي المائة سنة. ولكنه جاء قبل الاوان كما يقال ففشل وقتل. واما لوثر فجاء في اللحظة المناسبة ولذلك نجح. ولكن هناك علاقة وثيقة بينهما او بين افكارهما الاصلاحية ان لم نقل الثورية.
4- جيوردانو برينو: (1371-1415) فيلسوف ايطالي شهير. كان راهبا ايضا في البداية ولكنه انتقل من الدراسات اللاهوتية إلى الفلسفة فيما بعد. وقد اعتنق نظرية كوبرنيكوس عن دوران الارض على الرغم من انها كانت محرمة من قبل رجال الدين آنذاك. ولذلك لاحقوه وقبضوا عليه ثم سجنوه لمدة ثماني سنوات. وبعدئذ قطعوا لسانه واحرقوه بتهمة الكفر!
5- جان فرانسولابار (1747-1766). كان القرن التاسع عشر يرى فيه أحد ضحايا الاستبداد الاصولي المطلق في المسيحية.
6- للمزيد من الاطلاع حول هذه النقطة نحيل القارىء إلى المرجع التالي:
جاكلين مارتان باجنوديز: محاكم التفتيش، الاسطورة والحقيقة، باريس.1992 ص97 وما بعدها.
Jacgueline Martin-Bagnau: INQUISITION Mythes et realites, Paris, 1992
7- مارتن لوثر: (1483-1546)هو زعيم الاصلاح الديني في المانيا وعموم اوروبا. استطاع ان يهز الاستبداد المسيحي من جذوره وان يفتح الآفاق لايمان جديد يليق بالعصور الحديثة. ولذا يعتبره الالمان الشخصية الاهم في تاريخهم كله. فقد استطاع تأسيس دين جديد هو البروتستانتية.
8- ايراسم: (1469- 1536) هو زعيم الاتجاه الانساني النهضوي في كل انحاء اوروبا ايضا. وقد سبق لوثر إلى نقد الكنيسة ورجال الدين بفترة قصيرة. والبعض يعتبرهم استاذه من هذه الناحية. من اهم كتبه: «ثناء على الجنون ».
9- الفريد لوازي: (1857-1940) كان زعيما للتفسير الديني الحديث في فرنسا واستاذا لشرح الكتاب المقدس في المعهد الكاثوليكي بباريس. ولكنهم فصلوه من منصبه بتهمة الزندقة فعين استاذا لتاريخ الاديان في الكوليج دوفرانس، وهي أعلى مؤسسة علمية في فرنسا (أعلى من السوربون).