جبل حبشي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مديرية جبل حبشي
(أ) جبل حبشي : يقع في الناحية الغربية لجبل صبر ، عرف جبل حبشي قديماً باسم جبل ذَخِرْ - بفتح الذال وكسر الخاء المعجمتين وآخره راء ساكنة - ، يذكر " الهمداني " في كتابه " الصفة " ذَخِرْ وبعض الأودية المجاورة مثل الجريبة ، والممحاط ، ومنها وادي الحسيد غرب جبل صبر ، وجبل سامح ، وجبل ابن أبي المغلس ، وعن يمينه الجبزية وعن شماله برداد ما بين جبلي صبر وذَخِرْ وجَبا وجميع قاع السامقة ، وقد ورد ذكره ضمن الحصون والقلاع التي سيطر عليها " بنو الكرندي " ، وهم قوم من حمير ، ويضيف " الحجري " عن " ابن بامخرمة " أن في جبل ذَخِرْ مآثر حسنة منها مسجد في " أبيات حسين " ، ومسجد في " قرية السلامة " بناها " عباس بن عبد الجليل بن عبد الرحمن التغلبي " ، وكذلك مدرسة في موضع يعرف بالجُبيل - تصغير جبل - ، وكان " عباس التغلبي " صاحب أعمال حسنة وخيرة ، توفى بمدينة زبيد عام ( 664 هجرية ) .
كما وردت الإشارة إلى ذَخِرْ وحصن عزان في أحداث عام ( 808 هجرية ) حيث تم القبض والسيطرة على الحصنين ودخولهما تحت الطاعة للسلطان الرسولي ، وفي عام ( 837 هجرية ) تقدم الأمير جمال الدين " مفتاح الظاهري " بالعسكر وتسلم الأمراء والمقدمون حصن عزان ذَخِرْ المحروس ، ورتب أمور الحصن وضبط البلاد .
وتتبع ناحية ذَخِرْ - جبل حبشي - عدة عزل منها بلاد بني خولان ، وعزلة القحاف ، وعزلة الحقل وبلاد بني الوافي ، وعزلة الحبيل ، وعزلة الشراجة ، وعزلة بني عيسى ، وعزلة المحشا ، وعزلة البريهة ، وعزلة الراتبة ، وعزلة بني بكاري ، وعزلة العفيرة ، وعزلة التويهة ، وعزلة عرشان ، وعزلة شرياف ، ومنها تباشعة - تبيشعة - في عزلة البريهة ذكرها " الهمداني " ، ويسكنها السكاسك .
(ب== ) ملف:يَـفْـرُس == :- بفتح الياء المثناه التحتانية وسكون الفاء وضم الراء ثم سين مهملة - ، هي مدينة تقع جنوب غرب مدينة تعز على بعد حوالي ( 25 كيلومتراً ) تقريباً ، وقد كانت قديماً من نواحي جَبَأ ، وفي ( القرن التاسع أو العاشر الهجري ) انتقلت الناحية إلى يَفْرُس ، وتعد اليوم مركز مديرية جبل حبشي - ذَخِرْ - ، وتتبعها عدة عزل ، ترجع شهرتها إلى وجود ضريح الشيخ " أحمد بن علوان " فيها ، وهو أحد مشائخ الطرق الصوفية الكبار في اليمن ، وله أتباع لا يزالون إلى الآن .
ومن أهم المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية الهامة في مديرية جبل حبشي هي :- [[ملف:- المساجد القديمة والمزارات الدينية]] :
1 - ملف:الشيخ " أحمد بن علوان " وضريحه : يقع إلى الجنوب من جامع الشيخ " أحمد بن علوان " عن نسب الشيخ " أحمد بن علوان " يقول الأستاذ " عبد العزيز سلطان المنصوب " في كتابه " الفتوح لابن علوان " هو : " أحمد بن علوان اليَفْرُسي " ، وقد نقل من خطه أبو الحسن صفي الدين " أحمد بن علوان بن عطاف بن يوسف بن مطاعن بن عبد الكريم بن حسن بن إبراهيم بن سليمان بن علي بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " .
