مايكل آنجلو
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مايكل آنجلو |
|
الإسم الكامل | مايكل آنجلو دي لودفيكو بوناروتي |
الجيل الفني | عصر النهضة |
مجال الإبداع | الرسم ، النحت ، الهندسة المعمارية ، الشعر |
تاريخ الميلاد | 6 آذار/مارس 1475 |
مكان الميلاد | كابريزي ، إيطاليا |
تاريخ الوفاة | 18 شباط/ فبراير 1564 |
مكان الوفاة | روما ، إيطاليا |
مايكل آنجلو بوناروتي رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطالي، كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر على محور الفنون ضمن عصره وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة.
اعتبر مايكل آنجلو أن جسد الـ إنسان العاري الموضوع الأساسي بالفن ممادفعه لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن البيئات المختلفة. حتى أن جميع فنونه المعمارية كانت ولابد أن تحتوي على شكل إنساني من خلال نافذة، جدار أو باب [1].
كان مايكل آنجلو يبحث دائما عن الـ تحدي سواء كان تحدي جسدي أو عقلي، وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهدًا بالغاً سواء كانت عبارة عن لوحات جصية أو لوحات فنية، كان مايكل يختار الوضعيات الأصعب للـ رسم إضافة لذلك كان دائما مايخلق عدة معاني من لوحته من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة، وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير، الدين، ومواضيع أخرى. نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه كان مذهلا إلا أنه كثيرا ماكان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه [2]. اثنان من أعظم أعماله النحتية، تمثال داوود وتمثال بيتتا، العذراء تنتحب قام بإنجازهما وهو دون سن الثلاثين.
رغم كون مايكل آنجلو من الفنانين شديدي التدين فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خلال أعماله الأخيرة. فقد كانت أعماله الأخيرة من وحي واستلهام الديانة المسيحية مثل صلب السيد المسيح [3].
خلال مسيرة عمله فقد تعرف مايكل على مجموعة من الأشخاص المثقفين يتمتعون بنفوذ اجتماعي كبير. رعاته كانوا دائما من رجال الأعمال الفاحش الثراء أو رجال ذوي المكانة الاجتماعية القوية وطبعاً أعضاء الكنيسة وزعمائها، من ضمنهم البابا يوليوس الثاني، كليمنت السابع وبولص الثالث. مايكل آنجلو سعى دائما ليكون مقبولاً من رعاته لأنه كان يعلم بأنهم الوحيدون القادرون على جعل أعماله حقيقة [4].
من صفات مايكل آنجلو أنه كان يعتبر الفن عمل يجب أن يتضمن جهدا كبيراً وعملاً مضنياً فكان معظم أعماله تتطلب جهداً عضلي وعدداً كبيرا من العمال وقليلاً ماكان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف [5]. وتعتبر هذه الرؤية من إحدى تناقضاته التي جعلته يتطور في نفسه من حرفي إلى فنان عبقري قام بخلقه بنفسه.
قام مايكل آنجلو في فترة من حياته بمحاولة تدمير كافة اللوحات التي قام برسمها ولم يبق من لوحاته إلا عدة لوحات ومنها لوحة بإسم دراسة لجذع الذكر التي أكملها آنجلو عام 1550 والتي بيعت في صالة مزادات كريستي بنحو أربعة ملايين دولار، وكانت هذه اللوحة واحدة من عدة رسومات قليلة للأعمال الأخيرة لمايكل آنجلو الذي توفي عام 1564، والتي تبدو أنها تمت بصلة إلى شخصية المسيح [6].
في الذكرى الـ500 لتمثال داوود الشهير أثارت عملية تنظيف ذلك التمثال بالمياه المقطرة جدلا واسعا حيث وافق وزير الثقافة الايطالى جوليانو أوروبانى على تنظيف تمثال داوود بالمياه المقطرة رغم احتجاج العديد من الخبراء على طريقة التنظيف، [7] حيث رأى البعض أن تلك الطريقة في التنظيف ستلحق أضرارا بالرخام وسط مخاوف من أن تصبح منحوتة داوود أشبه بمنحوتة عادية من الجص [8]، وطرح الخبراء فكرة التنظيف الجاف الذي رفضه وزير الثقافة جوليانو أوروبانى.
