اليوم الثاني والعشرون
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
![]() |
|
غلاف الرواية | |
المؤلف | محمد علاء الدين |
---|---|
البلد | مصر |
اللغة | العربية |
الناشر | ِالعين للنشر |
الإصدار | 2007 |
عدد الصفحات | 100 |
سبقه | إنجيل آدم |
اليوم الثاني و العشرون رواية مصرية للكاتب محمد علاء الدين و هي الرواية الثانية بعد روايته الأولى إنجيل آدم و التي لفتت إليه الأنظار بشدة، كأحد أبرز كتاب الألفية الجديدة في مصر، بالاضافة لـأحمد العايدي و نائل الطوخي.
( عازف يكره البيانو و امرأة تحب الرسم و شوارع وسط البلد القاهرية التي تختلط فيها التظاهرات برواد المقاهي و الفنادق الأنيقة بالصور القديمة و اصداء السياسة بصفاقة الإدعاء و الاغنياء القدامى و الفقراء المحدثون. قصة لعلاقة لا اسم لها بين الشاب العازف و المرأة الرسامة وسط الحيرة و الضياع في مدينة متوحشة جميلة و التشظي الذي يعوق البحث عن اجابات لأسئلة لا اجابة لها فيما يبدو. يقدم محمد علاء الدين روايته الثانية التي تكمل—في سياق متصل و لكنه غير مكرر أو متشابه— تجربته الأولى في "إنجيل آدم"، و التي هي "تعاكس الشائع في الكتابة التقليدية في مصر (..) ببراعة و إيقاع واحد و لغة متدفقة" حسب جريدة الاهرام، كما تكمل "اليوم الثاني و العشرون" ولع الكاتب "بالمدينة الكوزموبوليتانية و نقض البنية التعاقبية الكرونولوجية للزمن" حسب جريدة اخبار الادب. رواية جديدة للكاتب الذي كانت روايته الأولى " نقلة نوعية وتجريبية في النص السردي المعاصر في مصر" حسب جريدة النهار اللبنانية.)
هذا الوصف المختصر هو التقديم التي اختارته دار العين للنشر كتقديم للرواية، و لكن أتت المتابعات الصحفية من حوارات و مقالات نقدية لتلقي مزيدًا من الضوء على تلك الرواية القصيرة التي أتت في مئة صفحة، فـ"فعماد الرواية إنسانٌ يمارس فعل التّذكر، أو استعادة حوادث علاقةٍ وضعت أوزارها. تالياً، لا يخفى على أحد، في هذا الإطار، أن كل عمليّة استعادة يستحيل أن تجيء كاملةً، مهما يحاول صاحبها أن ينحو بها نحو المثالية، أو ينقلها إلينا بحذافيرها. من هنا، كان لا بدّ للشخصية الرئيسية، في خضمّ ذلك، أن تنتقي من الحوادث ما توليه أهميةً، وما يشقّ طريقه إلى ذهنها بوتيرة أسرع من غيره، فتعيد علينا صوغه بشكل صور مرتّبة وفق نمطية خاصة ومختلفة، ترتبط بمقدار تأثير الحدث على نفسية بطل الرواية. من هذا المنطلق، لا عجب أن تنقلب مقاييس السرد رأساً على عقب، فيتابع القارىء نهاية الحدث قبل بدايته، أو يقرأ منتصفه قبل أن يعرّج على الثلث الأخير منه ليعود بعد ذلك إلى نقطة البداية. ولا عجب أيضاً أن يقفز علاء الدين بالقارىء، كما كرة اليويو، من حادث لمّا ينته بعد إلى آخر كان بدأ في زمن غير معروف. أما اختيار هذه المقاربة كأسلوب فنيّ يمتدّ على صفحات "اليوم الثاني والعشرون"، فمردّه على الأرجح إلى ولع بإعادة ترتيب الزمن، تجيز مدلولاته التركيز على صور دون غيرها؛ فيبرع الكاتب في بتر حوادثها، ثمّ العودة إليها متى وجد إلى ذلك سبيلاً، ببراعة وسلاسة في الأداء. يأتي هذا الفيض المبهم والمتخبّط في الذاكرة ليعكس اضطرابات إنسان يعيش، بدوره، حياةً متخبّطة، ويفعل فيه محيطه فعلاته، الواحدة تلو الأخرى، من دون أن يكون هو قادراً على أيّ فعل." كما كتبت "نور الأسعد" في جريدة النهار اللبنانية البارزة.
- و "هنا يلجأ الروائي الشاب "محمد علاء الدين" في روايته الجديدة "اليوم الثاني والعشرون" إلى تكنيك "الفلاش باك" بحرفية شديدة.. والغريب والجميل- في ذات الوقت- أنه يفعل ذلك دون أي إشارة.. فقط مساحة بيضاء صغيرة - ربما تكون غير ملحوظة- تنقلك من زمان لآخر ومن أشخاص لآخري
صحيح أن هذا التكنيك ربما يكون مربكاً للقارئ في أول الأمر.. إلا أنه بعد أن تنتهي من قراءة الصفحات الأولى من الرواية ستكون قد اعتدت على هذا الأسلوب بل ربما تكون أحببته أيضا لأنه يمزج في نعومة ودون قطع مفاجئ بين تفاصيل الراوية وأحداثها.. الأمر أشبه بلعبة يلعبها الأطفال الصغار.. إذا ينطق أحدهم بكلمة ما وعلى الذي يليه أن يتوصل في سرعة إلى كلمة أخرى أول حرف فيها هو آخر حرف في الكلمة الأولى.. وهكذا
في "اليوم الثاني والعشرون" ستتعرف على خريطة لشوارع وسط البلد بالقاهرة وهي منطقة محببة لهواة الكتابة والفن بشكل عام إذ بمبانيها المصنوعة بأيدي فنانين حقيقيين، ومحلاتها المتنوعة من أول الملابس ونهاية بالآيس كريم، إضافة إلى مقاهيها ذات المذاق الخاص.
