عسير
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
منطقة عسير | |
---|---|
الموقع | |
الإمارة | |
الأمير | خالد الفيصل |
مقر الإمارة | أبها |
الإحصاء | |
السكان - المجموع - سعوديون - غير سعوديون |
1688368 1434759 253609 |
المساحة | |
الخريطة | |
{{{8}}} |
منطقة عسير هي احدي المناطق الثلاثة عشر المكونة للسعودية، تقع في الجنوب الغربي للملكة العربية السعودية، تقع منطقة عسير على دائرة عرض 18 درجة و14 دقيقة، وخط طول 24 درجة، و30 دقيقة، وتضم أهم مصايف المملكة، وتعد من مناطق الجذب السياحي، شهدت تطوراً كبيراً في هذا المجال، وبها مطار أبها المتصل مع باقي مطارات المملكة، متنزه عسير الوطني، السودة، دلغان، القرعاء، الهضبة،الحبلة، السحاب، ووادي المحالة. وتاريخ عسير هو:ـ التاريخ والتراث هو كل ما يمت للماضي بصله سواء كانت سياسية أو عسكرية أو فكريه أو اجتماعيه أو معيشية وكان ذا أثر في مسيرة المجتمع ، ورسم خط سيره وتلوين تفكيره وتغيير اتجاهه فهو يندرج تحت مسمى التاريخ والتراث سواء جاء ذلك في شكل كتابي من مخطوطة أو وثيقة أو مسكوكة أو حفر أو نقش أم أي شكل آخر كصورة أو تحفه أو مجسم . أما عن صناعة التاريخ وتشييد كيانه ، فان المجتمع بكل طبقاته وفئاته وجميع عناصره يشترك في كتابة التاريخ وصناعته من خلال حركة جماعية دءوبة يمارسها آلياً في يومه وليلته ، وتتكون من خلالها تلقائيا معالم تاريخه وظواهره . إننا في أشد الحاجة لمعرفة تاريخنا وماضينا وحياة آبائنا وأجدادنا ومعيشتهم في كل صقع وتحت كل سماء . نعرفها للمعرفة ونعرفها للعبرة ونعرفها للعظة ونعرفها للتأسي وتسلية النفس وتعزيتها
ومن هذا المنطلق نذكر لكم تاريخ عسير هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير على أن تاريخها لم يعد مجهولا أمام أحد ولاسيما القريب منه خاصة وتاريخها الديني:
حينما نتتبع ملامح الحياة الدينية في منطقة عسير لا نجد إلا ما رصده الرحالة الذين زاروا الحجاز وبعض أحواز بلدان تهامة و السرو لواقع الناس الاجتماعي والديني بعيدا عن استيعابهم ومعرفتهم ، وحيث أنهم كانوا يفدون إلى مكة من أجل الحج والتجارة ونحوهما فإن أولئك الرحالة قد رصدوا طرفا من حياتهم الدينية ، ومن أولئك الرحالة :ابن بطوطة الذي قال عنهم :
لهم صدق نية ، وحسن اعتقاد وهم إذا طافوا بالكعبة يتطارحون عليها لائذين بجوارها متعلقين بأستارها داعين بأدعية تتصعر لرقتها القلوب ، وتدمع العيون الجامدة ، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم مؤمنين على أدعيتهم ولا يتمكن لغيرهم الطواف معهم ، ولا استلام الحجر لتزاحمهم على ذلك .
وبمثل ذلك وصفهم ابن جبير في موسم حج عام 579 هـ .
و لقد تنبه لأثرهم فيمن شاهدهم في عصرهم ، أو في معرفة أسلافهم : ابن بطوطه نفسه و ابن جبير أيضا فقالا : " وذكر أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يتحرى وقت طوافهم ، ويدخل في جملتهم تبركا بدعائهم ". وأضاف ابن بطوطه إلى ذلك قوله " وشأنهم عجيب كله ، وقد جاء في أثر : " زاحموهم في الطواف فإن الرحمة تنصب عليهم صبا " ، وقال ابن جبير في شأنهم أيضا : " وعلى ما وصفنا من أحوالهم فهم أهل اعتقاد للإيمان صحيح ، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيرا ، وقال : علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء " ، وأضاف : ودعاءهم : " كثير التخشيع للنفوس " .
ولنا أن نتصور حال هؤلاء الحجاج السرويين في مظهرهم الإيماني الصادق يطوفون بالبيت العتيق شعثا غبرا ، عليهم ظواهر الخصاصة والفطرة ، تلوح في وجوههم دواعي الشقة وبعد المزار ، في بساطة و يسر حتى إذا طافوا بذات الستار أجهشوا بالبكاء وتعالت أصواتهم المؤمنة الصادقة ، هنالك تفيض مشاعر الحجيج معهم فيسعدون لرؤيتهم ، ويؤمنون على دعائهم ، إنها صور إيمانية يظهرها الحرم المكي الشريف بقدسيته وطائفيه ، لك أن تشهد الحجيج في مرأى واحد وهم يشيرون بأصابعهم ، ويبصرون بأعينهم ليقولوا هؤلاء : عرب السراة بفطرتهم ، وصدق إيمانهم .
ولعل أهم ما يطالع الباحث في مصادر حياة هذه الأجزاء من جزيرة العرب واقع الناس المذهبي ، وما كانوا عليه من مذهب ديني مستقل ، فمن الواضح : أن أهل السراة : " منذ ظهور الإسلام إلى نهاية القرن الثاني الهجري يقومون بعبادة الله حسب ما شرع الله ورسوله ، عقيدتهم التوحيد الخالص النقي من الخرافات والبدع ، فلم يظهر فيهم مبتدع ولا متشيع ولا منحرف " ، ومن بعد هذا العهد ساد المذهب الشافعي هذه الأنحاء لمرور صاحبه – رحمه الله – بهذه البلاد في طريقه إلى : نجران ، واليمن .
ويؤكد هذا أيضا قول محمود شاكر الذي ذكر أن أهالي عسير يلتقون مع الأهلين بتهامة في إتباعهم – كما قال - : " المجتمع العسيري بصفة عامه مجتممع مسلم متدين ، متمسك بدينه أشد التمسك ويتبع سكانه المذهب السني مذهب أهل السنة والجماعة على حسب المذهب الحنبلي .
