كمال جنبلاط
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كمال فؤاد جنبلاط (6 ديسمبر 1917 - 16 مارس 1977) - أحد أهم زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية و ما قبلها ، أحد زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان إضافة لكونه مفكرا و فبلسوفا. يندرج من أصول كردية و يعتقد ان اجدادهم قدموا من كردستان إلى لبنان في العهود الايوبية و معنى جنبلاط باللغة الكردية هي جان-بولات، اي (صاحب الروح الفولاذية)، كان كمال جنبلاط زعيم للحركة الوطنية اللبنانية في بدابات الحرب الأهلية اللبنانية و أحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي,و يعتبر كمال جنبلاط من الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية و قد كتبت اشعار و اغاني في رثاءه ، و يعتبر استشهاده كان دفاعا عن السلاح الفلسطيني, وقد خلفه في زعامته ابنه وليد جنبلاط. تم اغتياله في 16 مارس 1977 و ألقيت التهمة على الحزب السوري القومي الاجتماعي ، مؤخرا صرح جورج حاوي أن رفعت الأسد هو من كان وراء اغتيال كمال جنبلاط ، و أكد ابنه وليد أنه كان على علم بهذا و انه تغاضى عن ذلك أثناء حلفه مع السوريين لمصلحة لبنان .
ولد في بلدة المختارة ـ قضاء الشوف ـ لبنان في 6 كانون الأول عام 1917.
والده فؤاد بك جنبلاط، اغتيل في 6 آب عام 1921 في وادي عينبال، وكان قائمقامًا لقضاء الشوف أيام الانتداب الفرنسي. والدته السيدة نظيرة جنبلاط، لعبت دوراً سياسياً مهمًّا بعد وفاة زوجها وعلى امتداد أكثر من ربع قرن.
شقيقتاه: ليلى (توفيت بمرض الحمى وهي في الرابعة من العمر)، وليندا متزوّجة من الأمير حسن الأطرش، اغتيلت في منزلها في بيروت بتاريخ 27/5/1976 خلال الحرب اللبنانية قبل أقلّ من سنة من اغتيال كمال جنبلاط.
في طفولته اعتنت به وشقيقته ليندا مربية خاصة تدعى ماري غريِّب من الدامور، خرّيجة الفرنسيسكان، وتلقى على يدها علومه الأولية في المختارة.
التحق بمعهد عينطورة للآباء اللعازاريين في كسروان عام 1926، وذلك بناء لمشورة المطران أوغسطين البستاني صديق العائلة الخاص. وظلّ فيها حتى العام 1937، وكان معه خادم خاص يهتم بشؤونه ومرافقته الدائمة.
نال الشهادة الابتدائية عام 1928.
بالرغم من كرهه للسياسة، منذ صغره، إلاَّ أنَّ ذلك لم يمنعه من المشاركة في مناسبات وطنية عديدة في عينطورة، ففي العام 1933 شكّل وفداً من ضمنه رفاقه فؤاد رزق، كميل أبو صوان، وإميل طربيه، قابل الأب سارلوت وطلب منه وضع العلم اللبناني على برج معهد عينطورة بدلاً من العادة التي كانت متّبعة في الدير يومذاك أي أن يُرفع العلم الفرنسي أيام الآحاد والأعياد على برج المدرسة، وهكذا ارتفع العلم اللبناني.
بدأ ينظم الشعر باللغتين العربية والفرنسية وهو في السادسة عشرة.
كان يبدي عطفًا خاصًا وتعلّقًا بالقضايا العربية، فهو شديد الإعجاب والحماس لسعد زغلول, ومن مواقفه في هذا الصدد، ذهابه في العام 1934 عند استقلال مصر، إلى رئيس الرهبان في مدرسة عينطورة ليطلب منه أن يعلن ذلك اليوم عطلة احتفاء باستقلال أول دولة عربية، وقد استجاب رئيس الرهبان لهذا الطلب، وكان موقف كمال جنبلاط هذا أول تعبير سياسي له في ما يتعلق بالقضايا الوطنية والعربية.
عام 1934 نال الشهادة التكميلية.
