معركة الصريف
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
معركة الصريف | |
---|---|
وصف لمعركة الصريف |
|
الصراع: محاولة آل صباح الحد من نفوذ آل رشيد في الجزيرة العربية | |
التاريخ: 17 مارس 1901 م | |
المكان: الصريف شمال شرقي نجد | |
النتيجة: انتصار آل رشيد | |
المتحاربون | |
مبارك الصباح حاكم الكويت ومعه ابن سعود وقبيلة مطير وعتيبة والظفير والعجمان والرشايدة والعوازم وبنو هاجر وبنو مرة وبنو خالد والسعدون المنتفق وسبيع والسهول وقحطان والرولة وأعداد كبيرة من البدو | عبدالعزيز المتعب الرشيد ومعه أهالي حائل وقبيلة شمر |
القادة | |
مبارك الصباح | عبد العزيز المتعب الرشيد |
القوى | |
64 ألف | 12 ألف |
النتائج | |
9000 قتيل | 400 قتيل |
قالب:جدول حملة معارك الجزيرة العربية |
معركة الصريف ، المعركة الخالدة في ذاكرة أبناء القبائل وقاطني جزيرة العرب.
وقعت صبيحة يوم 17 مارس 1901 ، فكانت المعركة الفاصلة التي وجّهت أنظار البريطانيين نحو الجزيرة العربية، وابتدأ بعدها التدخل البريطاني في تغيير موازين القوى بتلك المنطقة من العالم. لا سيما وأن الحرب العالمية الأولى قد بدأت بوادرها ومقدماتها من خلال التحالفات التي قامت. فكانت دول المحور المتحالفة مع الدولة العثمانية تحاول فرض سيطرتها على الشرق العربي، في حين كانت بريطانيا تجند حلفائها لتعزيز مواقعها الإستراتيجية في المنطقة ذاتها.
فهرست |
[تحرير] الأطراف
- الطرف الأول : بقيادة أمير حائل الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد (حكم من 1897 - 1906) ومعه أهالي حائل وقبيلة شمر، ويقدر عدد الجيش كاملاً بـ 12.000 جندي.
- الطرف الثاني : بقيادة أمير الكويت الشيخ مبارك الصباح الملقب بـ الكبير (حكم من 1896- 1915) ومعه كل من :
- أهالي الكويت.
- ابن سعود.
- آل مهنا أبا الخيل أمراء بريدة.
- آل سليم أمراء عنيزة.
- قبيلة مطير.
- قبيلة عتيبة.
- قبيلة الظفير.
- قبيلة العجمان.
- قبيلة الرشايدة.
- قبيلة العوازم.
- قبيلة بني هاجر.
- قبيلة بني مرة.
- قبيلة بني خالد.
- قبيلة السعدون المنتفق.
- قبيلة سبيع.
- قبيلة السهول.
- قبيلة قحطان.
- قبيلة الرولة.
- وأعداد كبيرة من البدو المرتزقة.
ويقدر عدد الجيش كاملاً بـ 64.000 جندي [1].
ويُستشهد على ذلك بما نقله الباحث والمؤرخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، عن سيف بن مرزوق الشملان في كتابه تاريخ الكويت، ما نصه :
" قصد الشيخ مبارك ، ابن رشيد بجيش كبير مكون من أهل الكويت والبادية وأهل نجد وعدد الكويتيين نحو (800) وهذه أسماء القبائل التي اشتركت في الحرب مع الشيخ مبارك وأسماء رؤسائها: الإمام عبد الرحمن الفيصل السعود وابنه الملك عبد العزيز ومن معهما من أهالي نجد ، آل سُليم أمراء بلدة عنيزة في نجد ، آل مهنا أمراء بلدة بريدة في نجد ، المنتفك ورئيسهم سعدون باشا المنصور ، الظفير ورئيسهم جُعيلان بن سويط ، مطير ورئيسهم سلطان الدويش ، العُجمان ورئيسهم أبوالكلاب محمد بن حثلين ، بنو هاجر ورئيسهم ابن شافي ، المرة ورئيسهم ابن فنيخير ، العوازم ورئيسهم مبارك بن دريع ، الرشايدة ورئيسهم محمد بن قريبيس ، سبيع ورئيسهم ظرمان أبو اثنين ، السهول ورئيسهم ابن جلعود ، عتيبة ، قحطان ، الرولة ". [2]
[تحرير] الأسباب
بعد أن تولى عبدالعزيز المتعب الرشيد الحكم في حائل عام 1897 ، بعد وفاة عمه محمد العبدالله الرشيد، كانت سلطة الدولة في حائل تمتد من جنوبي دمشق بـ 60 كلم وحتى شمال نجران بـ 170 كلم، ومن الحدود الداخلية لإمارة الكويت في الشرق وحتى المدينة المنورة وأطراف الحجاز.
