إقليم الأحواز
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إقليم الأحواز (بالفارسية: اهواز، بالإنجليزية: Ahvaz or Ahwaz) إقليم عربي يقع على السواحل الشرقية للخليج العربي، ابتداءً من مضيق هرمز إلى شط العرب. كان الإيرانيون في الماضي يسمونه "عربستان" (بالإنجليزية: Arabistan or Arabestan or Arabstan) أي بلد العرب او ارض العرب. يمثل هذا الإقليم الان تقريباً ثلاثة محافظات من إيران وهيا: محافظة خوزستان و محافظة هرمزگان و محافظة بوشهر.
فهرس |
[تحرير] الخلاف على التسمية
فالأحواز هي جمع لكلمة "حوز"، وهي مصدر للفعل "حاز"، بمعنى الحيازة والتملك، وهي تستخدم للدلالة على الأرض التي اتخذها فرد وبين حدودها وامتلكها. و"الحوز" كلمة متداولة بين أبناء الأحواز فمثلا يقولون هذا حوز فلان، أي هذه الأرض معلومة الحدود ويمتلكها فلان. بعد انتهاء حكم الإسكندر الاكبر تم تقسيم ملكة إلى إقاليم، عرب هذه المنطقة أطلقوا على الإقليم اسم "الأحواز"، أما "الأهواز" فهو اللفظ الفارسي لعجمة لسانهم، وإن كان هذا اللفظ قد تسرب إلى بعض الكتب العربية. أما "خوزستان" فهو الاسم الذي أطلقه الفرس خلال العهد الساساني على جزء من الإقليم وهو يعني بلاد القلاع والحصون وسمي به الإقليم مرة أخرى بعد الاحتلال الإيراني بأمر من رضا شاه عام 1925م. وعند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم كله لفظة "الأحواز"، وأطلقوا على العاصمة سوق الأحواز للتفريق بينهما، وفي العهد الصفوي سماه الفرس: "عربستان" أي القطر العربي او ارض العرب.
[تحرير] عروبة التاريخ والجغرافيا
يذكر الباحث الإيراني أحمد كسروي في "تاريخ خوزستان في خمسمئة عام" أن التاريخ الجيولوجي لأراضي كل من الأحواز والسهل الرسوبي من العراق متماثل، حيث تكونا من ترسبات نهري دجلة والفرات ونهر كارون وتفرعاته. وهو ما أدى إلى ظهور الأراضي على جانبي شط العرب، وكونت بذلك مع سهول بلاد العراق وحدة قائمة بذاتها لها خواص مناخية متشابهة. ويؤكد أن العلاقات المكانية الطبيعية التي تربط بين عربستان وإيران تكاد تكون معدومة؛ إذ ليست هناك أي علاقة في التكوين الطبيعي بين سهل عربستان وهضبة إيران الجبلية.
ويمتد الإقليم ما بين جبال زغروس ذات الممرات الجبلية الضيقة (حيث تفصل هذا الإقليم عن بلاد الفرس) والخليج العربي. يقول د. صلاح العقاد: «أما الساحل الشمالي الشرقي الذي يكوّن الآن الساحل الإيراني، فيمتد على طوله نحو ألفي كيلومتر: سلسلة عالية من الجبال الصعبة المنافذ إلى الداخل، مما عزل سكان الفرس والسلطة المركزية فيها عن حياة البحر. ولقد اشتهر الفرس منذ غابر الزمن بخوفهم من حياة البحار، حتى قال بعض مؤرخين العرب: "ليس من الخليج شيء فارسي إلا اسمه". وعلى ذلك فإن ذيوع اسم "الخليج العربي" الآن قد جاء موافقا لحقيقة جغرافية ثابتة»[1]. فيما قامت بينه وبين العرب أوثق الصلات قبل الإسلام وبعده. وسكنت الشعوب السامية المهاجرة من شبه الجزيرة العربية هذا الإقليم منذ فجر التاريخ.
