شادية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بنت مصر..شادية..النجمة الاستثنائية في عالم الفن العربى والحضور الاقوى لدى الجماهير العربية..واجمل فاترينة فنية عربية في القرن العشرين
شادية ورحلة الحب والعطاء والفن من البدايات حتى أصبحت رمزا من رموز الوطن الكبير..بإخلاصها ..بعطائها..بسلوكها ومبادئها
شادية ..مثال يحتذي به حتى بعد الاعتزال وثبات على المبدأ ..ورحلة الصدق والإخلاص ..واليقين..ورسالة لا تنقطع
شادية التي يوما لم تسع للقب..أو لمكانة..لم يكن يسعدها سماع تصفيق الجماهير لها في كل مكان..بل كان يسعدها أن تراه هو سعيدا..
شادية ..تشكلت وتلونت وايدعت وتركت لنا تراثا يحق للغير أن يحسدونها عليه وهى صاحبة الأرقام القياسية العديدة في النجاح..والتكريم..والتفاف الجماهير والحضور
الميلاد بالقاهرة يوم 8 فبراير .. وتحمل المولودة التي لا يعرف أبواها أنها ستكون يوما ( ربيع الغناء والفن العربي )
سرعان ما تبدو في البنت الصغيرة ملامح العبقرية والموهبة المشعة المبكرة ويعهد بها والدها لملحن يعلمها قواعد الغناء والمقامات والعزف..
يكبر مع الفتاه حب الفن الذي سبقتها للعمل به أختها السيده عفاف شاكر..وتلتحق بالعمل بالفن لتنطلق كما الصاروخ المضئ في أنحاء السماء..يتخطفها المنتجين ويسعى لها المخرجون ويلجأ إليها كبار الممثلين ..ليغمرهم نورها المبهج..وحضورها الجذاب ..وحب وتعلق الجماهير بها..لتصبح قدم السعد وبشره الخير..على كل من يعمل معها..وتصبح شادية نجمة الشباك الأولى في سنوات قليلة ..تزيح من على القمة نجوما كبارا تربعوا عليها لسنوات قبل ظهورها ..وغطى وجهها المتألق على أنوارهم فأثروا الاعتزال والابتعاد...رغم أن الساحة فسيحة للجميع..إلا أن شادية كانت الأقرب لقلوب الجماهير..بحيويتها وخفة دمها..وتلقائيتها وابتعادها عن التقليد أو التصنع..فقد كانت .. هي .. شادية
راحت بعد سنوات الانطلاق الأولى تنظر لنفسها..وتنتقد..وهل حققت ما تصبو بالفعل إليه..لا.. أدركت الفتاه النابغة أنها حققت الانتشار فقط ..ولم تثبت أنها حقا الممثلة المتمكنة..فأنتجت لنفسها بعد أن حصرها المنتجون في أفلام المرح والشقاوة ..والبنت المظلومة..فراحت تبحث لنفسها عن أفلام ذات موضوعات تبرز فيها امكاناتها التمثيلية الكبيرة..حتى ولو ضاعت تحويشة العمر..وهو ما كان في أفلامها..شاطئ الذكريات ..وليلة من عمري ..الذي بدت فيه انفعالاتها القوية وتقلب وتطور الدور في الفيلم الواحد..فلم تعد شادية تسير على وتيرة واحدة في الفيلم الواحد .. بل راحت تتشكل وتتقلب بين الحزن والفرح والمأساة والملهاه راحت تدرك أن الغنوة لا بد وأن تكون في مكانها ..وان لا تقطع سياق أحداث الفيلم لتغنى..فأصبحت أفلامها ذات نكهة خاصة ناضجة .. ومتطورة..ومبهرة..كما في الهاربة ..ووداع في الفجر ..والتلميذة..وقلوب العذارى..وارحم حبي..إلى أن قدمت القنبلة المدوية التي هزت أرجاء الوطن العربي حتى وصلت للاتحاد السوفيتي فأفسحت دور العرض فيها وفى كل ولاياتها مكانا لعرض ( المرأة المجهولة ) وتبدو شادية في أدائها البارع كمن استوت على نار هادئة..فأصبحت أنضج...وأشهى وأطعم وألذ...