بالرغم من إعتبار رسم اللوحات من الإهتمامات الثانوية عند آنجلو إلا أنه تمكن من رسم لوحات جدارية عملاقة أثرت بصورة كبيرة على منحى الفن التشكيلي الأوروبي مثل تصوير قصة سفر التكوين في العهد القديم على سقف كنيسة سيستاين، ولوحة يوم القيامة على منبر كنيسة سيستايت في روما. مايعتبر فريدا في حياة فناني عصر النهضة إن آنجلو كان الفنان الوحيد الذي تم كتابة سيرته على يد مؤرخين بينما كان على قيد الحياة حيث قام المؤرخ جورجو فازاري بكتابة سيرته وهو على قيد الحياة، ووصف فاساري آنجلو بذروة فناني عصر النهضة [9]. بلا شك فإن مايكل آنجلو قد أثر على من عاصروه ومن لحقوه بتأثيرات عميقة فأصبح أسلوبه بحد ذاته مدرسة وحركة فنية تعتمد على تضخيم أساليب مايكل ومبادئه بشكل مبالغ به حتى أواخر عصر النهضة فكانت هذه المدرسة تستقي مبادئها من رسومات مايكل ذات الوضعيات المعقدة والمرونة الأنيقة فريد من نوعه وباحث عن التحدي بهذه الكلمات نصف مايكل آنجلو الذي أسره الفن واستلهمته الإبداعات.
فهرس |
[تحرير] البدايات
ولد مايكل آنجلو في قرية كابريزي بتوسكانا وترعرع في فلورنسا حيث كانت مركز النهضة الأوروبية آنذاك، ومن محيطها المليء بمنجزات فناني النهضة السابقين إلى تحف الإغريق لمذهلة استطاع مايكل أن يتعلم ويستقي من هذه التحف الكثير عن فن النحت والرسم.
عندما كان صغيرا كثيرا مافضل درس الرسم بالمدرسة على عكس رغبة أبيه لودفيكو دي ليوناردو دي بوناروتي دي سيموني الذي كان قاضياً على بلدة كابريزي [10]. في النهاية وافق الأب على رغبة مايكل وسمح لهذا الصبي ذو 13 ربيعاً بأن يعمل لدى رسام جص يدعى دومينيكو غيرلاندايو. إلا أن مايكل آنجلو لم يستطع التوافق مع هذا المعلم وكثيرا ماكان يصطدم معه مما حذا به لينهي عمله لديه بعد أقل من سنة [11].
على الرغم من إنكار مايكل آنجلو لفضل غيرلاندايو في تعليمه أي شيء إلا أنه من الواضح أن مايكل تعلم فن الرسم الجداري حيث أن رسومه الأولية كانت قد أظهرت طرق ومناهج اتبعها غيرلاندايو. في سنة 1490 - 1492 أمضى وقته في منزل لورينزو دي ميديشي المعروف ب لورينزو العظيم الراعي الأهم للفنون في فلورنسا وحاكمها. حيث كان المنزل مكان دائم لاجتماع الفنانين الفلاسفة والشعراء. ومن المفترض أن مايكل آنجلو قابل وتعلم من المعلم الكهل بيرتولدو الذي كان قد تدرب مع دوناتلو فنان القرن الخامس عشر في فلورنسا [12].
من خلال مجموعات النخبة الثقافية التي كانت تجتمع في منزل لورينزو شيئا فشيئا أخذ مايكل آنجلو ينخرط في معتقداتهم ويتبناها فتزايد اهتمامه بالأدب والشعر، كما اهتم بأفكار تدور حول النيوبلاتونيسم (نظام فلسفي يجمع مابين الأفكار الأفلاطونية والمسيحية واليهودية ويدور حول فلسفة تعتبر أن الجسد هو مخزن الروح التي تتوق العودة إلى بارئها، وكثيرا مافسر النقاد أعمال مايكل آنجلو على أساس هذه الأفكار وخصوصا أعماله التي تصور الإنسان وكأنه يسعى إلى أفق حر يخلصه من السجن أو الحاجز الذي يعيشه [13]).
أمنية لورينزو دي ميديشي كانت إحياء الفن الإغريقي واليوناني وهذا ماجعله يجمع مجموعة رائعة من هذه التحف التي أصبحت مادة للدراسة لدى مايكل آنجلو، من خلال هذه المنحوتات والرسوم استطاع مايكل أن يحدد المعايير والمقاييس الحقيقية للفن الأصيل وبدأ يسعى ليتفوق على نفسه من خلال الحدود التي وضعها بنفسه حتى أنه قام مرة بتقليد بعض الأعمال الكلاسيكية الرومانية بإتقان لدرجة أنه تم تداولها على أنها أصلية [14].
