سورة البروج

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

«   سورة البروج   »
الترتيب في القرآن 85
عدد الآيات 22
عدد الكلمات 109
عدد الحروف 459
الجزء {{{جزء}}}
الحزب {{{حزب}}}
النزول مكية

نص سورة البروج في ويكي مصدر
مكتبة النصوص الحرّة



أَولى الأقوال في البروج بالصواب: أَن يقال: معنى ذلك: أبراج السماء. هذه السورة القصيرة تعرض ، حقائق العقيدة ، وقواعد التصور الإيماني ..أموراً عظيمة وتشع حولها أضواء قوية بعيدة المدى ، وراء المعاني والحقائق المباشرة التي تعبر عنها نصوصها حتى لتكاد كل آية – وأحياناً كل كلمة في الآية – أن تفتح كوة على عالم مترامي الأطراف من الحقائق ..

والموضوع المباشر الذي تتحدث عنه هو حادث أصحاب الأخدود ... والموضوع هو أن فئة من المؤمنين السابقين على الإسلام – قيل إنهم من النصارى الموحدين – ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة ، أرادوهم على ترك عقيدتهم والارتداد عن دينهم ، فأبوا وتمسكوا بعقيدتهم . قشق الطغاة لهم شقاً في الأرض . وأوقدوا فيه النار وكبوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقاً ، على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة . ولكي يتلهى الطغاة بمشهد الحريق ، حريق الآدميين المؤمنين . ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) ...

تبدأ السورة بقسم : ( والسماء ذات البروج ، واليوم الموعود ، وشاهد ومشهود ، قتل أصحاب الأخدود .. ) فتربط بين السماء وما فيها من بروج هائلة ، واليوم الموعود وأحداثه الضخام ، والحشود التي تشهده والأحداث المشهودة فيه .. تربط بين هذا كله وبين الحادث ونقمة السماء على أصحابه البغاة .

ثم تعرض المشهد المفجع في لمحات خاطفة ، تودع المشاعر بشاعة الحادث بدون تفصيل ولا تطويل .. مع التلميح إلى عظمة العقيدة التي تعالت على فتنة الناس مع شدتها وانتصرت على النار والحياة ذاتها ، وارتفعت إلى الأوج الذي يشرف الإنسان في أجياله جميعاً . والتلميح إلى بشاعة الفعلة وما يكمن فيها من بغي وشر ، إلى جانب الارتفاع والبراءة والتطهر من جانب المؤمنين : ( النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ) ..

بعد ذلك تجيء التعقيبات المتوالية القصيرة متضمنة تلك الأمور العظيمة في شأن الدعوة والعقيدة والتصور الايماني الأصيل :

إشارة إلى ملك الله في السماوات والأرض وشهادته وحضوره تعالى لكل ما يقع في السماوات والأرض : الله (الذي له ملك السماوات والأرض . والله على كل شيء شهيد )

وإشارة إلى عذاب جهنم وعذاب الحريق الذي ينتظر الطغاة ، وإلى نعيم الجنة ... ذلك الفوز الكبير .. الذي ينتظر المؤمنين الذين اختاروا عقيدتهم على الحياة ، وارتفعوا على فتنة النار والحريق : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات – ثم لم يتوبوا – فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق . إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار . ذلك الفوز الكبير )

وتلويح ببطش الله الشديد ، الذي يبدىء ويعيد : ( إن بطش ربك لشديد . إنه هو يبدىء ويعيد ) ... وهي حقيقة تتصل اتصالا مباشرأًبالحياة التي أزهقت في الحادث ، وتلقي وراء الحادث إشعاعات بعيدة ..

وبعد ذلك بعض صفات الله تعالى . وكل صفة منها تعني أمراً ..

( وهو الغفور الودود ) الغفور للتائبين من الإثم مهما عظم وبشع . الودود لعباده الذين يختارونه على كل شيء . والود هو البلسم المريح لمثل تلك القروح !

( ذو العرش المجيد المجيد . فعال لما يريد ) ... وهي صفات تصور الهيمنة المطلقة ، والإرادة المطلقة والقدرة المطلقة ..وكلها ذات اتصال بالحادث ... كما أنها تطلق وراءه إشعاعات بعيدة الآماد .

ثم إشارة سريعة إلى سوابق من أخده للطغاة ، وهم مدججون بالسلاح ... ( هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود ؟ ) وهما مصرعان متنوعان في طبيعتهما وآثارهما . ووراءهما – مع حادث الأخدود – إشعاعات كثيرة .

وفي الختام يقرر شأن الذين كفروا وإحاطة الله بهم وهم لايشعرون : ( بل الذين كفروا في تكذيب . والله من ورائهم محيط ) ...

ويقرر حقيقة القرآن ، وثبات أصله وحياطته : ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) .. مما يوحي بأن ما يقرره هو القول الفصل والمرجع الأخير ، في كل الأمور .

هذة لمحات مجملة عن إشعاعات السورة ومجالها الواسع البعيد .

المصدر : في ظلال القرآن – سيد قطب .


[تحرير] المصادر

تفسير الطبري


[تحرير] وصلات خارجية



هذه بذرة مقالة عن موضوع إسلامي ديني أو تاريخي تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.