ولقد دلت بعض الوثائق المخطوطة على أن أهل رجال ألمع بتهامة عسير عام 1159 هـ / 1746 م قد : " جددوا العهد على إقامة الشريعة المحمدية ، وتعاهدوا بالله الذي لا إله إلا هو على تنفيذها ، والرضا بحكمها وهي الطريقة المحمودة ، ونصبوا الفقيه هادي بن بكري على فصل الشريعة المطهرة " .
ولعل ما ساعد على هذا التكوين الديني وجود : الأسر العلمية ، والمكتبات الخاصة ، ووضوح الاتصال العلمي بينها وبين مراكز الفكر الموجودة والمجاورة مثل : الحرمين الشريفين ورجال ألمع و المخلاف السليماني واليمن . وهذا يؤكد أن مذهب الأهلين برجال ألمع قبل ظهور الاتجاه السلفي الإصلاحي في بلادهم أواخر القرن الثاني عشر الهجري هو المذهب الشافعي . وعلى الرغم من وجود شيء من الشطحات الدينية والاتجاهات المذهبية الأخرى ، فإن أهليها بوجه عام عبر تاريخ بلادهم الديني : " يوحدون الله ، ولا يتوسلون إلى سواه " ، وأن مساجدهم : " قد خلت من الزخرف ، وقبورهم لاقباب فيها " .
وختام الأمر أن الناس في بلاد عسير عبر هذه الفترة سنيون ، وأنهم لم يعرفوا شيئا من تلك الاتجاهات المذهبية المعروفة في بعض البلدان المجاورة ، وأنهم شافعيو المذهب لما وجد من الإشارات التاريخية التي يمكن أن تعين الباحث على تحديد هذا المذهب ، من مثل : ورود لفظ الشافعي في أسماء الفقهاء وطلبة العلم وشيوع كتب الشافعية المخطوطة بينهم .
إسلام أهل عسير بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بدينه دين الحق والعدل وأظهره على سائر الأديان حيث أتته وفود الأزد من إقليم عسير سمعا وطاعة لله عز وجل ولرسوله من غير حرب ولا جهاد ولا خصام ، جاءوا لينة قلوبهم رقيقة أفئدتهم تغشاهم السكينة والوقار وتغمرهم الفرحة والاستبشار ببعثته صلوات الله وسلامه عليه حيث وفد على رسول الله الصرد بن عبدالله الأزدي في السنة العاشرة للهجرة على رأس وفد من قومه ، وقد ذكر أبو نعيم في كتاب معرفة الصحابة والحافظ أبو موسى المديني من حديث أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني قال حدثني علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي قال حدثني أبي عن جدي سويد بن الحارث قال : وفدت سابع سبعة من قومي على رسول الله فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا ، فقال ما أنتم ؟ قلنا مؤمنون ، فتبسم النبي وقال : "إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم " ، قلنا خمسة عشر خصلة ، خمس أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها ، وخمس أمرتنا أن نعمل بها ، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها حتى تكره منها شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما الخمسة التي أمرتكم بها الرسل أن تؤمنوا بها ؟ " قلنا : أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ، قال : " وما الخمسة التي أمرتكم أن تعملوا بها ؟ "قلنا أمرتنا أن نقول لا إله إلا الله ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلا ، فقال : "وما الخمسة التي تخلقتم بها في الجاهلية ؟ " قالوا : الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء، والرضا بمر القضاء ، والصدق في مواطن اللقاء ، وترك الشماتة بالأعداء ، فقال رسول الله " حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء " ، ثم قال : " وأنا أزيدكم خمسا فيتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون ، فلا تجمعوا مالا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا في شي أنتم عنه غدا زائلون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون ، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون " فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها .
وتذكر بعض مصادر السيرة النبويه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لصرد بن عبدالله الأزدي وقومه عندما قدموا عليه بعد انتشار الاسلام في بلادهم مخلاف جرش : " مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه كلاما وأعظمه أمانه أنتم مني وأنا منكم وجعل شعارهم مبرورا وحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومه " . الصحابه من عسير
هذه أسماء من وقعت عليهم عيني من الصحابة في منطقة عسير مع العلم انه يوجد غيرهم ولكن لمحدودية المراجع التي بين يدي لم أجد غير هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين :
صرد بن عبدا لله الأزدي
حيث وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس مجموعة من الأزد قال ابن إسحاق ( وقد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صرد بن عبدالله الأزدي ، فأسلم وحسن إسلامه في وفد من الأزد ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه وأمره أن يجاهد بمن اسلم من كان يليه من أهل الشرك من القبائل في جرش .
ومن أخبار ذلك الوفد نلاحظ كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ولى صرد بن عبدالله الازدي على قومه وعلى نشر الإسلام ومحاربة أعدائه ، وكيف أنه كان أهلا لتلك المسئولية ، وأنهم قد وفدوا سمعا وطاعة لله ولرسوله ولذلك فهم أهل لحمل تلك الأمانة التي قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العلم في قريش و الأمانة في الأزد ) ، كما أخبر عليه السلام ( بأنهم أسد الله في أرضه ، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم ) .
حبيب بن عمرو
وهو حبيب بن عمرو بن شهر بن الحجر الازدي من سلامان ، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد يبلغ عدده سبعة ، حيث أخرج ابن سعد بسنده عن سهل بن أبي حثمه قال ، وجدت في كتب أبي حبيب بن عمرو السلاماني كان يحدث فقال :
قدمنا وفد سلامان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن سبعة فصادفنا رسول الله خارجا من المسجد إلى جنازة دعي إليها فقلنا السلام عليك يا رسول الله فقال : وعليكم من أنتم ؟ فقلنا : نحن من سلامان قدمنا لنبايعك على الإسلام ونحن على من ورائنا من قومنا.... فعلمهم الرسول شرائع الإسلام وعادوا إلى بلادهم و ذلك في شوال سنة عشر من الهجرة .
فويك السلاماني
والده هو الصحابي الجليل ، الذي له صحبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه بعض الأحاديث.
عياض الحجري
هو الصحابي الجليل عياض بن سعيد بن جبير بن عوف بن الحجر الازدي ، شهد فتح مصر ، وسكن مع ابن عمه علقمه في الجيزه ، قال ابن الأثير : شهد فتح مصر وله ذكر ، ولا تعرف له رواية ، وذكر أبو سعيد بن يونس ، كما ذكر ابن أخيه عياض بن سفيان بن جبير بن عوف بن الحجر الازدي
عروة بن عياض البارقي
وهو صحابي جليل وقاضي عادل ، له صحبة مع رسول الله وروى عنه أحاديث كثيره
عرفجه البارقي الازدي
هو عرفجه بن هرثمه بن زهير البارقي الازدي وهو صحابي جليل وأحد أمراء الفتوح الإسلامية ، قال ابن الأثير وابن حجر و غيرهما عنه : ( عرفجه البارقي أحد أمراء الفتوح الاسلامية ، ونحن نعرف أنهم لا يؤمرون إلا الصحابة ) .