وأكثر الأحوازيون اليوم يتحدرون من أصول عربية ويليهم اللور نسبة إلى لورستان المجاورة ثم الفرس. و تعود أصول العرب الأحوازيون إلى قبائل بني كعب وبني طرف (طيء) وبلي و بني تميم وبني أسد وبني لام وآل خميس وآل كثير وآل زرقان. ويشكل العرب الاحواز حوالي 9 مليون نسمة من سكان إيران[2].
غالبية العرب في شمال الإقليم ينتمون للمذهب الشيعي الذي دخل إليهم من الدولة الصفوية، بينما حافظ سكان جنوب الإقليم على مذهبهم السني بسبب صلاتهم القوية بالإمارات وعمان والقبائل العربية غرب الخليج العربي.
[تحرير] تاريخ الأحواز
سكنت جزء من قبيلة اياد العراقية وبنو أنمار وربيعة وبنو ثعل وبكر ابن وائل وبني حنظلة وبني العم وبني مالك وبني تميم وبنو لخم وتغلب ارض الاحواز قبل الاسلام ويعود تاريخ الأحواز إلى العهد العيلامي قبل 4000 ق.م. حيث كان العيلاميون الساميون أَول من استوطن الاحواز. واستطاع العيلاميون عام 2320ق.م اكتساح المملكة الأكّادية واحتلال عاصمتها أور. ثم خضعت للبابليين ثم الآشوريين، وبعدهم اقتسمها الكلدانيون والميديون.ثم غزاها الأَخمينيون بقيادة قوروش عام 539ق.م وقام بشن حملة إبادة ضد العرب، فتك فيها بالعرب وعبر الخليج إلى الجزيرة العربية إلى الاحساء والقطيف وقام بمذابح هائلة فيها.ثم توغل في جزيرة العرب فقتل من تمكن منه من العرب ومثل بهم بقطع أكتافهم. كما قام بتهجير القبائل وفرض عليها الاقامة الجبرية. وعمد إلى طمر المياه وردم الآبار، فقتل كل من وجده من العرب، فكان ينزع أكتافهم ويمثل بهم. وكان لشناعة هذه المثلى اثر سيئ في نفوسهم، فمن ثم لقبوه بذي الأكتاف. وما يزال الفرس إلى اليوم يفتخرون بجرائمه.وعندما امتد نفوذ الفرس حتى اليمن. وقد عانت هذه المنطقة من أولئك الولاة العتاة، وكابدت ألوانا من الاضطهاد والتنكيل، واشتهر ازاد فيروز بن جشيش الملقب بالمكعبر الفارسي بفظاظته ووحشيته، حتى أنه كان يقطع أيدي العرب وأرجلهم من خلاف، وكاد يفني قبيلة بني تميم عن بكرة أبيها في حادثة حصن المشقر . وكان العرب متفرقين يصعب عليهم التجمع لضرب الفرس، إلا في أوقات قليلة مثل معركة ذي قار، التي انتصر فيها العرب على العجم.
خضع الاحواز للإسكندر الأكبر. وبعد موته خضعت للسلوقيين منذ عام 311ق.م ثم للبارثيين ثم الأُسرة الساسانية التي لم تبسط سيطرتها على الإقليم إلا في عام 241م. وقد قامت ثورات متعددة في الإقليم ضد الزاة الفرس مما اضطر هؤلاء إلى توجيه حملات عسكرية كان آخرها عام 310م حين اقتنعت المملكة الساسانية بعدها باستحالة إخضاع العرب، فسمحت لهم بإنشاء إمارات تتمتع باستقلال ذاتي مقابل دفع ضريبة سنوية للملك الساساني. ويؤكد المؤرخ الأيراني احمد كسروي أن قبائل بكر ابن وائل وبني حنظلة وبني العم كانت تسيطر على الأقليم قبل مجيء الاسلام.ثم خضعت القبائل العربية للمناذرة من سنة 368م إلى 633م وبعد الفتح الاسلامي انحلت هذه القبائل في القبائل العربية الأكبر منها والتي استوطنت المنطقة في السنوات الأولى للفتح الإسلامي الذي قضى على الأمبراطورية الساسانية.