[تحرير] طموحات عبدالعزيز المتعب
كانت ساحة عبدالعزيز المتعب حصينة وقوته متكاملة ودولة الرشيد وعاصمتها حائل في أوج مجدها وازدهارها، وفي المقابل كان حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح الذي وصل إلى الحكم بعد قتل أخويه محمد وجراح في 16 ديسمبر 1895 [3] يستضيف عائلة آل سعود، وبالتحديد عبدالرحمن بن فيصل وابنه عبدالعزيز (الملك عبدالعزيز لاحقاً)، ويخطط بطريقة لإيقاف نفوذ حائل في الجزيرة العربية.
ومن جهته كان عبدالعزيز المتعب الرشيد حاكم حائل، يطمع في الكويت، والتي كانت تحت سلطة الدولة العثمانية بشكلٍ ظاهري فقط، ويسانده في طموحاته الحكام العثمانيون الذين هم على وفاق تام مع أسرة آل رشيد بسبب معاداتهم للإنجليز ورفضهم لمبادراتهم. إضافة إلى ذلك كانت القوافل التجارية القادمة من العراق تتعرض للأذى بعد خروجها من حدود الكويت ودخولها حدود سلطة حائل، فكان ذلك مما أغضب عبدالعزيز المتعب وعزم على غزو الكويت وضمها تحت سلطة حائل.
[تحرير] معاهدة الحماية البريطانية للكويت
وفي تلك الأثناء وتحديداً في 23 يناير 1899 أي قبل عام ونصف من المعركة، وقع مبارك الصباح معاهدة خضعت فيها الكويت للحماية الإنجليزية [4]، وكانت بنود المعاهدة تنص على :
- لا يستقبل وكيلا أو قائم مقام أو ممثلا من جانب أي دولة أو حكومة في الكويت أو في أي قطعة أخرى من حدوده بغير موافقة الحكومة البريطانية.
- لا يتنازل أو يفوض أو يؤجر أو يبيع أو يرهن أو ينقل بنوع آخر ولا يعطي للسكن أي جزء من أراضيه لدولة أجنبية أو رعايا إحدى الدول الأخرى دون الحصول على موافقة الحكومة البريطانية ، وتنسحب هذه الشروط على أي جزء من أراضي الشيخ مبارك والتي تكون في ذلك الوقت في حوزة رعايا أو حكومة أجنبية.
- يحظى بالحماية البريطانية ضد أي خطر محتمل يهدد سلطته وحكمه وأراضيه.
[تحرير] حشد القبائل والأسلحة
فكان هذا التدخل البريطاني طارئاً على الساحة، ولأن عبدالعزيز المتعب كان عازماً على غزو الكويت، فقد طلب من العثمانيين تزويده بالسلاح، وتم الإتفاق معهم على أن يتم تزويده بالأسلحة من خلال موانئ قطر، وكانت قطر تحت سلطة آل ثاني، الذين كانوا على وفاق مع عبدالعزيز المتعب، فأرسل لهم الأخير رسالة بخصوص وصول شحنات الاسلحة من العثمانين، إلا أن المندوبين حاملي الرسالة قد قبض عليهم مبارك الصباح قبل وصولهم فقطع الإمداد العثماني عن ابن رشيد. وفي الوقت ذاته كان مبارك الصباح قد حشد القبائل بتشجيع من الحكومة البريطانية وتسلم شحنات كبيرة من الأسلحة والذخائر من الإنجليز بناء على المعاهدة، وكان معه ما نسبته 98 بالمئة من قبائل الجزيرة العربية إضافة إلى جيش ابن سعود وجيوش أمراء القصيم (أمراء عنيزة آل سليم، وأمراء بريدة آل مهنا) الذين تحالفوا مع ابن صباح وابن سعود لاسترداد ملكهم.
