يوسف العظم
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزلتها. وسمت هذه المقالة منذ: أغسطس 2007 |
يوسف العظم، شاعر ومفكر أردني ولد بمدينة معان جنوبي البلاد سنة1931م درس في الازهر الشريف، اعتلى عضوية مجلس النواب في خمسينات القرن العشرين إذ كان في العشرين من عمره، ثم عاد له عام 1989 م به حتى اعتزل العمل السياسي بعد مرض ألم به وكان قد عين لفترة 6 شهور وزيرا للتنمية الاجتماعية خلال حرب الخليج الثانية، من مؤلفاته كتاب "المنهزمون...دراسة في الفكر المتخلف والحضارة المنهارة". له دواوين شعرية عرف على إثرها باسم شاعر الأقصى اهمها:في رحاب الأقصى، والسلام الهزيل، ولبيك ابتهالات شعرية، وعرائس الضياء، وعلى خطى حسان، والفتية الأبابيل.،من مؤلفاته في التربية:براعم الإسلام في العقيدة، براعم الإسلام في الحياة، أدعية وآداب للجيل المسلم، وأناشيد وأغاريد للجيل المسلم، مشاهد وآيات للجيل المسلم، العلم والإيمان للجيل المسلم. وتوفي رحمه الله تعالى يوم 15 رجب 1428 ه الموافق للأحد 29 يولية 2007 م المصدر قناة الجزيرة الفضائية
ويضيف علي موفق الدقامسة نقلا عن موقع الاخوان المسلمون في الأردن تعليقا اخر عن المرحوم يوسف العظم:- الوقت الذي كان فيه الشعر الإسلامي يشهد قطبية حادة بين مصر وسوريا، حيث برز عشرات الشعراء الإسلاميين في مصر من أمثال: أحمد محرم ومحمود غنيم ومحمود حسن إسماعيل وهاشم الرفاعي ويوسف القرضاوي وسيد قطب وعبد الحفيظ صقر وغيرهم. يقابلهم العشرات في سوريا مثل عمر بهاء الدين الأميري ومحمد الحسناوي ومحمد المجذوب ومحمد منلا غزيّل وسليم عبد القادر ومنذر السرميني وأحمد مظهر العظمة، وغيرهم إزاء هذا وقف الشاعر الأردني يوسف العظم ((بين الجبلين)) يبني جبله الشعري الخاص الملتزم. وللحق، فإن الدول الأخرى لم تخلُ من الشعراء الكبار، غير أن القوة الإعلامية للحركة الإسلامية تركزت في دمشق وبيروت وقاهرة المعزّ.. ويتضح لمن يراجع أسماء شعراء تلك الفترة من الإسلاميين أن شعراء العراق وفلسطين كثيرون لكنهم لم يسْطَعوا في وسائل الإعلام الإسلامية في تلك الأثناء..
فهرس |
[تحرير] من هو الشاعر يوسف العظم؟؟
الشاعر يوسف العظم، ليس - كما يعتقد الكثيرون- فلسطيني الهوية ولكنه اردني الانتماء فلسطيني الهوى، عاشق للقدس
هو، وإن لم يكن فلسطينياً، فشعره فلسطيني، وفلسطين صارت هوية شعرية ينتمي إليها من يكتب لها.. وكما بات معروفاً أن الشعر العربي الفصيح ينسب إلى الدول بناء على جنسية الشاعر، وليس الأمر متعلقاً بالمضمون.. غير أن الشعر المنسوب إلى فلسطين يُنسب بالدرجة الأولى إليها بسبب المضمون.. فعندما يقام مهرجان الشعر الفلسطيني مثلاً، يشارك فيه شعراء من مختلف الجنسيات، على خلاف باقي الجنسيات..
وهذه إحدى خصوصيات الأدب الفلسطيني.. لذلك فإن شعر العظم فلسطيني بامتياز..
ويضيف الدقامسه ،ولد الشاعر يوسف العظم في مدينة معان الأردنية التاريخية الواقعة في أقصى جنوب الأردن، وذلك سنة 1931 لأبوين فقيرين متدينين، بدأ ينهل العلوم طفلاً في كتّاب البلدة لمدة عامين حتى دخل المدرسة الابتدائية وتابع الإعدادية في معان أيضاً..