- مكان وتاريخ ولادة الشيخ " أحمد بن علوان " : يشير الأستاذ " عبد العزيز سلطان " عن " البهاء الجندي " أن مولد الشيخ " أحمد بن علوان " في موضع يقال له " ذي الجنان " من جبل ذَخِرْ ، وتاريخ ولادته قبل أو بعد عام ( 600 هجرية ) بسنوات قليلة ، أمَّا " الخزرجي " فيذكر في كتابه " العقود اللؤلؤية " أن مولد الشيخ " أحمد بن علوان " كان في " قرية عقاقة " - بضم العين المهملة وألف بين قافين وآخر الاسم هاء مربوطة - ، وهي قرية في جبل صبر ، وأنه نشأ في " قرية ذي الجنان " من جبل ذَخِرْ تربى على الرعونة ولم ينشأ على الترف على ما جرت عليه عادة أولاد الكتاب لأن والده كان كاتباً للملك " المسعود بن الملك الكامل " ( 612 - 626 هجرية ) ثم شب شباباً حسناً وكان قارئاً كاتباً عارفاً بالنحو فاضلاً في اللغة والكتابة وذكر عن أخباره أنه دعته نفسه وهو شاب إلى قصر باب السلطان بينما هو سائر في أثناء الطريق إذا بطائر أخضر قد وقع على كتفه ومدّ منقاره إلى فيه ففتح فمه فصب فيه الطائر شيئاً فابتلعه الشيخ ثم عاد من فوره إلى بلده فلزم الخلوة ( 40 يوماً ) فلمَّا كان ( يوم الحادي والأربعين ) خرج من خلوته وقعد على صخرة يتعبد فانقلبت الصخرة عن كف فقال له : صافح الكف ، فقال : ومن أنت فقال " أبوبكر " فصافحه فقال له نصبتك شيخاً - وإلى ذلك أشار في شئ من كلامه الذي يخاطب به أصحابه حيث يقول : وشيخكم أبوبكر الصديق - ثم ألقى له الحب في قلوب الناس والوجاهة ، وظهرت له كرامات كثيرة ، وتحكم له جمع كثير ، وكان أمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ولا يخاف في الله لومة لائم ، ويعد من أشهر الأولياء في اليمن ، وقد كان - أيضاً - فصيحاً وأديباً وإماماً صوفياً وشجاعاً من الطراز الأول وقد ختم القاضي " البهاء الجندي " ترجمته للشيخ " أحمد بن علوان" في كتابه " السلوك " بقوله : ( وقد جعلت ذكر هذا الرجل فارس الأعقاب في أهل جَبا ونواحيها فليعرف العارف أن غرضي بذلك جعله ختامهم لأن الله ختم الأنبياء بأفضلهم ) ، وكان " أحمد بن علوان " يسمى " جوزي اليمن " لجزالة نثره ، وشعره عذب وعميق ، وهو أول من كتب المربعات والمبيتات والمخمسات في اليمن ، وتدل على ذلك قصيدته التي مطلعها :
جاءتك هاسون أعصان ياسون
جونيه الجسون بيضاء لاجون
وله مراسلات بليغة مع ملوك عصره من بنى رسول خصوصاَ تلك التي جرت بينه وبين الملك المنصور " عمر بن علي بن رسول " وفيها قصيدته التي أوضح فيها للملك الدور الذي ينبغي أن يقوم به لإنقاذ رعاياه مما يعانونه من البؤس والحرمان يقول في ختامها :
فانظر إليهم فعين الله ناظره هم الأمانة والسلطان مؤتمنُ
عـار عليك عماراتُ مشيده وللرعـية دور كلها دمـن
ويضيف الأستاذ " عبد العزيز سلطان " في كتاب " الفتوح لابن علوان " أن المتتبع لمراسلات الشيخ " أحمد بن علوان " في مخاطبات الملكين اللذين عاصرهما يلمس فيها موقف الإنسان العارف والناصح والمدافع عن الحق ، وقد كانت قضية الظالم تستلزم هز البنيان الظالم من جميع جوانبه حيث نجده يرنو ببصره إلى فئة تعتبر من أهم وأخطر الفئات في المجتمع ، وهي الفئة المعاونة للحاكم الظالم التي لولا وجودها لمَّا تمكن هذا الظالم من الظلم فيقول : ( وظلمتكم سيآتكم في الدنيا وسيئات أنفسهم في الآخرة فاحتسبوا ما صار إليهم ، ولا تكونوا على ظلم إخوانكم لهم أعوانا فتكونوا لهم أتباعاً يوم القيامة وإخواناً …) ، والشيخ "أحمد بن علوان" إلى ذلك يعتبر واحداً من أقطاب الصوفية وأهل التصوف ، تضمنها كتابه " التوحيد الأعظم " ومن مؤلفاته الأخرى :
- الفتوح – محقق ومطبوع ضمن سلسلة الصفاء
- البحر المشكل الغريب – محقق ومطبوع ضمن سلسلة الصفاء
- المهرجان – محقق ومطبوع ضمن سلسلة الصفاء
- رسالة الكبريت – محقق ومطبوع ضمن سلسلة الصفاء
- مجموعة خطب منبرية ، قاموس الحقائق ، كنز العرش ، البحر المحيط ، وداع رمضان ، الهواية في علم الغيب ، البلاغة والتصويب ، الإشراق .
