باليرمو
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Palermo باليرمو مدينة إيطالية ، عاصمة إقليم صقلية ذاتي الحكم و كبرى مدنه ، و عاصمة مقاطعة باليرمو .
يبلغ عدد قاطنيها 666542 ساكن ، و هو الخامس بين المدن الإيطالية بعد روما و ميلانو و نابولي و تورينو ، و الثلاثين على المستوى الأوروبي . و هي المركز الثقافي و التاريخي و الاقتصادي-الإداري الرئيسي في صقلية .
أعطاها تاريخها الألفي موروثاً فنياً و معمارياً مميزاً ، فمن بقايا الأسوار البونيقية وصولاً إلى الفيلات على طراز ليبرتي مروراً بالمساكن على الطراز العربي النورماني و الكنائس الباروكية و المسارح الكلاسيكية المحدثة . كانت لأسباب ثقافية و فنية و اقتصادية إحدى أكبر مدن البحر الأبيض المتوسط ، و اليوم تعتبر إحدى أهم الوجهات السياحية في الجزيرة و خارجها.
فهرس |
[تحرير] الطوبونيميا
تغير اسم باليرمو على مر العصور
- سيس (Zyz) ، ويعني بالفينيقية الزهرة : الاسم مايزال غير مؤكد ، ولكن الكثير من العملات القادمة من باليرمو خلال الفترة البونيقية تحمل اسم سيس و لأن باليرمو كانت إحدى المدن البونيقية الثلاث في صقلية فالأرجح أنها كانت تسك العملة . و لعل الاسم مستمد من شكل المدينة التي يقطعها نهران بشكل يـُذكـِّر بالزهرة.
- بانورموس (Panormos) من الإغريقية " παν-όρμος " ، بمعنى الكـُل ميناء . سمّاها الإغريق هكذا لأن النهرين المحيطان بها(كيمونيا و بابيريتو) شـَكـّلا مرسى طبيعي ضخم (في ذلك العصر) . انتشر هذا الاسم بفضل التأثير الإغريقي الكبير على الجزيرة.
- بانورموس (Panormus) : احتفظ الرومان بالاسم الإغريقي مع تغيير طفيف في النطق ، و هو الذي يعرفوا به المدينة.
- بلرم (Balarm) : هكذا سمـّى العرب المدينة ، وهو يختلف قليلا عن نطق الاسم اللاحق .
- باليرمو (Palermo) الاسم الحالي ، وحل محل ذلك العربي في عهد النورمان .
[تحرير] التاريخ
[تحرير] ما قبل التاريخ
يعد الوجود البشري في باليرمو و العائد إلى عصر ما قبل التاريخ من بين الأقدم في جزيرة صقلية ، فقد اكتشفت في عام 1953 رسوم و نقوش مثيرة للإهتمام على جدران كهوف الدورة : صور رقص بطقوس سحرية معينة ، وربما "شامانية" لشعب عاش على الجزيرة.
بـُنيت مدينة باليرمو في عصر غير معروف ، على مستوطنات ما قبل التاريخ في شكل يختلف عن الحالي ، عند التقاء جزئين طبيعيين سميت سيس ، بمعنى "الزهرة" في اللغة الأولى إفريقية الأصل غرار سكانها الأوائل ، الماتابيون شعب قادم أصلاً من فلسطين ، عبر من إسبانيا إلى الجزيرة . كانوا جميعاً من السيكانيين - وفقا للمؤرخ اليوناني هيرودوت - و سمّوا المستوطنة الحضرية "الشاطئ الجميل" لخصائص أراضيها الجغرافية ، لتكون مركز سيكانيا بين القرنين العاشر و الثاني عشر قبل الميلاد.
[تحرير] الفينيقيون و الإغريق
في سنة 734 ق.م أنشأ الفينيقيون القادمون من صور مستعمرةً تجارية مزدهرة في منطقة باليرمو كان لها علاقات و تصادمات مع السيكوليين ، سكان الجزء الشرقي من صقلية .
كانت المنطقة حتى ذلك الوقت سوقاً تجارياً و قاعدة إسناد لشمال غرب صقلية . اكتسب أهمية تجارية كبيرة بفضل موقعها و خصوصاً لوجود نهري كيمونيا و بابيريتو ، اللذان استخدما كمرفأين و مكوّنين منطقة محمية كبيرة جداً. يـُذكـّر شكل المدينة أيضاً بالقدم ، و بالفعل ، كثيراً ما لـُقبـّت بالقدم الفينيقية . صارت لاحقاً تصبح مقصد الإغريق الذين سكنوا الجزء الشرقي من صقلية ، و لم يفلحوا أبداً بالإستيلاء عليها .