وكذلك جنوب الأحواز سكنته قبائل عربية منذ قدم التاريخ، لكن بسبب قحولة تلك المنطقة فقد كان اعتماد عيشهم على البحر. يقول الرائد الدانيماركي كارستن نيبور، الذي جاب الجزيرة العربية عام 1762م: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل بالمستعمرات الأكثر أهمية، التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتنفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا -صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب»[3].
وقال كذلك: «لقد أخطأ جغرافيونا، على ما أعتقد، حين صوروا لنا جزءاً من الجزيرة العربية خاضعا لحكم الفرس، لأن العرب هم الذين يمتلكون -خلافاً لذلك- جميع السواحل البحرية للإمبراطورية الفارسية: من مصب الفرات إلى مصب الإندوس (في الهند) على وجه التقريب. صحيح أن المستعمرات الواقعة على السواحل الفارسية لا تخص الجزيرة العربية ذاتها، ولكن بالنظر إلى أنها مستقلة عن بلاد الفرس ، ولأن لأهلها لسان العرب وعاداتهم،فقد عنيت بإيراد نبذة موجزة عنهم... يستحيل تحديد الوقت الذي أنشأ فيه العرب هذه المستعمرات على الساحل. وقد جاء في السير القديمة أنهم أنشئوها منذ عصور سلفت. وإذا استعنا باللمحات القليلة التي وردت في التاريخ القديم، أمكن التخمين بأن هذه المستعمرات العربية نشأت في عهد أول ملوك الفرس. فهناك تشابه بين عادات الايشتيوفاجيين القدماء وعادات هؤلاء العرب».
وبعد انتصار القادسية قام أبو موسى الأشعري بفتح الأحواز. وظل إقليم الأحواز منذ عام 637 إلى 1258م تحت حكم الخلافة الإسلامية تابعاً لولاية البصرة، إلى أيام الوقت المغولي. ثم نشأت الدولة المشعشعية العربية (1436-1724م)، واعترفت الدولتان الصفوية والعثمانية باستقلالها. ثم نشأت الدولة الكعْبية (1724-1925م) وحافظت على استقلالها كذلك. وبعد تأهيل نهر كارون و إعادة فتحه للتجارة وانشاء خطوط سكك حديدية مما جعل مدينة الأحواز مرة أخرى تصبح نقطة تقاطع تجاري. وأدى بناء قناة السويس في مصر لزيادة النشاط التجاري غي المنطقة حيث تم بناء مدينة ساحلية قرب القرية القديمة للأهواز، و سميت ببندر الناصري تمجيدا لناصر الدين شاه قاجار. وبين عامي 1897 - 1925 حكمها الشيخ خزعل الكعبي الذي غير اسمها إلى الناصرية.
وبعد عام 1920م، باتت بريطانيا تخشى من قوة الدولة الكعبية، فاتفقت مع إيران على إقصاء أَمير عربستان وضم الإقليم إلى إيران. حيث منح البريطانيون الامارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الامير خزغل على ظهر طراد بريطاني حيث اصبحت الأهواز وعاصمتها المحمرة محل نزاع اقليمي بين العراق وإيران وادى اكتشاف النفط في الأهواز وعلى الاخص في مدينة عبادان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى إلى تكالب القوى للسيطرة عليها بعد تفكك الدولة العثمانية "الرجل المريض" ، وبعد ذلك عادت تسميتها القديمة الأهواز بعد سقوط الاسرة القاجارية اثر الاحتلال الروسي لإيران وتولي رضا بهلوي الحكم في إيران. ولم ينفك النزاع قائما غلى الأهواز بعد استقلال العراق حيث دخلت الحكومات العراقية المتلاحقة مفاوضات حول الاقليم وعقدت الاتفاقيات بهذا الصدد منها اتفاقية 1937 ومفاوضات عام 1969 واتفاقية الجزائر عام 1975 بين شاه إيران محمد رضا بهلوي ونائب الرئيس العراقي صدام حسين الذي ما لبث ان الغى الاتفاقية اثناءالحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 - 1988 حيث اعلن عائدية الأحواز للعراق. غير أن غالبية الأحوازيين قاوموا القوات العراقية، إلا أن فصائل المقاومة الأحوازية برزت منادية بالاستقلال عن إيران معتبرين حادثة ضمهم مع إيران احتلال.