- تاريخ وفاه الشيخ " أحمد بن علوان " : كانت وفاه الشيخ " أحمد بن علوان " ( ليلة السبت العشرين من رجب سنة ( 665 هجرية )) بقرية " يَفْرُس " ودفن على باب المسجد ، وهو القبر الملتصق للمسجد على يسار الداخل إليه ، وقبره بات مزاراً ، عليه قبة كبيرة تعرضت للهدم من قبل أمير تعز ولي العهد " أحمد بن يحيى حميد الدين " عام (( 1358 هجرية ) ( 1939 ميلادية ))، ولعله من الطريف والمفيد أن نذكر أن " المهدي عبدالله " الذي حكم اليمن في ( القرن الثالث عشر الهجري ) قام بزيارة إلى مدينة تعز عام ( 1237 هجرية ) فرغب أن يقوم بزيارة قبر الشيخ " أحمد بن علوان " في يَفْرُس لكنه نصح من أحد قضاته بأن لا يفعل إذ أن مثل هذه الزيارة قد تعمق الاعتقاد عند العامة بولاية " أحمد بن علوان " وتقديسه والذي يبدوا أن سيف الإسلام " أحمد " في عام ( 1939 ميلادية ) استفاد من تلك النصيحة وأمر بهدم قبة ضريح الشيخ " أحمد بن علوان " في يَفْرُس ، وانتزاع رفات الشيخ " أحمد بن علوان " ونقله إلى مدينة تعز ، حتى لا يعرف موضع دفنه ، كما غير معالم القبر والمسجد وأخذ الأبواب وجعلها لأبواب داره المسماة " دار الناصر " .
- الزيارة : ولا يزال الضريح مزاراً دينياً تقام له زيارة سنوية في أول جمعة من شهر رجب تسمي " الرجبية ".
