بول إيردوس
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بول إيردوس أو بول إيرديشكما تنطق هو عالم الرياضيات المجري العظيم و غريب الأطوار و الذي بلغ عدد بحوثه ما يقرب من 1600 بحثاَ أنجز ثلثيها بمفرده و الثلث الباقي بالاشتراك مع زملائه. ولد بول إيردوس في بودابست عاصمة المجر من والدين يهوديين، و ظهر نبوغه في الرياضيات في سن مبكرة جداَ بحيث أنه كان يقوم بعمليات جمع و ضرب معقدة جداَ في رأسه بدون حتى استخدام الورقة و القلم و هو في الخامسة من عمره.
و كما ظهر نبوغه في الرياضيات ظهرت أيضاَ بعض الصفات الغريبة في تصرفاته، فلقد كان شديد التعلق بوالدته و كان عنده نفور تام من النساء حتى أنه لم يتزوج أو يرتبط بعلاقة طوال حياته، و لعل ما قد يفسر هذا هو ضعفه الجنسي و غرابة أطواره. و من الجدير بالذكر أنه لم يكن له مسكن خاص يأوي إليه، بل عاش معظم حياته متنقلا بحقيبتي ملابسه بين زملائه و طلبته. حتى أن أحد طلبته و المدعو 'رونالد جراهام - و هو أقربهم لقلبه - قد بنى له ملحقاَ يتكون من غرفة و حمام ومطبخ في حديقة منزله ليأوي بول إليها عندما يحين دوره ليقيم عنده!
و قد عاش بول إيردوس حياته مدمناَ على القهوة، ثم انتقل بعد ذلك إلى تعاطي الأمفيتامينات، و كان لذلك تأثير شديد الضرر على صحته، وقد قال ذات مرة: " الرياضي هو آلة تحول القهوة إلى نظريات رياضية."!!. وقد كان بول يطلق تسميات خاصة على الأشياء، فقد كان يسمي الأطفال "إبسيلون" و هو رمز رياضي يطلق على الكميات الصغيرة! و كان يدعو من ترك الرياضيات ب"الميت"! و المشروبات الكحولية بال"سم"، وكان يكره العلوم التطبيقية كثيراَ و يرى أنها باطل محض لدرجة أنه قال لأحد تلاميذه الذي قرر دراسة العلوم التطبيقية مازحاَ أنه سيختبئ و يطلق عليه النار إن رآه في تلك الجامعة!!
اهتم بول إيردوس اهتماما بالغا بنظرية الأعداد و الطرق الاحتمالية و قد قدم الكثير من الإثباتات و النظريات في نظرية الأعداد منذ بداية حياته الأكاديمية.
انتقل بين عدة دول غربية ليحط رحاله في الولايات المتحدة الأمريكية، و من الطريف أن الحكومة الأمريكية منعت دخوله للولايات المتحدة بسبب نشاطه الشيوعي أثناء فتره شبابه مع بعض رفاقه الرياضيين، و لم يسمح له بالدخول إلا بعد ضغوط كبيرة من العلماء و رؤساء الجامعات حتى أنه قام 100 عالم و رئيس جامعة بالتوقيع على ورقة لمطالبة السلطات الأمريكية بالسماح بدخول بول إيردوس الأراضي الأمريكية.
توفي بول إيردوس عام 1996 إثر نوبة قلبية أثناء حضوره أحد المؤتمرات في وارسو ببولندا.