ضلال
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مفهوم الضلال اللغوي: ضلٌّ : انحرفَ و غوى ، و ضاعَ و المعنى الإصطلاحي: انحراف العبدِ و خروجُه عنْ شرع الله تعالى .
وسمي الانحراف عنْ شرع الله تعالى ضلالاً ؛ لما فيه من ضياع ، و بعد عن الحق و الهداية و الصلاح . ويسلك الإنسان طرق الضلال بإختياره دون إجبار ، وهو يتحمل مسؤولية اختياره ، ويحاسب عليه .
فهرس |
[تحرير] أسباب الضلال و طرائقه
[تحرير] الجهل
إذا كان سبيل الهداية يستنير بالعلم الذي دل عليه العقل و الرسل عليهم الصلاة و السلام ، فإن سبيل الضلال يكون بالجهل و الإعراض عن منهج الرسل عليهم الصلاة و السلام ؛ فالجهل بالخالق وعدم معرفته ، من أكبر الأسباب التي تحرف الإنسان عن الطريق السوي .
[تحرير] العناد و الإستكبار
وهما يحرمان صاحبهما منْ سماع الحق و الإنصات إليه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى أول معصية ارتُكبتْ على بدي عدو الله تعالى إبليس ، فقد أمره الله تعالى أن يسجد لآدم ، فابى و استكبر ، ونفر عن الإنصات للحق .
و الكبر من أسباب عدم قبول الحق و الإعراض عنه ، وعدم السماع له ، ولو أنهم طلبوا من الله تعالى الهداية و الرحمة لكان أولى لهم و أنفع ، بدل أن يطلبوا إنزال العذاب ، و يستمروا في الضلال .
[تحرير] كيد الشيطان
فالشيطان نذر نفسه لغواية الإنسان و الإيقاع به ، لذلك فهو يزين للإنسان طريق الغواية و يجملُهَا له ، كي يوقعه في المعصية ، مستخدماً بذلك أسلوب الغواية المتدرِِّجة .
[تحرير] اتباع الهوى و الشهوات
وقد أوجد الله تعالى الإنسان ، وركّب فيه غرائز وشهوات يميل إليها ، و هذه الشهوات إذا تُركتْ دون ضابط شرعيّ ولن تُهذّبْ ، فإنها تسوق الإنسان إلى المعاصي و الضلال، و إذا كان الله تعالى قد حرم على عبادة بعض الشهوات و الملذات المفسدة فقد أباح لهم الطيبَ منها .
[تحرير] البيئةُ الإجتماعية
يتأثر الإنسان _ إيجاباً و سلباً _ بالبيئة الإجتماعية التي يعيش فيها ، فإن كانت البيئةُ الصالحةً ، قادته إلى الصلاح ، و إن كانت فاسدةً قادته إلى الفساد و يشر النبي محمد إلى أثر الوالدين في تنشئة أبنائهم بقوله : " فأبواهُ يهودانه ، أو ينصِّرانهِ ، أو يمجِّسانِهِ" (البخاري، كتاب التفسير، باب لا تبديل لخلق الله ) .
و الصحبةُ من البيئة المؤثرة في التربية ، وقد بين النبي أثرها بقوله : " مثلُ الجليسِ الصالح و الجليسِ السوء كحاملِ المسكِ و نافخِ الكير ، فحاملُ المسكِ إما أنْ يحْذيَكَ ، و إما أن تبتاعَ منه ، و إما أن تجد منه ريحاً طيبةً ، و نافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك ، و إما أن تجد منه ريحاً خبيثةً "(صحيح البخاري ، كتاب الذبائح و الصيد ، باب : المسك .
لذلك نرى أن الإنسان الذي ينشا في بيئة صالحة ينفتح امامهُ طريق الهداية ، ومن ينشا في بيئة فاسدة يتأثر بها ، ويحتاج لمن ياخذ بيدِهِ ، ويخلصه منها .
ومع ما سبق بيانُهُ من أسباب الضلال، فإنهُ لابد من الإشارةِ إلى التحذير من الكفر و الشرك و النفاق ، و هي صورٌ منتشرةٌ من أوجه الضلال ، التي ينبغي للمسلم أن يتجنبها و يبتعد عنها ، وأن يعتصم بالدين الإسلامي المتين ، كي ينجو منها ، أعاذنا الله جميعاً منها .