سورة المدّثر

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

[تحرير] المرجع

سورة المدثر من موقع طريق الإسلام

[[{{{سابق}}}|«]]   سورة المدّثر   [[{{{لاحق}}}|»]]
الترتيب في القرآن 74
عدد الآيات 56
عدد الكلمات 256
عدد الحروف 1015
الجزء {{{جزء}}}
الحزب {{{حزب}}}
النزول مكية

نص سورة المدّثر في ويكي مصدر
مكتبة النصوص الحرّة



هذه بذرة مقالة عن موضوع إسلامي ديني أو تاريخي تحتاج للنمو والتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.

تضمنت هذه السورة في مطلعها ذلك النداء العلوي بانتداب النبي – صلى الله عليه وسلم – لهذا الأمر الجليل ، وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والمشقة : ( يأيها المدثر . قم فأنذر ) .. مع توجيهه – صلى الله عليه وسلم – إلى التهيؤ لهذا الأمر العظيم ، والاستعانة عليه بهذا الذي وجهه الله إليه : ( وربك فطهر . والرجز فاهجر . ولا تمنن تستكتر . ولربك فاصبر ) .. وكان ختام التوجيه هنا بالصبر .

وتضمنت السورة بعد هذا تهديداً ووعيداً للمكذبين بالآخرة ، وبحرب الله المباشرة ، كما تضمنت سورة المزمل سواء : ( فإذا نقر في الناقور ، فذلك يومئذ يوم عسير ، على الكافرين غير يسير . ذرني ومن خلقت وحيدا . وجعلت له مالاً ممدوداً ، وبنين شهودا ، ومهدت له تمهيدا ، ثم يطمع أن أزيدا . كلا ! كان لآياتنا عنيدا . سأرهقه صعوداً ) ..

وتعين سورة المدثر أحد المكذبين بصفته وترسم مشهداً من مشاهد كبره – إنه الوليد بن المغيرة – وتذكر سبب حرب الله سبحانه وتعالى له : ( إنه فكر وقدر . فقتل ! كيف قدر ؟ ثم قتل كيف قدر ؟ ثم نظر ، ثم عبس وبسر . ثم أدبر واستكبر . فقال : إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر ) ..ثم تذكر مصيره : ( سأصليه سقر وما أدراك ما سقر ، لاتبقي ولا تذر . لواحة للبشر عليها تسعة عشر ) .

ثم يصل أمر الآخرة وسقر ومن عليها بمشاهد كونية حاضرة ، ليجمع على القلوب إيحاء هذه وتلك في معرض الايقاظ والتحذير : ( كلا والقمر . والليل إذ أدبر . والصبح إذا أسفر . إنها لإحدى الكبر . نذيراً للبشر . لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر )

كما يعرض مقام المجرمين ومقام أصحاب اليمين ، حيث يعترف المكذبين اعترافاً طويلاًبأسباب استحقاقهم للارتهان والقيد في يوم الجزاء والحساب ، يعقب عليه بكلمة الفصل في أمرهم الذي لا تنفعهم فيه شفاعة شافع : ( كل نفس بما كسبت رهينة . إلا أصحاب اليمين . في جنات يتساءلون عن المجرمين . ما سلككم في سقر ؟ قالوا : لم نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين . وكنا نكذب بيوم الدين . حتى أتانا اليقين . فما تنفعهم شفاعة الشافعين )

وفي ظل هذا المشهد المخزي ، والاعتراف المهين ، يتساءل مستنكراً موقف المكذبين من الدعوة إلى التذكرة والنجاة من هذا المصير ، ويرسم لهم مشهداً ساخراً يثير الضحك والزراية من نفارهم الحيواني الشموس  : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ؟ كأنهم حمر مستنفرة . فرت من قسورة ! ) . ويكشف عن حقيقة الغرور الذي يساورهم فيمنعهم من الاستجابة لصوت الذكر الناصح . ( بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفاً منشرة ) .. فهو الحسد للنبي –صلى الله عليه وسلم – والرغبة في أن يؤتى كل منهم الرسالة ! والسبب الدفين هو قلة التقوى : ( كلا ! بل لا يخافون الآخرة ) .. وفي الختام يجيء التقرير الجازم الذي لا مجاملة فيه : ( إنه تذكرة فمن شاء ذكره ) ورد الأمر كله إلى مشيئة الله وقدره : ( وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) ..


المصدر : في ظلال القرآن - سيد قطب .


[تحرير] وصلات خارجية