بعد ذلك انتقل إلى العاصمة عمان، حيث تلقى تعليمه الثانوي فيها، ثم انطلق إلى بغداد ليدرس الشريعة فيها لمدة عامين، ثم توجّه إلى مصر حيث درس في الأزهر اللغة العربية وآدابها، ونال شهادتها سنة 1953م، ثم التحق بمعهد التربية للمعلمين بجامعة عين شمس وتخرج سنة 1954م.
في سنوات شبابه التي عاشها في مصر التقى العظم برجال الحركة الإسلامية هناك، وعاش مع شبابها في الجامعات، وتأثر بفكر الإخوان المسلمين فيها، خاصة أن جماعة الإخوان كانت تضم عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء والباحثين الذين يتابعون الشؤون الاجتماعية والثقافية والأدبية، مما أطلعَهُ على هذه الجهود ونتائجها المتوافرة من دواوين وأمسيات الشعر التي كان يقيمها شباب الحركة الإسلامية في ذلك الوقت.
ويضيف الدقامسه ،بدأ الشاعر نتاجه الفكري الأول وهو لم يزل طالباً، فكتب عن الإيمان وأثره في نهضة الشعوب، ولم يكد هذا الكتاب ينزل إلى الأسواق حتى صدر الأمر بمصادرته..
عاد الشاعر إلى عمان وعمل مدرساً للغة العربية في الكلية الإسلامية بعمان، ثم بدأ نجمه في الظهور، فبرز كداعية إسلامي ومُحاضر وخطيب ومحاور وكاتب في مختلف مجالات الدعوة الإسلامية. فكان متعد النشاط غزير الإنتاج.
جذبه العمل السياسي، فترشح للانتخابات عن الإسلاميين سنة 1963، فاختاره الناخبون في مدينته معان نائباً في مجلس الأمة، وحين حلّ المجلس، أعيد انتخابه سنة 1967م، وكان في المجلس مقرراً للجنة التربية والتعليم وعضواً في لجنة الشؤون الخارجية.
وزار عدداً من الأقطار العربية بدعوة من مؤسساتها وهيئاتها الثقافية والفكرية، وألقى عدداً من المحاضرات، في معظم أقطار الوطن العربي وديار الإسلام، كما زار من الأقطار الأوروبية والولايات المتحدة، بدعوة من الاتحادات الطلابية والثقافية هناك، حيث كان يشارك في مؤتمرات الشباب المسلم فيها.
ويضيف الدقامسة، وفي جانب الإنتاج الفكري أصدر عدة كتب منها "الإيمان وأثره في نهضة الشعوب"، وكتاب "المنهزمون"، وكتاب "رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر"، وكتاب "أين محاضن الجيل المسلم؟".
ومن جميل ما فعله الأستاذ العظم، أنه كرّس جهوداً مشهودة في تربية النشء والجيل الجديد على الإسلام، فأصدر سلسلة "مع الجيل المسلم" وهي عبارة عن ستة عشر كتاباً تتضمن منهاجاً تربوياً خاصاً بالأطفال.. وأصدر من الشعر للأطفال كتاب "أناشيد وأغاريد للجيل المسلم" حول أركان الإسلام والفرائض والمناسبات والمعارك والأيام الإسلامية المعروفة. وأصدر كتاب "مشاهد وآيات للجيل المسلم" في قالب تربوي شائق. وكتاب "أدعية وآداب للجيل المسلم" و "ديار الإسلام للجيل المسلم".
في مجال الصحافة، ترأس الشاعر تحرير صحيفة "الكفاح الإسلامي" في الأردن، التي رسخت مكانتها بين قطبي الصحافة الإسلامية أيضاً (مصر وسوريا)..
أما نتاجه الأدبي، فكان في النقد والأدب كتاب "الشعر والشعراء في الإسلام" الذي قيل عنه يومها أنه "دراسة جديدة في النقد الأدبي والأحكام الشرعية"..