- الوصف التخطيطي للضريح : وهو عبارة عن بناء مربـع الشكل طـول ضلعـه ( 8.20 متراً ) يفتح في جداره مدخل عرضه ( 2,70 متراً ) وارتفاعه ( 3 أمتار ) عليه عقد نصف دائري ، ويغلق عليه باب يتكون من أربعة مصارع خشبية زينت بزخارف نباتية وهندسية وتتقدمه ظله خشبية تفتح من ثلاث جهات الجنوبية منها ذات عقد مدبب يقام على كتفين ، أمّا الجهتين الشرقية والغربية ربطت في كتفي العقد بواسطة عوارض خشبية متصلة مع جدران الضريح ، وهذه السقيفة من فتره الزيارات التي أحدثها الوالي العثماني " مراد باشا " للمسجد ، كما تنتهي جدران الضريح من الأعلى بشكل درجتين أخذتا شكلاً مقعراً على شكل مثمن ، ويفتح في ضلعها الجنوبي نافذة بعقد مدبب ، ويعلو هذا المثمن رقبة القبة والتي اتخذت شكلاً مستديراً زينت بزخرفة مسننة ، أمَّا قبة الضريح لا تخرج في هيئتها وشكلها وطريقة بنائها عن قباب العمائر الرسولية كما في المدرسة المظفرية والقبة الرئيسية بالمدرسة الاشرفية ، ويفتح مدخل الضريح على قاعة مربعة الشكل طول ضلعها ( 6.80 متراً ) ذهنت بصباغ كيمائي حديث أدى إلى تشويها ، وليس للضريح محراب ويعلو جدرانه مناطق انتقال تتكون من حنايا ركنية مجوفة ذات عقود نصف دائرية ، كما يزين الجدران حنايا صماء عددها ثمان منها أربعة ركنية وأربعة صماء تتوسط الجدران الأربعة للضريح ، أمَّا رقبة القبة فتبرز من الخارج وهي ترتكز على الحنايا الركنية وشكلها نصف كروي ، وبصورة عامة فإن الطابع المعماري للضريح يغلب عليه طابع العمارة الرسولية ، ويعتقد أن الملك المظفر " يوسف بن عمر بن علي بن رسول " ( 647 - 694 هجرية ) هو الذي أمر بعمارة الضريح مع المسجد ، وذلك لمَّا كان للشيخ " أحمد بن علوان " من منزلة عظيمة لدى ملوك وأمراء بني رسول ، وفي فترة الدولة الطاهرية أحدث الملك السلطان الظافر " عامر بن عبد الوهاب " ( 894 - 923 هجرية ) ، إضافات وتلتها زيادة ملحقات وصيانة من قبل ولاة عرب وعثمانيين .
- التابوت : يقع في الجهة الغربية من الضريح بجوار المدخل كي يتسنى للناس زيارته بسهولة ويسر وهو عبارة عن تركيبة رخامية كالتراكيب التي في المدرسة الاشرفية بمدينة تعز ، مع العلم أن التابوت الأصلي الذي خربه ولي العهد " أحمد " كان مصنوعاً من الخشب وفي عام ( 1386 هجرية ) تم عمل تابوت حديث غطي بقماش أخضر ، وزين بكتابات عليها عبارات التوحيد والبسملة ، وكذلك اسم الشيخ " أحمد بن علوان " .
وفي الأخير يظل ضريح الشيخ " أحمد بن علوان " المثل الوحيد من أضرحة بني رسول القائمة والملحقة بالمسجد ، باستثناء أضرحة الاشرفية ، وتتجلى فيه روعة وهندسة العمارة الرسولية في
اليمن .
2- الجامع الكبير- قرية تبيشعة - : يذكر " الهمداني " في كتابه " الصفة " أن تباشعة يسكنها نسل من " المعافر بن يعفر " ، ومن همدان ، ومن السكاسك ، ومن بني واقد ، ويضيف " الأكوع " في " هامش كتاب الصفة " أنها قرية كبيرة تقع غرب مدينة تعز ، وهي ذات مسجد جامع في عزلة بني وافي من جبل ذَخِرْ .
بني الجامع فوق هضبة مرتفعة بأحجار البلق المهندمة وطليت جدرانه بالقضاض ، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل ، أبعاده حوالي ( 12 × 24 متراً ) يرتكز سقفه بواسطة أعمدة تحمل عقوداً مدببة ، وقد أجريت للجامع العديد من عمليات التجديدات والإضافات منها في عام ( 1948 ميلادية ) حيث أعاد بناءه الإمام " يحيى بن محمد حميد الدين " ، وفي عام( 1984 ميلادية ) تم توسيع الجامع ، وتم إضافة سقاية للمياه على نفقة أهل الخير .
