معركة الجهراء
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
معركة الجهراء | |||
---|---|---|---|
صور للقصر الأحمر في عام 1928 |
|||
الصراع: النزاع الحدودي بين الكويت و سلطنة نجد | |||
التاريخ: 10 أكتوبر 1920م | |||
المكان: الجهراء غرب مدينة الكويت | |||
النتيجة: إستيلاء الإخوان على الجهراء وحصار القصر الأحمر ليومين ثم عقد الصلح وتراجع قوات الإخوان إلى الصبيحية في جنوب الكويت [1] [2] | |||
المتحاربون | |||
الإخوان | الكويت | ||
القادة | |||
فيصل بن سلطان الدويش هايف بن شقير الدويش هايف الفغم |
سالم المبارك الصباح ضاري بن طوالة دعيج الصباح علي الخليفة الصباح |
||
القوى | |||
2,500 مقاتل [3] 4,000 مقاتل[4] |
1,500 مقاتل[5] 3,000 مقاتل [6] |
||
الخسائر | |||
500[7] | 300 قتيل [8] | ||
|
معركة الجهراء هي معركة وقعت في قرية الجهراء في غرب مدينة الكويت في 10 أكتوبر 1920 بين الشيخ سالم المبارك الصباح حاكم الكويت و قوات الإخوان الموالية للسعودية بقيادة فيصل بن سلطان الدويش انتهت باستيلاء الإخوان على قرية الجهراء ومحاصرتهم القصر الأحمر ليومين ثم عقد الصلح وتراجع قوات الإخوان إلى الصبيحية في جنوب الكويت.[9]
فهرس |
[تحرير] أسباب المعركة
بعد استيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الأحساء، قدم عليه هايف بن شقير الدويش يطلب الإذن ببناء هجرة للإخوان في قرية العليا عام 1920، وحينما باشر الأخوان تشييد الهجرة في قرية العليا ساء ذلك الشيخ سالم المبارك الصباح بسبب كون هذه الأراضي تابعة له ولا يحق لهم البناء بها فأرسل سرية بقيادة دعيج الصباح لهدم الهجرة وتدمير زرعها، فلما جاء دعيج الصباح لقرية كاتب الإخوان فيصل بن سلطان الدويش في الأرطاوية لينجدهم فوقعت معركة حمض وهزمت قوات دعيج الصباح.
وبعد انهزام قوات دعيج الصباح في معركة حمض، استقدم الشيخ سالم المبارك الصباح ضاري بن طوالة إلى الكويت ومعه قبيلة شمر القاطنة في صفوان بعد أن منحهم الأموال.
ورأى أن تكون فاتحة أعماله غزو هايف بن شقير الدويش في قرية العليا، فأرسل ضاري بن طوالة ومعه دعيج الصباح لغزو قرية العليا، إلا أن الخبر وصل لعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بغزوة دعيج الصباح وضاري بن طوالة، فأمر فيصل بن سلطان الدويش الذي كان بالأرطاوية أن يقوم بنجدة الإخوان في قرية، فاستعدوا لذلك. فلما أحس ضاري بن طوالة ودعيج الصباح بحبوط تدبيرهم، رجعوا إلى الكويت.[10]
أرسل الشيخ سالم المبارك الصباح بعدها 3 سرايا لغزو الإخوان استطاعت سلب بعض قطعان الإبل، فسار فيصل الدويش ومعه من الإخوان 4000 مقاتل لاسترجاع الإبل المسلوبة متتبعاً أثرهم فوصلوا الوفراء في 7 أكتوبر وبعدها الصبيحية في 8 أكتوبر وإلى الجهراء في 10 أكتوبر حيث نشبت المعركة.
[تحرير] القوة العددية للطرفين
قدرت قوات الشيخ سالم المبارك الصباح مابين 1500 إلى 3,000 مقاتل منهم 500 مقاتل من مدينة الكويت وجميعهم من المسلمين السنة ورفض الشيخ سالم اشتراك الشيعة معللاً بأن الإخوان يكفرون أهل الكويت على الرغم من أنهم سنة فإذا علموا أن بيننا شيعة فسوف يزداد حماسهم في القتال وقرر إبقائهم في المدينة لحمايتها وجعل الشيخ أحمد الجابر الصباح والياً على المدينة إلى حين رجوعه.[11]
انضم إلى الشيخ سالم كل من ضاري بن طوالة ومعه شمر ومبارك بن هيف الحجرف ومعه آل سليمان من العجمان ومبارك بن دريع ومعه الصوابر من العوازم والدياحين من مطير وطائفة من الظفير.