سويد الازدي
وهو الصحابي الجليل سويد بن الحارث الازدي ، وهو من ضمن الوفد الذي جاء إلى النبي مع الصرد بن عبدالله الازدي .
جناده الازدي
وهو الصحابي الجليل جنادة بن مالك الازدي يكنى أبا عبدالله ، وهو كان من ضمن وفد الازد السبعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والجدير بالذكر هنا أنه يوجد مئات من الصحابة ومن التابعين وكذلك من الشعراء ومن القادة والنوابغ ورد ذكرهم تحت الازدي أو البارقي أو غيرذلك ، وهم من أصل منطقة عسير .
هذه بعض أقدم المساجد في منطقة عسير :
اسم المسجد و الموقع تاريخ البناء
ملاحظات
مسجد جرش
80 هـ
مسجد تمنيه
105 هـ
مسجد صدر أيد ببني عمرو
110 هـ
مسجد أهل ذبوب ببللسمر
120 هـ
مسجد السقا غربي أبها
169 هـ جدده الإمام عائض بن مرعي عام 1263 هـ
مسجد المساح
169 هـ
مسجد أبها
170 هـ عمر حديثا
مسجد ذهبان
175 هـ
مسجد الأعاسره ببني عمرو
190 هـ
مسجد الحرجة ببلاد قحطان
191 هـ
مسجد الحيفه ببيشه
201 هـ
مسجد الجهوه
250 هـ
ومنها مسجد المسقي الذي ذكره الهمداني بقوله " و القرعا لشيبة من عنز ، ولهم قرية كبيرة ذات مسجد جامع ، يقال لها المسقي " .
ومسجد رجال ألمع وقد بني عام 1001 هـ
وفي بني رزام " مسجد السوق المعروف بالمسجد الجامع ببني رزام . . . ويسود الاعتقاد أن عمره الزمني يقارب الثلاثمائة عام " .
وكان بناء مسجد قرية عضاضة بعسير في عام 1195 هـ .
ولا استبعد أن يكون هناك مساجد أقدم من المذكورة أعلاه ومنها على سبيل المثال المسجد الأثري في منعاء والذي له قبلتان ولكنها تنتظر ساعة اكتشافها .
ولو أخذنا مثالا واحدا من المساجد المذكورة سابقا والذي لازال عامرا بالمصلين ففي محرابه مخطوط على أحد حجارة المبنى كتب عليه بالعربية قبل التنقيط ما يلي :
{ الله الله عباد الله ، العدم قبل الندم ، و العطى قبل الأخذ ، والتوبة قبل الموت ، والعجل في المهل ، الله الله عباد الله ، اعملوا والعمل مقبول والأقلام [كذا] جاريه .
الله الله عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، الزهد في ديار الزوال والرغبة في ديار المقام ما تقدمون فعليه تقدمون . ألا ترون إنكم إلى الله صائرون ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
وكتبه محمد بن عبد الرحمن في شهر ربيع الآخر سنة سبعين ومائه وهو يسأل الله الجنة بقدرته ويعوذ به من النار بعزته } . انتهى
وهذا يدل على عمق الدين في النفوس و الإلمام التام بأحكامه وتشريعه في قرية نائية عن مراكز الحضارة والتعليم ومسار القوافل ومواقع الأطماع . الحـــــياة الســـياســـيه
عندما نعود بتاريخ منطقة عسير إلى ما قبل القرن العاشر الهجري تصادفنا مشكله ، وهي أن المصادر التي تحدثت عن شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام ، وكذلك المصادر التي تناولت تاريخ اليمن والحجاز خلال القرون الإسلامية المبكرة والوسيطة ، تكاد تكون خاليه من تسجيل الأحداث التي دارت في بلاد عسير ، بل إنها لا تذكر منطقه معلومة باسم عسير ، و إنما بعضها إذا أشارت إلى أي جزء جنوب مكة المكرمة فقد يطلق عليه اسم بلاد اليمن ، وأحيانا يرد اسم بلاد السراه ، نسبة إلى جبال السر وات أو بلاد تهامة ومن هذه المصطلحات الفضفاضة لا نكاد نخرج بفائدة توضح لنا تاريخ عسير في العصور الإسلامية المبكرة والوسيطة.
وأغلب البلاد التي تعرف اليوم باسم إقليم عسير ، كانت تعرف في العهود الإسلامية الأولى باسم ( مخلاف جرش ) ، ولكن إذا أردنا معرفة الأحداث السياسية التي دارت في بلاد جرش ( عسير ) منذ فجر الإسلام ، لا نجد إلا شذرات متناثرة في بطون المصادر التاريخية والجغرافية والفكرية المبكرة .
وأول ما وصلنا عن جرش وأهلها في عصر الإسلام ، هو قصة إسلامهم ، حيث تذكر لنا بعض كتب السير والتاريخ الإسلامي ، قصة قدوم صرد بن عبدالله الازدي على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في السنة العاشرة للهجرة ، ثم دخوله مع بعض قومه في الإسلام ، وتلبيتهم أمر رسول الله عندما أمرهم بالعودة إلى ديار جرش لمحاربة من كان على غير دين الإسلام فنجحوا في جهاد المشركين ونشروا الإسلام في أوطانهم ، وبالتالي أمر الرسول صرد بن عبدالله الازدي على أهل جرش ومن حولهم وحمى لهم حمى ديارهم وصاروا ضمن دولة الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
واستمر أهل جرش يدافعون عن راية الإسلام في عهد الرسول ، ثم في خلافة الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق ( 11 هـ /632 م ـ 13 هـ /634 م ) فحاربوا مع جيوش المسلمين من ارتد من المرتدين في عهده ، وسعوا إلى توطيد رقعة الإسلام في الأوطان ، ثم استمروا على هذا النهج في عهد الخلفاء الراشدين الأوائل (40 هـ / 660 م ) ، وكانوا ممن اشترك في حرب الفتوحات و المغازي ، فكانوا ممن شارك في فتح العراق ( فولى سعد قاصدا العراق في أربعة آلاف مجاهد :
من أهل السراه ـ ألمع ـ بارق ـ غامد وسائر إخوانهم .
