سلمان المرشد
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
وُلِدَ عام 1907م من أسرة فقيرة من الفلاحين في قرية جوبة برغال في جبال اللاذقية.
جاء بعده ابنه " مجيب " واعطى المعرفة الجديدة عن الله لكنه قتل بالرصاص على يد ضابط في الشرطة العسكريةوالذي يدعى عبدالحق شحادة بعد تلقيه اوامر من الشيشكلي بقتله سنة 1952م . وبعده اصبح ساجي المرشد هو معلم المرشدية وامامها وغاب عام 1998 ولم يوص لأحد بعده.
وما زال يتألق كتاب " شعاع قبل الفجر " مذكرت احمد نهاد السياف وتحقيق محمد جمال باروت الحلبيان
فقد روى السياف هذا الجريء والنزيه بإسهاب عن تجربته في ريجة اللاذقية وعلاقته بقضية سلمان المرشد آنذاك وبيّن فيما بيّن أن قومة المرشد ضد الإقطاعيين كانت بتوعية الفلاحين الذين رأوا فيه سندهم القوي فسبب ذلك كله انهيار سلطات الإقطاع التي كانت شبه مقدسة . وساهم فيما بعد بتفتّح وعي عام ضد هؤلاء وقت قدوم الإصلاح الزراعي إلى سورية، فالكتاب يعتبر نمطاً جديداً في تناوله القضية، المطموسة أساساً بدعايات هشة تتداولها بعض العامة ولا يمكن أن تصمد الإشاعات أمام الشعاع الجميل قبل الفجر وثيقة السياف وعلميّة محمد جمال باروت والهوامش المضيئة والعديدة . أما الناقد الشهير محمد م الأرنأووط فقد كتب: كان من المفترض أن تنشر هذه المذكرات القيّمة قبل ...
وقت طويل، مع غيرها من المذكرات لجيل من السياسيين الذين أسهموا في إنجاز الاستقلال ، التي يمكن أن تساعد المؤرخين على كتابة تاريخ سوريا المعاصر، فيساهم الجيل الجديد من المؤرخين في نبش الوثائق والبحث عن المصادر لتنوير المناطق المعتمة من تاريخ سوريا .
وفي متنه جاءت بعض السطور عن شيء من موقفه الوطني من الاحتلال الأجنبي :
" واندلعت الدعوة كالنار في الهشيم ، وأعلنت قريتان هما شطحة وبلاّط رفض دفع الضرائب للحكومة، مما دفع ضابط الاستخبارات الفرنسي في بابنّا مركز قضاء صهيون إلى خطفه، وتسليمه إلى الحكومة في اللاذقية التي سجنته مع أبرز مريديه لمدة ثلاثة شهور(Weulersse,paysans de Syria et du proche –Orient,Gallimard, huitieme edition, 1946,pp.275-276) . ويبدو أن مخاوف الفرنسيين كانت تزداد من مضاعفات انتشار الدعوة التي انصبت على ما يصفه المؤرخ الروسي فلاديمير لوتسكي بأن المرشد (رأى تشكيل جماعاتٍ مسلحةٍ لمقاومة الفرنسيين بهدف جلائهم عن سورية` و`دعوته جماعات عمر البيطار للتحالف معه لمقاومة الفرنسيين`(لوتسكي، الحرب الوطنية التحررية في سوريا 1925- 1927
اما خالد اللحام فقد كتب في في دار الخليج :
أميّ يراعي تقاليد الزعامة
كان سلمان المرشد أمياً، لم يتعلم إلا كتابة اسمه والتوقيع. وكان لا يبدأ زيارة أي كان، ولكنه يرد الزيارة وهو ما يندرج في اطار تقاليد الزعامة. وكان المرشد فرض في إطار اجراءاته التنظيمية الخاصة بعشيرته سلطة على شركة حصر التبغ والتنباك الفرنسية التي كانت سيدة الجبل بلا منازع، وكان يتقاضى بموجبها رسماً عن المحصول غير المحول إلى الشركة. وكان أحدث ما أسماه “صندوق العشيرة” ثم ألحق ممتلكاته المسجلة باسمه به مقابل مخصص له. وكانت سلطة الشركة الحصرية في