مفهوم علم الآثار
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
علم الآثار:
بصفة عامة؛ أي شيء يصنعه الانسان هو نوعا ما انعكاس لنفسه ومظهر للحضارة التي عاش زمانها . ولما كان الانسان بطبيعته محافظ جدا ولا يحب التغيير فمن المحتمل ان يكون هذا الشيء نسخة لما صنعه أسلافه في نفس الاتجاه مع وجود اختلافات دقيقة حادة أحيانا.
وقد استفاد الأثريون من هاتين الحقيقتين في استقصاء الماضي والكشف عن الحضارات التي ظهلرت قبل بداية التاريخ فهم يبحثون بكل عناية عن المخلفات الأثرية التي قد توجد في المواقع القديمة ، وبفحص كل مايجدونه بدقة متناهية يمكنهم ان يربطوا بين قدر كبير جدا من المعلومات عن الناس الذين عاشوا يوما ما في هذا الموقع ، وطرق عيشهم ، وعاداتهم ، وتفاصيل حياتهم اليومية.
ويعتمد الأثري في تاريخ مكتشفاته على مبدأ الاستراتيجرافيا، ويتضمن هذا المبدأ : ان أقدم جزء في الموقع هو دائما ما وجد في أسفل مستوى ، بينما تركت العصور الأحدث مخلفاتها فوق هذا المستوى مرتبة حسب ترتيبها التاريخي من أسفل إلى أعلى . ومن ثم بالحفر من أعلى إلى اسفل يمكن للأثري ان يقتفي أثر الطرز المختلفة للشيء ، أو أنه يكوّن من دراسته لأحدث العينات وأكثرها تطورا حتى أقدم العينات وأكثرها بداءة - تتابعا طرزيا يبين تفاصيل تغير طرز كل من هذه الأشياء ( وتعرف هذه الدراسة بالتيبولوجي)
وقد يكتشف الأثري أحيانا كشوفات تبهر الانظار مثل تلك التي وجدت في فيكس ، وستن و مقبرة توت عنخ آمون ، غير أن مكتشفاته تتكون فب غالب الأحيان من شظف الظران ، وشقف الفخار ، وعظام مكسورة ، ومع ذلك فهي في نظره مثل كنوز الذهب لأنه بواسطتها يمكنه ان يبني تاريخ الانسان من بداياته المبكرة منذ أكثر من نصف مليون سنة.