شحاتة هارون
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
شحاتة هارون (1920 - مارس 2001) يهودي مصري يساري معارض لإسرائيل. ولد شحاتة هارون لأبوين مصريين يهوديين، أصوله سورية، جاء أجداده لمصر في القرن التاسع عشر الميلادي، وعمل والده الخواجة هارون – كما كان يطلق المصريون على اليهود في أوائل القرن العشرين - بائعا في محل شيكوريل لأزياء الملابس.
أرسله والده إلى مدرسة الفرير الكاثوليكية، ولما وجده لا يعرف أصول الديانة اليهودية أحضر له حاخاما لتعليمه، ثم حين لاحظ ضعفه في اللغة العربية، أحضر له شيخا أزهريا ليعلمه قواعد النحو والصرف؛ حتى إنه يقول عن نفسه: «إن الديانات الثلاث قد أثرت بشكل أو بآخر في تكوين فكري».
درس الحقوق في "جامعة فؤاد الأول"، وانضم للتنظيمات الشيوعية التي ماجت بها القاهرة في أربعينيات القرن المنصرم، وتم القبض عليه في 1946.
رفض شحاتة الرحيل إلى إسرائيل بعد صدور قرار جامعة الدول بترحيل اليهود العرب إليها. وتمسك بالجنسية المصرية. اتهم مرات عديدة أنه جاسوس يعمل لحساب إسرائيل. ألف كتاب أسماه يهودي في القاهرة كما عارض معاهدة كامب ديفيد.
أصيب في نهايات حياته بـ"الزهايمر"، ولم يعد يستطيع التعايش والتواصل مع من حوله.
رفضت عائلته عندما توفي في مارس 2001 أن يصلي عليه السفير الإسرائيلي بالقاهرة، واستأجرت حاخامًا من فرنسا ليصلي عليه؛ حتى لا يحضر حاخام من إسرائيل التي ظلّ طوال حياته يهاجم وجودها ويرفضه.
وتحيرت أسرته في نعيه الذي يُنشر في الجريدة؛ لأنها لا تستطيع نشر آية من التوراة مثلما يفعل المسلمون مع القرآن والنصارى مع الإنجيل، فنشروا كلمة تلخِّص فلسفته في الحياة، كان قد أوردها في كتابه الوحيد "يهودي في القاهرة"، قال فيها: «لكل إنسان أكثر من هوية، وأنا إنسان مصري حين يُضطهد المصريون.. أسود حين يُضطهد السود.. يهودي حين يُضطهد اليهود.. فلسطيني حين يُضطهد الفلسطينيون».