1700 مجاهد
من أهل اليمن .
2300 مجاهد
وكذلك في عصر الدولة الأموية ( 40 هـ / 660 م ـ 132 هـ / 749 م ) بل وخرج البعض منهم للمشاركة في الفتوحات الإسلامية في مصر والمغرب والأندلس وبلاد الهند والسند ، ولم يكن يكتفي البعض ممن خرجوا في الفتوحات بالمشاركة ثم العودة إلى أوطانهم الأصلية ، وإنما استوطنوا في الأمصار الإسلامية المختلفة .
ولما قامت الدولة العباسية وبدأت تلاحق بني أميه وتقاتلهم توزعوا في الأمصار واختفوا في الأقاليم وبخاصة الغربية منها والجنوبية وقد استطاع أحدهم وهو علي بن محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أن يصل إلى عسير وان يؤسس أسرة تتسلم زعامة عسير وإمارتها ، ولم يمض على ذلك سوى عدة سنوات ، واستمرت الزعامة فيها حتى العصر الحديث غير فترات قصيرة .
ولما ضعفت الدولة العباسية في أواخر عهدها وبدأت الدويلات تستقل في المشرق وتنفصل في المغرب وتنعزل في الجنوب وكانت بعض هذه الإمارات على مقربة من عسير في الجنوب ، في بلاد اليمن ، لم يجد سكان عسير فائدة في هذا الاستقلال رغم صلاح أرضهم لمثل هِذا ، ولكنهم أعلنوا الطاعة لمن يلي أمر الحجاز في الشمال خاصة وأنهم في الأصل يتبعون مكة المكرمة ، وبعد ذلك توالت الدويلات حكمها على عسير ، فلقد شملت سلطة الطولونيين عسير عام( 254 هـ / 868 م ـ 293 هـ / 905 م ) ثم عاد الأمر للعباسيين قليلا ( 293 هـ / 905 م ـ 330 هـ / 941 م ) ثم صارت تتبع صاحب النفوذ الأقوى والذي يفرض سيطرته على الحجاز ، فقد خضعت للإخشيديين مدة ثم للفاطميين بعد ذلك فالأيوبيين .
لقد كان سكان عسير يديرون شؤون بلادهم بأنفسهم ، ويعلنون الطاعة لصاحب النفوذ الكبير مفضلين عدم القتال وعدم الخوض في دماء المسلمين ، ولكن إذا داهمهم عدو أو حاول غزوهم خصم وقفوا في وجهه واستفادوا من مناعة بلادهم ووعورة أرضهم في حربه ورده خاسرا .
وفي الثلث الأول من القرن الثالث عشر الهجري وفي حدود عام ( 1226هـ / 1811م ) ابتليت شبه الجزيرة العربية بغزو قوات محمد علي باشا حاكم مصر. ولكن سكان البلاد قاوموا ذلكم بكل ما أوتوا من قوة ،وظلت عسير الإمارة العربية الوحيدة الرافضة والمتحدية لسيطرة محمد علي باشا على أراضيها ودخلت معه في حروب طويلة للحفاظ على حريتها توجت تلك الحروب بإجبار محمد علي باشا على توقيع وثيقة باستقلال عسير استقلالا تاما وبموجب حدود ثابتة وتم توقيع تلك الاتفاقية في مدينة أبها في اليوم السادس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1834م . ثم عاد الحكم العثماني في عسير عام ( 1289 هـ / 1872م ) واصطدم بعقبة عسير الكئود والتي أعلنت وبشدة رفض أي نفوذ عثماني على أراضيها فعليا أو أسميا و أعلن زعماؤها بأنهم لن يضحوا باستقلال دفعوا ثمنه ثلاثين سنة من النضال وآلاف الشهداء و أن لا فرق لديهم بين حكم محمد على في مصر أو مدعي الخلافة في استانبول . اضطرت السلطات العثمانية إلى تدارك خطورة المواجهة مع العسيريين إلى مهادنه تلك الإمارة فتكونت بينهم وبين قادتها علاقة خاصة تتسم بالصفاء أحيانا وبالتوتر أحيانا وبالمواجهة في بعض الأحيان .
ثم قيض الله لهذه البلاد من يلم شتاهتا و يوحد أمصارها موحد الجزيرة العربية جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله حيث انضمت عسير إليها عام 1338هـ . دور عسير في توحيد المملكه كانت عسير اللبنة الأولى خارج منطقة نجد في بناء الكيان الكبير للوحدة السياسية الشاملة التي أصبحت تكون فيما بعد المملكة العربية السعودية وكانت حجر الزاوية في إكمال بناء هذا الكيان ، أهلها لهذا المكانة موقعها الاستراتيجي وإمكاناتها البشرية والاقتصادية ، فعسير في المفاهيم الاقتصادية لفترة ما قبل البترول أغنى بكثير من منطقتي نجد والحجاز فلديها القدرة على سد حاجة سكانها فيما يعوزهم من متطلبات حياتهم الأساسية ، فحوالي 85% من السكان يعملون في الزراعة بالإضافة إلى تربية الماشية موزعين على 3567 قرية كما أظهر التعداد العام للمملكة عام 1394هـ والتجارة الداخلية نشيطة ، إٍ ذ كان يوجد في منطقة عسير بشكلها الإداري الحالي أي باستثناء منطقة الباحة ومنطقة جيزان ومنطقة نجران 76 سوقا أسبوعيا ولها علاقات تجارية مع الحجاز واليمن ومنطقة المخلاف السليماني ، وكذلك مع منطقة نجد وكانت الحجاز تعتمد على ما يرد إليها من منتوجات عسير الزراعية منذ القدم .
وعلى كل حال فإننا لا نستطيع الخوض في الوضع الاقتصادي للدولة السعودية الحديثة في أول عهدها أي قبل فتح الحجاز ، والذي يهمنا هو إلقاء الضوء وبقدر ما تسمح به مصادرنا الوثائقية من مراسلات الملك عبدالعزيز كمصدر مهم ووحيد على أهمية الدور الذي قام به إقليم عسير في دعم الخزينة العامة للدولة ، وتموين جيش الملك عبدالعزيز أثناء فتح الحجاز وتموين الحملات العسكرية لضرب الإدريسي والحرب السعودية اليمنية ، وكذلك أثناء القضاء على ثورة الإخوان بالإضافة إلى الصرف على الإقليم نفسه طوال فترة ما قبل البترول يضاف إلى ذلك كله أن عسير شهدت قدوم هجرات بشريه وخاصة من منطقة نجد في وقت أصبحت مناطق هجراتهم الطبيعية صعبه في ظل الحدود الدولية الحديثة .