أما إمارة بوشهر فبقيت تحت حكم "آل مذكور" في ميناء ريك إلى عام 1769 حيث احتلتها القوات الإيرانية وطردت العرب منها.
أما لنجة فقد كانت إمارة القواسم مسيطرة على تلك البلاد، وخاضت حروباً شرسة ضد المحتلين البرتغال والهولنديين. واعتنق القواسم المذهب السني الوهابي ونجحوا في الإغارة على حاكم عمان الأباضي. إلا أن الفرس تمكنوا بمساعدة الإنكليز عام 1898م (1316هـ) من احتلال تلك البلاد بعد قتال شديد مع حاكمها يوسف بن السيد جعفر (من نسل جعفر الصادق)، وطردوا الكثير من العرب منها. ومع ذلك فلا تزال غالبية السكان من العرب السنة إلى اليوم رغم الاضطهاد الذي يواجهونه (انظر مقال: العرب وإيران).
[تحرير] سياسات أيرانية
عمليات تغيير الطابع العربي للأحواز بعـد احتلال الأحواز أعـلنت الحكومة عن عدة اجراءات عـلى اللغة العـربية في الأحواز هدفها فرض الثقافة الفارسية:
- - تحريم التحدث باللغة العربية في الأماكن العامة. واستعمال اللغة الفارسية بدلها ومن يخالف ذلك يتعرض للعقاب. لان التحدث باللغة العربية جريمة يعاقب عليها القانون الفارسي.
- - أن تكون مناهج الدراسة في المدارس باللغة الفارسية فقط ولا يجوز التحدث بأي لغة أخرى.
- - منع قراءة القرآن الكريم، لان في قراءته ادامة للغة العربية. وعلى ضوء ذلك أغلق الفرس جميع المكاتب في مدن الأحواز وقراها التي كانت تعلم الأطفال قراءة القرآن الكريم.
- - منع تسمية المواليد بأسماء عربية.
- - منع التزي بالزي العربي. واستبدال ذلك بالبهلوية. وجاءت ثورة الحويزة عام 1928م ردا على هذا الاجراء. فقد حرم الفرس على العرب التزي بالكوفية والعـقال. وكانت أهازيج أبناء الحويزة تؤكد التزامهم بالزي العـربي، واستعدادهم للتضحية من أجله. ومن هذه الأهازيج(يعـقال انسويلك هيبه).
وقد علقت مجلة العرفان اللبنانية على هذا الاجراء بقولها :(تمرد عرب الحويزة على الحكومة الايرانية لالزامهم بلبس القبعة البهلوية والملابس الافرنجية، والظاهر أنهم أجبرو على اللبس، والضغط على الحرية في اللباس من الأمور المستهجنة التي اتبعها في تركيا مصطفى أتاتورك وجاراه ملك الأفغان وشاه العجم). وتنفيذا للمخطط الفارسي في طمس المعالم العربية لامارة الأحواز أبدلت الحكومة الفارسية اسم شمال الاحواز إلى محافظة خوزستان، كما غيرت أسماء المدن العربية والمحال والشوارع والساحات فيها بأسماء فارسية، فعلى سبيل المثال فقد أبدل الفرس أسماء الأماكن العربية في أدناه بأخرى فارسية وكالاتي :
- - الحويزة = دشت ميشان.
- - الخلفية = خلف أباد.
- - الخفاجية = سوسنكرد.
- - الاحجار السبعة = هفت كل.
- - الصالحية = اندميشك.
- - تستر = شوشتر.
- - شلوه = دشت ابي.
- - المحمرة = خرم شهر.
- - الفلاحية = شادكان.
- - الأحواز = أهواز.
- - عبادان = آبادان.
- - رامز = رامهرمز.
