أيمن أبو الشعر
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
د.أيمن أبو شعر ولد في دمشق عام 1946. تلقى تعليمه في دمشق ونال الدكتوراه من الاتحاد السوفييتي حيث أقام حتى بعد سقوط النظام الشيوعي. عمل في الحقل العمالي عاملاً.. كما عمل في التدريس مدة من الزمن، عضو جمعية الشعر. http://aiman-ash.com
[تحرير] مؤلفاته
- خواطر من الشرق - شعر- دمشق 1971.
- صندوق الدنيا - شعر- دمشق 1972.
- بطاقات تبرير للحب الضائع- شعر- دمشق 1974.
- طلقات شعرية- شعر - حلب 1979.
- الحب في طريق المجرة- شعر- حلب 1979.
- أنطولوجيا الشعر السوفييتي - المجلد الأول الشعر الروسي
- انتخار الدلفين
- الثلاثيات
- الحزن الالق وصلاة العاشق
- عصفور محكوم ٌ بالإعدام
- مسرحية الأرنب الذئبي
- مسرحية رجل الثلج (Снежный Человек) باللغةالروسية
[تحرير] من اشعاره
جريدة الاسبوع الادبي العدد 1042 تاريخ 10/2/2007
الحصان ـــ أيمن أبو الشعر
ودعت خلاني وقلت أموت لي من حصان الوعد أغنية تشظّى للرحيل صهيلها فوق المدى وتدفق الياقوت مهرٌ من الأحلام كحّل مقلتي خصلا بغرته تحاكي النار إذا يرتادها الملكوت أسطورة رسمت سنابكه حدود شرارها وهج البراق على الصخور يراقص العنقاء.. يا مهري الجميل قتلتني يا برق كيف تموت إني جموحك قد تقمصني جنونك مذ تقصّف بي صوابي من كل صوب عاجلتك نصالهم نهم الجراد وناهشتك رماحهم حتى كأنّ الكون شدق من حراب جسدي بطين الأرض معجوناً يراوده القنوط لكنني كالمستحيل أراك تقفز من إهابي شبحاً من الفسفور تصعد هائماً نحو الروابي حتى لأدرك أنني لا أنت مقهوراً كبوت لا شيء غير البرد بعدك موعدٌ رهن المصاب فالحلم آخر ما يموت ودعت خلاني وقلت أموت فجموع من رسموا الحصان بزيفهم إيقاع نبض قلوبهم أخفوا الدروع أوان طرزت الزنابير الوجيعة بالأزيز ضلوعه والكاهنات تدافعت بحنوطها في الليل ترجو مأتماً وتنوح وأنا أرى خلل الدموع تموجاً يوحي بمقدمه أوان يروح من أوجهٍ تخفي المسرة والأنين مقيت وأصيخ بالقلب الحزين لأجتلي حزن القلوب فإذا الصراخ سكوت المتعبون ووحدهم عشاقه خروا يعضون الحصى لوداعه حين انتشى المأجور والطاغوت في كل خطبٍ إذ يبيتُ الموت مبتسماً كوني غدوتُ بآخر الرمق وسط الحرائق يستشيط الجمر في عنقي ينشد ملتصقاً به كشراهة العلق أو خلتني وسط السلاسل موشكٌ غرقي كان الحصان يجيء منبثقاً يلفعه من وهدةٍ في الأفق شالٌ من لظى الشفق يرمي عناناً لي ضفائره كجديلة العبق حتى أعود مرفرفاً ما فوق صهوته تشفى الحروق ببلسم سحراً هل من رذاذ القطر أم عرقي كان الحصان يقودني أبداً رهواً إلى صبحٍ من الألق حين النياشين استراحت في مخابئها من صحوةٍ في الريح أو معزوفة الأرق حلم النسور يرود ساطعةً والحلم للخفاش في كهفٍ من الدبق من كان من نسل الشموس نشيده حمم يزهو بأن تيهي بنار القلب واحترقي ودعت خلاني وقلت