جيش القبائل :
وقدرت المصادر الوثائقيه جيش القبائل التي أتت على ذكرها على النحو التالي :
(90) من بني مغيد بقيادة أميرها ابن مفرح ، (250) من قبيلة رجال ألمع بقيادة أميرها حسن بن عبدالمتعالي ، (140) من بني شهر بقيادة شاكر العسبلي ، (200) من قبيلة شهران بقيادة أميرها سعيد بن مشيط ، (62) من قبيلة بني مالك بقيادة أميرها علي بن معدي ، (61) من قبيلة علكم بقيادة أميرها عايض بن حامد ، (59) من قبيلة ربيعه ورفيده بقيادة أميرها عبدالوهاب المتحمي ، (75) من قبيلة بللسمر بقيادة أميرها بن جرمان ، (75) من قبيلة بللحمر بقيادة نوابهم ، أما جيش قبيلة قحطان فقد ورد إشارة إلى مشاركتهم دونما ذكر لعدد المشاركين .
حكام عسير في العهد السعودي
ظهر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في نجد مصمماً على توحيد أطراف شبه الجزيرة تحت راية التوحيد ، وتمكن بفضل من الله من إنشاء دوله عصريه تساير التطور الحديث في جميع ميادين الحياه ، وجاء ظهور في الإصلاح .وقد بدأ وضع النظم للدوله تبعاً لمقتضيات الحاجه ، وتنظيماً للأعمال وفي سبيل تنظيم الحكم في البلاد السعوديه قسمت المملكه ادارياً الى امارات ، وقد جعل الملك عبدالعزيز على كل إمارة من هذه الامارات أميرا لحكمها من قبله وقد توالى على منطقة عسير عدداً من الأمراء
والجدول التالي يوضح أمراء عسير منذ عام 1338 هـ حتى الآن :
اسم الحاكم فترة حكمه مدة حكمه ملاحظات
1 شويش بن ضويحي 1339 - 1338 إحدى عشر شهراً عزل 2 عبدالله بن سويلم 1340 - 1339 تسعة أشهر عزل 3 فهد بن عبدالكريم العقيلي 1340 - 1340 بضعة أشهر عزل 4 سعد بن عفيصان 1342 - 1340 سنتان توفي 5 محمد بن جيفان 1342 - 1342 بالوكالة ثلاثة أشهر 6 عبدالعزيز بن إبراهيم 1343 - 1342 بضعة أشهر 7 عبدالله بن إبراهيم العسكر 1352 - 1343 عشر سنوات نقل 8 عبدالعزيز العسكر 1353 - 1352 سنة واحدة بالوكالة 9 تركي بن احمد السديري 1371 - 1353 تسعة عشر عاماً نقل 10 تركي بن محمد بن ماضي 1385 - 1371 أربعة عشر عاما توفي 11 عبدالله بن محمد بن ماضي 1392 - 1385 سبع سنوات 12 الأمير خالد الفيصل 1392 -إلى الآن
الحياة الفكريه تقاس حضارة الأمم بما لها من ثقافة ، وبما أنتجت من فكر ، وبما أبدعت من فن ، والعسيريون الجرشيون كان لهم شيء من ذلك ، بما قدموا من مساهمات في نشر الدين الإسلامي في بلادهم أثناء ظهور الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبما عملوا من مشاركات في محاربة الشرك و أهله ، وبما ساهموا به في الفتوحات الإسلامية داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها ، ولم تكن مشاركاتهم في الجوانب الحربية فحسب ، بل كان لهم أعمال جليلة في النواحي الاجتماعية والتجارية والفكرية والثقافية ، فلقد هاجر بعضهم إلى بلدان ومدن أخرى فأثروا وتأثروا في عاداتهم وتقاليدهم ومأكلهم ومشربهم ولباسهم وزينتهم .
أما تأثيرهم في الحياة العلمية والفكرية والثقافية فذلك يعود إلى أيام ترحيب بعضهم بالدين الإسلامي في عهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين كان يعيش بين ظهراني قريش في فترة الدعوة المكية ، فتذكر لنا المصادر التاريخية المبكرة أنه اعتنق الإسلام في تلك الفترة بعض الجرشيون ومنهم ضماد الأزدي والصرد بن عبدالله الازدي وغيرهما ، فلقد كانا من علية قومهما في بلادهم وكانا يجيدان بعض العلوم والمعارف ، فضماد كانت لديه معرفة في علم الطب .
وعندما جاء عصر الخلفاء الراشدين ، كانت العلوم الثقافية و الإسلامية قد زرعت في قلوب سكان مخلاف جرش ( عسير ) ، فأصبح يعيش بين ظهرانيهم العلماء والفقهاء الذين يتقنون العلوم الشرعية واللغوية المختلفة ، والذين يسعون إلى محاربة الكفر ، وتعليم الناس ما يجب عليهم ، مستمدين أقوالهم وأحاديثهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأكبر دليل على ذلك موقف سكان جرش من حروب الردة التي ظهرت في عهد الخليفة الراشد أبو بكر الصديق حيث لم يشارك في الارتداد منهم إلا أقوام قليلة ، أما السواد الأعظم فبقوا متمسكين بالشريعة الإسلامية ، وهذا لا يحدث إلا بوجود تربة إسلامية صالحه وعلماء وفقهاء ورجال علم يبينون للناس ما جهلوا فيه ، ويحذرونهم من خطورة الارتداد الذي شارك فيه المنافقون أو من في قلبه مرض ولم يثبت الإيمان في قلبه .
وإنا لنجد كتب التراث الإسلامي تذكر العديد من أسماء الأعلام الذين قدموا من بلاد الحجاز ، أو تهامة والسراة ،أو أجزاء أخرى في شبة الجزيرة العربية ثم برزوا في معارف وعلوم مختلفة ، حتى إن بعضهم صار من كبار المفسرين أو الفقهاء أو المحدثين أو اللغويين وغيرهم وهناك أيضا من برز في سلم السياسة أو التجارة أو نواح حضارية أخرى مهمة .