أما فيصل بن سلطان الدويش فقد تألفت قواته من الإخوان أهالي هجر الأرطاوية (مطير) وقرية العليا (مطير) قرية السفلى (مطير) ومبايض (مطير) والأثلة (مطير) وفريثان (مطير) الغطغط (عتيبة) الداهنة (عتيبة).
[تحرير] بدء المعركة
اتخذ ضاري بن طوالة موقعه في ميمنة الجيش مع خيالة شمر وأهالي الجهراء بينما يكون دعيج الصباح وخيالته في ميسرة الجيش أما الشيخ سالم الصباح فقد تحصن بالجهة الجنوبية الغربية للقرية ومعه الذين خرج بهم من الكويت وترك الشيخ على الخليفة الصباح في المؤخرة.[12]
شن الإخوان هجومهم في الساعة السادسة من صباح العاشر من أكتوبر على الجناح الأيمن لقوات الشيخ سالم حيث كان ضاري الطوالة متمركزا وانكسر ضاري الطوالة فتبعوه جاعلين الجهراء على يمينهم ثم انعطفوا على الجهراء حيث كان الشيخ سالم موجوداً فاشتبكوا معه في قتال قصير حاول فيه دعيج الصباح مساعدته بقواته في الميسره لكنهم انهزموا إلى القصر الأحمر الواقع جنوب القرية وفي الساعه 9 صباحاً سقطت الجهراء في أيدي الإخوان[13] وقتل أمير الجهراء عبد الكريم بن سعيد وحوصر الشيخ سالم في القصر الأحمر أما بقية القوات فقد رجعت لمدينة الكويت.[14]
وعند صلاة العصر وبينما الإخوان يصلون صلاتهم بعث الشيخ سالم المبارك الصباح مرشد بن طوالة الشمري ومرزوق بن متعب بن عبد الكريم ومنحهما فرسين بالقصر وأمرهما ان يطلبوا النجدة من الشيخ أحمد الجابر الصباح في مدينة الكويت.
[تحرير] المفاوضات
جاء بعدها منديل بن غنيمان شيخ الملاعبة من قبيلة مطير لعقد الصلح مع اهل القصر وإلا سيهجم الإخوان على القصر وكانت الشروط تتمثل في تكفير الأتراك ومنع التدخين والخمر والدعارة والمنكرات في الكويت وترحيل الشيعة، وهدم المستشفى الأمريكي وطرد أطبائه واعتناق مذهب الإخوان.[15].
فأجاب الشيخ سالم المبارك الصباح إنه لم يثبت لدينا ما يستلزم لتكفير الأتراك وإننا مسلمون نقيم شرائع الإسلام وأما منع المنكرات فنحن على إستعداد لمنعها علنا لكن لا نستطيع دخول بيوت الناس وحرمهم لمنعهم أو نمنع الأجانب فهم لا يدخلون داخل سلطتي واقترح الشيخ سالم أن يبعث الإخوان عالمهم الديني للمناقشة فرجع ابن غنيمان ولم يبت في شيء.[16]
غربت الشمس دون أن يحضر أحد من طرف الإخوان ولما مضى طرف من الليل ارتفعت رايات الإخوان للهجوم على القصر لكنهم فشلوا في اقتحامه بعد تعرضهم لإطلاق نار كثيف وأعادوا الكرة مرتين إلا إنهم لم يستطيعوا اقتحامه.[17]
[تحرير] وصول الإمدادات
أرسل الشيخ أحمد الجابر الصباح نجدة قوامها 600 مقاتل من المدينة عن طريق البحر على متن عدة سفن شراعية محملة بالمساعدات وقاد ضاري بن طوالة نجدة برية مؤلفة من 600 مقاتل و وصلت القوات في صباح 11 أكتوبر وحاولوا فك الحصار وتبادلوا اطلاق النار مع الإخوان لكنهم تراجعوا وما ان سمع المحاصرون داخل القصر اصوات اطلاق النار حتى هموا بالخروج من القصر لينصروا الأمدادات التي قدمت إلا ان الشيخ سالم رفض وقال انهم سيدافعون عن أنفسهم بأنفسهم.
