استراتيجية الارهاب
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
استراتيجية الارهاب-احمد محبي العالم كله يدين الارهاب صباح مساء ، ويصفه بأنه وباء وسرطان يجب التعاون لاجتثاثه ، وان كانت تلك حقيقة الا ان هناك نقاط ايجابية للارهاب لا يجب علينا غض الطرف عنها وتجاهلها والا كنا غير منصفين ، ومن هذه النقاط أن الدول التى رعت المنظمات الراديكالية اتعظت من افعالها الان ولن تدعم الاصولية مستقبلا مهما كانت الاسباب ، والامثلة كثيرة. فالولايات المتحدة هى التى دعمت طالبان والقاعدة واسامة بن لادن ، والهدف الامريكى من خلق ودعم هذه المنظمات في حينه هو استنزاف الاتحاد السوفييتى السابق حتى الانهيار ، وهو ما حدث بالفعل ، ولو قارنا التهديد الذى يمثله الارهاب بالتهديد الذى تمثله الشيوعية التى هدموها لوجدنا فارقا كبيرا يتمثل في أن للشيوعية مرجعية سياسية يمكن التفاهم على اساسها بشكل من الاشكال ، عكس مرجعية الارهاب والتى تعود إلى الدين والغيب ( الذين يتغطون برداء الدين و يبداون بتكفير الجميع ممن لم يلتزم باوامرهم ) وهو ما لا يمكن التحاور معه.والمثال الثانى اسرائيل .. فهى التى خلقت منظمة حماس لتواجه منظمة فتح ، واخيرا تجلس اسرائيل مع فتح على مائدة التفاوض لكبح جماح حماس التى كبدت اسرائيل( باعتراف أحد مسئوليها ) خسائر اكبر من تلك التى تكبدتها في جميع حروبها مع العرب .وبالطبع لا ننسى أنور السادات الذى دعّم الجماعات الدينية لمواجهة الشيوعيين في الجامعات فكانت نهايته المحتومة مما دعا خلفه إلى تجنيد امكانيات مصر الاقتصادية والاعلامية لمواجهة تلك الجماعات . والغريب في تلك النقطة هو أن ليبيا التى موّلت جماعات الارهاب بمليارات الدولارات وانا لا أفهم السبب حقيقة ! ثانيا : ان الارهاب هو جملة اعتراضية من الفقراء على الاغنياء ، ففى الوقت الذى وصل فيه متوسط دخل الفرد في الغرب الغنى إلى عشرين ألف دولار سنويا نجده أقل من ألف دولار في الشرق الفقير ، وذلك يعد شذوذا حقيقيا في توزيع الثروة خصوصا اذا ما وضعنا بترول الشرق في المعادلة ، فالارهاب حالة شاذة لوضع اقتصادى أكثر شذوذا ثالثا : أن الدعوات بدأت ترتفع في الغرب بضرورة القضاء على الفقر واعادة توزيع الثروة وفرض الديمقراطية على حكام هذا العالم .. وفى ذلك ما فيه من فوائد ، اذ بدون تدخل الغرب أعتقد ان الشرق لن يرى الحرية في حياته ، وأؤكد ان الغرب ما كان ليفكر في العالم الثالث وفرض الديمقراطية على حكامه الا بسبب مصالحه الخاصة وهذا حقه من وجهة نظرى .. اذ على كل منا ان يناضل ليعيش بكرامة رابعا : ان جماعات الارهاب هى المعادل الموضوعى لارهاب وغطرسة التكنولوجيا ، ولنا أن نسأل وبصراحة .. هل كان يمكن لشخص عسكرى متطرف مثل شارون يملك أحدث الاسلحة أن يجلس على مائدة التفاوض مع الفلسطينيين الا تحت ضغط ضربات الجماعات الاصولية ( الشريفة ) ؟ هل كان يمكن لادارة جورج بوش أن تفكر جديا في الانسحاب من العراق في اقرب فرصة لولا القتال العنيف الذى شنته تلك الجماعات ؟ خامسا : ان احداث الارهاب المتواصلة أخرجت المواطن العربى من صمته وجعلته يفكر وينقسم على نفسه بين مؤيد ومعارض ، وعلى الرغم أن الاغلبية تؤيد الارهاب نتيجة للاعلام المضلل الا ان مجرد المشاركة فائدة كبرى والمستقبل كفيل بتغيير الرؤى سادسا : أن تحليل حوادث الارهاب أصبح مادة غنية للصحف والفضائيات ومواقع الانترنت التى تأوى منظرين ما أنزل الله بهم من سلطان ولم يسمع بهم أحد من قبل ، بالاضافة طبعا لأصحاب اللحى .. فمنهم من ساند الارهاب وقال انه جهاد ودلّل على ذلك بنصوص ومنهم من قال انها ارهاب وحرام ودلّل على ذلك بنصوص ايضا في النهاية .. الارهاب هو الافراز الطبيعى للفقر والفقر هو الأب الشرعى للغيب والخرافة.