ولقد عرف ببلاد عسير عدد من المراكز الفكرية التي يظن بحظورها العلمي ، وإسهامه الثقافي ، في أوقات متفاوتة من تاريخ هذه البيئات الحضري ، ولعل هذه اليقظة المناسبة التي عرفت بها المواطن الثقافية قد أتت من توافر أسباب الانتعاش فيها ، وبخاصة السياسية ، والاجتماعية ، وما تحققه طرق التجارة ، والحج من أثر فيها ، إذ أسهمت تلك الأسباب مجتمعة في بناء هذه الحياة الفكرية والعلمية .
وهذا ما اتسق فيه تاريخ النمو الفكري والأدبي عبر هذه القرون الأخيرة بما هو مشهود في حياتها العلمية المتصلة ، فالأسر العلمية الكثيرة التي عرفناها في العصر الحديث لم تأت من فراغ ، بل هي متصلة النشأة بحياة علميه سابقه ،إلى جانب وفرة المصاحف القرآنية المخطوطة المحفوظة في المكتبات الخاصة ، أو الموقوفة في المساجد ، ناهيك عن انتشار كتب الشافعية المخطوطة وكثرتها ، وكذلك الخطب المخطوطة المتوارثة .
ولم تكن تخلو البلاد العسيريه من بعض الوجهاء والأمراء المحليين الذين كانوا يقربون العلماء والفقهاء بينهم ، ويعملون على تشجيعهم على محاربة الرذيلة والسعي إلى تعليم الناس وتفقيههم في أمور دينهم .
أما طريقة العلم والتعليم في منطقة عسير قبل عهد الدولة السعودية الحالية ، فلم تكن كما نشاهد في يومنا الحاضر ، وإنما كانت تتمثل في وعظ الفقهاء والعلماء وإرشادهم للناس في الأسواق وفي المساجد ، أحيانا كان هناك من يقوم على تعليم الصبية في قريته أو مقر إقامته . وقد يكون مكان التعليم في منزل الفقيه المعلم ، أو في أحد البيوت المسكونة في القرية ، والمقر المخصص للتعليم يطلق عليه أسماء عديدة أشهرها : كتاب وجمعه كتاتيب ، أو المدراسه ، أو المعلامة ، أو المدرسة أو غير ذلك من الأسماء التي تدل على انه مكان قراءه وتعليم ، أما الرجل الفقيه الذي يقوم على تدريس من يجتمع في هذا المقر فيطلق عليه أيضا أسماء عديدة منها : الفقيه أو المطوع أو الشيخ أو المدرس أو الجد أو المعلم أو العم وهذه المصطلحات تختلف من مكان لآخر حسب البيئة التي يحدث فيها مثل هده النشاطات .
ومن المساجد التي حفلت بحلقات التدريس في هذه المنطقة خلال هذه الفترة المسجد الجامع برجال ألمع الذي كان منبرا للعلم وموئلا للقاصدين ومسجدا طبب و السقى اللذين عمرا بمجالس التدريس والإفتاء .
وكان التلاميذ ينشدون عند انتهاء يومهم الدراسي :
الحمد لله الذي يحمدا
حمدا كثيرا ليس يحصى عداده
علمنا معلما ماقصرا
وردنا في سورة ومحشرا حتى قرينا مثله كما قرا
غفر الله لنا ولمعلمنا
والمتعلم بين أيديه
ولوالدينا مع والديه
والفاتحة يا سامعين
آمين يارب العالمين
اللهجة العربية
اللغويون يطلقون على اللهجات : لغات وأحرفا ، وهذا معنى الأثر : ( نزل القرآن على سبعة أحرف ) ، وهذا هو السبب في تعدد القراءات التي نؤمن بعدم حصريتها .. فلم نجد حسب علمنا كلمة هنا في منطقة عسير إلا وهي قاموسيه أو اشتقاقية { لفظيا ، أو معنويا ، صغيرا أو أصغر كبيرا أو أكبر } . غير أن القضية في الفرق بين اللغة الكتابية و الشفاهية هي قضية إعراب ( وهذا منطبق على كل اللهجات القطرية في الوطن العربي التي قال عنها المرحوم حمد الجاسر : (إن كل لهجة داخل الجزيرة حجه ، وليست اللهجات خارجها بحجه ) . فهم هنا مثلا ينطقون الكلمات والحروف حسب يسر الأداء دون علاقة للإعراب ــ الذي نعرفه ــ بالمعنى
ومن الميزات التي لحظناها في لهجة السكان الحالية :
( أم ) التعريف :
وهي التي أسماها اللغويون ( طمطمانية حمير ) وهي تقابل ( أل ) التي للعهد عند علماء اللغة ، فهم يقولون : امشمس ، وامقمر ، وامجبل ــ إذا كان معروفا لدى السامع ــ ولا يقولون : امحمد أو امعلي . .
ويقول الثعالبي : ( الطمطمانيه تعرض في لغة حمير كقولهم طاب امهواء يريدون طاب الهواء .
وفي حديث أبى هريرة : أنه دخل على عثمان وهو محصور فقال : الآن طاب امضرب أي حل القتال ، أراد طاب الضرب فأبدل لام التعريف ميما وهي لغة عربيه يمانية ) .
ويقول الحريري : (وقد روي عن حمير أنهم يجعلون آلة التعريف ( أم )فيقولون طاب امضرب ، وجاء في الأثر فيما رواه النمر بن تولب انه صلى الله عليه وسلم نطق بهذه اللغة في قوله : { ليس من امبر امصيام في امسفر } ) .
وأنشد أبو عبيد ، ونسب إلى بحير بن عتمه الطائي :
ذاك خليلي ودو يواصلني يرمي ورائي بامسهم وامسلمه أراد بالسهم و السلمة .
ويروي ثعلب عن الأخفش أنه سمع قائلا يقول : قام امرجل ، يريد قام الرجل . قال ثعلب : هذه لغة للأزد مشهوره .
الكشكشه :
وهي ابدال كاف المخاطبة شينا ، فيقولون : أبوش بدلا عن : أبوك.. قال الشاعر :
فعيناش عيناها وجيدش جيدها ولكن عظم الساق منش دقيق
وأنشد ابن الأعرابي :
علي فيما أبتغي أبغيش بيضاء ترضيني و لا ترضيش
و تطبى ود بني أبيـش اذا دنوت جعلت تنــبيش
وقال الراجز :
أي غلام لش علود العنق ليس بكياس ولاجد همق
لش : لك وهي لغة لبعض العرب
الكسكسه :
يجعلون بعد الكاف أو مكانها في خطاب المؤنث سينا كالكشكشه فيقولون أعطيتكس وأكرمتكس وأبوس وأمس في ( أعطيتك وأكرمتك وأبوك وأمك ) .