تصبح شادية ..حديث المدينة ..وتضع بقوة ختم الجودة والعلامة المسجلة للنجاح الباهر بجوار اسمها على أي عمل هي نجمته..ويفطن الجمهور إلى أن شادية قد كبرت..وقد ودعت مع هذا الدور مرحلة هامة من مراحل حياتها الفنية الخفيفة..لتبدأ بخطى ثابتة وواعية مرحلة أهم من النضج والابداع ..قل فيها الكم لحساب الكيف..وحتى تثبت للناس وبالفعل لا بالقول أنها ممثلة تناطح كبار ممثلات جيلها راحت تمثل فقط في العديد من الأفلام دون غناء..لتقول ..وبدون كلام..أنها نجمة مصر..ونجمة الجماهير ...ونجمة الشباك لسنوات طوال...رغم وجود العديد من فطاحل التمثيل...إلا أن شادية قلبت الطاولة على الجميع ..برقى فنها..وامكاناتها ..وتميزها بتنوع أدوارها بين التراجيدي..والكوميدي ..والاستعراض ..واتجهت للإذاعة كممثلة بارعة تلعب بصوتها على الوتر الحساس فتوصل إلينا ما تود إيصاله بسلاسه... غير أن امكاناتها الغنائية وصوتها الذي كان سبب شهرتها ونغمته المميزة وإحساسه العالي كان قد نضج أيضا..وأصبح يضم اليها قاعدة جماهيرية أخرى تفتقدها زميلاتها الممثلات فقط اليها فأصبحت القاعدة أعرض والجماهيرية أكبر..
وتقترب من عالم الصحافة والأدب وتكتسب المزيد من الخبرة من الإحتكاك بعباقرة الصحافة في الفن وفى الحياة وفى الإبداع..فتبرز أعمال فنية أدبية مستوحاة من قصص عمالقة الأدب نجيب محفوظ ويوسف إدريس ..وإحسان عبد القدوس ..ويوسف السباعي..وغيرهم ..ورغم أن الكيان أصبح عملاق... إلا انه كان داخل الأستوديو وداخل العمل شديد التواضع..فهي تعلم أن التطبيل والتزمير والهتاف لكل عمل قد يضر به ولا ينفعه...وان العمل الجيد يتحدث عن نفسه..وان الخامة الطيبة هي الباقية..فلم تنظر يوما تحت قدميها لتتصنع نجاحا مزيفا مؤقتآ...بل راحت تخلص وتتقن وتبدع ...في عملها أيا كان...حتى تركت لنا دررا ثمينة... وأيقونات نفخر بإقتناءها...ونتطلع للنظر اليها
ولم يصنع لها هذا النجاح تملقها للسلطة..أو تقربها من ذوى النفوذ والمناصب.. بل راحت بشموخ بنت البلد..الواعية تخطو بخطوات شامخه .. في رحلة الفن...لتطبع لنا أجمل بصمات لا تمحى ولا تنسى..في الغناء والتمثيل معا..
ففي الغناء نضج الصوت الخفيف الذي اتهموه(لرقته ) بالضعف..فأدت لهم القصائد التي يعجز الكبار عن إتقان أدائها مثلما فعلت شادية...ولعل مواراة وتجاهل أهم أعمالها التي تشهد على عظمتها كمطربة يطرح أمامنا عدة تساؤلات لا إجابة لها إلا أن الغيرة والمصالح والمحاباه والمجامله أصبحت تنال من شادية وعظمتها ..لإبراز من هم أقل فنا وموهبة وإحساسا..وجماهيرية... فقط استمعوا لشادية في ( قصيدة ..أغلى شعاع ) لتروا كم أبدعت وصالت وجالت بصوتها وعلت فوق كل المقامات الموسيقية تاركة بالفعل ( أغلى شعاع ) ..وغيرها من النماذج التي تستحق وقفات منا أمامها لنتأمل كم كانت قديرة..شادية
وحتى في سنوات الانفتاح .. وسنوات التراجع في مستوىالسينما في السبعينات ووسط ظهور نجمات شابات... قال البعض شادية راحت عليها..وتوارت ..إلا أن عظمة الفنانة الكبيرة كانت تمنعها من المضي قدما وسط تفاهات أفلام المخدرات والمقاولات والجنس التي تقدم بلا وزن وبلا لون أو طعم أو رائحة أو هدف ... فأثرت الإقلال من أعمالها السينمائية ...وعوضت ذلك بالاتجاه المنفرد للغناء في وقت تألقت فيه الحفلات الغنائية العامة فأصبحت شادية نجمة وفاكهة هذه الحفلات ..وراحت أغنياتها العاطفية الناضجة والطويلة تستميل اليها المزيد من الجماهيرية فراحت تغنى وتتألق في أخر ليلة-أتعودت عليك-خلاص مسافر-همس الحب-أنا وقلبي-لو القلوب-أحلى كلام-أحلف ما كلمته-مسيرك حتعرف-أجمل سلام-والنبي وحشتنا-الحب الحقيقي –رحلة العمر-أصالحك بإيه-بحبك حب أكبر-الناس كلامهم غيرك...والى آخر أغنياتها الطويلة-خد بإيدى...
