من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
لَبيد بن ربيعة بن مالك أبو عقيل العامِري (توفي 41 هـ/661 م) أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد، مدح بعض ملوك الغساسنة مثل: عمرو بن جبلة وجبلة بن الحارث. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) مسلما، ولذا يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات.
من شعره:
أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ |
|
وقد جرّبتْ لوْ تقتدي بالمجربِ |
وكائنْ رأيتُ مِنْ ملوكٍ وسوقة ٍ |
|
وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ |
وسانَيْتُ مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتُهُ |
|
عليهِ السّموطُ عابسٍ متغضّبِ |
وفارَقْتُهُ والوُدُّ بَيني وبَينَهُ |
|
بحسنِ الثناءِ منْ وراءِ المغيّبِ |
وَأبّنْتُ مِنْ فَقْدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّة ٍ |
|
وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومن أبِ |
فبانُوا ولمْ يحدثْ عليَّ سبيلهُمْ |
|
سوَى أمَلي فيما أمامي ومرغبي |
فَأيَّ أوَانٍ لا تَجِئْني مَنِيَّتي |
|
بقَصْدٍ مِنَ المَعْرُوفِ لا أتَعَجَّبِ |
فلستُ بركنٍ منْ أَبانٍ وصاحة ٍ |
|
وَلا الخالداتِ مِنْ سُوَاجٍ وغُرَّبِ |
قضيتُ لباناتٍ وسليتُ حاجة ً |
|
ونفسُ الفتى رهنٌ بقمرة ِ مؤربِ |
وفيتانِ صدقٍ قد غَدوتُ عليهمُ |
|
بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ |
بمجتزفٍ جونٍ كأَنَّ خفاءَهُ |
|
قَرَا حَبَشِيٍّ في السَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ |
ِعَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا |
|
بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا |
فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا |
|
خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا |
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا |
|
حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا |
رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا |
|
وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا |
مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ |
|
وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا |
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ |
|
بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا |
وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا |
|
عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا |
وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا |
|
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا |
أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا |
|
كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا |
فَوَقَفْتُ أَسْأَلُهَا وَكَيْفَ سُؤَالُنَا |
|
صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَا |
عَرِيَتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا |
|
مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤْيُهَا وَثُمَامُهَا |
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا |
|
فَتَكَنَّسُوا قُطُنَاً تَصِرُّ خِيَامُهَا |
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ |
|
زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُـهَا |
زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا |
|
وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفَـاً أرْآمُهَا |
حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا |
|
أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا |
بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقَدْ نَأَتْ |
|
وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَا وَرِمَامُـهَا |
مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وَجَـاوَرَتْ |
|
أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا |
بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ |
|
فَتَضَمَّنَتْهَا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُـهَا |
فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّـةٌ |
|
فِيْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا |
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ |
|
وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّـةٍ صَرَّامُهَا |
وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ |
|
بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَا |
بِطَلِيحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً |
|
مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا |
فَإِذَا تَغَالَى لَحْمُهَا وَتَحَسَّرَتْ |
|
وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَا |
فَلَهَا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَا |
|
صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا |
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاَحَهُ |
|
طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا |
يَعْلُو بِهَا حَدَبَ الإِكَامِ مُسَحَّجٌ |
|
قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَا وَوِحَامُـهَا |
بِأَحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَـهَا |
|
قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَا |
حَتَّى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً |
|
جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَا |
رَجَعَا بِأَمْرِهِمَا إِلىَ ذِي مِرَّةٍ |
|
حَصِدٍ وَنُجْحُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامـُهَا |
وَرَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وَتَهَيَّجَتْ |
|
رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهَامُهَا |
فَتَنَازَعَا سَبِطَاً يَطِيْرُ ظِلالُـهُ |
|
كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا |
مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ |
|
كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُـهَا |
فَمَضَى وَقَدَّمَهَا وَكَانَتْ عَادَةً |
|
مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُـهَا |
[تحرير] وصلات خارجية