3 - قبة الشيخ " وجيه الدين " - قبة عدينة - : تقع قبة الشيخ " وجيه الدين " في قرية عدينة في جبل حبشي ، وهي غير ذي عدينة ، التي عرفت بها مدينة تعز قديماً ، ويتبين من خلال النمط المعماري للقبة أنها ترجع إلى فترة العصر الرسولي وهي عبارة عن بناء مربع الشكل من الحجارة والقضاض ، أبعاده ( 8 × 7.5 متراً ) ، يغطي سقف القبة من الآجر المحروق خالية من الزخارف ، يفتح في الجدار الشمالي حنية المحراب ، أمَّا في الناحية الجنوبية على يمين الداخل فيوجد ضريح الشيخ " وجيه الدين " حيث بني بارتفاع ( 50 سم ) عن مستوى الأرض ، وقد غطي بمادة النورة ، ويبدو أن الشيخ " وجيه الدين " كان فقيهاً ومعلماً في علوم القرآن والسنة لما يتمتع به من مكانة دينية في أوساط أهالي القرية ، كما أن ضريحه بات مزاراً دينياً وله مريدين من أهالي المنطقة ومن مناطق أخرى .
4 - [[صورة:[[صورة:صورة:جامع المقرئي]]]] : يقع بجانب قبة الشيخ " وجيه الدين " وينسب إلى الشيخ " علي بن الوجيه المقرئ " أحد الفقهاء الذين عاشوا خلال العصر الإسلامي ، يتكون الجامع من بناء مستطيل الشكل شيد بالحجارة والقضاض ، ويغطى بيت الصلاة فيه ست قباب ترتكز على أعمدة ضخمة تحمل عقوداً نصف دائريـة ، ويتقدم بيت الصلاة بهو مكشوف وعلى يسار الداخل توجد بركة للمياه مبطنة بالحجارة ، يبلغ اتساعها حوالي ( 2.25 × 1.50 متراً ) .
5 - ضريح " الشيخ جابر ": يقع في قرية الرحبة عزلة الشراجة ، يتكون من بناء مربع الشكل تغطيه قبة كبيرة ترتكز بواسطة حنايا ركنية وعقود نصف دائرية ، ويضم المكان المجاور للضريح عدة أضرحة أخرى أهمها " ضريح الشيخ جابر " و " ضريح الشيخ عبد الرحيم " ، ويبدو أنهم من الصالحين الذين كانوا يقومون بتعليم الناس أصول الدين وعلوم القرآن خلال فترات العصر الإسلامي ، وباتت تلك الأضرحة مزارات دينية ، وكان يقام بجانبها سوق سنوي ، لا تزال جدران مبنى ضريح " الشيخ جابر " قائمة ولكن القبة بحاجة إلى صيانة عاجلة حيث مياه الأمطار تتسرب إلى الداخل وسوف تدمر الضريح بالكامل .
6 - جامع الحضرمي : يقع في قرية العرمة التابعة لعزلة الجبل ، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما بيت الصلاة والمقصورة التي بها الضريح ، يتوسطهما صحن مكشوف وبركة للوضوء ، يغطي بيت الصلاة سقف خشبي ، يرتكز بواسطة دعامات وأعمدة مثمنة الشكل تفصل بيت الصلاة إلى ثلاثة بائكات موازية لجدار القبلة ، أمَّا القبة فهي تغطي مساحة مربعة ، تقف على عقود نصف دائرية ، وتضم بداخلها ضريح مؤسس الجامع حيث يذكر الأهالي أن اسمه " الحضرمي " ، وكان رجلاً صالحاً مشتغلاً بتعليم الطلاب أصول الدين وعلوم القرآن ، وتبين من خلال النمط المعماري للمسجد والضريح أن فترة بنائهما ترجع إلى ( القرن السابع الهجري ) وتجدر الإشارة إلى أنه كانت تقام له زيارة سنوية .
