مستخدم:عرب الصقر
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تنحدر عرب الصقر دون أدنى شك من العرب القحطانية من سلائل طيء، وهو وكما جاء في كتب السير: جلهمة بن أد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن ارفخشذ بن سام بن نوح بن متوشلح بن أخفوخ بن لود بن مهلائيل بن قيثال بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. وطيء لقب له غلب على إسمه الأصلي ، وكهلان هو شقيق حمير ، وكان العدد في كهلان أكثر من حمير، وكان بنو كهلان يتناوبون الملك مع حمير ، كما قال في العبر، أما في وصايا الملوك ، فقال: إن حمير وكهلان لما قسم أبوهما سبأ الملك بينهما، جعل السياسة لحمير ، وجعل أعنة الخيل وملك الأطراف والثغور لكهلان.
انتقلت عشائر عرب الصقر وكما تشير المصادر التاريخية الى الشام تدريجيا كبقية القبائل العربية ، إلا أن أول تواجد موثق لعرب بنو لام المفارجة في بلاد الشام كان عام 903هـ، حيث أغار في هذا العام نائب دمشق على طائفة الأمير مسلب، أحد أمراء بني لام الذين آذوا الحج، وإن النائب أخذ منهم مالا كثيرا .
وكانت منازلهم تمتد من العلا حتى الحسا ، مع قبائل أخرى ، وبنو لام المفارجة طوائف عديدة منهم : السليم، وهم : بيت العمرو والمحمد والسالم ، ومنهم الصقر وهم: الدغمان والشيهان والطليحة، ومنهم : السهيل والزيان والحماد والمسعود والواصل، ومنهم الواحد وبنو لام ، وغير هؤلاء كثيرون، وطوائفهم متعددة، ودربهم الشام .
وفي عام 906 هـ توقفت أحوال الناس، وقطعت الطرق من كثرة العرب من المفارجة، وبني لام، خارج دمشق وأطرافها، وكثر الظلم، والإختلاف، والناس مرتقبون الفتن .
وفي عام 918هـ كان كبير أمراء عربان بنو لام المفارجة، الأمير مسلم، الذي حضر معه الأمير عساف كبير آل مرا . إلى دار السعادة، بحضور المباشرين ، وحلفوهما أنهما يقومان بما عليهما من حفظ الحجاج والطرق على العوائد القديمة، وأشهدوا عليهم بذلك جماعة . وقد خرج شيخ عرب بنو لام المفارجة ، سلامة بن فواز الملقب جغيمان، على الحجيج الشامي سنة 926هـ ، وقد استلم بعده قصب الزعامة ابنه الشيخ : نعيم بن سلامة بن فواز عام 965 هـ.
وفي عام 978هـ كان لعرب بنو لام المفارجة شيخان هما: الشيخ نعيم بن سلامة بن فواز، وقريبه الشيخ نصر الله .
وفي عام 1017 هـ كان لهما أيضا شيخان هما: الشيخ عمرو بن جبر الصقري شيخ عرب المفارجة، والشيخ رشيد السردي كبير عرب السردية الذين هم فرع من المفارجة .
والشيخ عمرو والذي يعرف بالمحفوظ الصقري، الذي أدركه الموت، بعد وصوله جنين، ليتفاهم مع أحمد بن طرباي الحارثي بعد تباحثه مع فخر الدين المعني في صيدا، إثر عزل الصقر عن مشيخة حوران، فدفن فيها في ذي الحجة عام 1030هـ .
أما الشيخ رشيد فهو المحفوظ السردي، حيث أن عام 1017هـ يسجل أول إنقسام لعربان بنو لام المفارجة الى عربين متناحرين ، هما : المفارجة الصقر والمفارجة السردية، وكانت الصقر تشكل السواد الأعظم من بني لام المفارجة ، لأن السردية كانوا فرعا من المفارجة كما جاء في بعض المصادر.
ولأن الغالبية هي التي تمكنت من حوران، بينما طردت الأقلية إلى أطرافها، ونواحي الأزرق، فطرد بنو لام المفارجة (الصقر) أبناء عمومتهم الى بر الشام ، فسردوهم سردا الى خارج حوران، كاما تقول الرواية الشعبية، وأصبح إسمهم السردية، وانفردت عرب الصقر بقيادة الشيخ عمرو بن جبر الصقري بصرة حوران، المخصصة لهم لقاء حمايتهم طرق الحج الشامي ، والبالغة قيمتها ثمانية آلاف قرش في ذلك الزمان.
واتخذت عرب الصقر من المزيريب، حيث منابع نهر اليرموك مقرا لمضاربهم، وأخذت تغير على العربان في سائر الأطراف.
وقد تسمت باديء ذي بدء بعرب المفارجة وبنو لام وكذلك الصقر ، فاندثر اسم المفارجة مع منتصف القرن السابع عشر، وحل محله تدريجيا اسم الصقر، وبنو لام، الى يومنا هذا.
