سورة الصف

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

[[{{{سابق}}}|«]]   سورة الصف   [[{{{لاحق}}}|»]]
الترتيب في القرآن 61
عدد الآيات 14
عدد الكلمات 226
عدد الحروف 936
الجزء {{{جزء}}}
الحزب {{{حزب}}}
النزول مدنية

نص سورة الصف في ويكي مصدر
مكتبة النصوص الحرّة



هذه السورة تستهدف أمرين أساسين واضحين في سياقها كل الوضوح ، إلى جانب الإشارات والتلميحات الفرعية التي يمكن إرجاعها إلى ذينك الفرعين الأساسين .

تستهدف أولاً أن تقرر في ضمير المسلم أن دينه ( هو المنهج الإلهي للبشرية في صورتة الأخيرة ) ، سبقته صور منه تناسب أطوار معينة في تاريخ البشرية ، وسبقته تجارب في حياة الرسل وحياة الجماعات ، تمهد كلها لهذه الصورة الأخيرة من الدين الواحد ، الذي أراد الله أن يكون خاتم الرسالات . وأن يظهره على الدين كله في الأرض .

ومن ثم يذكر رسالة (موسى ) ليقرر أن قومه الذين أرسل إليهم آذوه وانحرفوا عن رسالته (فضلوا )ولم يعودوا (امناء ) على دين الله في الأرض : ( ياقوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم . فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ، والله لايهدي القوم الفاسقين ) ،وإذن فقد انتهت قوامة قوم موسي على دين الله ، فلم يعودوا أمناء عليه ،مذ زاغوا فأزاغ الله قلوبهم ، ومذ ضلوا فأضلهم الله والله لايهدي القوم الفاسقين .

ويذكر رسالة (عيسى) ليقرر أنه جاء ( امتداداً ) لرسالة موسى ، ومصدقا لما بين يديه من التوراة ، وممهدا ًللرسالة الأخيرة ومبشراً برسولها ،ووصلة بين الدين الكتابي الأول والدين الكتابي الأخير : (وإذ قال عيسى بن مريم : يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم ، مصدقاً لما بين يدي من التوراة ، ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) وإذن فقد جاء ليسلم ( أمانة ) الدين الإلهي التي حملها بعد موسى إلى الرسول الذي يبشر به .

وكان مقرراً في علم الله وتقديره أن تنتهي هذه الخطوات إلى قرار ثابت دائم .وأن يستقر دين الله في الأرض في صورته الأخيرة على يدي رسوله الأخير : ( هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )

هذا الهدف الواضح في السورة يقوم عليه الهدف الثاني .فإن شعور المسلم بهذه الحقيقة ، وإدراكه لقصة العقيدة، ولنصيبه هو أمانتها في الأرض ...يستتبع شعوره بتكاليف هذه الأمانة شعوراً يدفعه إلى صدق النية في الجهاد لإظهار دينه على الدين كله – كما أراد الله – وعدم التردد بين القول والفعل ثم يجيء في مطلع السورة بعد إعلان تسبيح الكون وما فيه لله ( يأيها اللذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ؟ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون . إن الله يحب اللذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص )

ثم يدعوهم في وسط السورة إلى أربح تجارة في الدنيا والآخرة : ( يأيها اللذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم .ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ، ومساكن طيبة في جنات عدن ،ذلك الفوز العظيم .وأخرى تحبونها : نصر من الله وفتح قريب .وبشر المؤمنين ) .

ثم يختم السورة بنداء للذين آمنوا ، ليكونوا أنصار الله كما كان الحواريون أصحاب عيسى أنصاره إلى الله على الرغم من تكذيب بني إسرائيل به وعدائهم لله : ( يأيها اللذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين : من أنصارى إلى الله ؟ قال الحواريون : نحن أنصار الله . فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة . فأيدنا اللذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) .

هذان الخطان واضحان في السورة كل الوضوح ، يستغرقان كل نصوصها تقريباً . فلا يبقي إلا التنديد بالمكذبين بالرسالة الأخيرة ، وهذا التنديد متصل دائماً بالخطين الأساسيين فيها وذلك قول الله تعالى ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بعد ذكر تبشير عيسى - عليه السلام – به : ( فلما جاءهم بالبينات قالوا : هذا سحر مبين . ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام ؟ والله لا يهدي القوم الظالمين .يريدوا ليطفئوا نور الله بأفواههم ، والله متم نوره ، ولو كره الكافرون )

وهناك توجيه إلى خلق المسلم وطبيعة ضميره . وهو أن لا يقول ما يفعل ، وألا يختلف له قول وفعل ، ولا ظاهر وباطن ، ولا سريرة ولا علانية .وأن يكون نفسه في كل حال . متجرداً لله . خالصاً لدعوته . صريحاً في قوله وفعله . ثابت الخطو في طريقه . متضامناً مع إخوانه . كالبنيان المرصوص ..


المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .


[تحرير] وصلات خارجية



هذه بذرة مقالة عن موضوع إسلامي ديني أو تاريخي تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.