وفي الشعر صدر له "رباعيات من فلسطين" و"أناشيد وأغاريد الجيل المسلم"، و"السلام الهزيل"، و"عرائس الضياء"، و"لبيك".
وقد خص المسجد الأقصى بأحد دواوينه بعنوان "في رحاب الأقصى" ويستذكر في مقدمته الصلاة في الأقصى والذكريات مع الأحبة والإخوان و.. التاريخ العريق!
وفي مطلعه قصيدة طويلة تمتد على ثلاثة عشر صفحة يقول مطلعها:
يا قدس يا محراب يا منبر يا نور يا إيمان يا عنبر
وكما يبدو، فإن "أحداث" ديوانه ومناسبات نصوصه تدور في رحاب الأقصى، ومنها قصيدة عن شيخ رآه "في ساحة المسجد المحزون حدثني.. شيخ على وجهه الأيام ترتسم"، ويتابع فيها:
لمن أبث شكاتي والشفاه غدت خرساء ليس لها في الحادثات فمُ؟
من ذا الذي هدّ مني ساعداً ويداً هل ضاع دربيَ أم زلت بي القدمُ
لقد جرعنا كؤوس الذل مترعة والقدس في العار، والمحراب والحرم
والصخرة اليوم باتت غير شامخة لأن نجمة صهيون لها علم
أما القصة، فله عدة مجموعات قصصية، منها: يا أيها الإنسان، قلوب كبيرة..
وفي التراجم أصدر كتاب "سيد قطب – حياته ومدرسته وآثاره".
شعره
انحصرت اهتمامات العظم الشعرية في موضوعين:
1- فلسطين ومقدساتها ومأساة أهلها.
2- الأوضاع الاجتماعية المتردية التي تعيشها أمتنا.
ويبدو واضحاً في شعره اعتزازه بإسلامه وتعويله على أبناء هذا الدين منذ فجر الدعوة حتى يومنا، ودورهم الحقيق بتحرير الأقصى..
وفؤاد الأقصى الجريح ينادي أين عهد اليرموك والقادسية
وعليّ يزجي الصفوف ويعلي في ذرى المجد راية هاشميـــة
أين عهد الفاروق غير ذليل عفّ قولاً وطاب فعلاً ونيّـــة
ونداء للتائهين حيارى أين خنساؤنا وأين سميـــة
ورماح في كف خولة تزهو وسيوف في راحة المازنيـــة
وعن الحالة المتردية التي يعيشها اللاجئون يقول:
في خيمة عصفت ريح الزمان بها لمحتُ بعض بني قومي وقد سلموا
فأسلموا لنيوب الليث ضارية البرد والجــوع والإذلال والألمُ
[تحرير] إغاثات الأنروا
اشتهرت قصيدته التي اعتبر فيها إغاثات الأنروا سبّة لأبناء فلسطين وجريمة تغطي على جريمة أكبر، ارتكبها المجتمع الدولي ضد الشعب المنكوب. ويرى في هذه الإغاثة إذلالاً مقصوداً للشعب الفلسطيني، ليشعر أنه خائر القوى غير قادر على المقاومة ورفع الرأس، ويصف مشهداً نمطياً للشيوخ والنساء والأطفال في مراكز وكالة الغوث لتوزيع "الإعاشة"، ويقول في مجموعة "رباعيات من فلسطين":
وسألت القوم عن ضجتهم قيل يبغون دقيقاً وطعاماً
منكب منهم يحاذي منكباً وعظام دفعت منها عظامــــاً
كم كميّ عربي ثائر كبلوا في كفه الدامي الحساما
وجواد عربي قد غدا يمضع السرج ويقتات اللجاما
وينتقل من ذل الوكالة إلى أسباب الهزيمة المتعلقة بالابتعاد عن الدين، فيقول:
جعت في يوم فأرسلت يدي لرغيف البؤس من خبز الوكالة
ومضغت العار سماً ناقعاً وشربت الكأس ذلاً للثمـــالة
سلبت أرضي وعاشت طغمة في ربوعي تدعي روح العدالـة
إنما مزقَنا أعداؤنا حين بدلنا الهدى درب الضلالـة
ثم يؤكد أن شعبنا لا يرضى بالعودة بديلاً، فحق العودة ثابت لا يتغير أو يتبدل بمرور الزمن أو بجرائم الاحتلال، ولا يُنسي الفلسطينيين حقّهم في أرضهم وديارهم:
نحن شعبٌ قد سُلبنا الوطنا نحن في عري وآلام وجــوع
وطعام الغوث لا يشبعنا نحن لا يُشبعنا غير الرجوع
ويؤكد شاعرنا،يضيف الدقامسه ، أن السبيل هو في الجهاد والقتال والدم، التي هي كما قال أبو تمام "أصدق إنباء من الكتب"، فيقول في قصيدته "بسمة الشهيد":
اكتب حياتك بالدمِ.. واصمت ولا تتكلــمِ!
