مثنى بن حارثة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هو المثنى بن حارثة بن سلمة الشيباني, من بكر بن وائل، أسلم سنة تسع للهجرة.
[تحرير] نسبه والبيئة التي نشأ فيها:
ينتمي المثنى بن حارث الشيباني إلى بني شيبان. وبنو شيبان هم أحد فروع بكر بن وائل الذي ينتهي نسبه في ربيعة (وهي قبيلة عنزة حالياً). وهو في أصله من العدنانيين، وهم كما ذكرت المراجع أهل حل وترحال، أي أنهم كانوا ينتقلون بخيامهم، لا مدن لهم ولا ملك، وإنما كانت لهم رياسة بدوية. وكانت لغتهم عربية وعبادتهم الأوثان يتخذونها من الأحجار. وكانت الحروب دائمًا ما تنشب بين بكر وتغلب وتميم، وكانت بكر هي التي تهاجم في معظم الحروب لما يلحق بأرضها من جدب وقحط. وقد اشتعلت الحرب بين بكر وتميم اثنتي عشرة مرة فازت تميم بست منها، وفازت بكر بست منها. وكان لبكر أيام جليلة في تاريخ العرب فقد ظهر فيها رجال كان لهم مجد كبير وتاريخ مجيد، ومن هؤلاء هانيء بن قبيصة صاحب واقعة ذي قار، وبسطام بن قيس فارس بني شيبان صاحب القول المشهور: "قد علمت العرب أنا بناة بيتها الذي لا يزول ومغرس عزها الذي لا يحول لأنا أدركهم للثأر وأضربهم للملك الجبار وأقولهم للحق وألدهم للخصم"، ومنهم مرة بن ذهل بن شيبان وابنه جساس وغيرهم من الرجال الأبطال الكماة الذين دحروا الفرس وفتحوا العراق وأقزعوا الأكاسرة وثلوا عروشهم وحطموا تيجانهم وزعزعوا إيوانهم.كان لهذه البيئة أثر في إنماء روحه، ونشوئه على الإيمان بالمبدأ، والتصلب بالعقيدة والجود بالنفس والصدق والجلد والتحمل والعزيمة والصبر والشجاعة والتفنن في ضروب الحرب.
[تحرير] أين عاش بنو شيبان؟
قلنا أن بني شيبان يرجع أصلهم إلى ربيعة التي منها كذلك عنزة والنمر وعبد القيس وتغلب وائل...وربيعة كانت أصلاً تسكن في تهامة ثم قامت الفتن بين قبائلها ودارت بينها الحروب ، حيث تحالفت بكر وعنزة ضد تغلب والنمر في حين التزمت عبد القيس الحياد. ولما تغلبت بكر على تغلب في يوم قضة تفرقت تغلب في البلاد وانتشرت بكر بن وائل في اليمامة فيما بينها وبين البحرين إلى أطراف سواد العراق ومناظرها وناحية الأبلة إلى هيت. وهي منطقة قريبة من أرض الفرس. وحتى تصل إلى جنوب بلاد الترك والتي لا زالت تسمى حالياً بـ (ديار بكر).
[تحرير] أسرته:
كان للمثنى من أبيه حارثة شقيقان هما المعنى ومسعود، والأخوان نشآ مع المثنى، وأحاطا به ووقفا إلى جانبه في كل أعماله، وأخذا بنصيب كبير من المعارك التي خاضها. كان المعنى ساعده الأيمن في القتال وأسند له المثنى قيادة الخيالة وتولى حصار حصن المرأة والاستيلاء عليه. وكذلك كان مسعود قائدًا للمشاة وأسهم في معظم المعارك وأبلى بلاءً حسنًا في واقعة الجسر وأسهم في موقعة البويب واستشهد فيها. ومن بين أهل المثنى يبزغ اسم عمران بن مرة وهو خال المثنى وأحد زعماء بني شيبان كان موضع فخرهم لبطولته وبسالته وعلو مكانته ورفيع منزلتهه، حتى أن أعشى همدان الشاعر العربي المشهور قال عنه أنه "ساد في الجاهلية وساد في الإسلام" وكان له فضل كبير على المثنى. وأما زوجة المثنى فهي سلمى بنت حفصة التيمية زوج المثنى وشريكة حياته وشريكته في الحروب.