[تحرير] الأعمال الأولى
بعد سلسلة من الأحداث السياسية التي أدت إلى تصدع موقع عائلة ميديشي وانهيارها في سنة 1494 فلورنسا، رحل مايكل إلى البندقية، بولونيا، وأخيرا إلى روما. هناك قام بإبداع أو نحت منحوتة ضخمة لجسد يفوق حجم الإنسان الطبيعي حيث صور باخوس السكير (1496 - 1498 فلورنسا، إله الخمر الروماني ويكتسب هذا العمل أهمية خاصة من خلال تصويره لجسد شاب عاري يمثل موضوع من المواضيع الوثنية وليس المسيحية.
بيتتا العذراء تنتحب، يجسد العمل تصويرا للسيد المسيح وهو في حضن أمه مريم العذراء بُعيد إنزاله عن الصليب. |
تمثال داوود، حول قصة ديفيد وجولياث من العهد القديم حيث يقوم الشاب ديفيد، بقذف صخرة تجاه العملاق جولياث ليقتله. |
منحوتة قبر يوليوس الثاني وهو عمل فني على قبر البابا يوليوس الثاني حيث وضع لاحقا في نهاية كاتدرائية القديس بطرس في روما. |
سقف كنيسة سيستاين وهو زخرفة سقف كنيسة سيستاين في الفاتيكان. خلال الفترة الواقعة بين سنة 1508 و 1512 |
[تحرير] مايكل آنجلو الإنسان
كان مايكل آنجلو إنسانا يتعامل بطريقة متعجرفة مع الآخرين، وكان غير راضيا عن منجزاته الشخصية. كان آنجلو يعتبر مصدر الفن أحاسيس داخلية متأثرة بالبيئة التي يعيش فيها الفنان، على النقيض من أفكار ليوناردو دا فينشي فقد رأى آنجلو الطبيعة عدوا للفن ويجب القضاء عليه فنرى منحوتاته على هيئة شخصيات قوية وديناميكية منعزلة تماما من البيئة المحيطة الشخصية الرئيسية [15]. فلسفة مايكل آنجلو الإبداعية كانت تكمن في تحرير الشخصية المحبوسة في رخام التمثال، وكان آنجلو مقتنعا أن لكل صخرة تمثالا مسكونا بداخله وإن وظيفة النحات هو إكتشاف التمثال في ثنايا الصخر.
يعتقد الناقدون أن تركيز آنجلو على جمال الجسد الذكري كانت ضمن موجة عابرة في تلك المرحلة عندما كان إبراز الخصائص العضلية الذكرية إحدى رموز الرجولة في عصر النهضة ولكن البعض يعتقد أن الرسوم والمنحوتات قد يكون تعبيرا عن حب أفلاطونى مكبوت [16].
يعتقد بعض النقاد أن الأعمال النحتية لآنجلو كانت ذات طابع مزيج بين الإفلاطونية المحدثة ونزعة مشتهى المثيل الذكري ويستند الباحثون على نصوص شعرية كتبت من قبل آنجلو لرثاء الشاب ذو الـ16 ربيعا جيجينو ديبراسي [17] والذي توفي في عام 1543 بعد عام واحد من لقاءهما حيث كتب آنجلو 48 قصيدة في رثاء ذلك الشاب والذي يقول في أحدها [18]:
|
|
|
يعتقد البعض أن قصيدة كهذه لاعلاقة لها بإشتهاء المثيل وإنما هو تعبير فلسفي عن حب أفلاطونى، والقصيدة ذات الطابع الجنسي في عصر النهضة كانت على الأغلب تعبير عن الأحاسيس الشائعة في عصر النهضة نحو تمجيد الصفات الذكورية [20]. هناك العديد من الروايات عن استغلال آنجلو من قبل شباب الشارع ومنهم فيبو دي والذي وفي عام 1532 طلب مبلغا من المال من آنجلو لأنه كان السبب في إلهام آنجلو لأحد أعماله الفنية، وقبل ذلك قام شاب أخر وإسمه غيراردو بارنييه [21] بسرقة آنجلو، وهناك حكاية موثقة عن صديق لمايكل وإسمه نيكولو كاراتيسي والذي حاول أن يقنع آنجلو بأن يقبل بتدريب ابنه حيث قال نيكولو كاراتيسي لمايكل آنجلو "انى أعدك بأن ابني سيكون جيدا حتى في الفراش" ولكن آنجلو رفض الطلب بسخط وقرر عدم قبول ابن صديقه نيكولو كاراتيسي كمتدرب تحت رعايته [22] [23].