فاالصمت أبلغ في جراح الحادثات من الفم
والصمت أقوى من رنين القيد حول المعصم
والصمت أكرم عند ربك من سفاهة مجــرم
إن تاه بالظلم الغشوم فَتِهْ بعزّة مسلم
ولئن خطوت إلى العلى فعلى جباه الأنجـم
[تحرير] التزامه الحركي الإسلامي
يضيف الدقامسه،وعن التزامه الحركي الإسلامي وإيمانه بأن صلاح آخر هذه الأمة لا يكون إلا بما صلح به أولها، وبانتهاج نهج النبوة والدعاة الثائرين والعلماء المجاهدين والشهداء الذين خطوا طريق الحق للأجيال اللاحقة، فكانت قصيدته المقطّعة المشهورة إنشاداً "في سبيل الله والمستضعفين"، وهي قصيدة حيّرتني أي مقاطعها أختار هنا، حيث يتناول المقطع الأول تراث الإسلام وعزة جيل الدعوة الأول، وفي المقطع الثاني يستنير بدماء الشهداء ومداد العلماء وجهاد المؤمنين، ويفرد المقطع الثالث للمؤمنات اللواتي أكرمهن الله بالانتماء إلى الدعوة، وينضح المقطع الرابع بصفاء الروح والأمل المنشود، ونقتطف منها:
اكتب حياتك باليقين واسلك دروب الصالحين
فالصمت من حرّ يفوق زئير آساد العريــن
[تحرير] أناشيد يوسف العظم
أناشيده الكثيرة يصعب حصرها علماً أن كل القصائد المنشورة في هذا المقال قد تم إنشادها. ونأتي هنا إلى بعضها. فقصيدته الشهيرة أيضاً "فلسطيني" الشبيهة بقصيدة الشاعر الراحل يحيى برزق، تميزه عن شعر برزق أنها قوية المعاني وفيها مفاصلة فكرية وجهادية ومليئة بالثورة.. في الوقت الذي نجد أن قصيدة تتميز برقّتها ووصف المأساة وأسبابها، ورغم تطرقه للمقاومة، إلا انه لم يكن بحدة العظم فيها، خاصة أن شعر الأخير ملتزم بفكر إسلامي حركي عاش فترة عصبية وصراع مع اليسار بشكل عام. فظهر في قصيدته توجه ضد اليسار الماركسي، فيما ركز برزق على العدو والاحتلال والنكبة. ونقتطف من القصيدة المقطع الأول والمقطع الأخير:
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسـطــيني
ولكن في طريق الله والإيمان والديــن
أهيم براية اليرموك أهوى أختَ حطّين
تفجّر طاقتي لهباً غضوباً من براكيـني
لأنزع حقي المغصوب من أشداق تنــين
وأرفع راية الأقصى وربُّ البيت يحميني
- * *
فلسطيني فلسطيني فلسطيني فلسطـــيني
كفرتُ بدعوة الإلحاد من صنع الشياطين
وأوثان صنعناها من الأوحال والطـين
وآمنّا برب البيت والزيتون والتـين
ليشمخ شعبُنا حراً عزيزاً في فلسطــين
ويرفع راية التحرير في كل الميادين
ومن أناشيده التي اشتهرت في أثناء الانتفاضة الأولى، أنشودة "حي على الجهاد"، التي صدرت في الكويت وانتشرت في العالم الإسلامي، ومطلعها:
دعوة للفلاح في انبثاق الصباح
ونداء الكفاح في الربى والبطاح
عند زحف الجنود
كذلك، اشتهرت في تلك الفترة نشيد "حماة الأقصى":
نحن أجيال الغدِ وجنود السؤدد
قد نهلنا علمنا من كريم المورد
من سنا قرآننا والهدى المحمدي
فاشهدي يا أرض واصغي يا سماء أننا لا نبتغي غير البناء
مذ سلكنا دربــــــنا في عزة ومضينا في ركاب الأنبياء
ومن المعروف المنشد الشهير محمد أبو راتب هو أكثر من أنشد من شعر يوسف العظم، رغم أنه لم يكن الأول. وقد كانت أنشودة "في سبيل الله والمستضعفين" من أوائل ما اختاره أبو راتب من ديوان العظم.