[تحرير] فك الحصار عن القصر
أرسل فيصل بن سلطان الدويش عثمان بن سليمان العالم الديني للإخوان لاستكمال شروط الصلح الآنفة الذكر وكان من في القصر يعانون العطش فلما وصلهم ابن سليمان أخرج من مخبئه رسالة من فيصل الدويش تتضمن شروط الصلح التي عرضها منديل بن غنيمان سابقاً فاستعمل الشيخ سالم المبارك الصباح الحنكة والدهاء إذ تظاهر بقبول تلك الشروط ولكنه لم يفكر بالأخذ بها تفكيراً جدياً ولم يكن يهمه يومئذ سوى الإفلات من الحصار فأوعز إلى كاتبه أن يكتب جواباً إلى فيصل الدويش يظهر فيه خضوعه لشروط الصلح على أن تنسحب قوات الإخوان عن الجهراء فرحل الإخوان عن الجهراء باتجاه الصبيحية في 12 أكتوبر [18].
وفي 13 أكتوبر أرسل فيصل الدويش رسالة إلى عبد العزيز آل سعود يشرح له الوقعة ويخبره بأمر الصلح قال الدويش في رسالته (ابن صباح أرسل لنا رسولاً يطلب الصلح ويقول ان أصدقائك أصدقائي وأعدائك أعدائي ثم طلب منا ان نغادر إلى الصبيحية وقد فعلنا وقدمنا شروطنا اذا كان لديك أي خطط اخرى تتعلق بالكويت ومحيطها ولا تريد الصلح من ابن صباح فأبلغنا رجاءا وأرسل لنا كتعزيزات بقية المقاتلين في الأرطاوية نحن لا نريد احدا غيرهم ان شاء الله سوف نكون قادرين على انجاز المهمة).
[تحرير] تطبيق شروط الصلح
أرسل فيصل الدويش رسالة في 14 كتوبر إلى الشيخ سالم المبارك الصباح يطلب منه إيفاد هلال بن فجحان المطيري إليه حتى يتم التفاهم حول أستكمال شروط الصلح ورفض الشيخ سالم ذلك وقال إن الدويش هو من عليه أن يرسل أحداً من طرفه إذا كان يريد التفاوض.
وأرسل الدويش جفران الفغم و وصل إلى مدينة الكويت 18 أكتوبر فامتنع الشيخ سالم من مقابلته مدعياً المرض.
في أثناء ذلك طلب الشيخ سالم المساعدة البريطانية وقد تم عقد لقاء حضرة الميجور جون مور المقيم السياسي البريطاني في الكويت وقد طالب جفران الفغم باعتناق الكويت لمذهب الإخوان ورفض الشيخ سالم الشروط و سلم الميجور مور الفغم رسالةً رسميةً تتضمن تهديداً من الحكومة البريطانية للإخوان من أي هجوم تتعرض له الكويت و تم إلقاء بعض من نسخ هذه الرسائل فوق مخيم الإخوان بالصبيحية عن طريق الطائرات وخرج الفغم راجعاً للدويش.
[تحرير] وصول المساعدات البريطانية
وصلت سفينتان حربيتان إلى ميناء الكويت في 21 أكتوبر ووصلت سفينة ثالثة في 22 أكتوبر لدعم الكويت على متنها (ارنولد ولسن) المندوب السامي في العراق وقد أمر بتحصين المدينة من أي هجوم للإخوان و وصل سرب من الطائرات.[19] [20]
أرسلت بعدها طائرتين بريطانيتين حلقت إحداهما فوق مخيم الإخوان في الصبيحية ورمت منشورات تتضمن التهديد من مغبة شن هجوم على مدينة الكويت.