الجبل الأعلى تحت سيطرته ورحمته، ومن هنا كان موظفو الشركة يفرون من مهمة التكليف في مناطقه، ما يعود بريع أفضل على الفلاحين بقدر ما حرم المرشد سماسرة المدينة الذين تفوضهم الشركة بجني المحصول الحصري مقابل اتفاق مالي مقطوع من ريعهم. من هنا فإن السياف أبرز في حديثه مع المرشد بأن هذا الزعيم كان إلى جانب الثورة السورية ضد الفرنسيين، وذا امتدادات تمكنه من الاستقصاء عمن يريد، وان الصحافة كانت تقدم صورة مغايرة له للقراء والرأي العام، وأنه محافظ على دوره كزعيم من خلال حفاظه على تقاليد الزعامة إلا مع الثوار أمثاله الذين اعتبر أن السياف منهم، وأنه كان يطالب بالعدالة فقط. ]
وقد كتب الاستاذ محمد علي عبد الجليل في احدى مقالاته وُلِدَ سلمانُ المرشد عام 1907م من أسرة فقيرة من الفلاحين في قرية (جوبة برغال) في جبال اللاذقية، وأُعدِمَ شنقاً في عام 1946. نادى بالحرية والمساواة ورفض التبعية وحارب الإقطاع ودافع عن المستضعفين من الفلاحين. قام بحركة إصلاحية وعمره لم يتجاوز 18 سنة، وعمل على توحيد عشيرته (بني غسان) التي كانت تعيش بين ظهراني العَلَويين وكانت تتواجد في اللاذقية وفي منطقة القنيطرة (زعورة والغجر،…) وجبل الحلو (شين، عوج، مريمين،…). وكانت تُدْعى بـ(الغيبية) لأنهم ينزِّهونَ اللهَ عن الأفلاك والمظاهر الكونية ويؤمنون بأنه غيب. وحَّدَ سلمانُ عشيرتَه في 12/7/1923، وحاربَ الفرنسيين، فسُجِنَ ثلاثةَ أشهر تعرَّضَ خلالَها للسجن والتعذيب. وعندما خرجَ من السجن دعا إلى المساواة والعدالة بين الطوائف والأحزاب، فقامت السلطاتُ الفرنسيةُ بنفيه من اللاذقية إلى الرقة مشياً على الأقدام لمدة ثلاث سنوات من 1925 وحتى 1928. ثمَّ أُعيدَ من المنفى ليوضع تحتَ الإقامة الجبرية لمدة ست سنوات، لكونه عارضَ بشدةٍ البعثاتِ التبشيريةَ بين المسلمين، والتي تخفي وراءها مطامعَ سياسيةً ومصالحَ شخصية. ساهمَ في إنجاح الكتلة الوطنية نظراً لما يتمتَّعُ به من شعبية كبيرة بين صفوف الفلاحين، ثمَّ عارضَ هذه الكتلة عندما رأى أنها ابتعدتْ عن مصلحة الوطن. ونجح سلمانُ في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 1943 كعضو في البرلمان. وفي عام 1945 طلبت منه الحكومةُ الوطنية أنْ يعملَ على إقناع السوريين المتطوعين في الجيش الفرنسي بالالتحاق في الجيش الوطني بعدَ أنْ فشلَ زعماءُ عشائرهم، ونجحَ سلمانُ في المهمة الموكلة إليه، رغمَ أنه لم يكن هناكَ من عشيرته من تطوَّعَ في الجيش الفرنسي أصلاً.
ونظراً لخطورة هذه الحركة التحررية والتي ترفضُ أيَّ شكلٍ من أشكالِ التبعية، إقطاعيةً كانتْ أم استعمارية، والتي اتَّسعَ انتشارُها بينَ صفوف الفلاحين والفقراء والمستضعفين، عملَ بعضُ زعماء الكتلة الوطنية من الإقطاعيين المتضررين من حركة سلمان بموافقة شكري القوتلي ومباركة فرنسية على إعدام سلمان بتهمة الخيانة والتآمر مع فرنسا. وعندما فشلوا في إثبات هذه التهمة وجَّهوا إليه تهمةَ مقاومةِ الدرك الذين خرجوا لاعتقاله. وصدرَ حكمُ الإعدامِ شنقاً يومَ الخميس في اللاذقية، ونُفِّذَ الحكمُ بعدَ ثلاثة أيام في دمشق يوم الاثنين سنة 1946.