- - معشور = بندرماه شهر.
- - ميناء خورعبدالله = بندر شاهبور.
- - البسيتين = بستان.
- - السوس = الشوش.
- - قنطرة القلعة = دسبول او ديزفول.
- - الخزعلية = خزعل آباد.
- - الحميدية = فرح آباد.
- - العميدية = الاميدية.
- - عسكر مكرم = بندقير.
- - سيد جري = اغا جاري.
- - قية النفط الابيض = نفت سفيد.
- - القصبة = رود كنار.
- - التميمية = هنديجان.
- - منطقة الأمنية في مدينة الأحواز = الديزل.
- - منطقة الصبخة في مدينة المحمرة = كاغد اباد.
- - منطقة رفيش في مدينة الأحواز = لشكر أباد.
- - الشارع الخزعلي في المحمرة = شارع بلهوي.
- - الشارع الجاسبي في المحمرة = شارع فخر الرازي.
ولما وجدت الحكومة مقاومة عربية عنيفة لمخططتها، عمدت إلى أساليب غير مباشرة لارغامه على ترك اللغة العربية منها :-
- - اصدار جريدة في مدينة المحمرة اسمها خوزستان. تصدر بالفارسية ويلزم أبناء الأحواز بشرائها وقراءتها.
- - منع تداول المطبوعات العربية، وتقديم من يتداولها إلى المحاكم باعتبارها من المحرمات التي يعاقب عليها القانون.
- - الاستيلاء على جميع المكتبات الخاصة، ونقل موجوداتها إلى داخل ايران، كما تم اتلاف الكثير منها ورميها في نهر كارون.
- - غلق مطبعة مدينة المحمرة خشية طبع الكتب العربية فيها، أو طبع النشرات المعادية للاحتلال.
- - غلق المكتبات التي تبيع المطبوعات العربية، ومصادرة موجوداتها، والتنكيل بأصحابها.
- - تعطيل حلقات الدروس العربية والفقهية، ومضايقة العلماء والمجتهدين لحملهم على ترك مناطق الأحواز. وتحريم المناظرات الأدبية والشعرية التي كانت تمارس يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع وكذلك في العطل وأيام شهر رمضان. وتحت الارهاب والضغط والاكراه ترك علماء الفلاحية والحويزة وتستر ودسبول والمحمرة أماكنهم حيث نزحوا إلى العراق ومنهم الشيخ محمد طه الكرمي الذي ترك الحويزة هاربا من المضايقة فاستوطن مدينة النجف الاشرف.
- - غلق المدارس الدينية التي كانت تدرس باللغة العربية وفي مقدمتها المدرسة الدينية في مدينة الحويزة وقد أحالوها إلى مخزن لحفظ البضائع. كما صنع مثل ذلك في مدينة المحمرة.
- - منع أبناء الأحواز من السفر إلى المناطق العربية كالعراق والكويت وامارات الخليج العربي أو لأداء فريضة الحج في الديار المقدسة، وعزلهم نهائيا عن العراق، لأن في استمرار الاتصالات ادامة للغة العربية، ولمنعهم من الكسب المادي الذي يمكنهم من خلق مقاومة أو تنظيمات سياسية معادية لنظام الشاه، ولأن مع زيادة الفقر يزداد الجهل وتقل المقاومة فينشغـل الأحوازي في محاولة كسب قوت يومه فقط أو في توفير المأوى والحاجات الضرورية. وقد قامت الحكومة بمحاربة صناعة العـباءات الصوفية(البشوت) التي اشتهر بصناعتها مدينة الفلاحية لأن أبناء هذه المدينة كانوا يصدرونها إلى مناطق الخليج العربي وخاصة الكويت، ولما شعـرت الحكومة بأن هذه الاتصالات تقوي من عزيمة أبناء الأحواز وتمكنهم من الاستمرار في التكلم بالعـربية منعـتهم من السفر وهدمت معاملهم الصغـيرة عـلى رؤسهم.
- - تحريم الاستماع إلى الاذاعات العربية.
