أكراد إيران
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فهرست |
[تحرير] التاريخ
إستنادا إلى د.زيار في كتابه "ايران...ثورة في انتعاش" والذي طبع في نوفمبر 2000 في باكستان [1] فإنه بحلول سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولغا شمال بحر قزوين وإستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفارسيين و الميديين اسس الميديون الذين إستقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الاخرى في الجنوب في منطقة اطلق عليها الاغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير ان الميديين و الفرس اطلقوا على بلادهم الجديدة اسم ايران التي تعني "ارض الاريين" [2].
إستنادا إلى تقديرات عام 2006 فإن مايقارب 7% من مجموع 68,688,433 من الساكنين في إيران هم من الأكراد ويقدر عددهم بحوالي 6.2 مليون نسمة [3] . يعيش معظم الأكراد في آذربايجان الغربية و محافظة کردستان و محافظة کرمانشاه و محافظة ايلام .
تشير مخطوطة قديمة من كتاب "أعمال أردشير بن باباك" إن صراعا نشأ بين مؤسس الدولة الساسانية أردشير الأول وملك كردي كان يدعى ماديغ [4] وهناك إشارة في موسوعة اللغة الفارسية المشهورة بإسم لغت نامه إن والدة أردشير الأول كانت كردية [5].
من القرن العاشر و حتى القرن الثاني عشر كانت هناك إمارتان كرديتان تهيمنان على المنطقة الكردية في إيران, الحسنوية البرزكانية (959 - 1015) و العنازية (990 - 1117) وفي القرن الرابع عشر وصلت امارة اردلان (1169 - 1867) إلى أوج قوتها إلى ان أنهى الملك القاجاري ناصر الدين شاه (1848 - 1896) نفوذ الأردلانيين في عام 1867.
حاول الصفويون اثناء فترة حكمهم إخضاع القبائل و الإمارات الكردية تحت نفوذهم وأدت هذه المحاولات إلى صراعات دموية إنتهت بهزيمة الأكراد وعقابا للاكراد قام الصفويون اثناء حكم تاهماسب الأول (1514 - 1576) بتدمير معظم القرى الكردية و تهجير ساكنيها إلى منطقة جبال البرز و خراسان [6] [7].
[تحرير] معركة قلعة دمدم
يعتبر معركة قلعة دمدم والتي تعرف عند الأكراد بملحمة دمدم من أهم المعارك التأريخية الموثقة في تأريخ الأكراد و يمكن رؤية آثار هذه الملحمة واضحة جدا في الأدب الكردي ويعتبر الأكراد هذه المعركة علامة بارزة في تأريخ صراع الشعب الكردي من أجل إستقلاله.
وقعت هذه المعركة بين الأكراد الذين كانوا يستوطنون المنطقة الواقعة قرب بحيرة ارومية بزعامة الأمير خان لبزيرين ومعناه بالعربية الأمير ذو الكف الذهبي و بين الصفويين بقيادة حاتم بيك في عام 1609 حيث كان الأمير الكردي يحاول الحفاظ على إستقلالية المنطقة من الهيمنة الصفوية و العثمانية فقام الأمير الكردي بترميم و تطوير قلعة دمدم ورأى الصفويون في هذه المبادرة خطرا على نفوذهم في المنطقة فقاموا بتحشيد جيش ضخم و فرضوا حصارا طويلا على القلعة من شتاء عام 1609 إلى صيف عام 1610 وإنتهى الحصار بهزيمة الأكراد وقام الصفويون بعد ذلك بحملة إبادة و تهجير للاكراد في تلك المنطقة [8]. تم ذكر هذه المعركة في الكتب التاريخية الفارسية و الصفوية والتركمانية ويعتبر الشاعر الكردي فقى تيران (1590 - 1660) أول كردي ذكر المعركة في عمل أدبي [9] ويعتبر هذا الحدث التاريخي من قبل الأكراد ملحمة تأريخية ذات أهمية بالغة.
[تحرير] التاريخ الحديث و جمهورية مهاباد
بالرغم من إن إيران أعلنت الحياد أثناء الحرب العالمية الثانية إلا ان الاتحاد السوفيتي توغلت في جزء من الأراضي الأيرانية وكان مبرر جوزيف ستالين لهذا التوغل هو ان شاه ايران رضا پهلوی كان متعاطفا مع أدولف هتلر ونتيجة لهذا التوغل هرب رضا بهلوي إلى المنفى وتم تنصيب محمد رضا بهلوي في مكانه ولكن الجيش السوفيتي إستمر بالتوغل وكان الجيش الأحمر مسيطرا على شمال إيران وكان ستالين يطمح إلى توسيع نفوذ الاتحاد السوفيتي بصورة غير مباشرة عن طريق إقامة كيانات موالية لها [10].
إستغل بعض الأكراد في إيران هذه الفرصة وقام قاضي محمد (1893 - 1947) بإعلان جمهورية مهاباد الكردية في 22 يناير 1946 [11] ولكن الضغط الذي مارسه الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي كان كفيلا بإنسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الأيرانية و قامت الحكومة الأيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرا من إعلانها وتم إعدام قاضي محمد في 30 مارس 1947 في ساحة عامة في مدينة مهاباد ومن الجدير بالذكر ان هذه الجمهورية القصيرة الأمد لم تكن معترفا بها دوليا [12].
[تحرير] الأكراد بعد الجمهورية الإسلامية
بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في شتاء عام 1979 إجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو (1930 - 1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا ان روح الله الخميني منع قاسملوا من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخيين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالأضافة إلى البعد القومي لكون اغلبية اكراد إيران من السنة [13]. في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الأيرانية بأمر من الرئيس الأيراني ابو الحسن بنی صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد و سنندج و باوه و مريوان [14].
ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في إستعمال لغاتهم في المجالات التعليمية و الثقافية ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية ويحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس او الآزريون [15]
إندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية و الأكراد من عام 1979 إلى عام 1982 وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي "كومه له" وتعني بالعربية "المجموعة" طرفين رئيسيين في الصراع ولكن و بحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين [16]. كانت قواة الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالی (1927 - 2003) مسؤليين عن إعتقال و إعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من اعضاء الحزبين المذكورين او المتعاطفين مع الحزبين [17]. أثناء حرب الخليج الأولى تمركز اعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وكانوا مدعومين من العراق وتم اثناء الصراع المسلح بين اكراد ايران و الحكومة الإيرانية تدمير مايقارب 271 قرية كردية [18].
بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان إسمه عبدالله رمضان زاده وقام بتعيين بعض السنة و الأكراد في مناصب حكومية رفيعة [19], وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 ويلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الأيرانيين .
في 9 يوليو 2005 تم قتل الناشط الكردي شوان قدري من قبل قوات الأمن الإيرانية [20] في مدينة مهاباد وحسب بعض الدعايات فإن قدري تم قتله عن طريق سحله في الشوارع ، ادت عملية قتل قدري إلى موجة عارمة من اعمال العنف لمدة 6 اسابيع في المدن الكردية, مهاباد و سنندج و بوكان و سقز و بانه و شنو و سردشت [21].
في أغسطس عام 2005 تم إختطاف 4 من الشرطة الأيرانية من قبل حزب كردي مسلح حديث النشوء واسمه حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي تأسس عام 2004 ويعتقد ان لهذا الحزب صلة بحزب العمال الكردستاني وقام هذا الحزب المسلح الجديد بقتل 120 من الشرطة الإيرانية خلال 6 اشهر من تشكيله [22] .