أموت في الساح أشلاءٌ يضيق الكون عن أحلامها لكنها افترشت أرائكها فسيحاً وسط خُرْمٍ(1) للشهادة مُذ نضا أصحابها أكفانهم وتمددوا نوراً طهوراً كي يبيتوا أنا ما بكيت لأن حزناً هاجني لكنني أهديت كل الفرح أحبابي وما أبقيت للقلب حتى بسمةً لضماد نبض نازفٍ ومضيت عبر المشاهد والمرايا في بريق عيونه: خلق مضى أحلاه من قد غيب التابوت رمح هنا في الخاصرة سهم كأفعى في انتفاخ الحنجرة سيف بزند في الثرى مقطوعةٌ قبل اكتمال الخاطرة في الأفق عاصفة يشكل غيمها كالرعب تمساح وحوت أين الحصان جموح أحلامي به إن مات ضاعت كل رايات الرؤى فالحلم آخر ما يموت أمضي وأبحث عن بصيصٍ عن شهيق ثم أدرك أنني خطوي بخطوي قد محوت لا ضوء إلا ما تترجمه العيون الشاخصات إلى النجوم شال الدخان تعثراً يمضي إلى تلّ الوجوم والنار تستجدي جثاميناً تفحم هامها عند التخوم كان اللظى عبداً لها والآن سيدها الخفوت لا شيء غير الموت يرنو والمآتم أنَّةٌ ماعت بلوحتها الزيوت ودعت خلاني وقلت أموت الآن سوف يحدني بردٌ شروقاً والغبار من الغروب الآن سوف يسوطني رعدٌ شمالاً والثلوج من الجنوب ها كل شيء مات يا ربي ولا أحياء في هذي الدروب دع لي إذن أن ألثم المهر المجندل ثم أخلد للردى من بيننا في الطين مثل قصيدة الأصداء يشخص في المدى .. أبَّنته ثم انحنيت نحو الكنوز النبض في صدر الحصان مستسلماً كالطيف أملس. وخيال وجهي قد تراءى فوق حدبة عينه وسط السواد ولا يراني أو باره بين الأصابع ترتمي حلماً تكلس كالطفل أشهق والهوى في الحضن ميت لكن رأسي لهفة قد هزها في العمق صوت لكأنه عجلات قاطرة بعيد رجعها تدنو ببطءٍ لاهث من أخر النفق أو وقع أقدامٍ حميمٌ خطوها من فوق جسرٍ للضمائر لم يدنّس فطفقت كالمجنون أفرك فروة العنق والشعر في كفيّ نورس يا أيها العشاق في السرداب رتلاً بعد في القنديل زيت ها إنه رغم الجراح ما زال حياً ..يتنفس ..يتنفس الحلم ظلُّ الله حي لا يموت (1) الأصح أن يقال خرت ولكن خرم معروفة أكثر
http://www.jablah.com/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=1470&forum=34
رائعة الشاعر السوري ( أيمن أبو شعر) الذي أنكره أدونيس وقال أنه لم يسمع به في حياته قارع الطبل الزنجي حذره الأطباء من الاستمرار بالعزف بعد أن أصيب بمرض القلب ورفض صاحب النادي الليلي تحويل عمله حتى إلى منظف للصحون واضطره الجوع للرضوخ وعاد ليعزف . ----------------------------------------------------------- صاح السيد حين امتلأت صال ناديه الليلي موسيقا... موسيقا يا بوم الشؤم موسيقا ..طبل ونغم دم .دم . دم موسيقا والتصق الجسم بشط الجسم ارتعش النهد انتعش الشد فسال الشهد التمع الطيب بورد شفاه عضتها أحداق الشبق ارتجت فانطلقت آه ضمتها شفت ندت فانطبق الفم دم . دم . دم . دم موسيقا واشتعل اللون انطفأ الكون بذاكرة اللحظة عبتها أقداح الوهم انفجر الضحك الصخب اللهب الموقوت الليلي بأرداف الأصنام الشمعية فانفرط العقد بجيد الهم وداخ الكم بزند الكم الخصر التم دم . دم واحتار الضم دم. دم فالتهب الشم دم . دم موسيقا جرح وألم دم .