أعظم ماكتبه آنجلو عن الحب كان تعبير موجه لشخص إسمه توماسو كافالييري (1509 - 1587) وكان عمر توماسو أنذاك 23 عاما بينما كان عمر آنجلو 57 سنة، [24] حيث كتب آنجلو:
أقسم لك أن أحبك كما أحببتني، أبدا لم أشعر بالحب تجاه رجل سواك وأقسم بأني لم أطمح بصداقة أي رجل آخر سواك، تذكر يا كافالييري أن تكرس حبك لمايكل آنجلو إلى يوم وفاته [25] [26].
يرى النقاد في العصر الحديث أن 300 من قصائد آنجلو في هذا المضمار هي مجرد تعبير عن محبة مثاليه وذهب البعض إلى طرح فكرة أن آنجلو كان يفكر بتبني ابن ولكن الشئ المثير للجدل حاليا أن تلك القصائد كانت مثيرة للجدل في حينها أيضا حيث قام ابن أخ مايكل آنجلو بنشر طبعة من أشعار آنجلو مع تغيير الضمائر من مذكر إلى مؤنث [27].
في عام 1893 قام الناشط المثلي البريطاني جون إيدنغتون سيمون [28] بتغيير الضمائر في قصائده من المؤنث إلى المذكر مرة أخرى وتم إعتبارها أول سلسلة كبيرة من القصائد في أي لغة موجهة من رجل إلى آخر [29].
[تحرير] مايكل آنجلو المعماري
بالرغم من أن مشروع قبر يوليوس الثاني كان يتطلب خطة معمارية إلا أن نشاط مايكل آنجلو في العمارة بدأ بشكل جدي عبر مشروع لواجهة كنيسة القديس لورينزو في فلورنسا. من المحتمل أن مايكل آنجلو لم يتلقى تدريباً على الفنون المعمارية لكن خلال عصر النهضة لم يكن شيئاً غريباً بأن يقوم رسام وفنان بعمل المعماري.
تصور مايكل آنجلو الأولي كان على شكل بناء من طبقتين رخاميتين تدعمان مايقارب من 40 منحوتة وتمثال. بحلول سنة 1520 تم تقليص ميزانية العمل على الواجهة إلا أن مايكل آنجلو استمر بالعمل على مشاريع متعددة متعلقة بذات الكنيسة، حيث عمل على مشروع:
- غرفة المقدسات (1519 – 1534) : في سنة 1519 كلفه آل ميديشي ببناء مصلى جنائزي ثانٍ في كنيسة سان لورينزو بفلورنسا ، ما سمي Sagrestia Nuova ، و قد صممت لاستيعاب قبور القادة جوليانو دوق نامور و لورينزو دوق أوربينو المتوفين حديثاً، إضافةً إلى العظماء لورينزو و جوليانو دي ميديشي .
وكالعديد من مشاريع مايكل آنجلو فقد مرت تصاميمه خلال عمليات تحوير كثيرة قبل تنفيذها، حيث انتهت إلى جدارين تابعين لقبرين مقابل بعضهم البعض ضمن غرفة ضخمة مقببة . و قد تصور مايكل آنجلو القبرين الأولين كممثلين لمتناقضين متكاملين ، حيث مثل جوليانو الشخصية الفعالة المرنة أما لورينزو فمثله كمتصوف متأمل، وقد وضع أجساد عارية مثلت النهار والليل أسفل جوليانو، أما لورينزو فقد وضع له أجساد عارية تمثل الفجر والغسق [30].