- القلاع والحصون الحربية الأثرية والتاريخية :-
توجد في مديرية جبل حبشي العديد من مواقع الحصون الحربية التاريخية والأثرية معظمها مندثرة، وهي عبارة عن خرائب وأنقاضاً لم يبق منها سوى أطلال وبعضها عبارة عن بقايا آثار الأساسات لجدران مبانٍ سكنية ، ومدافن حبوب محفورة في الصخور ، إضافة إلى بقايا صهاريج وخزانات حجز المياه كانت مبنية بالحجارة ومطلية بالقضاض ، وبقايا طرق مرصوفة بالأحجار ، وجميع هذه الحصون بحاجة إلى دراسات علمية وحفريات أثرية ، ومن أهمها الحصون والقلاع التالية :-
1- حصن الوجيه : يقع في عزلة الشراجة من جبل حبشي ، وهو ضمن سلسلة الحصون التي استخدمت خلال العصر الإسلامي وينسب إلى " علي بن الوجيه المقرئ " الذي بنى جامع الوجيه الذي سبقت الإشارة إليه ، شيد الحصن على قمة جبل يتم الوصول إليه عبر طريق وتعرج مرصوف بالحجارة لاتزال بقايا منها واضحة أسفل الجبل ولم يتبق من معالم الحصن سوى بعض الأساسات وصهاريج للمياه وحاجز جداري في أسفل الحصن يعرف باسم " سد الوجيه " تم توسيعه في فترات لاحقة ، يتكون من تسع نعال أي جدران مزدوجة للتقوية وصد مياه الأمطار والسيول التي تتدفق إليه .
2- حصن القلة : يقع بالقرب من قرية جبل بعزلة القحاف من جبل حبشي ، ويبدو من الشواهد الأثرية الماثلة أنه يرجع إلى فترة العصر الإسلامي ، ولم يتبق من معالمه سوى بعض الأساسات المندثرة وبقايا صهريج وحواجز تحويلية لمياه الأمطار إلى الأراضي الزراعية الواقعة أسفل الحصن.
3- حصن دار الكافر: يقع في الناحية الغربية من قرية المزبار من جبل حبشي ، ويتبين من خلال معالم الحصن أنه يرجع إلى ما قبل الإسلام حيث تدل على ذلك وجود نقوش بخط المسند على الحجارة ، وكذلك ماجل محفور في الصخر في الناحية الشرقية من الحصن ، كما استوطن الحصن خلال الفترة الإسلامية حيث بنى فيه جامع صغير اتساعه ( 2 × 3 أمتار ) ، يحتوى إلى جانب ذلك مدافن لخزن الحبوب والغلال في الناحية الشمالية والجنوبية .
4- حصن تالبة : يقع إلى الجنوب من عزلة بني عيسى جبل حبشي ، وتشير معالم الحصن أنه استوطن في فترات تاريخية مختلفة ، فهناك بعض الحجارة عليها نقوش بخط المسند ، وفي قمة الحصن مسجد ينسب إلى السيدة " أروى بنت أحمد الصليحي " التي حكمت اليمن في ( القرن الخامس الهجري ) .
5- حصن شرياف : يقع بالقرب من قرية شرياف عزلة بني عيسى ، ويطل على حصن تالبة من الناحية الجنوبية الشرقية ، وتدل الشواهد الأثرية منه ، أنه يرجع إلى فترة ما قبل الإسلام ، كما استوطن في فترة الدولة الصليحية حيث توجد بقايا قنوات للري وصهاريج حجز المياه في نواحي متفرقة من جبل شرياف .
6- المزبار : يقع في أعلى جبل حبشي - ذَخِرْ - ، يشرف من الشمال الشرقي على حصن تالبة ومن الجنوب الشرقي على قرية شرياف ، ويعتبر هذا الموقع واحداً من الحصون الهامة التي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام .
مكوناته المعمارية : يحتوى على عدد كبير من المنشآت المعمارية التي لاتزال بقاياها ماثلة للعيان ، وفي الوقت الحالي اتخذها الأهالي مساكن لهم .
ويتضح من تخطيط بعض الأبنية وتصاميمها أنها كانت قصوراً نظراً لسعتها ، وتميز ملامحها المعمارية عن الأبنية الأخرى ، حيث يلاحظ عدم استخدام مادة رابطة بين الأحجار ، وإنما استخدم أسلوب الدقة في البناء بالطريقة التي كانت شائعة في فترة ما قبل الإسلام في تشييد المباني الهامة كالمعابد والقصور ، يتألف أحد هذه الأبنية من دورين - طابقين - يبدو أن الطابق الأول عبارة عن قاعة مستطيلة تتقدم البناء بأحجار الحبش المهندمة ، ويفتح في الناحية الغربية للقاعة مدخل ، وتتضمن الجدران الداخلية للقاعة خزائن صغيرة يعلو كل منها عقد نصف دائري .