- - اجبار العرب وتحت التهديد والبطش على ترك مساكنهم ومناطقهم ونقلهم إلى مناطق في شمال إيران واحلال أعداد كبيرة من الفرس بدلهم، وبهذا تحقق كثافة للعنصر الفارسي في المنطقة مع أبناء الأحواز باللغة الفارسية في المعاملات اليومية وقد تأثرت عربية بعـض من أبناء الأحواز خاصة ساكني المدن وبدأوا يخلطون في حديثهم بكلمات عربية وفارسية.
لقد أصر شعب الأحواز على التمسك بلغتة لأنها تمثل وجوده القومي، ولما لاحظ الفرس أن الاجراءات السابقة لم تنفع ركنوا إلى :-
- - قطع المياه عن مزارع العرب، وعندما يذهب السكان إلى الحاكم الفارسي يستعـطفونه لارجاع المياه إلى أراضيهم يخبرهم بأنه لا يفهم اللغة التي يتكلمون بها.. وأنهم سيأمر باعادة المياه إلى مزارعهم وبساتينهم متى ما تحدثوا معه بلغة يفهمها(يقصد اللغة الفارسية).
- - رفض جميع المعاملات ان لم تكن باللغة الفارسية ويمنع مراجعة الدوائر ان لم يكن التفاهم مع موظفيها باللغة الفارسية.
- -عدم قبول شهادة أي عربي في المحاكم ان لم يتكلم الفارسية بحجة ان القضاه لايعرفون العربية.. ولا يجوز أن تقبل المحاكم أي مترجم عن العرب أمامها ودائما يتريب الجرم على العربي اذا لم يحسن التحدث بالفارسية، ولم يصادف ان خرج عربي من محاكم الفرس غير مدان رغم توفر الأدلة والبراهين على تجني الفرس علية، كل ذلك حتى يترك العربي لغـتة وينبذها، ويركن إلى الفارسية.
- - يمنع اشتغال أي عربي في وظيفة حكومية، أويزاول مهنتة ما لم يكن متخرجا من مدرسة ابتدائية وبحوزتة ما يثبت اجادتة للغة الفارسية، وقد أدى هذا الاجراء إلى تعرض آلاف العرب من أبناء الأحواز الذين يرفضون التحدث بالفارسية إلى الجوع والتشرد خارج الأحواز.
[تحرير] تاريخ المنطقة بالآرقام
- - 4000 ق.م - شهدت المنطقة ميلاد إحدى أقدم الحضارات البشرية، وهي الحضارة العيلامية.
- - 2320 ق.م - استولى العيلاميون على مدينة أور عاصمة المملكة الأكادية.
- - 2095 ق.م - غزا الملك البابلي حمورابي أرض عيلام وضمها إلى مملكته.
- - 1160 ق.م - فتح الملك العيلامي شوتروك ناخونته أرض بابل، حيث استولى على تمثال مردوك أكبر آلهة بابل، و مسلة حمورابي التي عثر عليها الفرنسيون مع آثار قيمة أخرى في مدينة السوس عام 1901 م.
- - 640 ق.م - الملك الآشوري آشور بانيبال أطاح بالدولة العيلامية.
- - 550 ق.م - خضوع المنطقة للأخمينيين.
- - 331 ق.م - خضوع المنطقة لحكم الاسكندر الأكبر المقدوني، بعد هزيمة الأخمينيين.
- - 311 ق.م - قيام السلوقيين ببسط سيطرتهم على المنطقة ومن بعدهم القبائل العربية.
- - 221 م - خضوع المنطقة للملك الساساني سابور الأول.
- - 637 م - خضوع المنطقة للمسلمين العرب، بقيادة أبي موسى الأشعري.
- - 1258 م - إحتل الغزاة المغول المنطقة، بعد أن تمكنوا من الإطاحة بالخلافة العباسية في بغداد، ومن ثم خضعت المنطقة لدولة الخروف الأسود.