دم موسيقا وترنق شمعة موسيقا تهتز الدمعة في جفن الزنجي الكهل وصار الضوء ينوس تموج الأشكال تطول تميل ومازال الزنجي يدق يدق ارتفع الكأس وطاب الشرب فجن العشق يدق يدق انتفض القلب وغص الشهق تعرق أورق في جفنيه الحلم كلمح البرق التهم الحلم الصعق يدق يدق احترق العتم ازداد الهم دم . دم موسيقا الجوع يحز ينز بحلق الزنجي فينطلق يدق يدق البرد المر يمر بذاكرة الزنجي فيرتعش الجلد المعروق وينطلق يدق يدق القلب يدق الطبل يدق ازداد الطرق يدق يدق انشد العرق يدق يدق ارتفع الشهق يدق يدق ومال العنق انكب الجسم تمدد صاح السيد موسيقا موسيقا يا بوم الشؤم الأسود اقرع طبلك أو تبعد ماذا إذ رفع الرأس فساح النزف وغطى الفم وصدى الطبل يصم دم . دم عذرا عذرا ياسادة لن يفسد سهرتنا وسنجرع خمرا كالعادة غطوا الجثة كي نلهو ما نفع الغم ولنحضر قارع طبل آخر ولنمسح قطرات الدم ===========================================================
برأيي المتواضع وأنا لست شاعرا أو متخصصا في الأدب العربي أن هذه القصيدة للشاعر أيمن أبو شعر كافية لأن تدخله من بوابة تاريخ الشعر العربي الحديث ولا تعدلها روعة الا قصيدة انشودة المطر للشاعر العظيم بدر شاكر السياب . حتى ولو أنكره من أنكره .
(ملاحظة القصيدة ترجمت إلى عدد من لغات العالم)
عدالة للشاعر: أيمن أبو شعر أحضروا جثة القتيل و الخنجر ثم استمعوا إلى إفادةالقاتل: أقول الصدق يا مولاي تعرَّض ظهره الغدَّار.. لهذاالخنجر المسكين وصار النصل يرتجف .. و يلتحف.. بكفي مثل قط الدار.. يناديني لأحميه وظهر المارد الغدَّار يغويه.. ويقترب.. بلحم جامح كالنار.. يقترب.. و حرت فكيف أخفيه و هذا الماكر الجبار يحاول بلع سكيني فقلت لعلَّه إن نام مثل ملائك الرحمة يرق فؤادُ باغ نبضه اللعنة فأودعت الصغير الغرَّ مهداً اسمه الطعنه فغافلني و ماج الظهر كالأفعى وعضَ بلحمه المسعور وداعة شفرة الساطور لم يرحم .. و لم يحذر.. و ألقى جسمه المأفون فوق نحالة الخنجر.. يحاول هرسَ سكيني وأن يُكسر و كاد النصل يختنقُ وتحت الجسم ينسحقُ.. فما أفعل؟!!! دنوت إليه أرجوه بأن أفلته.. لم يقبل.. تمدد فوقه كالثور.. تصنَّع أنه نائم.. و راح يغط في حلمه.. ترى أوقظه من نومه.. فلم ترض اللباقة!.. أو إبائي.. قلبت الرأس .. عطفاً في حنانِ.. ثم ساعدني حذائي.. و أنقذت البريء الخنجر الطفليَّ.. أبكيه.. و يبكيني.. ورغم فظاعة المأساة عندي جرَّحوا حسِّي .. أهانوني.. تصوَّرْ أنت يا مولاي.. تلطخ نصل سكيني!.. فجئت إليك تنصفني.. فأنت الحاكم العادل. قرار قاطع مقبول.. كحد المدية المصقول.. يُبَرَّأُ خنجر القاتل.. وتشنق جثةالمقتول.