كذلك المناجاة في رحاب الأقصى، ومنها:
رباه إني قد عرفتك خفقة في أضلـــعي
وهتفت باسمك يا له لحناً يرن بمسمــعي
أنا من يذوب تحرقاً بالشوق دون توجعي
قد فاض كأسي بالأسى حتى سئمت تجرعي
يا رب إني قد غسلت خطيئتي بالأدمع
يا رب ها تسبيحتي في مسجدي أو مهجعي
يا رب إني ضارع أفلا قبلت تضرعي؟
إن لم تكن لي في أساي فمن يكون إذن معي؟
يا رب في جوف الليالي كم ندمت وكم بكيت
ولكم رجوتك خاشعاً وإلى رحابك كم سعيت
قد كنت يوماً تائهاً واليوم يا ربي وعيت
إن كنت تعرض جنة للبيع بالنفس اشتريت
أو كنت تدعوني إلهي للرجوع فقد أتــيت
وفي أثناء الانتفاضة أطلق أبو راتب ألبوم أناشيد فلسطينية الهوى، فيه عدد من القصائد الموجودة في ديوان العظم، ومن هذه الأناشيد:
إلى القدس هيا نشدّ الرحال ندوس القيود نخوض المحال
ونمحو عن الأرض فجّارها بعصف الجبال وسيل النضال
بعزم الأسود وقصف الرعود ونار الحديد ونور الهلال
إليّ إليّ أسود الفدى فما عاد يجدي مقال وقال
لقد حان يوم انتفاض الأسير ودقت طبول الفدى والنضال
ونادت ربى القدس أبطالها فأين علي وأين بـــــلال
صبرا وشاتيلا :
إثر اجتياح لبنان سنة 1982، وتحديداً في منتصف شهر أيلول ارتكبت عصابات الغدر المدعومة من قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة وحشية هزت العالم.
في تلك الفترة، كانت هناك مجلة إسلامية متميزة جداً، هي مجلة الأمة القطرية، نشرت المجلة قصيدة أحدثت ضجة في الأوساط العربية، وسرعان ما تلقفتها الفرق الإنشادية.. وكانت القصيدة للشاعر يوسف العظم، والتي يقول في مطلعها:
ذبحوني من وريد لوريد وسقوني المرّ في كل صعيد
مزّقوا زوجي فلم أعبأ بهم فمضوا نحو صغيري ووليدي
غرسوا الحربة في أحشائه فغدا التكبير أصداء نشيدي
دمّروا بيتي وهل بيتي هنا إن بيتي خلف هاتيك الحدود
وتلفّتّ فلم أعثر على غير أبناء الأفاعي والقرود
أين نفط العرّب مذخور لمن أين أبناء الحمى درع الصمود؟
ودمي سال على تلك الربى ينثر العطر على حمر الورود
ولغ الغاصب في أشلائنا غير أنّا لم نزل "سمر الزنود"
[تحرير] شاعر القدس
الشاعر يوسف العظم استحق لقب (شاعر القدس) بجدارة، وهو الذي قضى عمره يكتب للأقصى ويربي الأطفال على حب الأقصى، يكفي أنه أسس "روضات براعم الأقصى" التي طوّرها إلى "مدارس الأقصى" في الأردن.
