كاميرا التصوير

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

'== كاميرا التصوير =='

        انظر في أي مكان حولك... وسوف تراني. أو لعلك، سوف ترى بعض أعمالي هنا... وهناك. على الحائط قد تجد صورة جميلة التقطتها، وعلى شاشة التليفزيون تجد إنتاجي هناك.

        وضعوني في كل مكان بعد أن طور العلماء إمكاناتي. فاستطعت أن أطير في الهواء، وأغوص في أعماق البحار، وركبت سفن الفضاء، وصورت سطح القمر، والمريخ، وكواكب أخرى.

        وأرسلوني إلى داخل جسم الإنسان، ورحلت إلى أعماق الغابات،  والأحداث السياسية المهمة، صورت ميلاد الحياة، ونهايتها، وأصبحت عينا لكل البشر.

        اسمي "آلة تصوير" وأحيانا "كاميرا".

        كنت دائما في مخيلة العلماء، والفنانين الذين يودون تسجيل اللحظات الإنسانية الجميلة، وحين فكر بعض العلماء في اختراع آلة تقوم بعمل العين في رصد كل مايحدث من حولها، واحتار العلماء طويلا، وفي البداية كانت الأمور بالغة الصعوبة، ولعل العالم العربي "الخازن" هو أول من نظر للحائط، وقال:

        - الضوء.. يجب دراسة حركة وانعكاس الضوء من أجل إيقافه.

        حدث ذلك في القرن الثاني عشر الميلادي. وكان على العالم أن ينتظر طويلا حتى القرن التاسع عشر.

احترس من شدة الضوء

        وقبل عام 1822، بذل علماء، وهواة، محاولات لتصنيع آلة تصوير ونجح بعضهم مثل "بابتسكا"، لكن الصور لم تكن واضحة.

        بواسطة تطورالكيمياء، تحكم العلماء في تلك  السنة من التوصل إلى "الفيلم" الحساس الذي إذا سقط عليه الضوء يتغير تركيبه.

        وكان أبرز من اخترع هذا الفيلم الحساس "جورج ابستمان" والذي كان في البداية مجرد ورق شفاف قابل للثني.. وتمكن هذا العالم الأمريكي من وضع فيلمه في آلة تصوير، لاتشرب الضوء، والتقط صورة بها أقل قدر من الأخطاء والمتاعب.

        لكن، تعال أولا أحك لك كيف أعمل.

        كل العلماء الذين شاركوا في صناعتي حاولوا أن يجعلوني "عينا آلية".

        فمثلما تتكون عين أي كائن حى من قزحية، و عدسة، و شبكية، وأجفان. فإنني في أبسط حالاتي أتضمن معدات وأدوات تؤدي نفس الدور.

        فإذا كان اتساع قزحية العين يتغير حسب كمية الضوء الساقط عليها، فإن نفس الشيء يحدث في داخلي. فإذا سقط ضوء قوي فوق القزحية الموجودة بداخلي، ومن خلال فتحة الكاميرا، فإن الضوء يصل إلى الفيلم في كسر من الثانية حتى لايحترق الفيلم.

        أما العدسة فمصنوعة من الزجاج، وهي تقترب أو تبتعد عن الشبكية من أجل إحداث التكبير المطلوب.

        يتم كل هذا بسرعة، فلو سقط ضوء أكثر على الفيلم لاحترق، ذلك لأن الفيلم مصنوع من مادة بلاستيكية تغطيها طبقة من البلاتين.

سرالتحميض

        وأي آلة تصوير مثلي تتكون من هذه الأجزاء الثابتة أما الفيلم فهو غير ثابت، واذا أردت أن تحتفل بعيد ميلادك فهناك فيلم يضم 36 صورة. وفور أن تنتهي من التقاط هذه الصور، فإن الفيلم ينزع، ويرسل إلى المعمل. وهناك يوضع في حوض به محلول التحميض الذي يقوم بتثبيت ذرات الفضة على الفيلم.

        وعقب عملية التحميض يتم غسل الفيلم في محلول لإزالة الفضة الزائدة، ثم يغسل بالماء، ويترك ليجف، ثم تجيء مرحلة الطباعة.

        في البداية، كانت المحاليل بدائية، والآن تطورت عمليات التصوير.  

        في البداية انبهر الناس بمولدي الذي لم يحدث بين ليلة وضحاها. فكلما جاء عالم، أضاف شيئا ما على سمائي، منها على سبيل المثال الضوء الباهر "الفلاش" الذي يجب أن يتوافر مع وجودي، ليسقط أكبر قدر من الضوء على الجسم المراد تصويره.  

160 سنة صورة

        كان الفلاش في أول الأمر عبارة عن شعلة تستعمل مرة واحدة، ثم تم تركيب الكثير منه خارج جسمي الصغير، إلى أن تمكنت الشركات الحديثة من وضع الفلاش داخل جسمي، وقد أراحني ذلك طويلا.

        وفي أجسام زملائي الجدد لايحتاج المصور إلى أي إضافات، لافلاش، ولاضبط عدسات لتقريب الصورة، أو توضيحها وكل شيء يتم بشكل إليكتروني.

        وبعد اختراعي.. كبرت أسرتنا بشكل ملحوظ..

        فهناك كاميرا سينمائية اخترعها اديسون، تلتقط الصور، ثم تعرضها على آلة عرض خاصة فيما يسمى بالعرض السينمائى، ويرى الناس الأشياء تتحرك على الشاشة، كأن كل هذا يحدث أمام أعينهم.

        وابنة عمي الكامير السينمائية كانت سببا في تغيير الدنيا طوال مائة سنة، أي أصغر مني بستين عاما تقريبا.

        أما ابنة عمي الأخرى، الكاميرا الثليفزيونية، فقد أدخلت الصورة المتحركة إلى البيوت، ونقلت مايحدث في أي بقعة في العالم إلى داخل الصندوق الصغير المسمى "تليفزيون".