- مشروع المكتبة الأنيقة (1524 - 1534) المتعلق بكنيسة القديس لورينزو فكان التي جاورت الكنيسة، ومن خلال برهن مايكل آنجلو على قدراته المعمارية حيث قام بدءاً من خلال هذا العمل وماتلاه من أعمال معمارية بخلق منهج خاص به حيث دمج نمط الأعمدة المتجاورة مع الأقواس والكوات والمثلثات وقام بحرفها وتنصيبها لتعطي شعوراً موجي ومتدفق. من خلال مدخل المكتبة تستطيع أن ترى وبوضح كيف استخدم الأعمدة لتصبح جزءاً من الجدار وليس شيئاً منفصل عنه، ومن خلال الدرجات والسلالم نجد لمسات مايكل بجعله الدرج محنياً ومكوراً بشكل يعطي إحساس بأن الدرجات تفيض للأسفل وبشكل عرضاني وليس للأعلى وإضافته للدرجات المستقيمة على الجانبين تجعل الناظر يشعر بانجذاب بصري نحو الصعود على هذه الدرجات.
- كاتدرائية القديس بطرس التي تم تكليف مايكل آنجلو بإكمال التصاميم المتعلقة به، البابا يوليوس الثاني في البدء كان قد كلف بهذا العمل منافس مايكل في ذلك الوقت دوناتو برامانتي سنة 1506 Donato Bramante، حيث صور برامانتي الكنيسة على شكل الصليب الإغريقي المتساوي الأطراف مغطاة بقبة ضخمة، بوفاة برامانتي سنة 1514 كانت الدعائم فقط قد أنجزت، بعد ذلك توالى عدد من المعماريين على بناء هذه الكاتدرائية وفي النهاية وصلت إلى مايكل آنجلو الذي عاد إلى تصاميم برامانتي فقام بتعديل التصاميم فضغط حجم الكنيسة وحرر (مدد) الدعائم موحداً المنظر الخارجي مع أعمدة ضخمة ناتئة ذات رؤوس مستدقة التي اختتمها بواجهة مثلثيه، وحول قاعدة القبة مدد الأعمدة الناتئة بأعمدة مستديرة بالكامل متصلة بالقاعدة، وبالنتيجة كان مايكل آنجلو قد حل على بناء يعطيك مظهراً معقداً يوحي بالقوة والمرونة بذات الوقت [31].
- ساحة كامبيدوجليو البرلمان، بدأ العمل على تصاميم هذا العمل خلال سنة 1539 ولكن أكملت فيما بعد على يد الآخرين، بدأ مايكل آنجلو بإعادة التصميم لهذه الساحة بدءا من قاعدة التمثال الروماني البرونزي الإمبراطور ماركوس وهو على ظهر حصانه، وإنشاء واجهات جديدة متطابقة للأبنية المتقابلة ونهاية سلالم عريضة تسهل عملية الوصول للساحة. القاعدة البيضاوية التي قام بتصميمها للنصب التذكاري أصبحت مركز الساحة التي نقشت نقوش بيضاوية متداخلة على شكل تموجات ومشكلة خطوط متقاطعة مما يسبب خداع بصري للقادم عبر الدرجات فيشعر بدوار بسبب التداخل البصري. استطاع مايكل آنجلو وببراعة إضفاء الحيوية والديناميكية على هذه الساحة مما أعاد الأهمية إليها وجعلها تستعيد هيبتها السياسية والمدنية لتصبح قلب روما من جديد [32].
في عام 1527 تشجع مواطنوا فلورنسا على القيام بإنقلاب لإستعادة النظام الجمهوري وتم محاصرة مدينة فلورنسا الذي كان مايكل آنجلو متواجدا فيه من قبل الحكام القمعيين لعائلة ميديشي المعارضين للنظام الجمهوري، وهنا وجد مايكل نفسه بين نارين فمن ناحية كان آنجلو فنان البلاط الرئيسي للحكام القمعيين لآل ميديشي و من ناحية أخرى كان متعاطفا مع البسطاء من أبناء بلدته ولكنه وفي النهاية وقف في صف البسطاء وساعد على تحصين المدينة وحتى بعد سقوط المدينة قرر آنجلو الرحيل وعدم التعاون مجددا مع عائلة ميديشي الحاكمة[33].
[تحرير] يوم القيامة
مرة أخرى تم استدعاء مايكل آنجلو للعمل في كنيسة سيستاين سنة 1534 حيث كلف بمهمة زخرفة الحائط فوق المذبح (يوم القيامة 1536 - 1541). قام مايكل آنجلو بإنجاز رسومات تتحدث عن نبوءة عودة المسيح قبل نهاية العالم ضمن مشهد صوره وهو المسيح يقوم بتوجيه ضربة للشيطان بينما يده اليسرى وبرقة تطلب الرحمة والمغفرة له، وبجانب السيد المسيح كانت مريم العذراء وهي تنظر إلى الحشود الغفيرة المنبثقة من القبور جميعهم من الكهنة والصالحين صاعدين نحو الجنة، صورهم مايكل آنجلو عراة وبكميات ضخمة ربما ليؤكد النبوءة التي تقول بأنهم سيعودون صحيح الجسد والروح [34].