بناء الذي ما لبث أصبح مدينة كبيرة وقد سمي Mabbonath وهو أهم الأبنية المكونة لما يسمى المثلث الفينيفي و البناءان الأخران واحد في جزيرة موتيا و الأخرى في سولونتوم التي تبعد 18 كم عن باليرمو كما ذكر المؤرخ اليوناني ثيوسيديدس ، و لم يبقى من العصر أثار العصر الفينيقي في باليرمو سوى أثار مقبرة نكروبولس . بين القرنين الثامن و السابع قبل الميلاد استعمرها الإغريق و سموها Panormus أي كل الميناء نظرا لميناءها الطبيعي و جبد ، تعاملت تجاريا مع الدولة القرطاجية في صقلية و تعايشت معها .
ظلت باليرمو مدينة الفينيقية حتى الحرب البونيقية الأولى (264-241 قبل الميلاد) ، عندما سقطت صقلية تحت حكم الرومان . و كانت الحقبة الرومانية هدوءا ، و صارت باليرمو تحت الادارة الإقليمية في سيراكوزا و كانت مدينة مزدهرة و جميلة خلال العصر الروماني الذهبي . عندما انقسمت الامبراطورية الرومانية ، ظلت صقلية و باليرمو تحت حكم الامبراطورية البيزنطية الشرقية.
و أثنا ء عصر تدهور الإمبراطورية الرومانية تعرضت باليرمو لعدة غزوات ففي عام 445 م تعرضت لغزو الوندال حتى سقطت في حكم القوط ثم عادت للبيزنطيين 535 م .
[تحرير] الحكم العربي
في القرن التاسع توجه المسلمون الأغالبة من شمال أفريقيا إلى صقلية فاتحين و فتحوها و سموها باليرم عام 831 و كامل الجزيرة عام 965 و هم الذين نقلوا العاصمة صقلية إليها و لا تزال حتى الآن ، و خلال هذه الفترة الإسلامية أصبحت باليرمو مدينة مهمة في التجارة و الثقافة و يقال أنه كان بها ثلاثمائة مسجد ، وكانت معروفة في كل البلاد العربية ، و كانت فترة ازدهار و تسامح فلم يضطهد لا النصارى و لا اليهود و سمح لهم بممارسة شعائرهم بحرية مع فرض الجزية .
و خلال الحكم العربي حصل التغير الحاسم بصعود باليرمو لتكون أهم مدينة في كل صقلية و أكثرها تقدما ، و كانت مركزا لإمارة قوية و بفضل القدرة الإدارية للأغلبة أصبحت أرضا غنية و زاهرة بالتقاليد المميزة للمسلمين بتأثيراتهم الواضحة و المستمرة حتى الآن في اللغة و الأسماء و في الزراعة و هندسة المباني . و تتضح آثار ذلك لا تزال قائمة في المعالم التاريخية المبنية وسط المدينة القديمة بأحياءها الخمسة : القصر Kasr ، و حي الجامع الكبير ، la Kalsa (بمعنى المختار) مقر الأمراء على شاطئ البحر ، و منطقة Schiavoni المخترقة بنهر بابيريتو ، وأخيرا غربا المعسكر Moascher حي الجنود و مقر الأمراء القديم .
هذا م أفادنا به الراهب تيودوزيو و أورد أيضا أن بنيت في أراضي باليرمو ثلاثمائة مسجد و أسند التعليم إلى ثلاثمائة معلم للمدينة ذات الثلاثمائة ألف سكان آنذاك .
قسمت صقلية إلى ثلاثة أدوية (وادي مازارا ، و وادي ديموني ، و وادي نوتو) و المنطقة يشرف عليها نوع من السادة يطلق عليه لقب قائد “Kaid”.
لكن القوى الإسلامية أخذت في تأكل بسبب الصراعات التي خاضتها الإمارة و فتحت طريق للأجنبي إلى صقلية حتى عام 1072 ، و بعد اربع سنوات من الحصار اقتحم الكونت في روجر الأول ملك النورمان باليرمو .