الشاعر يوسف العظم الذي ألهب بشعره ومحاضراته المنابر وأعلى قلمه في الصحافة على مدى خمسين عاماً، خفّف الكثير من نشاطه، وهو شبه معتكف في بيته بسبب المرض الذي ألزمه الفراش أكثر من مرة في السنوات الأخيرة.. يستحق منا هذا المقال وفاء لدوره في الشعر الفلسطيني الإسلامي.
[تحرير] معلومات حول الفقيد
ولد الاستاذ يوسف العظم رحمه الله في مدينة معان جنوب الأردن عام 1931م، ودرس في معان وعمان حتى الثانوية العامة، ثم انتقل للدراسة في جامعة الأزهر حتى حصل على الشهادة الجامعية في اللغة العربية، ثم حصل على دبلوم التربية من جامعة عين شمس بالقاهرة.
درّس في الكلية العلمية الاسلامية في عمان، ثم أنشأ بالاشتراك مع عبدالرؤوف الروابده واخرون أول مدارس ذات مناهج اسلامية في الاردن، وهي مدارس الأقصى، وأدارها حتى تقاعده.
رأس تحرير أول صحيفة ناطقة باسم جماعة الاخوان المسلمين في الأردن وهي صحيفة الكفاح الاسلامي
ترشح لمجلس النواب عن محافظة معان ونجح في عضوية المجلس لثلاث دورات في الأعوام 1963م، 1967م، 1989م.
كتب في العديد من الصحف والمجلات، وحاضر في كثير من المنتديات، وحمل دعوته ناشرا لها في معظم أقطار العالم، وكان مسكونا بحب القدس والأقصى وفلسطين، وكان يكثر الكتابة شعرا في الأقصى حتى لقّب بشاعر الأقصى (عليه رحمة الله).
عين وزيرا في الحكومة الاردنية في عام 1991 وكان مقرب من الملك الحسين رحمه الله ... يحظى برعايةعميد بني هاشم
انتخب في مواقع قيادية عديدة في الجماعة، كان أبرزها عضو مكتب تنفيذ للجماعة، وأمين السر العام للجماعة.
ترك الفقيد خمسة من الأبناء وإحدى عشرة بنتا، نسأل الله أن يحفظهم جميعا.
اشتد المرض على الفقيد رحمه الله منذ عدة أشهر، وقد نقل إلى المشتشفى التخصصي بعمان قبل اسبوعين، ثم خرج من المستشفى، وقد منعه الطبيب من الوضوء منذ عدة أيام قبل وفاته إلا أن ذلك لم يمنعه التيمم والصلاة فقد كان حريصاً عليها في أقسى لحظات مرضه ، وكان يوم أمس يذكر لأبنائه أعز الأصدقاء والاخوة ومنهم الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني، والدكتور اسحق الفرحان، والدكتور عبد اللطيف عربيات وغيرهم كثيرون،و قد من الله عليه أن يغادر المستشفى صبيحة الثامن والعشرين من شهر تموز وذلك قبل وفاته بيوم واحد وشاء الله أن يقبض روحه الطاهرة يوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه بعد أن أنهى وضوءه في منزله وبين أهله، وهذا من المبشرات بحسن الخاتمة, نسأل الله أن يحشرنا معه في عليين.
للفقيد العديد من الدواوين الشعرية، من أبرزها:
- في رحاب الأقصى نشر عام 1970م
- عرائس الضياء نشر عام 1984
- قناديل في عتمة الضحى عام 1987م
- الفتية الأبابيل عام 1988م
- على خطى حسّان عام 1990م
- لو أسلمت المعلقات 2001م
- قبل الرحيل 2002م
- أناشيد وأغاريد للجيل المسلم
[تحرير] مراجع
نقلا عن موقع الاخوان المسلمون في الاردن علي موفق الدقامسه