كل هذا يشكل عالما خاصا وفريدا نجح "محمد علاء الدين" أن يعبر عنه بشكل جذاب جدا ومتسق تماما مع أحداث الرواية التي تتشكل فيها أول خطوط قصة حب بين عازف بيانو - أجبره والده على امتهان تلك المهنة التي لايحبها- و امرأة مطلقة تهوى الرسم.. وهي قصة الحب التي تتشابك تفاصيلها وتتباعد وتتقارب بمنطقية في بعض الأحيان وبكثير من الصدمة والتحولات المفاجئة في أحيان أخرى
وكما نجح "محمد علاء الدين" في صنع شخصية البطلين الرئيسيين، فهما نماذج موجودة بالفعل في مجتمع "وسط البلد الثقافي" فإنه صنع شخصيات أخرى بشكل لا يقل حرفية رغم أنها لم تكن حاضرة في كل تفاصيل الصورة إلا أن دورها المؤثر كان واضحا مثل شخصية الأب، ومدام "هاجوبيان" معلمة البيانو وحتى القطين "فريدي" و"فرعون" والأخير تحديدا تصدرت صورته غلاف الرواية.
جمل وعبارات "محمد علاء الدين" جاءت قصيرة ومركزة ومكثفة ببراعة ملحوظة، وهو ما جعلها قادرة على أن تنقل للقارئ المشاعر والوصف في إيجاز ودون ثرثرة أو مط ". كما كتب "محمد هشام عبية" في موقع بص و طل الاليكتروني.
- و في مناقشة للرواية أقيمت في مقر دار العين، قدم د."سامي سليمان" رؤيته للرواية، فذكر أن "الاتكاء على الذات" و"التشظي" من السمات المهمة التي تميز شخصية البطل في الرواية، فالبطل في الرواية طوال الوقت يعيش في عالمه الذاتي، ومفروض عليه مصيره بدءا من دارسته للبيانو كما قرر أبوه إلى علاقتة بـ"مها" التي لا يعرف مشاعره تحديدا تجاهها إن كانت حبا أم صداقة! وأضاف د."سامي سليمان" أنه حتى عندما أتيح للبطل الانتماء بأن يصبح أبا في الرواية، فإنه تردد في ذلك الاختيار إلى أن فرض عليه مصيره مرة أخرى!
وإذا كان د."سامي سليمان" يرى أن عدم الانتماء هو مفتاح شخصية البطل، فإن الكاتب الكبير بهاء طاهر يرى أن ذلك يرجع إلى "النرجسية" الشديدة التي تميزه، فالبطل يريد أن يعيش في شرنقة وخروجه من هذه الشرنقة يصيبه بالذعر، كما أشارت الرواية في مواطن عديدة، كما رأى أن محمد علاء الدين نجح في أن يخوض في مواضعات غير تقليدية في الكتابة ولم يخضع للأمور المسلم بها.
واتفق كل من د."سامي سليمان" و "بهاء طاهر" أن اللغة في الرواية اتسمت بالإيجاز والتكثيف، وأنها جاءت لتكشف عن حقائق نفسية عميقة سواء في نفسية الرواي البطل أو في الموقف الروائي من الحياة.
- و عن رمزية العنوان "اليوم الثاني و العشرون"، و الذي لا يضع له الكاتب تفسيرًا واضحًا في الرواية، فقد ذهبت "نور الأسعد" و "محمد هشام عبية" إلى أن العنوان يعني اليوم الذي سقطت فيه بغداد، و هو الأمر الذي تأكد منه الصحافي المصري أحمد وائل في حواره مع المؤلف في جريدة أخبار الأدب، حيث يكتب الآتي:
- "اليوم الثاني والعشرون، عنوان الرواية الثانية لعلاء الدين، إشارة إلي يوم بداية الحملة الأمريكية علي العراق، وهو حدث هامشي في أحداث الرواية، ولكن الهم السياسي هنا يتجسد في انعكاس تأثير الهزائم العامة علي الفردية فيكون سقوط دولة ما لخروج الراوي من همه الصغير..يقول علاء:-مساحة التعبير عن الهم السياسي محدودة مما يعكس قلة أهميته عندي..فلا يمكن كتابة هذا الهم الآن بطريقة نجيب محفوظ، كأحد المتمكنين من هذه الكتابة حيث يمكنك قراءته بأكثر من مستوي منها الفني والسياسي. ويتشابه الأمر مع كتاب الستينيات و السبعينيات حيث كان الهم السياسي واضحا لديهم، وفي النهاية فإن تغير العالم والمجتمع جعلا الموضوعات حالية بعض الشئ..بمعني أن تكون ككاتب بعيدا ومتورطا في الوقت نفسه، وذلك من خلال تدفق المعلومات فأنت تشاهد كل ما يحدث من خلال الصورة التي تنقلها الفضائيات الإخبارية".