داود بن علي الظاهري

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

داود بن علي الظاهري بن خلف، البغدادي، إمام مجتهد و فقيه, المعروف بالأصبهاني, يكنى الإمام داود بن علي ب " أبي سليمان " واشتهر بهذه الكنية لكن اشتهاره باسمه " داود بن علي " أكثر من اشتهاره بها (200-270 هـ). نسب إلى أَصْبَهان، وهي مدينة لا تزال قائمة إلى الآن في إيران. هناك من يرى أن الإمام الكبير داود بن علي ليس من أصبهان ، وإنما هو عراقي بغدادي ، ونسبته لأصبهان ؛ لأن أمه أصبهانية.


[تحرير] ثناء العلماء عليه :

وقد أثنى عليه عدد من الأئمة الأعلام ، ومن ذلك :


  • قال النووي : فضائل داود ، وزهده ، وورعه ، ومتابعنه للسنة مشهورة .
  • وقال الصّفَدي: كان زاهداً متقلِّلاً كثير الورع ...وكان من أكثر الناس تعصُّباً للشافعي ، وصنَّف في فضائله والثناء عليه كتابين ،وكان صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير من الظاهرية ... وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد . قيل إنه كان يحضر مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر ، وكان من عقلاء الناس .
  • وقال شمس الدين محمد بن علي الدّاوودي : الإمام الحافظ المجتهد الكبير ... كان إماماً فاضلاً صادقاً ورعاً .
  • وقال أبى إسحاق الشيرازى : كان زاهداً متقلّلاً.
  • وقال أبو العباس : كان داود عقلُه أكثر من علمه . وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد.
  • وقال القاضي المَحامِلي : رأيت داود بن علي يصلي ، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه .
  • وقال الذهبي في " السير " : الإمامُ ، البحرُ ، العلامة، عالمُ الوقت ... رئيس أهل الظاهر ... بصيرٌ بالفقه ، عالمٌ بالقرآن ،حافظٌ للأثر ، رأسٌ في معرفة الخلاف ، من أوعيةِ العلمِ ، له ذكاءٌ خارقٌ ، وفيه دِينٌ متينٌ .
  • وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن مُفرج الأشبيلي النباتي : وداود بن علي ثقة ، فاضل إمام من الأئمة لم يذكره أحدٌ بكذب ولا تدليس في الحديث رحمه الله .
  • وقال السيوطي : صنّف التصانيف ، وكان بصيراً بالحديث صحيحه وسقيمه ، إماماً ورعاً ناسكاً زاهداً . كان في مجلسه أربعمائة صاحب طَيْلَسان أخضر .
  • وقال السبكي : وكان أحد أئمة المسلمين وهداتهم ... وقد كان موصوفاً بالدين المتين .
  • وقال العماد الحنبلي : الإمام الفقيه ... وكان ناسكاً زاهداً ... وكان داود حافظاً مجتهداً إمام أهل الظاهر .
  • وقال الألباني : الفقيه ، إمام أهل الظاهر ، وهو صدوق ثقة ، فاضل .

[تحرير] المآخذ التي أخذت على الإمام داود بن علي

  • 1ـ قوله : القرآن مُحْدَث.

وإن كان داود وأبو معاذ وغيرهما لم يريدوا بقولهم إنه مُحْدَثٌ أنه بائن عن الله كما يريد الذين يقولون إنه مخلوق ، بل ذهب داود وغيره، ممن قال إنه مُحْدَثٌ وليس بمخلوق من أهل الإثبات أنه هو الذي تكلم به، وأنه قائم بذاته ليس بمخلوق منفصل عنه.

  • 2ـ قوله عن القرآن : أما الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق ، وأما الذي هو بين الناس : فمخلوق .

سئل عن القرآن فقال : القرآن الذي قال الله نعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ) وقال : ( في كتاب مكنون ) غير مخلوق ، وأما الذي بين أظهرنا يمسه الحائض والجنب فهو مخلوق. هذا الإسناد فيه نظر, قال الدار قطني : ضعيف .

  • 3_ قوله : لفظي بالقرآن مخلوق .

الإمام الذهبي قال في " ميزان الإعتدال " ( 1/ 544) في ترجمة الحسين بن علي الكَرَابيسي بعدما ذكر قوله : " القرآن كلام الله غير مخلوق ، ولفظي به مخلوق " . فتعقبه الذهبي قائلاً : " فإن عني التلفظ فهذا جيد ، فإن أفعالنا مخلوقة ، وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق ، فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهماً " .

ويجدر بنا أن ننقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ليضع القارىء على حقيقة الخلاف بين أئمة الحديث في لفظ القارىء للقرآن، قال :

" وكان أهل الحديث قد افترقوا في ذلك فصار طائفة منهم يقولون : لفظنا بالقرآن غير مخلوق ، ومرادهم : أن القرآن المسموع غير مخلوق ، وليس مرادهم : صوت العبد ، كما يذكر ذلك عن أبي حاتم الرازي ومحمد بن داود المصيصي وطوائف غير هؤلاء . وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه ، ففهم ذلك بعض الأئمة فصار يقول : أفعال العباد أصواتهم مخلوقة رداً لهؤلاء ، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنَّة ، وصار يحصل بسبب كثرة الخوض في ذلك ألفاظ مشتركة ، وأهواءٌ للنفوس حصل بسبب ذلك نوعٌ من الفرقة والفتنة."

[تحرير] مصادر

  • " الأنساب " (1/ 175) .
  • مثل ابن خلكان في " وفيات الأعيان " (1/ 92) وياقوت الحموي في " معجم البلدان " (1/ 246ـ 247) .
  • تهذيب التهذيب (10/ 462 ـ 463) .