- - 1436 م - قيام الدولة المشعشعية العربية بزعامة محمد بن فلاح، والتي حافظت على وجودها نحو ثلاثة قرون، بين الدولتين الإيرانية والعثمانية، وتمكنت في بعض الفترات من بسط سيطرتها على أجزاء كبيرة من إيران بما فيها بندرعباس و كرمنشاه، وأقاليم في العراق بما فيها البصرة و واسط، بالإضافة إلى الاحساء و القطيف.
- - 1509م - احتلال الحويزة عاصمة المشعشعيين على يد الشاه إسماعيل الصفوي، إلا أن اندلاع الثورات العربية ضد الحكم الصفوي أرغم الشاه إسماعيل على الاعتراف بالحكم المشعشعي في المنطقة.
- - 1541 م - هزم الجيش المشعشعي القوات العثمانية التي حاولت احتلال المنطقة، بعد تمكنه من احتلال بغداد والبصرة.
- - 1589 م تولى حكم الإمارة مبارك بن مطلب، والذي يعتبر فترة حكمه العصر الذهبي للدولة المشعشعية حيث تمكن من بسط سيطرته على كافة أنحاء المنطقة.
- - 1609 م - تحالفت الإمارة المشعشعية مع البرتغاليين دون أن تخضع لإرادتهم.
- - 1625 م - هزمت القوات المشعشعية بمساعدة الدولة العثمانية، الجيش الصفوي.
- - 1639 م - اعترفت الدولتان الصفوية والعثمانية بموجب معاهدة مراد الرابع باستقلال الإمارة المشعشعية.
- - 1694 م - استولى فرج الله بن علي المشعشعي على البصرة وضمها إلى إمارته.
- - 1732 م - احتل نادر شاه الافشاري إقليم الأهواز وقتل أميرها محمد بن عبد الله المشعشعي. وتزامنا مع ذلك أخذت إمارة بني كعب تبرز على الساحة، بعد أن تمكن أمراؤها من مد نفوذهم في بعض أقسام المنطقة.
- - 1747 م إستولى مطلب بن عبد الله المشعشعي على الحويزة ومن ثم فرض سيطرته على مدن أخرى في الإقليم، مما أجبر الدولة الافشارية على الاعتراف رسميا بسلطة المشعشعيين في الحويزة.
- - 1757 م - الشاه كريم خان الزندي غزا المنطقة، واستولى على بعض مدنها، ولكنه فشل في نهاية المطاف في إخضاع الإمارة الكعبية.
- - 1765 م - هزيمة التحالف الإيراني العثماني البريطاني (شركة الهند الشرقية) أمام قوات سلمان بن سلطان الكعبي .
- - 1821 م - وقعت الدولتان الإيرانية والعثمانية على معاهدة أرضروم الأولى والتي قسمت المنطقة إلى منطقتي نفوذ (عثمانية وإيرانية).
- - 1837 م - غزت القوات العثمانية مدينة المحمرة واحتلتها، ومن ثم استولت على كافة انحاء المنطقة.
- - 1847 م - تخلت الدولة العثمانية عن المناطق التابعة لها في المنطقة، بموجب اتفاقية أخرى عُرفت باسم معاهدة أرضروم الثانية.
- - 1857 م - إعترف ناصر الدين شاه القاجاري رسميا بإستقلال المحمرة على أنها إمارة وراثية لها سيادتها وقوانينها الخاصة.
- - 1888 م - فتح نهر كارون (دجيل) في المنطقة للمرة الأولى أمام الملاحة الدولية.
- - 1897 م - إغتيال الأمير مزعل بن جابر الكعبي، واستلام شقيقه الأمير خزعل الحكم، والذي تحالف مع بريطانيا حفاظا على استقلال إماراته من الدولتين الإيرانية والعثمانية. وقد لعب دورا بارزا في أحداث الربع الأول من القرن الماضي. قال عنه أمين الريحاني في كتابه (ملوك العرب): "إنه أكبرهم سنا بعد الملك حسين (شريف مكة)، وأسبقهم إلى الشهرة، وقرين أعظمهم إلى الكرم".