ومع هذه الأغنيات الطويلة لم تنسى شادية أغانيها القصيرة والخفيفة فراحت تقدم بوست القمر-قاللى الوداع-الزمان لم صالحنا-نعمل إيه-ليه كل مرة-وخدني على حصانك-وقسم روقلى مزاجي-وملل-وفرح-وقدر-..وليلة سهر-إن كنت لية ... وغيرها..
وبحسها الوطني قدمت لمصر أحلى وأعذب أغنيات حب الوطن..مثل يا حبيبتي يا مصر—يا أم الصابرين – غالية يا بلادي-رايحة فين يا عروسة – بلد السد – واحد+ واحد – وادينا-مصر نعمة ربنا -النيل والزيتون-وحياه رب المداين-ادخلوها سالمين-مصر اليوم في عيد – وطني أحلى الأوطان-ياوابور يا مولع-عربي في كلامه-الدرس أنتهي – يا بلدنا ياحياتنا-عبرنا الهزيمة-كلنا عرب-يا طريقنا يا طريق- يا بنت بلدي-يا بنت خالي- بسبس نو-وقولو لعين الشمس.
وقدمت للأطفال وللأم أغنيات ( اسم الله عليك-برجالاتك-سيد الحبايب-أمي-ماما يا حلوة-عيون ماما-مع بعضينا-سوا سوا-شمس بكرة-عيد الميلاد-يا نور عنية واكتر-حبه حبه-كلوا بامية-نامي هو-وتوحة-..وغيرهم.. وقدمت كل الألوان الخفيفة والعاطفية والشعبية ومزجت بينهم بحيث يصعب على المستمع أن يصف هذه الأغنية تحت مسمى واحد..حتى الوطني ...فقد كان هناك وطني عاطفي – أو وطني للأطفال-أو وطني قومي ...أو وطني رومانسي...وأغنيات حب وطنيه...ومن أغنياتها الشعبية الجميلة – أبو العين العسلية-الشابة حته سكره-خدني معاك –غاب القمر-الحنة ياحنة-نعمين- آه يا اسمرانى اللون..يارب توبة
وفى اللون العاطفى الخفيف قدمت درر لاننساها مثل –إن راح منك يا عين-مكسوفة-حبيبى أهو-بحبك قوى-وحياه عنيك-على عش الحب-مالصبحية-وعد ومكتوب-إوعى تسيبنى-يا حسن يا خولى الجنينة- يا سارق من عينى النوم-أحب الوشوشة-لا يا حمادة-أقوله ولا لأ-مش قلتلك ياقلبي-أنا عندي مشكله-فوت ياحبيبي-فوق ياقلبي-سونه ياسنسن-شبكت قلبي-قلبي على قلبي-شبكت قلبي والقلب غالي-أنا عشريه...وغيرهم
وغنت شادية للمناسبات العائلية مثل خطابي الكثير-كتروا الخطاب-كل الحبايب هنا الليله دى- يادبلة الخطوبة-على عش الحب-ألو ألو-الشمس بانت-شهر الهنا لرمضان-
شادية رحلة عامرة بالحب والعطاء ولا ندرى ماذا نقول عنها لنوفيها حقها..وان كانت هى قد أثرت الصمت...فلنصمت ايضآ نحن...ونترك أعمالها الشامخه...الداله على عبقريه مميزه تتوارى وراء نبل هذه الأخلاق...ولكنها بصمت...تتحدث عن نفسها