ثيودوريك العظيم
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ثيودريك العظيم (454 – 30 أغسطس 526) . ملك القوط الشرقيين (471-526) و حاكم إيطاليا (493–526) و الوصي على عرش القوط الغربيين (511–526) . أصبح بطل أسطورة جرمانية : باسم Þeodric في الأساطير الأنغلوساكسونية ، و باسم Dietrich von Bern في الأساطير الألمانية ، و باسم Þjóðrekr و Þiðrekr في الميثولوجيا الإسكندنافية .
فهرس |
[تحرير] الشباب
ولد سنة 454 على ضفاف بحيرة نويزيدلر قرب معسكر كارنونتوم للجيش الروماني و بعد سنة من معركة نيداو التي أنهى بها القوط الشرقيون هيمنة الهون التي استمرت قرابة القرن في وسط و شرق أوروبا . ذهب ابن الملك ثيودمير و إريليفا إلى القسطنطينية صبياً كرهينة لضمان احترام القوط الشرقيين لمعاهدة أبرمها ثيودمير مع الإمبراطور البيزنطي ليو الأول .
عاش في بلاط القسطنطينيه لسنوات عديدة ، و تعلم الكثير عن الإدارة الرومانية و التكتيك العسكري ، الأمر الذي استفاد منه كثيراً عندما أصبح حاكم القوطي لشعب مختلط و لكنه مُرَوْمَن إلى حد كبير . تُعُمِل بشكل مميز من قِبل الأباطرة ليو الأول و زينون ، فعُين مدير الجنود (magister militum) سنة 483 ، و صار قنصلا بعد عام واحد . عاد بعد ذلك ليعيش بين قوط شرقيين لمّا بلغ الحادية و الثلاثين من العمر ، و صار ملكهم في عام 488.
[تحرير] الحـُكم
وفي ذلك الوقت ، استقر القوط الشرقيون في الأراضي البيزنطية كحلفاء (foederati) للرومان ، و لكنهم كانوا قد أصبحوا مُقلِقين و السيطرة عليهم أكثر صعوبة بالنسبة لزينون . و لم يستمر هذا بعد تتويج ثيودوريك ملكاً عليهم ، و اتفق الرجلان على ترتيب مفيد لكلا الجانبين . احتاج قوط شرقيون مكاناً للعيش ، و كان لدى زينون مشاكل خطيرة مع أودواكر ملك إيطاليا الذي أطاح بالإمبراطورية الرومانية الغربية في عام 476 . كان أودواكر والي زينون ظاهرياً يهدد الأراضي البيزنطية و لا يحترم حقوق المواطنين الرومان في إيطاليا . و بتشجيع من زينون ، غزا ثيودوريك مملكة أودواكر .
[تحرير] حُكم إيطاليا
وصل ثيودوريك إيطاليا مع جيشه عام 488 ، حيث انتصر في معارك أسونزو و فيرونا في عام 489 و في أدا عام 490 . و في سنة 493 استولى على رافينا . في يوم 2 فبراير سنة 493 وقـّع ثيودوريك و أودواكر معاهدة أكدت حُكم كلا الطرفين على إيطاليا. و أُقيمت وليمة احتفالاً بهذه المعاهدة . و في هذه في الوليمة قَتل ثيودوريك أودواكر بيديه بعد عمل نخب ، و بذلك استولي علي إيطاليا و دلماشيا .
و كما كان أودواكر ، كان ثيودوريك ظاهرياً فقط والي للإمبراطور في القسطنطينية . و في الحقيقة كان قادرا على تجاهل الأشراف الإمبراطوري ، و كان التعامل بين الإمبراطور و ثيودوريك كأنداد. و لكن خلافا لأودواكر ، احترم ثيودوريك اتفاقه و سمح بخضوع المواطنين الرومان داخل مملكته للقوانين الرومانية و النظام القضائي الروماني . في حين يعيش القوطيون تحت قوانينهم و أعرافهم . سنة 519 لمّا أحرقت غوغاء كنيسات رافينا ، أمر ثيودوريك المدينة بإعادة بناءها على نفقتها الخاصة.
[تحرير] تحالفات
سعى ثيودوريك العظيم إمّا لإقامة تحالفات مع أو للهيمنة على الممالك الجرمانية الأخرى في الغرب. فتحالف مع الفرنجة بزواجه من أودوفليدا أخت كلوفيس الأول ، و زوّج قريباتِه لملوك و أمراء من القوط الغربيين و الوندال و البورغونديين . أوقف غارات الوندال على أراضيه بتهديد مَلِكهم الضعيف ترازاموند بالغزو ، و أرسل إليه حرسا من 5000 جندي برفقة أخته أمالفريدا التي زوجها إيّهُ عام 500 . لفترة طويلة من حكمه كان ثيودوريك الملك الفعلي للقوط الغربيين و كذلك أصبح الوصي على ملك القوطي الغربي الطفل حفيده أمالريك ، في أعقاب هزيمة ألاريك الثاني من فرنجة في بقيادة كلوفيس سنة 507 . الفرنجة الذين استطاعوا انتزاع السيطرة على أكيتانيا من القوط الغربيين ، و لكن ثيودوريك كان قادراً على هزيمتهم .
و بذلك يمكن القول بأن ثيودريك استطاع توحيد ممالك القوط من جديد . و في سنة 526 مات ثيودريك ودفن في رافينا عاصمة مملكتة في ضريح عظيم لايزال موجود حتي الأن.