الجمهورية العربية المتحدة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الجمهورية العربية المتحدة هو الاسم الرسمي للوحدة المصرية-السورية (1958-1961). أعلنت الوحدة في 22 شباط/فبراير 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر. اختير عبد الناصر رئيساً والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة. وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضاً. أنهيت الوحدة بانقلاب عسكري في دمشق يوم 28 أيلول/سبتمبر 1961، وأعلنت سوريا انفصالها عن مصر لتسمى "الجمهورية العربية السورية"، بينما احتفظت مصر باسم "الجمهورية العربية المتحدة" حتى عام 1970.وكان من أهم أسباب الأنفصال هي قيام جمال عبد الناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتي كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت الخ..).
إضافة إلى قدوم الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالي، واختلال توازن قوى العمل، كما تسببت سياسات استبدادية من قبل الحكومة في الاقليم الجنوبي بتوليد انزعاج لدى السورييين الذين كانوا يتباهون بالتعددية السياسية التي اشترط عبد الناصر إلغائها لقبول الوحدة.
من ناحية أخرى أدعت قوى الانفصال أن المصريين عمدوا إلى تسريح أخيار الضباط السوريين من الجيش ليحكموا السيطرة على البلاد وعزل القوى السورية عن المناصب الحساسة.
كما كان لجهاز المخابرات دور مؤثر في أذكاء نار الفرقة بين المواطنين.
كما يذكر البعض أن المرافق العامة (خاصة المستشفيات) في سوريا باتت مكتظة بالمصريين إبان عهد الوحدة، مما سبب ضغطاً على السوريين، لم يكونوا يتوقعونه.
يضاف إلى ذلك أن المنطقة العربية كانت ترزح تحت مؤامرات عديدة من مختلف الأطراف، جعلت الوحدة على كف عفريت، لم يكن من شيء ليوقف تداعيها، بل ربما لم يوجد في الجوار العربي سلطة ترغب باستمرارها.
يرى البعض أن الانفصال كان سبباً في نكسة عام 67، لكن آخرين يرون بأن الانفصال هو الذي حمى سوريا من خسارة أكبر إبان تلك الحرب، فربما كان سوء التنظيم الإدراي الذي غلب على مرحة الوحدة أن يتسبب في استغلال أكبر من قبل إسرائيل للظروف السيئة واحتلال مزيد من المساحات على الجبهتين.
من جانب آخر كان يمكن للوحدة أن تغيير الظروف السياسية بشكل كبير فيما لو تحمل السوريون أعباءها لفترة من الزمن، ودعمتها الظروف السياسية آنذاك حتى تستقر الموازين بين جناحي الوحدة.
لقد ساهمت هذه التجربة الفاشلة في خفوت الأصوات الداعية بجدية إلى ذلك النوع من الوحدة الاندماجية العربية.
[تحرير] المصادر
من مكتبة الوثائق السورية : الدستور المؤقت للجمهورية العربية المتحدة . أحمد محمد عوف.