- - 1902 م - وعدت بريطانيا الأمير خزعل رسميا بأنها ستقف في وجه أي هجوم أجنبي يستهدف إمارته.
- - 1907 م - وقعت بريطانيا و روسيا القيصرية على معاهدة قسمت إيران إلى ثلاث مناطق نفوذ، بريطانية وروسية ومحايدة، إلا أن المنطقة لم تذكر في إطار تلك التقسيمات.
- - 1908 م - اكتشاف البترول.
- - 1910 م - منحت بريطانيا الأمير خزعل لقب "سير" ووسام K.C.I.E ومن ثم أوسمة وألقاب أخرى.
- - 1914 م - ساهم اندلاع الحرب العالمية الأولى في تعزيز النفوذ البريطاني في المنطقة، وبالتالي فقد ساعد على تدعيم مكانة الأمير خزعل واستقلال إمارته. ودخلت القوات البريطانية ميناء عبادان للحفاظ على المنشآت النفطية.
- - 1915 م - حرضت الدولة العثمانية العشائر العربية المناوئة لخزعل، وأهمها بني طرف، وربيعة، وبني لام، على الخروج علي حكمه، وإعلان الجهاد ضد القوات البريطانية المتحالفة معه.
- - 1917 م - انتصار الثورة البلشفية في روسيا دفع بالقوى الغربية وخاصة بريطانيا إلى تغيير استراتيجيتها تجاه المنطقة، حيث أخذت تتخلى شيئا فشيئا عن دعمها لاستقلال إمارة الأمير خزعل لصالح كيان إيراني قوي وموحد يشكل حاجزا استراتيجيا أمام الشيوعيين الروس ومحاولاتهم الوصول للمياه الدافئة.
- - 1921 م - إعلان فشل جهود الشيخ خزعل للفوز بعرش العراق.
- - 1922 م - في إطار مساعيه للتصدي لمحاولات رضا خان البهلوي (والد الشاه السابق)، السيطرة على المنطقة، تحالف الشيخ خزعل مع العشائر البختيارية المناوئة لرضا خان.
- - 1924 م - أعلن الشيخ خزعل مقاومته لسياسات رضا خان التوسعية، فقام بعرض قضيته على عصبة الأمم، وطلب من علماء الدين في النجف إصدار فتوى بتكفير رضا خان.
- - 1925 م - إحتل رضا خان المنطقة عسكريا ونقل الشيخ خزعل للأسر في قلعة طهران، حيث وضع تحت الإقامة الجبرية، ومن ثم فرضت إيران سيطرتها على المنطقة.
- - 1928 م - إندلعت إنتفاضة شعبية في منطقة الحويزة، بقيادة الشيخ محي الدين الزئبق الذي تمكن من السيطرة على المنطقة لأكثر من ستة أشهر.
- - 1936 م - قُتل الشيخ خزعل مسمومًا.
- - 1940 م - اشتعلت انتفاضة كبيرة شاركت فيها قبائل عربية، وعلى رأسها قبيلة من بني كعب بزعامة حيدر بن طلال.
- - 1941 م - إحتلت القوات البريطانية المنطقة إبان الحرب العالمية الثانية.
- - 1981 م - جرائم ابادة شاملة ضد العرب.
- - 1985 م إلى 2007 م - اعدمات واسعة بين العرب ومصاردة اراضيهم واعتقلات عشوائية وتوطين الفرس وإقليات عرقية بالأحواز.
[تحرير] مصادر
- ^ حديث السندباد القديم، د. حسين فوزي، (ص2-21).
- ^ http://www.ahwaz.org.uk/images/identity.pdf
- ^ رحلات في الجزيرة العربية وبلدان أخرى في الشرق، كارستن نيبور، (ص8).
[تحرير] انظر أيضاً
- رابطة أهل السنة في إيران
- الأحواز.. عربستان التي سقطت من الذاكرة العربية
- المركز الإعلامي للثورة الأحوازية
- المنظمة الإسلامية السنية الأحـوازية
- مركز دراسات الأحواز
- عربستان في الموسوعة العربية العالمية
http://www.ahwaz-parliament.com