التشيع في العراق

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


فهرس

[تحرير] العراق في عهد الخلافة الإسلامية

دخل الإسلام إلى العراق واستقر في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. وبقي العراق مركزاً مهما في الفكر الإسلامي سواء السني منه أو الشيعي طوال الخلافتين الأموية والعباسية، فقد ارتبط التشيع منذ نشوئه بالعراق كما ظهرت منه الحركات الشيعية التي وجدت في منطقة الفرات الأوسط مثل الكوفة و الحلة. كما أخرج العراق أيضاً العديد من فقهاء أهل السنة قد اجتمعت به معظم المدارس الفقهية السنية، فكان للمالكية وجود في البصرة ثم بغداد. وكانت بغداد مركز الحنابلة الرئيسي قبل تدميرها من قبل هولاكو. كما انتشر المذهب الشافعي في الجنوب، والمذهب الحنفي في الشمال. وبالرغم من سيطرة الشيعة على الحكم أثناء حكم البويهيين فإن التشيع ظل محصوراً في مدن معينة وظل غالبية سكان العراق على المذهب السني حتى العهد العثماني.[1]

[تحرير] الغزو المغولي للعراق

بعد تمكن الجيش المغولي بقيادة هولاكو من دخول بغداد، قام المغول بتدمير و نهب العديد من معالم المدينة و قتل العديد من سكانها ,حيث دمر المغول جامع الخلفاء في الرصافة و احرقوا الحضرة الكاظمية في الكرخ عام 656هجري[2] [3] , كما تعرضت بغداد لتدمير آخر على يد تيمورلنك[بحاجة لمصدر].

[تحرير] الغزو الصفوي للعراق

تعرّض العراق في عهد الصفويين لهجمات دموية كانت هدفها نشرالتشيع[بحاجة لمصدر]. ويشير الباحث بشير نافع إلى أن الشيعة لم يكونوا أكثرية في القرن الخامس الهجري في أي من المدن الإسلامية سوى الكوفة والري (قرب طهران اليوم)[4].

وكان إسماعيل الصفوي قد توجّه بجيش كثيف إلى بغداد، ودخلها سنة 941هـ وفتك بأهلها وأهان علماءها وخرّب مساجدها وجعلها اصطبلات لخيله، كما فعل النصيريون من قبل. فاضطر السلطان سليمان القانوني إلى وقف زحفه في أوروبا، وعاد بقسم من الجيش لمحاربة الصفويين وتأديبهم[5]. لكن انتهز الشاه عباس الصفوي تغلغل العثمانيين في أوروبا وحروبهم مع النمسا والمجر، فعاد إلى مهاجمة بغداد، ودخلها سنة 1033هـ 1623م[6].

يقول الباحث العراقي د. علي الوردي متحدثاً عن حكم الصفويين لإيران والعراق: "يكفي أن نذكر هنا أن هذا الرجل (الشاه إسماعيل الصفوي) عمد إلى فرض التشيع على الإيرانيين بالقوة، وجعل شعاره سب الخلفاء الثلاثة. وكان شديد الحماس في ذلك سفاكاً لا يتردد أن يأمر بذبح كل من يخالف أمره أو لا يجاريه. قيل أن عدد قتلاه ناف على ألف ألف نفس"[7].

[تحرير] العراق في عهد الخلافة العثمانية

أدى انهيار الدولة الصفوية في إيران سنة 1722، وما صاحبه من فقدان للأمن وحروب الأمراء، إلى هجرة أعداد متزايدة من العلماء الشيعة إلى النجف وكربلاء.

يقول د. ناصر القفاري: "في سنة 1326هـ كشف العلامة محمد كامل الرافعي في رسالة أرسلها من بغداد إلى صديقه الشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار، ونشرتها المنار، كشف أثناء سياحته في تلك الديار ما يقوم به علماء الشيعة من دعوة الأعراب إلى التشيع واستعانتهم في ذلك بإحلال متعة النكاح لمشايخ قبائلهم الذين يرغبون الاستمتاع بكثير من النساء في كل وقت."[8] ويقول إبراهيم الحيدري: "وأما العشائر العظام في العراق الذين اتبعوا مذهب التشيع إلى ال البيت من قريب فكثيرون. منهم ربيعة تشيعوا منذ سبعين سنة. وتميم وهي عشيرة عظيمة تشيعوا في نواحي العراق منذ ستين سنة بسبب تردد شياطين الرافضة إليهم. والخزاعل منذ أكثر من مئة وخمسين سنة، وهي عشيرة عظيمة من بني خزاعة فحرّفت وسميت خزاعل. وعشيرة زبيد وهي كثيرة القبائل وقد تشيعت منذ ستين سنة بتردد العلماء إليهم . ومن العشائر المتشيعة لمذهب ال البيت بنو عمير وهم بطن من تميم والخزرج وهم بطن من بني مزيقيا من الأزد، وشمرطوكة وهي كثيرة، والدوار والدفافعة. ومن المترفضة عشائر العمارة آل محمد وهي لكثرتها لا تحصى وترفضوا من قريب. وعشيرة بني لام وهي كثيرة العدد. وعشائر الديوانية وهم خمس عشائر: آل أقرع، وآل بدير، وعفج، والجبور، وجليحة. ومن عشائر العراق العظيمة المتشيعة منذ مئة سنة فأقل: عشيرة كعب وهي عشيرة عظيمة ذات بطون كثيرة"[9]. ومع ذلك بقيت العديد من عشائر العراق سنية.

وعن تأثر العراق بإيران يقول الوردي: "بعد أن تحولت إيران إلى التشيع، أخذت تؤثر في المجتمع العراقي تأثيراً غير قليل. فقد بدأ التقارب بين الإيرانيين وشيعة العراق ينمو بمرور الأيام. وصارت قوافل الإيرانيين تتوارد تباعاً إلى العراق من أجل زيارة العتبات المقدسة (عند الشيعة) أو طلب العلم أو دفن الموتى وغير ذلك"[10].

يقول د. فرهاد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين في كتابه "الطائفية والسياسية في العالم العربي" موضحاً أثر تشيع هذه القبائل في جعل الشيعة أكثرية في العراق، فيقول (ص44): "المذهب الشيعي لم ينتشر بصورة كبيرة في العراق إلا تحت حكم المماليك (1743-1831". ويقول في (ص45): "أثَّرت الدعاية الشيعية وذكر الظلم الذي تعرضوا له ومقتل الحسين في كسب القبائل ونشر التشيع". ويضيف في (ص48) أن جماعات السكان من الشيعة من منطقة بلاد ما بين النهرين كانوا يشكلون منذ هجرة القبائل العربية من شبه الجزيرة أعداداً قليلة, وذلك في الفترة منذ القرن السابع عشر وحتى القرن التاسع عشر، ولم يشكل الشيعة الأغلبية في مجموع السكان إلا بعد الهجرة وتحول هذه القبائل إلى المذهب الشيعي. ويقول المؤلف (ص63-64): "إضافة إلى القبائل التي نزحت إلى العراق وتشيعت، فإن هناك الفرس والفرس المستعربين والهنود يشكلون نسبة غير ضئيلة من مجموع السكان الشيعة خاصة في المراكز الحضرية. وكانت هجرة رجال الدين الشيعة وعدد آخر من جماعات السكان إلى العتبات المقدسة قد جاء نتيجة لانهيار الدولة الصفوية. وظلت هذه الهجرات تتوالى حتى نشأة الدولة الحديثة في العراق".

وكان انتشار التشيع في جنوب العراق قد تم تحت سمع الدولة العثمانيةوبصرها[بحاجة لمصدر]، وبموافقة رجالها في معظم الأحيان. إذ أنه منذ أن وصل العثمانيون للعراق، قام سليمان القانوني بإتمام بناء الحضرة الكاظمية، وزار المقامات السنية والشيعية، وأمر بحفر نهر الحسينية لإيصال المياه إلى مدينة كربلاء. وتحت الدولة العثمانية انفصل الفضاء الشيعي في العراق مديراً شئونه بقدر كبير من الاستقلال. كما أن الدولة العثمانية كانت صوفية. و بسبب التداخل بين التشيع والتصوف في آسيا الصغرى في العصور الإسلامية الوسيطة المتأخرة، فقد احتلت الرموز الشيعية والولاء لآل البيت موقعاً بارزاً في الثقافة العثمانية المبكرة. وكان الولاة حنفية متصوفة فكانوا يعتنون بمراقد الأئمة في بغداد والنجف وكربلاء.اضف لذلك ظهور الحركة السلفية الوهابية في منطقة نجد واستعدائها للدولة العثمانية لذلك فضل العثمانيون تشييع جنوب العراق لتشكيل سد فكري مانعا انتشار الافكار التي تبناها محمد بن عبد الوهاب واتاعه في مناطق جنوب العراق بسبب الاتصال العشائري بين جنوب العراق ومنطقة نجد حيث استغل علماء الشيعة في الحوزة العلمية في النجف سوء الاحوال المعاشية وغض النضر او في بعض الاحيان التأييد العثماني لنشر التشيع بين عشائر جنوب العراق[4].

[تحرير] العراق في القرن العشرين

بالرغم من التواجد الكبير للطائفة الشيعية في العراق فإن العلاقة بين السنة والشيعة كانت طيبة, حيث أن العراقيين عموماً لم يكونوا ينظرون إلى الإنتماء الطائفي كعامل أساسي, كما ان العديد من العوائل العراقية هي خليط من الشيعة و السنة معاً. وهذا يوضح قبول العشائر الشيعية بأن يحكم العراق أهل السنة بعد الثورة على الإنكليز، التي شاركت بها العشائر السنية والشيعية على حدٍ سواء و أصدرت المراجع الشيعية في النجف فتوى بالجهاد لتحريك الشارع العراقي لثورة العشرين.

وأثناء الحرب العراقية الإيرانية، كانت الأفكار القومية هي السائدة في العراق. و باعتبار أن غالبية أعضاء حزب البعث في العراق كانوا من الشيعة، فقد وصل الشيعة إلى مناصب عالية في الدولة. وكانت سيطرتهم في التعليم والتجارة والاقتصاد واضحة[11].

[تحرير] العراق في القرن الحالي

المقال الرئيسي: التوزع السكاني في العراق

لا يوجد أي إحصاء سكاني في العراق دقيق وحديث، يُظهِر النسب الحقيقية لكل طائفة، حيث تركز الإحصائيات على التوزيعات العرقية وليس الطائفية. ولذلك تختلف التقديرات في نسبة كل طائفة وأي منها تشكل الغالبية.

[تحرير] مصادر

  1. ^ إسحاق نقاش، "تحوّل قبائل العراق إلى التشيّع"، المجلة الدولية لدراسات الشرق الأوسط، مجلد 26، رقم 3، أغسطس 1994، ص 443، من موقع JSTOR (لغة إنجليزية)
    Yitzhak Nakash, "The Conversion of Iraq's Tribes to Shiism", International Journal of Middle East Studies, Vol. 26, No. 3. (Aug., 1994), p. 443., retrieved through JSTOR [1]
  2. ^ http://www.najaf.org/city/a_6.php?l=ARA
  3. ^ http://www.kululiraq.com/modules.php?name=News&file=article&sid=936
  4. ^ أ ب العراق.. سياقات الوحدة والانقسام، تأليف: بشير موسى نافع، دار الشروق، القاهرة، 2006.
  5. ^ تاريخ الدولة العثمانية، محمد فريد بك، ص90
  6. ^ تاريخ الدولة العثمانية، محمد فريد بك، ص120
  7. ^ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، د. علي الوردي، ج1، ص43.
  8. ^ أصول مذهب الشيعة، د. ناصر القفاري، ج3، ص1450.
  9. ^ عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد، إبراهيم الحيدري، ص112-118. ملاحظة: كلمة ترفضوا قد وردت في الكتاب ولا تمثل بالضرورة رأي محرر المقالة. و المقصود هنا بترفضوا: تشيعوا
  10. ^ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، د. علي الوردي، ج1، ص12.
  11. ^ Library of Congress Country Studies