ساطع الحصري
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزلتها. وسمت هذه المقالة منذ: أغسطس 2007 |
أبوخلدون ساطع الحُصْري هو أحد مؤسسي الفكر القومي العربي، وهو أحد الدعاة والمصلحين القوميين التي زخر بهم المشرق العربي ممن تبنوا الدعوة إلى القومية العربية أمثال عبدالرحمن الكواكبي وشكيب أرسلان في أواخر القرن التاسع عشر، وزكي الأرسوزي في أوائل القرن العشرين.
وأبو خلدون ساطع الحُصْري يعد بحق من أبرز المنادين والمدافعين عن فكرة القومية العربية.
فهرس |
[تحرير] نشأته
نشأ الحصري في كنف الحكم العثماني وشغل عدة مناصب في بلاط السلطان عبدالحميد الثاني حتى سقوط دولة الخلافة ثم رحل إلى دمشق عام 1919.
تولى في دمشق منصب وزير التعليم إلى أن خلع الملك فيصل الأول عام 1920، فرحل إلى العراق عام 1921.
عمل في العراق على تطوير مناهج التعليم فيها، وظل يدعو إلى فكرة القومية العربية وكانت له صلات قوية بالساسة العراقيين آنذاك إلى أن قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941.
على أثر ثورة رشيد عالي الكيلاني قام الإنجليز بنفي ساطع الحصري إلى حلب ومنها تسلل إلى بيروت حتى عاد مرة أخرى إلى دمشق عام 1944 حيث دعته حكومة سوريا المستقلة للعمل كمستشار لصياغة النظام التربوي والتعليمي في البلاد.
انتقل إلى القاهرة عام 1947 وعين مدير لمعهد البحوث والدراسات العربية عام 1953 حتى توفي هناك عام 1968.
[تحرير] مؤلفاته
اتسعت مؤلفاته التي تتناول الدعوة إلى فكرة القومية العربية إلى أكثر من عشرين مؤلفاً.
[تحرير] دفاعه عن عروبة مصر
تعددت مناظراته الفكرية ومجادلاته للدفاع عن القومية العربية، ففي مواجهة دعاة فكرة الإقليمية في مصر يرى الحصري أن من شأن اللغة والتاريخ أن يجعلا لمصر المكانة القيادية في العالم العربي.
أرجع الحصري تجاهل مصر الإستجابة لقضية القومية العربية قبل الثورة لعاملين:
- الأول: هو حالة العزلة التي أحدثها الإحتلال البريطاني.
- الآخر: إلى ارتباط بعض النخب في مصر بروابط وولاءات تتنافى مع الروح القومية.
وقد اهتم الحصري بالرد على محاولات بعض المفكرين المصريين صياغة هوية ثقافية مصرية خاصة تستند إلى التراث الفرعوني أو الأوروبي، حيث اعترض على حجج الدكتور طه حسين التي جاءت في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" بأن مصر جزء من أوروبا في طابعها وطباعها وأنها في نفس الوقت تحتفظ بهويه خاصة فرعونية الجوهر.
استنكر الحصري فكرة فرعونية مصر معللاً ذلك بأنه إذا كانت المشاعر الفرعونية تتأصل في وجدان المصريين فإنه يجب معه أن تستعيد لغة الفراعنة وحضارتهم، وأن مصر لايمكن أن تنبذ العروبة الحية تحت دعوى الإنتماء إلى حضارة ميتة.
أما فيما يتعلق بدعوى الإنتماء لأوروبا فقد دحض تلك الدعوى بتأكيده على أن مايشد ويربط مصر بدول مثل العراق وتونس أقوى ممايربطها بدول البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا واليونان.
[تحرير] مواجهاته ضد دعاة الإقليمية
في مواجهة دعاة الإقليمية في سوريا والمشرق العربي ومن أبرزهم أنطوان سعادة مؤسس الحزب القومي السوري الذي كان ينفي وجود أي رابط بين سوريا وغيرها من الدول العربية التي كان يصفها بالبداوة مكتفياً بالرباط الجغرافي بين الكيان السوري ولبنان لتمييزهما عن الدول العربية الأخرى، نجد الحصري يرفض الرباط الجغرافي فقط كأساس للقومية ويرفض أيضاً التسليم بوجود سمات ومميزات للسوريون تختلف عن تلك التي تتسم بها الشعوب الأخرى، بل أن الحصري كان ينفى تماماً وجود مايعرف بالإقليم السوري بمعناه الإداري الحديث حتى عام 1943.
[تحرير] الحصري بين الوحدة العربية والوحدة الإسلامية
على عكس عبدالرحمن الكواكبي ومحمد عبده ورشيد رضا، نجد الحصري يتبنى دعوته من منطلق علماني استناداً إلى اللغة والتاريخ متجاهلاً أهم رابط بين تلك الشعوب وهو الرباط الديني أو الإسلامي متبنياً أن فكرة القومية العربية نشأت عند المفكرين المسيحيين قبل المسلمين، وأن المسيحيين ساهموا في بناء الحضارة العربية قبل وبعد الإسلام.
وفي مواجهة تصور البعض للقومية العربية على أنها تتنافى مع الإسلام أو الذين يروا في القومية نوع من أو عودة إلى عصبية قد نهى الإسلام عنها أو أولئك الذين ينادون بالوحدة الإسلامية بدلاً من الوحدة العربية نجد الحصري يرى أنه برغم أن فكرة الوحدة الإسلامية تعد أوسع وأشمل من مفهوم الوحدة العربية إلا أنه ليس بالإمكان المناداة بالوحدة الإسلامية قبل المناداة بالوحدة العربية، لذلك نجده يؤكد أن من يعارض الوحدة العربية هو في الحقيقة معارض للوحدة الإسلامية أيضاً.
وبرغم بديهية منطق الحصري فقد كانت رقعة الإلتقاء محدودة بين فكره القومي العربي الوحدوي وبين أصحاب التوجهات الإسلامية، ذلك لأن الحصري حاول أن يحوّل معتقدات الإسلاميين إلى خدمة الوحدة العربية، لكنه لم يضع القومية العربية أبداً في خدمة الوحدة الإسلامية.
[تحرير] المصادر والمراجع
د. جمال سلامة علي: كتاب "من النيل إلى الفرات..مصر وسوريا وتحديات الصراع العربي الاسرائيلي"، الناشر دار النهضة العربية 2003، من ص 25 : ص 27.