قليل كثير ـــ أيمن أبو الشعر شراعٌ تبدّى كمِرآةِ نارٍ لجمرِ الأصيلْ قريباً مِنَ القلبِ حتى حدودُ التماهي بِوصلِ العِناقْ بعيداً عنِ الشطِّ والعينِ حتى حكايا التَناهي بِنصلِ الفِراقْ على جبهة الأفقِ حيثُ الرياحْ تولتهُ مِنْ كُلِّ صوبٍ بسوطِ العويلْ كطيرٍ كَسير الجناحْ صراعاً معَ الوحلِ ما مِنْ سَبيلْ يساراً يشدُّ يميناً يميلْ أثينا تخلَّتْ عَنِ المركبِ الحُلْمِ آنَ اقتطافِ البديلْ(1) وبحارةٌ أرهقتهمْ رؤىً مِنْ دوارِ المدى للُقيا نهارٍ توارى وراءَ الدُجى في حُدودِ الأبدْ كثيرٌ تمناهُ قاعُ المحيطِ افتداءً ومامِنْ كَفنْ لفُرسانِ أحلى الأساطيرِ يومَ الرحيلْ إلى فروةِ التِبرِ نذراً لعُنقِ البلدْ(2) كثيرٌ رمى نفسَهُ يائِساً من كَمَدْ لأنيابِ قرشِ الزمنْ وكمْ غاصَ رهطٌ إلى المنشِداتِ اكتوى وسْطَ حُضنِ الزَبَدْ(3) فَشدَّتهُ نحوَ الكهوفِ الكِوى في حِمى الأرْخَبيلْ. وتَلهو بِبَهْوِ الضلوعِ السحالي، صغارُ السمكْ ومِنْ فوَّهاتِ الجماجمْ سراطينُ تعدو ذِهاباً إياباً تشدُّ القواضِمْ كلاليبَ ومضٍ وشيكِ انقضاضِ الشَرَكْ وَلمْ يَبْقَ فوقَ السفينِ العليلْ مِنَ الزادِ إلا القليلُ القليلْ كأنَّ الأفاعي تشدُّ السفينَ التِحاماً معَ الأخطبوطْ فلا خطوةً، فرسخاً للأمامْ إلى شاطئِ الحلْمِ والمستحيلْ فكيفَ اللقاءُ الجميلْ سيأتي إلينا ولمْ يبقَ غيرُ القليلْ قليلٌ مِنَ الدفءِ في مَوقِدِ الرفضِ وسْطِ الجليدِ الرضوخِ البليدْ قليلٌ من النبضِ وسْطَ العروقْ يُداري الذراعَ النحيل قليلٌ من الزيتِ وسْطَ السِراجِ الدليلْ قليلٌ مِنَ النُطقِ والحِبرِ في وَجهِ صَمْتٍ ذليلْ قليلٌ قليلٌ قليلٌ قليلْ ولمْ يبقَ نحوَ اللقاءِ الجميلْ سوى يومِ عومٍ على رحلةِ الألفِ ميلْ قليلٌ مِنَ الضوء حزَّ الظلامَ الوَبيلْ قليلٌ مِنَ الرعشِ في جلدِ كفٍ دَنَتْ نحوَ نَعشي قليلٌ مِنَ البرقِ مِنْ خَلْفِ رِمشي تحدّى جنونَ الصليلْ قليلٌ قليلٌ قليلٌ قليلْ نزولاً إلى الشطِّ يا أقحوانَ الحنينْ جموحاً إلى البوحِ يا قبلةَ الياسمينْ أُواراً أُواراً لرملٍ سيغدو دليلاً منارا عَقيقاً تلظّى اعتصارا لأزمانِ خلقٍ أصيلْ بإنشادِ وقعِ المجاديفِ للقادمينْ على صهوةِ الموجِ عزماً، وفوحُ الزفيرْ تهادى كَشالِ الضبابِ الندى سَيْرسو السفينُ العليلْ على شاطئِ الحلْمِ والمستحيلْ سَيرْسو ويعدونَ مثلَ الظلالِ الصدى بخطوٍ رَهيفٍ خِفافا على الرملِ سرّاً كوقْعِ الهديلْ سَيرْسو.. ويأتي اللقاءُ الجميلْ لَوْ أنّا نُغني جهاراً معاً كلَّ هذا القليلٍ القليلِ القليلْ الهوامش: (1) ـ الاتكاء هنا على أسطورة أوليسيز (أوديس) في رحلاته المليئة بالمخاطر ومحاولة إله البحر بوسيدون الانتقام منه لأنه فقأ العين الوحيدة لابنه السيكلوب بوليفيم في إحدى مغامراته وكانت الآلهة أثينا تنقذ البحارة في اللحظات الحرجة. (2) ـ المقصود الجزة الذهبية ذات القدرة الأسطورية على شفاء الجراح وإحياء الموتى. (3) ـ المقصود الحوريات السرينات اللواتي كن يغنين للبحارة فيندفعون بإغراء السيرينات لرمي أنفسهم إلى البحر ويكون مصيرهم الهلاك.