ضمن الزاوية السفلية اليمنى من الحائط كانت قد صورت جهنم بشكل مختلف، فلم يصور الشيطان أو العفاريت كما هو مألوف فمايكل آنجلو اقتبس بدلا من ذلك مقتطفات من القصة الأسطورية: الكوميديا الإلهية للكاتب الايطالي المشهور دانتي أليغييري، على كل وبعد أن قام مايكل آنجلو برفع الغطاء عن لوحته الجدارية هذه تعرض لموجة ضخمة من النقد بسبب الرسوم العارية خصوصاً وأصبحت حديث كل لسان ولهذا السبب ربما أصبحت هذه اللوحة أحد أشهر أعمال مايكل آنجلو خلال القرن السادس عشر [35].
إستغرق العمل ست سنوات كاملة كانت اللوحة تعبيرا عن المجيء الثاني للمسيح ونهاية العالم. نظم الكاردينال كارافا حملة ضد آنجلو بسبب الصور العارية في تلك اللوحة الضخمة وعرفت الحملة بحملة ورقة التين، وتم إتهام آنجلو بتهمة إهانة الكنيسة، وفي مفاجئة مذهلة قرر البابا إبقاء الصور كما هي وقال عبارته المشهورة: محكمة الفاتيكان لا صلاحيات لها في منطقة الجحيم [36].
[تحرير] أعماله
الأعمال الفنية لمايكل آنجلو | ]] | |
---|---|
النحت |
معركة القنطور 1429 ، سيدة الخطوات 1491 ، صلب المسيح 1429 ، قبة سان دومينيكو 1494 - 1495، القديس بيترونيوس 1494 - 1495 ، القديس بروكلوس 1494 - 1495 ، باخوس 1496 - 1497 ، تمثال بيتتا 1499 - 1500 ، سيدة من بروجيس 1501 - 1504 ، تمثال داوود 1501 - 1504 ، القديس بطرس 1503 - 1504 ، القديس بولص 1503 - 1504 ، بيوس 1503 - 1504 ، سيدة وطفلها الرضيع 1503 ، سيدة وطفل 1503 ، القديس ماثيو 1505 ،منحوتة قبر يوليوس الثاني 1513 - 1516 ، تمثال موسى 1513 - 1515 ، العبد الثائر 1513 - 1516 ، موت العبيد 1513 - 1516 ، عبقرية النصر 1532 - 1534 ، العبودية والصحوة والاسترقاق 1519 - 1535 ، المسيح يحمل صليبه 1519 - 1520 ، رايشل 1545، بروتوس 1540 ، ليا 1545 |
لوحات |
معركة كاسكينا 1504 ، توني الشواطئ 1503 - 1505 ، القبر 1505 ، سقف كنيسة سيستاين 1508 - 1512 ، لوحة يوم القيامة 1534 - 1541 ، استشهاد القديس بطرس 1542 - 1550 ، إيمان القديس بولص 1542 - 1550 |
عمارة |
واجهة كنيسة القديس لورينزو 1520 ، غرفة المقدسات 1519 - 1534 ، مشروع المكتبة الأنيقة 1524-1534 ، كاتدرائية القديس بطرس 1520 - 1546 ، ساحة كامبيدوجليو البرلمان 1539 |
[تحرير] مراجع
[تحرير] وصلات خارجية
مايكل آنجلو | |
---|---|
تمثال بيتتا | تمثال داوود | منحوتة قبر يوليوس الثاني | سقف كنيسة سيستاين | صورة خلق آدم | يوم القيامة | ضريح البابا لورنزو الثاني | ضريح يوليوس من ميديتشي | ساحة كامبيدوجليو |
فنانون من عصر النهضة | |
---|---|
تشيمابو | جوتـّو | تيتيان | رفائيلو سانزيو | بوتيتشيلي | ليوناردو دا فينشي | مايكل آنجلو | يان فان آيك | ألبرخت دورر | جوفاني أنطونيو كانال | كارافادجو | جورجوني | جوفاني بيليني |