المرية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مدينة حديثة النشاء نسبيا مقارنة بباقي مدن الأندلس أمر ببنائها الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله سنة (344هـ)، وجاء اسمها من وظيفتها إذ كانت تتخذ مرأى ومرصدًا لمدينة بجانة. لما قدم المجوس(الاسم الذي اطلقه العرب على النورمان) إلى المرية، وأغاروا عليها ابتنيت فيها المحارس حتى صارت هى وبجانة بابى الشرق، وصارت منذ (310هـ) ذات مكانة كبرى وفى عهد المستنصر ارتفعت المرية إلى مصاف المدن الأندلسية الكبرى كقرطبة و غرناطة، وأصبحت أهم موانى الأندلس في القرن الرابع الهجرى. وفى (344هـ) أمر الخليفة عبد الرحمن الناصر ببناء مركب كبير للغاية في دار الصناعة بالمرية، وفى عام (344هـ) اضطر المعز الفاطمى إلى إرسال أسطول إلى المرية، وأخرى ما كان راسيًا به من مراكب، وكذلك نزل فريق من البحارة إلى المدينة، وأحرقوا ودمروا وأسروا، وحملوهم معهم إلى صقلية. احتفظت المرية في عصر ابن عامر بالمركز العالي في التفوق البحري، وكانت المرية مركزًا للسفن القادمة من المشرق، وعلى إثر سقوط الخلافة الأموية بالأندلس تفككت الدولة اللأندلسية واقتسم رؤساء الأندلس أهم مدنهافيما عرف بعصر الطوائف . تغلب على المرية خيران العامرى فتى المنصور بن عامر سنة (405هـ)، ثم أصبحت مملكة المرية بعد ذلك تابعة لمعن بن صمادح، وخلفه ابنه أبو يحيى محمد بن معن. ووقعت المرية تحت حكم المرابطين بعد معركة الزلاقة (484هـ)، وبعد ضعف دولة المرابطين وقعت تحت حكم الموحدين عام (542هـ). ولم تعد المرية اليوم إلا مدينة صغيرة أقرب ما تكون بالقرية بسبب صعوبة الاتصال بينها وبين مدن الأندلس.

[تحرير] آثار ومعالم:

تبقى في المدينة آثار بسيطة لمسجدها الكبير الذى تحول إلى كنيسة سان خوان، وهذه الآثار لاتزيد عن المحراب وجدار القبلة، ويزين المحراب طبقة جصية تحتشد فيها زخرفة من التوريقات يرجع بعضها إلى عصر الخلافة، والبعض الآخر إلى عصر الموحدين الذين أصلحوا المسجد بعد أن خلصوا المرية من احتلال جيوش قشتالة. وتبقى أيضًا في ربض الحوض وعلى مقربة من طريق شانكا بقايا جدران منزل مكسوة بطبقة جيرية عليها زخارف هندسية مخططة بخطوط تؤلف أربعة أنواع من التكوينات الهندسية المتشابكة، ويغلب على الظن أن هذه الدار ترجع إلى عصر المرابطين لتشابه هذه الزخارف بزخارف قصر منتقوط بمرسية