[تحرير] ذروة الاحتقان
وفي هذه الأثناء وصل الاحتقان غايته لدى كلا الطرفين، فسار مبارك بن صباح ومعه 15 لواء بجيش قوامه 64.000 ألف مقاتل، نحو نجد وخيّم في الطرفية، أما عبدالعزيز المتعب، والذي كان يبدو في الكفة الأسوأ من حيث العدد والعتاد، خصوصا بعد انعدام فرصة وصول الإمداد العثماني له، فلم يكن معه سوى أهالي منطقة حائل عاصمة ملكه وقبيلة شمر ويبلغ عددهم على أصح الروايات 12.000 مقاتل.
[تحرير] المكان
تقع الصريف في مكان بالقرب من بلدة الطرفية إحدى ضواحي محافظة بريدة في منطقة القصيم، وقد حدد الباحثون وصف مكان المعركة كالتالي:
- مخيم ابن رشيد كان في وادي أبو مساجد في الجهة الشمالية من الصريف.
- مخيم ابن صباح في قويرة الحاكم في الجهة الشرقية من الصريف.
- ابتدأت المعركة من مخيم ابن صباح وبدأ جيشه بالتراجع حتى وصل الصريف، وفيه انهزم جيش ابن صباح وتشتت.
[تحرير] إحداثيات موقع المعركة
02 - 00 - 97 - 33
44 - 06 - 52 - 39
[تحرير] المعركة
كانت خطة مبارك الصباح تقوم على أن يتجه عبدالرحمن بن فيصل وابنه عبدالعزيز إلى الرياض، وأن يتجه آل سليم إلى عنيزة ، وأن يتجه آل مهنا إلى بريدة، في حين يلتحم هو وجيوش القبائل التي معه مع جيش عبدالعزيز المتعب المكون من أهالي حائل وشمر. وهكذا تم.
[تحرير] الجبهة الرئيسية
كانت جبهة المعركة الرئيسية بين جيش عبدالعزيز المتعب وجيش مبارك الصباح، ومما يروى عن ساعات ما قبل المعركة، أن مبارك الصباح ومعه زعماء القبائل كانوا واثقين تمام الثقة من انتصارهم على عبدالعزيز الرشيد وتمزيق نفوذ حائل وإخضاعها، نظرا لكثرة جيشهم وتوقعهم بأنه لن يكون على جاهزية لهم خصوصا بعدما مُنعت الإمدادات العثمانية من الوصول إليه. وفي مساء 16 ديسمبر اجتمع مبارك الصباح مع زعماء القبائل لمناقشتهم في خطة الهجوم الرئيسية، ويروى أن مبارك الصباح قال حينها : " معي قوة ما تقهر، وما قدامي إلا شمر. أبجيب ابن رشيد وأذله وأخليه يتعهد لي بما أبي " . فوافقه زعماء القبائل وهللوا لقوله، ولكن رجلاً من قبيلة هذيل من مطارفة الطير وهو الشاعر عبد العزيز بن عيد الملقب بالعزي راع البرة قال لإبن صباح : " أنت تعرف ابن رشيد؟ ". فقال ابن صباح : " أنا ما أعرفه، أعرف عمه (يعني محمد العبدالله).. وإلا هو، حكم من سنتين، وهو شر وشرير، وش يصير؟ ". قال العزي : "يصير شي كثير لا تتعب نفسك وترسلّه المراسيل، تراه هو يدور عليك. و تراه واصلك اليوم ولا الليلة، وحط حراس لا يغرونك المنافقين ترا ما فيهم ألا من انكوى بناره ". وقام ابن صباح وثار عليه وقال "وش ها الصباح الأقشر !". وهذه قصة شهيرة تروى لدى الكثيرين بنصها المذكور.
وكان عبدالعزيز المتعب الذي يلقب بـ الجنازة، لشجاعته، يرغب بتأخير المعركة إلى اليوم التالي، إلا أن أحد مستشاريه قال بأن عليه الإسراع بالهجوم، مذكراً إياه بأن ذلك المساء هو ذكرى تاريخ قتل مبارك الصباح لأخويه محمد وجراح، وأنه عليهم اغتنام هذه الفرصة التي يصبح فيها مبارك بلا عز ، مع ذكرى قتله لإخوته. فقرر الجنازة أن يسير بالجيش صباحاً نحو مخيم ابن صباح.
وفي صباح المعركة، بدأ الجيش الحائلي بـ العرضة ، وهي رقصة الحرب المعروفة، في حين كان مبارك الصباح يقول للطباخين لا تتأخروا بالغداء، سنذهب ونقضي عليهم ونعود عند الظهر " ما حنا مبطين ". وذلك لثقته المتزايدة في جيشه وعدته وعتاده.
