الشارف الغرياني

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



( الشارف باشا حمد الكميشي الغرياني ) ، ولد في زاوية جنزور شرق مدينة طبرق في شرق ليبيا سنة 1293 هـ - 1877 م و توفي في منطقة " أبو زيان " بمدينة غريان بالجبل الغربي غرب ليبيا بتاريخ 26 فبراير 1945 هو أحد قادة ليبيا السياسيين القدامى قبل وجود الحكومة المستقلة الليبية ((المملكة الليبية بملكية الملك إدريس السنوسي )) ، وكان مرافقاً للسيد محمد الرضا السنوسي شقيق الملك إدريس وولي عهده فيما بعد وكان ممن تفاوضوا بأسم إدريس السنوسي مع السلطات الإيطالية ... وهو من أبرز الشخصيات التي تلي السيد عمر المختار و السيد أحمد الشريف في الاهمية حيث ذاع صيته في أرجاء ليبيا بطلبه من عمر المختار المهادنة و عقد السلام مع القوات الإيطالية التي كانت تكبح جماح المجاهدين بواسطة حملة الإعتقالات و سفك دماء اهلي القرى و الواحات خاصةالتي كانت تدعم عمر المختار في ذلك الحين ، يذكر من أهالي غريان القدامى و شيوخها ان (( الشارف الغرياني )) لم يطلب من عمر المختار الإستسلام بل طلب عقد هدنة مؤقتة بين المجاهدين و بين القوات الفاشيستية و بالموافقة المشروطة حتى يتم التوصل إلى خطط نهائية من قبل المجاهدين لإحداث معارك حاسمة تطرد الإستعمار الإيطالي ، أي أن كل القصد من الغرياني هو إراحة فيالق المجاهدين لإلتقاط أنفاسها و العودة من جديد للجهاد ، و لكن فيما يبدو أن عمر المختار كان يعتبر كل هدنة خيانة و حصل جدل كبير بين القائدين مما أدى إلى إنتهاء الجدال بإتهامه بالخيانة و التبعية و سواد هذه الفكرة في أرجاء الوطن العربي خصوصاً بعد إظهار هذه الصورة في فيلم أسد الصحراء..... والسبب إنه تم إظهاره بالفيلم بمعية السيد محمد الرضا وجاء بمشهد الفيلم أن عمر المختار يوبخهما وهذا من المستحيلات حيث أن عمر المختار من أتباع السنوسيين وأدبياته لاتسمح له بالتطاول وسوء الأدب معهم ... وكان الغرض من المشهد تشويه جهاد السنوسيين وقيادتهم لحركة الجهاد في ليبيا

وهي صورة بالغت في إظهار هذا القائد المحنك بمظهر الخيانة ، ولا زال أهالي المنطقة الشرقية يكنون للرجل كل مظاهر الإحترام والتقدير ، ويظهر ذلك في حسن معاملته لأبنائه حتى اليوم .

ويحفظ لنا التاريخ هذه الرسالة التي ارسلها عمر المختار رداً على رسالة من الشارف الغرياني الذي أكرهته إيطاليا ليتوسط لها في الصلح مع عمر المختار وايقاف الحرب.

(قال بعد البسملة والتصلية على رسول الله القائل أن الجنة تحت ظلال السيوف. الى أخينا سيدي الشارف بن أحمد الغرياني حفظه الله وهداه، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ومغفرته ومرضاته. نعلمكم أن إيطاليا إذا أرادت أن تبحث معنا في أي موضوع تعتقد أنه يهمها ويهمنا فما عليها إلا أن تتصل بصاحب الأمر ومولاه سيدي السيد محمد إدريس ابن السيد محمد المهدي ابن السيد محمد السنوسي رضي الله عنهم جميعاً، فهو الذي يستطيع قبول البحث معهم أو رفضه، وأنتم لا تجهلون هذا بل وتعرفون إذا شئتم أكثر من هذا ومكان سيدي إدريس في مصر معروف عندكم وأما أنا وبقية الاخوان المجاهدين لا نزيد عن كوننا جند من جنوده لانعصي له أمراً ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن لايقدر علينا مخالفته فنقع فيما لانريد الوقوع فيه حفظنا الله وإياكم من الزلل نحن لا حاجة عندنا إلا مقاتلة أعداء الله والوطن وأعدائنا وليس لنا من الامر شيء إذا ما أمرنا سيدنا وولى نعمتنا رضي الله عنه ونفعنا به بوقف القتال نوقفه وإذا لم يأمرنا بذلك فنحن واقفون عند ما أمرنا به ولا نخاف طيارات العدو ومدافعه ودباباته وجنوده من الطليان والحبش والسبايس المكسرين (هؤلاء الآخرين هم المجندون من بعض الليبيين) ولا نخاف حتى من السم الذي وضعوه في الآبار وبخوا به الزروع النابتة في الأرض نحن من جنود الله وجنوده هم الغالبون ونحن لا نريد لكم مايدفعكم إليه النصارى وظننا بكم خير والله يوفقنا ويهدينا وإياكم إلى سبل الرشاد وإلى خدمة المسلمين ورضاء سيدنا رضي الله عنه وسلام الاسلام على من تبع الاسلام.

13 ربيع الثاني 1344هـ نائب المنطقة الجبلية عمرالمختار