الاستنطاء :
جعل العين الساكنه نونا إذا جاوزت الطاء ، فأعطى يقال فيها أنطى ، ومنه في قراءه شاذه قرا بها الحسن وطلحه وابن محيصن وغيرهم وهي قراءة مرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنا أنطيناك الكوثر } ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ـ في حديث الدعاء ـ " لامانع لما انطيت ولا منطي لما منعت " وكتب الى وائل بن حجر : " وأنطوا الثبجه " يريد أعطوا . وقال الأعشى :
جيادك خير جياد الملوك تصان الحلال وتنطي الشعيرا
اللخلخانيه :
تقصير الحركات واختزال النبر نحو كأنك : كنك ــ ما شاء الله : ما شا الله ..
الوهم :
يكثر الكسر في اللهجه ، لكنه ليس بقوة الكسر الذي ينطق في اللغه الكتابيه ــ بل بتخفيف فيه نحو : بهم فينطقونه بما يشبه الاماله عند اللغويين وبشكل سهل تتلامس فيه الشفتان في الباء بخفه .
التسهيل :
ترخيم الهمزة نحو : بئر : بير ــ كأس : كاس ــ عباءه : عبايه . .
الرسو :
إبدال الصاد من السين والزاي والعكس نحو :
مسطره : مصطره ــ سلطان : صلطان ــ أسطوره : أصطوره . . وذلك معروف في القراءات لدى أهل اللغه نحو : { ن ، والقلم ومايسطرون ــ ( يصطرون ) } ، { لست عليهم بمصيطر } . . وليس ذلك في كل الاحوال بل يحكمه علاقة حرف السين الصوتيه بما قبله أو بعده ، قال شاعرهم بعد احدى الثورات على السلطنه العثمانيه :
الله يالصلطان يحسن لك عزاك
زانن الديره و لا هي في حراك
قد محمد بر علي صـلطانها
الكاف التهاميه :
وتنطق الكاف من موضعها المتعارف عليه ــ من وسط الحنك الأعلى ــ ولكن بتخفيف ما يجعلها بين النطق المعروف الذي نسمعه في القراءات وبين الخاء ، وهي عامة في النصف الجنوبي من تهامة كافة .
تنوين النغم :
وهو نطق تاء التأنيث نونا ساكنه نحو زانت : زانن ـ بدت : بدن كما في قول جرير :
أقلي اللوم عاذل والعتبن وقولي إن أصبت لقد أصابن
(ابر) بدلا عن (ابن) :
فالناس ـ حاليا وبعد الاتصال ـ يتكلفون بشكل واضح نطق كلمة (ابن) بينما نطقهم السائد هو : ابر ..
فيقولون محمد بر علي
نطق هاء الغائب واوا نحو :
قدرته ـ قدرتو ـ قدرتوه ، بكسر خفيف في القاف ، وبالواو بدلا عن الهاء ، وبزيادة الهاء ضميرا للغائب .
الاسم الموصول ( الذي ) :
ينطق بدلا عنه : (ذا) في كل الاحوال فيقول : ريت امرجل ذا بدا ، وبدا بمعنى جاء ، وكذلك (ما) فيقولون : خذ ماعندي وهات ماعندك أي الذي عندك .
وقد سمع النحاة واللغويون من العرب من ينطقها (ذو) واستشهدوا بالشاهد المعروف لديهم :
فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ماكفانيا
الفنون الشعريهالطبيعة كانت تحكم أهل عسير بما يشبه الاحادية عما حولها ، لذا فالشعر أنيس وحده ، وصاحب في العمل ، وهي بجبالها وأوديتها السحيقة منطقه زراعية جبلية رعوية منتجة ، غير أن قياسها بغيرها في صعوبة التضاريس والحياة أمر صعب .
لذا فالشعر كان ضرورة لا ترفا ، فلم نعرف مزارعا دون أن يكون غذاؤه الروحي مع ثوريه هو الشعر الغناء ، ولا راعيا لا يملك لغة الوحي لغنمه ، ولا شابا إ لا وإعلان بداية مسؤولياته الرجولية هو القاف ، ولا حاطبة أو نازعة دلو أو مهدهدة وليدا أو نائحة حبيبا إلا والغناء الشعري معينها وحنينها ودموعها ، ولا متعبا بعد يوم كدح إلا ويضئ ليله بألحان تختزل ذلك اليوم ، وتجتر غدة ، وتجدد الحياة في شرايين شعوره ...
الفنون الشعرية :
ونقصد بها الأغراض ، وهي متعددة تعدد أغراض الحياة ، ومنها على سبيل المثال :
المناظيم :
وهي قصائد مغناه تتطرق في معظمها إلى الزهد و الحكمة والفخر ، ومنها قول الشاعر ابر مانع الهازمي :
والله إني وفتكر ياهل العقول لا عاد الصادق يقول يبطلون الحق باشوار الخيانة هالها الدنيا كما ظل يزول مثل مازال الرسول يا حليل الناس من قلة الأمانة
القاف :
نظم ينظمه الشاعر للشاب الذي بلغ سن الختان ، وكانت سن الختان لديهم لا تقل غالبا عن خمسة عشر عاما ، ويحوي القاف كل ما يعتد به من قيم القبيلة التي تفرح بتدشين هـذا الشاب لأنه صار فردا فاعلا فيها ، فقانونهم عند الملمات هو : ( من المختون وفوق ) كما أن القاف بداية للتنشئة الاجتماعية من العزة و الاصالة والسلوك والشعور بالمسؤولية حيث يعدد فيه الشاعر السمات الايجابية التي يتمتع بها أهل الختين وقبيلته و أخواله مما يعني له : كن هكذا ...الخ
العرضة والمعراض :
العرضة : نوع غنائي حماسي يؤدى أثناء الوفود ويؤدى للتطريب الحماسي أداء مكانيا . أما المعراض فحماسي عملي يستخدم في الوفود والـذهاب إلى حمل الثقيل أو النفعه .
الدمه :
أنواع كثيرة قصرا وطولا ، وتعتبر أشد أنواع الفن الشعبي إثارة للحماس وهي قيميه مثاليه في مضامينها وألحانها و أدائها .
الخطوة :
ألوان كثيرة في ألحانها و أطوالها ، أما أداؤها فهو موحد . وهي تطريبية تعتمد في تطريبها استبدال يوم التعب بليل روحي تغلب عليه الوجدانيات والإنسانيات ...