لما أنتهى فرسان عبدالعزيز المتعب من أداء العرضة، تقدموا نحو جيش ابن صباح، فبادرهم الجيش بالرصاص الإنجليزي، فتراجع الفرسان، وأمر عبدالعزيز المتعب بإحضار ( الصخريات ) وهي نياق حربية لإبن رشيد، مجهزة ومدربة للغزو، فقدموها نحو جيش ابن صباح والقبائل، فيما كان جيش حائل خلفها حتى ألتحموا معهم، وما هي إلا فترة قليلة حتى تشتت جيش ابن صباح وتفرق أتباعه وهرب البدو المرتزقة في ساعتهم، فيما تراجعت القبائل، وهرب مبارك الصباح وهو الوحيد الذي سلم من القتل من عائلة آل صباح في المعركة، هرب نحو الزلفي برفقة سلطان الدويش زعيم قبيلة مطير، ومنها ركب بعيراً وعاد إلى الكويت.
وقتل في تلك المعركة أربعة من أبناء حمود العبيد الرشيد، كانوا في مقدمة جيش حائل وشمر، وأما القتلى من بقية الجيش فيقدر عددهم بـ 400 رجل، في حين تجاوزت أعداد قتلى جيش ابن صباح 9.000 رجل، وغنمت حائل قيمة مادية كبيرة وقيمة معنوية في بسط نفوذها وتعزيز هيبتها في جزيرة العرب.
[تحرير] جبهة الرياض
اتجه عبدالرحمن الفيصل وابنه عبدالعزيز مع جزء كبير من الجيش (حوالي 1000 مقاتل) نحو الرياض في صبيحة اليوم ذاته، وافترقوا عن جيش ابن صباح في روضة التنهات، ولما وصلوا الرياض لقوا ممانعة شديدة ولم يتمكنوا من حكم الرياض التي إلتف أهلها حول حاكمهم المعيّن من قبل حائل، كما يذكر ذلك بالنص عبدالله فلبي : " أن عبدالعزيز اقتحم فعلاً أسوار الرياض، ولكن أهلها التفوا حول أميرهم، وقاتلوا قتال المستميت، حتى كسر اصبع عبدالعزيز". واستمر ابن سعود وجيشه في حصار الرياض حتى وردهم نبأ هزيمة جيش ابن صباح وهروب مبارك إلى الكويت وتشتت القبائل، فسارع ابن سعود باللحاق به والهروب من الرياض نحو الكويت ثانية.
[تحرير] جبهة القصيم
كان آل سليم قد تمكنوا من دخول عنيزة أثناء إنشغال عبدالعزيز المتعب بمعركة الصريف ومطاردة فلول الغزاة من القبائل المنهزمة، وكذلك تمكن آل مهنا أبا الخيل في نفس الوقت من دخول بريدة، وكان كلا الحاكمين يظن بأن ابن صباح منتصر لا محالة، لكنهم فوجئوا بأخبار الهزيمة، وكان رد عبدالعزيز المتعب قريباً إذ سار نحوهم بعد أن شتت شمل من تبقى من المتحالفين مع ابن صباح وعزز وجوده العسكري في الرياض وبسط نفوذه على سائر مناطق نجد والشمال الشرقي للجزيرة العربية. فاتجه نحو بريدة فوجد حاكمها قد هرب بـ 400 فارس عائداً للكويت، ففرض عبدالعزيز المتعب على بريدة ضريبة مقدارها 30.000 ريال لتواطئهم مع ابن مهنا، وعين فهد القويعي أميراً على القصيم.
[تحرير] نتائج معركة الصريف
- ازدياد نفوذ حائل وأسرة آل رشيد في الجزيرة العربية.
- تحول موقف مبارك الصباح من موقف الهجوم إلى موقف الدفاع عن إمارته.
- بدء التواصل الإنجليزي السعودي لإنشاء دولة آل سعود.
[تحرير] مراجع ومصادر
- دليل الخليج - المستشرق الإنجليزي : لوريمر.
- عبدالعزيز بن رشيد والحماية البريطانية - د. عبدالله الثنيان - الجمعية التاريخية السعودية - 1420.
- سلسلة مقالات للدكتور عبدالله بن صالح العثيمين [5][6][7][8]
مصادر أخرى :
- صفحات من تاريخ الكويت - يوسف عيسى القناعي - مطبعة حكومة الكويت - الطبعة الرابعة - 1968 [9]