ومن المرجح أن الإنقسام حدث في الفترة الواقعة بين عامي 978 هـ - 1017هـ، أي في أواخر زمن الشيخ نعيم (انعيم) بن سلامة بن فواز، والذي يبدو أنه التزم الحياد من هذا الخلاف، فالتحق به بعض عشائر عربان بنو لام المفارجة، حقنا للدماء، والذين أطلق عليهم فيما بعد عرب انعيم، أو عرب النعيمات ، وكانت عرب النعيمات طيلة مسيرتها التاريخية قريبة كل القرب من عرب الصقر وعرب السردية، وقد انضم عدد من عشائرها الى الصقر والسردية على حد سواء ، وان كان عددها عند الصقر أكثر منه لدى السردية .
وخلاصة القول أن الشيخ عمرو بن جبر الصقري (المفارجة( هو المؤسس الأول لما يعرف من ذلك الحين الى يومنا هذا بعرب الصقر، وأن الشيخ رشيد السردي (المفارجة) هو المؤسس الأول لما يعرف من ذلك الحين الى يومنا هذا بعرب السردية، وأن الشيخ انعيم بن سلامة بن فواز هو المؤسس لعرب النعيمات.
وهذا لا يعني أن أبناء قبيلة عرب الصقر جميعهم لاميون، بل أنه، وعلى العموم جميعهم طائيون كغيرهم من قبائل العرب بالمعنى الحديث، يجمعون بينهم سلائل من لام، وسلائل من ثعل، وسلائل من زبيد، وسلائل من جرم، وسلائل من شمر، وسلائل أخرى، فعشائر العرب كانت طيلة العهد العثماني، تنتقل بين تجمعاتها المنتمية اليها نسبا، دون أي حرج في الإنتقال، والتجمع، وإعادة التشكيل، مع الإحتفاظ بالأصل، فنرى مثلا أن عددا من عشائر الصقر قدمت من طيء العراق، ثم تصاهرت هذه السلالات الطائية فيما بينها واختلطت دماؤها، فربطتها ووحدتها الأرحام .
أسست عشائر عرب الصقر مشيختها في حوران جاعلة من المزيريب حيث منابع نهر اليرموك مقرا لعشائرها، تنطلق منه الى سائر الأطراف، وقد تعرضت الى ضغوط من الدولة العثمانية عبر مسيرتها التاريخية، في تلك النواحي من إصدار المراسيم بتثبيت حكمها لحوران، ومراسيم بعزلها وطردها عن حوران، وقد تحالفت مع فخر الدين المعني، وأدى تحالفهما الى السيطرة التامة على جنوب سوريا ولبنان وغالبية أرض فلسطين وشرق الأردن، لكن الدولة العثمانية لم تطمئن لهذا التحالف، فجردت جيشا قوامه خمسون ألف مقاتل، لمقاتلة حلفهم مما حدى بفخر الدين المعني الفرار الى إيطاليا إنطلاقا من صيدا، وفرار عرب الصقر عام 1613م، الموافق 1022هـ، ومعهم إبن فخر الدين المعني، "علي"، ذي الخمسة عشر ربيعا، فرارهم عبر الصحاري من حوران الى إربد، ثم عجلون، ثم قصر شبيب (الزرقاء)، والكرك، والشوبك، وادي موسى (البتراء)، وبئر السبع، في النقب ثم العودة الى الكرك، ثم معان، ثم الجفر، ثم وادي عظمان (السرحان)، قاصدين الجوف، ولم يصلوا الجوف، فانطلقوا نحو تدمر ثم السلمية، ثم القريتين، ثم بادية الشام، ثم حوران. وكانوا لا يقيمون الا يوما أو يومين أثناء فرارهم، وكان ذلك في فصل الصيف اللاهب ، متعرضين الى معارك دامية في غالبية محطاتهم، مودية بأرواح العديد من الطرفين.
جعلت عشائر عرب الصقر طيلة القرن السابع عشر من الجليل مقرا لها، ثم زحفت لتستولي على مرج بن عامر التابع الى جبل نابلس، ودارت حروب طاحنة بينهم وبيه جبل نابلس على المرج، منيت خلالها عشائر جبل نابلس بزعامة آل ماضي ومقرهم إجزم، والجرار ومقرهم صانور، بخسائر فادحة بالممتلكات والأرواح، كان من بينها مقتل إبن ماضي، وإبن جرار، حيث تمكنت قبيلة الصقر ان تدخل قلعة صانور عنوة، بعد أن إجتاحت مايزيد عن 47 قرية في المرج وما حوله، ثم تصالحت عشائر عرب الصقر مع جبل نابلس، وعقدوا معاهدة حلف مع آل جرار "بنعما"، وفرضت عشائر عرب الصقر الأتاوات (الخاوة) على جميع تلك النواحي.