الواحي : أداء لحني خال من الكلمات ، بل تؤدى معه أحيانا ألفاظ ذات دلاله مصطلحيه خاصة تعارف عليها الرعاة ومواشيهم وأسميها : أسماء أفعال نحو : آحيه للغنم بمعنى أقبل ...
أغاني النياحه :
شعر مؤثر تنوح به المرأه على فقد أخ أو ابن أو حبيب ...
هدهدة الأطفال :
وهي أغان معروفه تهدهد بها الأم ابنها في مهده لينام عليها ، نحو :
يا لله بنوم هاني يدب لك دبان
دب الغنم والضان
أغاني العمل :
وهي كثيرة جدا ، فللحراث غناؤه مع ثوريه ، ولنزع الماء من أعماق الأرض زملته ، ولحمل أنواع الثقيل زملتها حسب نوع الثقيل ومكانه ومدته .. وللحصاد أغانيه التي كان يضج بها المكان إبان مواسم الحصاد .. طرق الجمال :
وهو طويل عالي النبرة والأداء طول طريق القافلة ، ويحوي تعبيرات عن التعب والشوق ، والنسيب الذي يعين على السفر والبعد.. نحو : يا صحن ما فيك العسل مانت صحنا من سيرتش يالخاينه ما انتصحنا أنواع البدوية :
ولا نستطيع حصرها لكثرتها وتنوعها .
والوزن ( الشعري الموسيقي ) في هذا الشعر يعتمد النبر الموسيقي الذي يطوع اللفظ ، ويسمى هذا في أدبنا الشعبي الشفا هي :{ الملالاة } : التحكم الصوتي في الأداء ب { لالالا...} مفرغة من الكلمات ، مع إحالات حسب حاجه و إرادة اللحن ، فقد يكون المد كسرا طويلا أو ضخما أو فتحا ... إلخ .
أنساب القبائل
إن الوصول للحقيقة في معرفة الأنساب ، وخاصة بعد أن تحالفت كثير من القبائل منذ العهد الجاهلي وحتى وقت قريب بسبب أو بآخر ، وانقسام كثير من أفخاذ وبطون هذه القبائل ودخوله في القبائل الأخرى ، إضافة إلى فترة التحضر الحالية وما توارده الناس من معلومات والتي بني أساسا على المفاخرات وشيء من التعصب ، ساهم في خلق بعض الصعوبات لإثبات نسب بعض هذه الفروع إلى درجة أن البعض منهم هو أول من يساعد في ضياع هذه الأنساب ، إما لجهل منه ، وإما لغرض ما بنفس يعقوب .
وقد حارب الإسلام مند بدايته العصبية القبلية ونهى عنها ، كما حض في نفس الوقت على صلة الرحم والتواصل ، وجعل من جميع المسلمين أخوة في الدين ، وأن أفضلهم عند الله أتقاهم وليس أنبلهم ، يقول جل وعلا ( إنما المؤمنون أخوة ) وقال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله اتقاكم )
بيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلغ مراتب الشرف القبليه إلغاء تاما ، وإنما جعلها منوطة بحسن الإيمان وقوة العقيدة ، فحين سأله قوم عن أكرم العرب ، كان جوابه صلى الله عليه وسلم : خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحبوا العرب لثلاث : لأنني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : { تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأجل ، مرضاة للرب} .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :{ تعلموا أنسابكم تعرفوا بها أصولكم ، فتصلوا بها أرحامكم } .
وقيل : لو لم يكن لكم من معرفة الأنساب إلا اعتزازها من صولة الأعداء ، وتنازع الأكفاء لكان تعلمها من أحزم الرأي ، وأفضل الثواب ، ألا ترى إلى قول قوم شعيب عليه السلام ، حيث قالوا : { ولولا رهطك لرجمناك } فأبقوا عليه لرهطه .
ومن كلام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : { أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير ، فإنك بهم تصول ، وبهم تطول ، وهم العدة عند الشدة ، أكرم كريمهم ، وعد سقيمهم ، وأشركهم في أمورك ، ويسر عن معسرهم } .
وكان يقال إذا كان لك قريب فلم تمش إليه برجلك ، ولم تعطه من مالك فقد قطعته . ويقال : حق الأقارب إعظام الأصغر للأكبر ، وحنو الأكبر على الأصغر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { حق كبير الأخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده } .
ويحث عمر رضي الله عنه المسلمين على تعلم الأنساب لما له من أثر في صلة الأرحام وزيادة المحبة فيقول : " تعلموا أنسابكم تصلوا بها أرحامكم ، ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدكم من أنت ؟ قال من قرية كذا ، فوالله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لو يعلم الذي بينه وبينه من دخله – يعني باطن الآمر – الرحم لردعه ذلك عن انتهاكه .
فالأنساب إنما هي أمانة ، ونتيجتها المرجوة ، هي صلة الرحم والتواصل وهو ما دعا إليه ديننا الحنيف ، دين السماحة والحب والإخاء . فلا أحد يدعي نسبا ليس له به صله ، ولا ينكر أصلا ليس له عنه غنى ، فالأصل يعني الأب والجد ومن يلتقي به فيهما ، وهو ما يوصل به الرحم ، فنحن إن شاء الله مؤتمنون على أنسابنا .
قبائل عسيريطلق اسم عسير على مجموعة جبال شامخة الذروة مترامية الأطراف تتخللها أودية وشعاب وعرة المسالك ملتوية المأتي خصبة التربة مملوءة السكان يحدها شمالاً بلاد بللحمر و محائل ، وجنوباً بلاد قحطا ن ودرب بني شعبه ، وشرقاً بلاد شهران ، وغرباً ساحل البحر الأحمر وتتبعها إداريا قديماً وحديثاً القبائل التالية : قحطان ، شهران ،أكلب ، بللحمر ، بللسمر ، بني شهر ، بني عمر ، بللقرن ، شمران ، بارق ، محائل ، قنا والبحر ويطلق على مجموعها اسم منطقة عسير عاصمتها أبها
مناطق المملكة العربية السعودية | |
---|---|
الرياض | مكة | المدينة | القصيم | الشرقية | عسير | تبوك | حائل | الحدود الشمالية | جيزان | نجران | الباحة | الجوف |
مناطق السعودية |
محافظات عسير - مقر الإمارة أبها |
---|---|
خميس مشيط | بيشة | النماص | محائل | سراة عبيدة | تثليث | رجال المع | احد رفيده | ظهران الجنوب | بالقرن | المجارده |
هذه بذرة مقالة عن المملكة العربية السعودية تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |