خزف
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الخزف هو الطين المزجج والمفخور.يرجع تاريخ الخزف إلى أقدم العصور.في الوقت الحاضر أصبح الخزف من أحد الفنون التشكيلية. وأما الاسم الاخر لهذا الخزف (سيراميك) وهو فن اسلامي قديم وأما بالغة السنسكريتية فاسمه (كيراموس). فن الخزف من أقدم الحرف والفنون في تاريخ البشرية ولم يعرف حتى الان أين بدأ أو متى ولكنه وليد الحاجة والصدفة معا فمياه الامطار والارض الترابية التى تتحول إلى طين بفعل المطر ثم تطبع عليها بصمة الارجل والخطوات شكلت تقعرات امتلأت بالمياه فعرف منها الانسان كيف يحفظ سوائله وفى عصر الزراعة احتاج لاشياء يحفظ فيها الحبوب خاصتا بعد أن جفت الطينة ثم عرف النار وقام بتسوية الاشكال التى صنعها من الطين لتصبح اثر صلابة ولا تنهار بفعل المياة والسوائل ثم عرف ان الرمال تنصهر بفعل النار وتتحول إلى زجاج فكانت الطبقة الزجاجية التى تسد المسام في الاوانى الفخارية وتزيد الفخار صلابة واصبح عنده نوعين من المنتج الطينى الفخار المسامى والخزف المطلى بطلاء زجاجى شفاف واحيانا ملون وتطور من ادوات نفعية إلى فنون وعرف ايضا باسم السيراميك بعد تزجيجه بالطلاءات الزجاجية واسم سيراميك اسم اغريقى مأخوذ من كلمة كيراميكوس أى صانع الفخار و أعظم ما انتج في فنون الفخار والخزف هو ما انتجته الحضارة الاسلامية لتعدد البلدان التى ضمتها هذه الحضارة وتنوع الاساليب والتقنيات التى عرفها صانعو الفخار في ظل الامبراطورية الاسلامية .
و من الناحية التاريخية تعتبر صناعة الفخار من أوائل الفنون التى ظهرت على الأرض ، فقد صُنعت أقدم الأوانى بالأيدى من الطين الخام المستخرج من الأرض ، كانت مثل هذه الأوانى تجفف في الشمس والهواء ، وحتى في المرحلة التى سبقت قدرة الإنسان على الكتابة ، وقبل أن يكون له أدب أو حتى دين كان يملك هذا الفن ، وما زال بإمكان الأوانى التى صنعت في ذلك الزمن أن تحركنا بشكلها المؤثر .
كما أن هذه الأوانى بقيت لتسجل أحداث التاريخ وتطور البشرية ، ولتكشف لنا عن المتنفس الأول للابداع الفنى ، وماهو قائم الآن من صناعة الفخار في كثير من المراكز الحرفية يمثل امتداد طبيعى لهذا التراث والذى يندرج تحت فنونا الشعبية .
وهذا ما يؤكده ( سعد الخادم ) بقولة "وبصفة عامة تحمل الفنون الشعبية في ثناياها معانى ترجع إلى طقوس وعقائد وحضارات تلاشت منذ أزمنة غابرة حتى يمكن أن يقال أنه من النادر أن نجد نوعاً من الفنون الشعبية المحلية لا يمت بتراثنا القديم بصلة ".( )
ويؤكد ( زكى نجيب محمود ) على أهمية هذه الفنون الشعبية أو هذا التراث بصفة عامة بقوله " أن التراث ليس صومعة نسكن فيها ونعيش ، ولكن ما ينبغى علينا تجاهه أن نملأ أوعيتنا حتى الحافة ومن رحيق السلف ومن نقيع الآخرين فنشربه لنحيله إلى دماء لتكون دماؤنا ، وبذلك تحدث القوة التى تبدع الجديد لتضاف إلى الحصيلة الإنسانية "( ) .
وفيما له علاقة بالتراث الفخارى ولتوضيح أهميته يذكر ( تونى بركس -Tony Birks ) " أن قطعة من الفخار تستحق أن ننظر إليها إذ أنها نحكى تاريخاً عبر سنين طويلة " ( ) فصناعة الفخار هى أبسط الفنون جميعاً وأكثرها صعوبة في آن واحد ، فهى أبسط الفنون لأنها أكثر أولية ، وهى أكثر الفنون صعوبة لأنها أكثر تجريدا
تصنيفات الصفحة: بذرة | فن | فن تشكيلي