كان لتعيين الصقر ظاهر العمر الزيداني زعيما رمزيا لهم حوالي عام 1720م، دور كبير لبسط نفوذهم على مرج بن عامر وجبل نابلس، نظرا لما تمتع به ظاهر العمر من علاقة وطيدة مع والي صيدا محمد باشا، هذه العلاقة التي ما كانت لتكون لولا دعم الصقر له بتوطيدها معه، طمعا من عرب الصقر في الإستيلاء على جبل نابلس، فتنازلت الصقر عن إحدى أفراسهم العريقة، المسماة "الزرقاء"، التي كان والي صيدا طلب شراءها من الصقر مرارا، فرفضت الصقر ذلك الى أن قدمتها له هدية عن طريق ظاهر العمر، كي يغض الطرف عن إستيلاء عشائر عرب الصقر بزعامة أميرهم الشيخ إرشيد الجبر الملاك على مرج بن عامر وجبل نابلس. ومن المعلوم أن الشيخ قعدان ظاهر السلامة والشيخ فايز هما اللذان أدخلا عام 1707م أسرة الزيادنة التي كانت تضرب بيوتها نواحي طبرية، في حلف عشائر عرب الصقر، حماية لهم من أهل طبريا، بسبب إقدام ظاهر العمر عندما كان من العمر ثمانية عشر عاما على قتل أحد أبناء طبرية.
إنكفأت عرب الصقر عن دعم ظاهر العمر عندما حاول متعاونا مع والي صيدا سلب مكتسبات عرب الصقر وحرمانهم أو تقليص عوائدهم، متحالفة مع جبل نابلس، وخسر حلف عرب الصقر وجبل نابلس في معركة الروحة قرب المنسي عام 1735م، فاستقرت الصقر إثرها في قيسارية، وأخضع ظاهر العمر جبل نابلس الى حكمه. ثم وسط ظاهر العمر سرا، الأميرة وطفاء، والدة الأمير جعدان ظاهر السلامة، للصلح بين الطرفين، لتخوفه من غدر العثمانيين ولحاجته الماسة لفرسان الصقر، وكان له ذلك، فعادت الصقر مرة أخرى حليفة لظاهر العمر ناشرة فرسانها في جميع البلاد التابعة لحكمة بما في ذلك جبل نابلس والبلقاء وعجلون والجليل.
لقبيلة الصقر نخوتان هما : حمر الشام ، وهيل الجدعاء ولكل منهما سبب في التسمية مفصلة في كتب المصادر. يا هيـل الجدعــاء يا حمـول الخيـل هــزم قناكـم واطعنـم بالحيـل يا هيـل الجدعــاء روحــم عصريـة حمـر الكفافي وحرابهـم مجليـة
وقال أحد شعراء العدوان القصيدة التالية، موجها إياها إلى أحد أمراء الصقر قبل عام 1860م:
هذولا أهل الجدعاء مهم ردييـن تراهـم هــم سعــوط المجنـي
وفي عام 1760م عندما تمردت البلقاء عن دفع الأتاوات بزعامة العدوان، هاجمت عرب الصقر عندما كانت صلحا مع ظاهر العمر، هاجمت فرسان الصقر بأسم الدولة، البلقاء بقيادة أميرهم جاسم بن سعيد بن قعدان بن ظاهر السلامة (قاسم السعيد)، فاحتل قلعة الصلط، وقد تراجعت عشائر العدوان إلى اللجون في الكرك، وسقطت قلعة السلط بعد مقتل العديد من فرسان الصقر، ودفنهم هناك في منطقة إسمها الجدعاء ، حيث أطلق عليها هذا الأسم، لأن الصقر كانت تغير على القلعة صائحة جدعاء ... جدعاء. و من ابرز شيوخ عرب الصقر الشيخ علي الذياب الزبيدي .
وكتبه علي بن فلاح الملاحي الصقري
المصادر والمراجع:1
. أعلام الورى صفحة 88 2. أعلام الورى صفحة 186 3. عبد القادر الجزيري، درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة صفحة 514، عدنان البخيت ، ولاية دمشق العثمانية في القرن السادس عشر. 4. أعلام الورى صفحة 136 5. أعلام الورى صفحة 200 6. عدنان البخيت: ولاية دمشق العثمانية في القرن السادس عشر. 7. الصفدي: لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني صفحة 87. 8. عدنان البخيت: ولاية دمشق العثمانية في القرن السادس عشر. 9. الصفدي: لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني صفحة 84-87 10. الصفدي: لبنان في عهد الأمير فخر الدين المعني صفحة 10-12 11. المصدر السابق: صفحة 10-12 12. عشائر عرب الصقر إبان الحكم العثماني- علي فلاح الملاحي 13. مشيخة عرب الصقر في حوران وعلاقاتها الثنائية مع لبنان – علي فلاح الملاحي