عين مليلة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إن الحديث عن تاريخ الأمصار والمدن والقرى يجعلنا نؤكد بادئ ذي بدء بان هذا التاريخ مصدره الذاكرة الجماعية وكل المعطيات الموضوعية والشهادات النزيهة عن الأحداث وعن الرجال وإذا كانت قلة الوثائق وانعدامها أحيانا يفرض علينا في أغلب الأحيان الاعتماد المطلق على الذاكرة مما يشكل عقبة أمام المؤرخ النّزيه فإن جمع ودراسة وتحليل كل ما قيل عن تاريخ مدينة ( عين مليلة ) ليس بالأمر السهل ، لأن الكتابة الموضوعية للتاريخ يجب أن يكون مصدرها ( ذاكرة أمينة) تساهم في الحفاظ على ذاكرة الشعب وتاريخ الأمة . نظرة تاريخية كما سبق وأن ذكرنا أنه لا يوجد مصدر ثابت وموقف عن تاريخ هذه المدينة ، لكن وجب علينا الاجتهاد وتقصّي الحقائق التاريخية من أفواه شيوخ هذه المدينة الذين لم يبقي منهم الزمن إلا القليل ، ولعل أغلب الروايات وأرجحها تقول : ان تاريخ مدينة عين مليلة يعود إلى أزمنة غابرة ( لم نجد مصدر في الوثائق ) حيث أنها كانت في ما سبق نقطة التقاء قبائل البدوي الرّحل ( رحلة الشتاء والصيف ) ومكان إقامة الحجاج والتجار المتجهين إلى بلاد الشام وأثناء العودة إلى بلاد المغرب الأقصى . وقد ورد في كتاب الأستاذ ( مبارك الميلي ) ( الجزائر في ضوء التاريخ ) ذكر تاريخ ما حول مدينة عين مليلة منذ القديم من سكان وتضاريس وعادات وتقاليد لغة واحدة وهذا دليل قاطع على أن سهول مدينة عين مليلة لم تكن آهلة بالسكان وذلك لأسباب عدة أهمها : 1 الغزو المتلاحق لهذه المنطقة من طرف (الوندال الرومان ....إلخ ). 2 عدم إتقان فنون قتال عند هؤلاء السكان (الدفاع عن النفس ضد الغزات) . 3 عدم التمكن من تقنية التحصين من السهول ( بناء حصون وقلاع ) 4 إنعدام الصناعات الحربية ( صناعة أسلحة تقليدية ) 5 الطبيعة المسالمة لهؤلاء السكان 6 المتعود على حياة الخيال وتفضيلها عن سواها لما فيها من حرية وبساطة . • تاريخ المنطقة أثناء الفتوحات الإسلامية . كم تصل الفتوحات الإسلامية لهذه المنطقة إلا في فترات متأخرة من زمن الفتح لشمال إفريقيا وذلك : - لصعوبة التضاريس المحيطة بمنطقة عين مليلة ( جبال ، ـودية خاصة في ( أولاد قاسم ، أولاد بلعقل ) - هذه التضاريس التي لم تتعود عليها الفاتحون الجدد مما صعب في مهنتهم . - احتماء السكان الأصليون لهذه المنطقة بالحيال . غير أن الفترة السليمة لهؤلاء السكان الأصليون في المنطقة قادتهم إلى الترحاب بالفاتحين الجدد واعتناق الدين الجديد واصبح بحمد الله كل سكان هذه المنطقة على دين الإسلام .. تاريخ المدينة أثناء التواجد العثماني في الجزائر أثناء الحكم العثماني للجزائر لم يكن كما سبق وان ذكرنا تواجد فيما يسمى مدينة عين مليلة غير انه بدأت تظهر تجمعات سكنية شبه حضارية حول هذا السهل الشاسع ( عين مليلة ) مثل ( القصر – سيقوس هنشيرتومغني ) التي كان بهما مكتبان للحاكم العثماني لتسيير شؤون المنطقة كلها . غير انه بدأت تبرز في الأفق بوادر ظهور تجمع سكاني مؤقت ( يظهر ثم يندثر وذلك جراء ما كان يعرف برحلة الشتاء والصيف عند البدوي الرحل حيث كانوا يقيمون لأيام في هذا السهل طلبا للراحة والكلاء لما ... ثم يواصلون الرحلة غما شمالا في الصيف او جنوبا ( العودة ) شتاءا . ولا تخفى على عاقل أن خيام البدوي لا تضرب إلا حول (عين ماء ) وهذا أيضا دليل على تواجد عين ماء عذب لا تزال إلى يومنا هذا وهذه العين توجد بالقرب من الجدار الجنوبي لحديقة عين مليلة وسط المدينة أي مقابلة لباب دار البلدية الشمالي .