7- حصن عامر : يعرف حالياً باسم حصن الحجرية ، كونه يقع في الناحية الجنوبية من جبل حبشي "عزلة بنى وافي" ، يطل على بعض مناطق الحجرية ، يرجع بناء الحصن إلى فترة الدولة الطاهرية حيث شيد في عهد الملك السلطان الظافر " عامر بن عبد الوهاب " ( 894 - 923 هجرية ) ، ولم يتبق من معالم الحصن سوى بعض الخرائب المندثرة في السفح الغربي من قمة الجبل ، ويتبين من خلال تلك الأساسات وجود بقايا بناء مسجد صغير مربع الشكل يفتح في جداره الشمالي محراب مجوف مطلٍ بالقضاض ، وفي الشمال الغربي للحصن توجد بقايا جدران من الحجارة كانت تمثل حواجز للمياه وقنوات تصريف إلى الأراضي الزراعية الواقعة أسفل الحصن .
8- حصن الدرب : يقع حصن الدرب في قرية الرحبة ، عزلة شراجة من جبل حبشي ، ويبدو أنه يرجع إلى فترة العصر الإسلامي خلال تعاقب الدويلات المستقلة التي سيطرت على تلك المناطق، كما أن الشواهد الأثرية لا تسعفنا على تحديد التاريخ الفعلي لبناء الحصن حيث لم يتبق من معالمه سوى بقايا صهاريج المياه .
9- حصن جبل القاع : يقع في قرية رهبة ، عزلة القحاف من جبل حبشي ، وقد شيد الموقع في أعلى مرتفع جبلي ، يتضمن بقايا أساسات وجدران مبانٍ سكنية مستطيلة ومربعة الشكل بأحجار كلسية غير مهندمة ، وهو بصورة عامة مندثر تماماً .
10- حصن عفه : يقع في قرية السبير ، عزلة " عدينة " في جبل حبشي ، وهو عبارة عن جبل شامخ في الناحية الجنوبية من القرية ، ويشرف على باب المندب والبحر ، وهناك بقايا صخرة ضخمة كان فيها فتحة على شكل منظار يتم من خلالها رؤية تلك المناطق ولكنها تعرضت للتكسير واستخدمها الأهالي في بناء مساكنهم ، وفي الناحية الشرقية للجبل يوجد بقايا صهريج للمياه محفور في الصخر باتساع ( 8 × 6.5 متراً ) ، يبدو أنه يرجع إلى فترة ما قبل الإسلام .
11- حصن الكريف : يقع في عزلة القحاف من جبل حبشي جنوب قرية رهبة ، يرجع الأهالي بناءه إلى الدولة الرسولية ، ويحتل أعلى الجبل صهريج للمياه منقور في الصخور ، اتساعه ( 16.5 × 12 متراً ) ، وفي كتف الحصن توجد مدرجات زراعية حديثة ، بنيت فوق الموقع ، يروى بعض الأهالي أنها تحتوى على كنوز وهذا ما درج عليه ضعاف النفوس في معظم المناطق الأثرية لتبريد اعتداءاتهم بنبش وتخريب المواقع التاريخية .
12 - حصن الوافي : يقع في عزلة بلاد الوافي ، وينسب إلى بني الوافي الذين انتقلوا من خولان العالية واستقروا في المنطقة خلال العصر الإسلامي ، وبني الحصن في قمة جبل مرتفع وعر المسالك ، ونظراً لتعاقب الاستيطان فيه أدى إلى طمس الكثير من معالمه المعمارية التي لم يتبق منها سوى بعض الأساسات المندثرة في الناحية الشرقية ، وكذلك برك لخزن المياه مبنية بالحجارة ومطلية بالقضاض .
- لاتزال بقايا آثار صهريج مياه منحوت في الصخر ، أما منشآت الحصن فقد تهدمت ، وشيدت بأحجارها مدرجات زراعية .
- أمَّا حصن الوافي فقد تهدم منه الجزء الواقع في الجهة الشرقية ، وبقية أجزائه لازالت قائمة وبالقرب من السور توجد أحواض مدفونة بالأتربة بعضها لازالت ظاهرة وتوجد في قيعانها بعض الرسوبيات