عبد الوهاب النعيمي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

[تحرير] نشأته وحياته

  • هو عبد الوهاب بيك النعيمي كما يعرفه البغداديون 1878 - 1926 م ينتمي إلى عائلة معروفة متحدرة من قبيلة النعيمي فخذ البيّوض التي تقطن منطقة الحويجة شمال غرب بغداد. شارك والده ناظم حسن زيني النعيمي الضابط في الجيش العثماني في الهجوم العثماني لتحرير ولاية بغداد من هيمنة المماليك في المعارك الحاسمة منتصف القرن التاسع عشر, وكوفئ بعد تحقيق النصر على المماليك بتوليته على اثر ذلك بمنصب وكيل الحاكم العسكري لولاية بغداد.

[تحرير] علاقته بالنقيب ودوره في الحياة السياسية:

في مستهل حياته السياسية شغل عبد الوهاب النعيمي درجة باشكاتب التي اهلته لتولي منصب مدير عام دائرة العقار- الطابو التابعة لولاية بغداد في الدولة العثمانية والتي كانت تشرف على ولايتي الموصل و البصرة ، ذلك المنصب الذي جعله يتنقل بين بغداد والعاصمة استنانبول لتنظيم شؤون الاملاك والعقارات والأراضي الحكومية والزراعية في أرجاء العراق، وهذا المنصب قد ساعده ايضاً على تكوين علاقات مهمة مع العديد من الشخصيات الوطنية العراقية من مدنيين وعسكريين من الذين لعبوا دورا في استقلال العراق وتأسيس دولته، منهم نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن الكيلاني النقيب و الفريق نوري سعيد باشا الذي اصبح لاحقا رئيساً للوزراء والفريق جعفر العسكري ، والذي أسهم عبد الوهاب النعيمي بترشيح اسمه لتولي وزارة الدفاع و عبد المحسن السعدون ، وكذلك علاقته الوطيدة بكل من بكر صدقي الذي قاد أول انقلاب عسكري في المنطقةعام 1936 و رشيد عالي الكيلاني باشا الذي اصبح عام 1941 رئيسا لوزراء حكومة الإنقاذ بعد دخول العراق في الحرب العالمية الثانية.


كما كان عبد الوهاب النعيمي ناشطا في الجمعيات التي تدعو لاستقلال العراق من الحكم العثماني ، وعند تأسيس العراق ونظرا لمكانته وعلاقاته مع الكثير من الشخصيات السياسية والعسكرية المؤثرة ، اختاره عبد الرحمن النقيب عضواً في المجلس التأسيسي الذي كانت من مهامه تأسيس المملكة العراقية وتأسيس الوزارات والدوائر المختلفة حيث ، لعب دورا في ترشيح بعض الوزراء والمسئولين وبتأسيس بعض المؤسسات الحكومية للدولة العراقية . وعند تشكيل الحكومة الجديدة والتي رئسها عبد الرحمن النقيب كاول رئيس وزراء عراقي ، والتي سميت بالحكومة الانتقالية ، اختير عبد الوهاب النعيمي لمنصب مديرا عاما لمديرية العقاري ، ثم تقلد بعد ذلك عدد من المناصب الحكومية. كما تمت ترقيته من مرتبة افندي التي سبق وان منحهتها له الدولة العثمانية إلى مرتبة بيك بعد تأسيس الحكم الوطني او الاهلي العراقي كما كان يطلق عليه يومذاك.

[تحرير] مراسلاته في تأسيس الدولة العراقية:

عرف من خلال مراسلاته مع الشخصيات الوطنية العراقية المقيمة في كل من بغداد واستانبول والموصل والبصرة والتي تمحورت حول المداولات الخاصة بتأسيس العراق والكيفية التي بموجبها يرى تاسيس دوائر العراق ومؤسساته الحكومية ، وترشيح الاشخاص البارزين لتولي المهام الحكومية. والتي جمعها ووضعها تحت عنوان "يوميات عبد الوهاب النعيمي" ، والتي استعان بها مؤرخو حقبة العهد الملكي من امثال عبد الرزاق الحسني و جعفر الخياط في التثبت من بعض الحقائق والأحداث وراء الكواليس والتي لعبت دورا في تأسيس دولة العراق عام 1921 .


رشح لمنصب عضو مجلس الاعيان عام 1928، إلا أنه أصيب بمرض عضال وهو في إستانبول مبعوثاً مع الوفد الحكومي الذي زار تركيا للتفاوض بشأن ترسيم الحدود العراقية مع تركيا والمطالبة ببعض الأراضي ذات الطبيعة السكانية العربية يومذاك كديار بكر ، وتوفي بعد عودته بفترة وجيزة من نفس العام, حيث تولى نجله التربوي المعروف صفاء الدين النعيمي اعادة جمع وتنظيم المراسلات وبقية الوثائق المهمة ونشرها.