وفي أيار من العام 1934 نال شهادة الكشاف ـ البدج La BADGE وأصبح عضواً فعالاً في مؤسسة Les Scouts de France . نال شهادة البكالوريا ـ القسم الأول بقسميها اللبناني والفرنسي وبفرعيها الأدبي والعلمي في حزيران 1936، وقد جاء الأول بين طلاب لبنان في الفرع العلمي.
تأثر بمدرّس الفلسفة في معهد عينطورة الأب هنري دالمه، هذا المدرّس المطّلع على الفلسفة اليونانية، والذي أصبح في ما بعد أمين سر المجمّع المسكوني في معهد البابا بولس السادس.
نال شهادة الفلسفة سنة 1937.
كان ميّالاً للرياضيات والعلوم التطبيقية كالجبر والهندسة والفيزياء، وكان ينوي التخصّص في الهندسة والسفر إلى البلدان المتخلّفة، كي يساهم في إعمارها. غير أنَّ والدته الست نظيرة طلبت من المطران بستاني(مطران دير القمر)، المعروف بصداقته لآل جنبلاط أن يحاول إقناعه بالعدول عن الدراسة الهندسية والاستعاضة عنها بالمحاماة، وقد تمّ لها ما أرادت.
في أيلول عام 1937 سافر إلى فرنسا ودخل كلية الآداب في السوربون وحصل على شهادة في علم النفس والتربية المدنية وأخرى في علم الاجتماع.
في تشرين الأول عام 1937 أصدر مجلة فرنسية أطلق عليها اسم LA REVUE مقلداً المجلة الفرنسية الشهيرة La Revue du Monde بالاشتراك مع رفاق صباه، إميل طربيه، أنطوان بارود وكميل أبو صوان.
خلال إقامته في فرنسا تتلمذ على يد العالم الاجتماعي غورفيتش ومعه أنجز شهادته في علم الاجتماع.
في أيلول 1939 عاد إلى لبنان بسبب الحرب العالمية الثانية وتابع دراسته في جامعة القديس يوسف فنال إجازة الحقوق عام 1940.
ما بين 1941 ـ 1942 مارس المحاماة في مكتب المحامي كميل إده في بيروت، وعُيِّن محاميًا رسميًّا للدولة اللبنانية. لم يطل عمله في المحاماة أكثر من سنة إذ توفي ابن عمه حكمت جنبلاط (نائب جبل لبنان) عام 1943 اضطر حينها كمال جنبلاط إلى دخول المعترك السياسي.
وبالرغم من نيله الشهادات الأدبية، وتعبيرًا عن ميوله العلمية، ففي أيلول من عام 1942 أنشأ معملاً للكيمياء في المختارة لاستخراج القطرون والأسيد وغيرها من المواد لا سيّما السودكوستيك، وصبّ آلات المعمل بنفسه في لبنان، وقام بتركيبها بنفسه أيضًا، كان يعمل 16 ساعة في اليوم، ويذكر أنَّه اخترع آلة لتحويل غاز أسيد الكلوريد وتذويبه بالماء.
اقترن بالأميرة مي شكيب أرسلان في شهر أيار 1948، ورزق وحيده وليد في 7 آب 1949.
درّس مادة الاقتصاد في فترات متقطعة في كلية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية في الجامعة اللبنانية بدءًا من عام 1960. كان حلمه منذ الصغر أن يكون طبيباً وأن يمارس مهنة الطب في أفريقيا وهذا الحلم الذي لم يتسنَّ له تحقيقه، جعله فيما بعد يستكشف طريق الطب بمنحى آخر، وذلك بالاطلاع على المداواة بالنبات وبعشبة القمح خصوصًا.
كان يجيد ثلاث لغات: العربية، الفرنسية والإنكليزية، وكان ملماً باللغات: الهندية، اللاتينية، الإسبانية والإيطالية.
قرأ القرآن، الإنجيل، التوراة، كتب التوحيد، والفيدا فيدانتا الهندية.
كان متصوفًا ويوغيًّا.
أسّس ورفيقه كميل أبو صوان نادي القلم (PEN) في لبنان، ليكون هذا البلد حاضراً بين كتاب العالم. في 16 آذار 1977 استشهد مع مرافقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني على طريق بعقلين ديردوريت في كمين مسلّح للقوات اللبنانيه .