- نص المنشور:
إلى فيصل الدويش وجميع الإخوان الذين معه ليكن في معلوماً لديكم بأنه طالما أن أفعالكم ضيقت على البادية حتى وصلت إلى الجهراء أيضا وبما ان الحكومة البريطانية لم تُدع لتعمل أكثر مما هي في عادتها أن تسعى بحسب الصداقة وراء الإصلاح فاما الآن مادام انتم تهددون ليس فقط حقوق سعادة شيخ الكويت الذي تحالف معنا بل وضد بريطانيا وسلامة الرعايا البريطانيين ولا يمكن للحكومة البريطانية انت تقف على جانب بدون دخولها في المسألة ثم من التعليمات التي اطلعنا عليها من مدة قصيرة الشيخ عبدالعزيز بن سعود إلى فخامة السير برسي كوكس المندوب السامي في العراق تأكدت الحكومة البريطانية ان افعالكم هي بعكس إرادة وأوامر الأمير المشار إليه ولا شك ان سعادته سينبهكم بذلك عندما يعلم بأفعالكم فبناء عليه ننبهكم بأنه إذا كررتم هجومكم على مدينة الكويت فحينئذ ستحسبون مجرمي حرب ليس عند شيخ الكويت الكويت بل عند الحكومة البريطانية ايضا فالحكومة البريطانية لن تتهاون معكم بل ستقوم بأفعال عدائية باستخدام القوة اللازمة هذا مالزم إعلامه لكم توقيع الميجور جون مور.
[تحرير] رد فعل الإخوان
انزعج فيصل بن سلطان الدويش واعتبر أن الشيخ سالم خدعه وأرسل خطاباً للشيخ سالم قال فيه:
من فيصل بن سلطان الدويش إلى سالم الصباح سلمنا الله وإياه من الكذب والبهتان وأجار المسلمين يوم الفزع الأكبر من الخزي والخذلان أما بعد فمن يوم أن جاءنا ابن سليمان يقول أنك عاهدته على الإسلام والمتابعة لا مجرد الدعوى والانتساب كففنا عن قصرك بعد ما خرب وأمرنا برد جيش ابن سعود على أمل أن ندرك منك المقصود فلما علمنا أنك خدعتنا آمنا بالله وتوكلنا عليه يروى عن عمر أنه قال "من خدعنا بالله انخدعنا له " فنحن بيض وجوهنا نرجو الله أن يهديك وألا يسلطنا عليك إياه نعبد وإياه نستعين.[21]
[تحرير] وصلات خارجية
[تحرير] المصادر
- ^ تاريخ نجد الحديث ، أمين الريحاني صفحة 274
- ^ تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق عبدالله بن محمد البسام(المتوفي عام 1927) حوادث عام 1339هـ
- ^ رسالة الشيخ أحمد الجابر الصباح للوكيل السياسي البريطاني جون مور تاريخ 12 أكتوبر 1920 الرقم الإرشيفي IOR R/15/5/105
- ^ تاريخ نجد الحديث ، أمين الريحاني ، صفحة 273
- ^ تاريخ الكويت ، عبد العزيز الرشيد ، صفحة 255
- ^ تاريخ نجد الحديث ، أمين الريحاني ، صفحة 273
- ^ أمين الريحاني ، تاريخ نجد الحديث (المطبوع عام 1928) 275
- ^ عبد العزيز الرشيد ، تاريخ الكويت صفحة 259
- ^ حسين خلف الشيخ خزعل ، تاريخ الكويت السياسي الجزء الرابع صفحة 260+261
- ^ عبد العزيز الرشيد ، تاريخ الكويت، صفحة252
- ^ حسين خلف الشيخ خزعل، تاريخ الكويت السياسي الجزء الرابع، صفحة 258
- ^ هارولد ديكسون ،الكويت وجاراتها صفحة 265
- ^ تقرير المقيم السياسي البريطاني جون مور في الكويت عن حادثة الجهراء بتاريخ 19 أكتوبر 1920
- ^ رسالة الشيخ أحمد الجابر الصباح للوكيل السياسي البريطاني جون مور تاريخ 12 أكتوبر 1920 الرقم الإرشيفي IOR R/15/5/105
- ^ حسين خلف الشيخ خزعل، تاريخ الكويت السياسي الجزء الرابع، صفحة 270
- ^ عبد العزيز الرشيد تاريخ الكويت ،صفحة 256
- ^ عبد العزيز الرشيد ، تاريخ الكويت صفحة 256
- ^ حسين خلف خزعل تاريخ الكويت السياسي طبعة 1965 صفحة 272
- ^ الكويت وجاراتها ، هارولد ديكسون صفحة266
- ^ أمين الريحاني تاريخ نجد الحديث 274
- ^ حسين الشيخ خلف خزعل تاريخ الكويت السياسي الجزء الرابع ، صفحة 284