معركة كربلاء
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
معركة كربلاء | |
---|---|
![]() صورة إفتراضية للحسين وهو يخاطب جيش يزيد |
|
الصراع: صراعات إسلامية داخلية | |
التاريخ: 10 محرم سنة 61 هـ | |
المكان: كربلاء | |
النتيجة: انتصار عسكري ليزيد بن معاوية | |
المتحاربون | |
قوات الدولة الأموية | قوات الحسين بن علي |
القادة | |
عمر بن سعد | الحسين بن علي |
القوى | |
4000 | 72 |
النتائج | |
غير معروف | 72 |
فتنة مقتل عثمان - معركة الجمل - معركة صفين - معركة النهروان - معركة كربلاء - وقعة الحرة - ثورة عبدالله بن الزبير |
معركة كربلاء وتسمى أيضا بواقعة الطف هي معركة حدثت في 10 محرم سنة 61 للهجرة تقريبا 10 اكتوبر 680 م بين قوات تابعة للحسين بن علي ابن علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين و جيش تابع للخليفة الأموي يزيد بن معاوية ابن الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان.
فهرست |
[تحرير] رمز شيعي
وعند الشيعه أصبحت معركة كربلاء ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية و أصبح يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزا "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف". و كتبت سلسلة من المؤلفات الدينية و الخطب و الوعظ التي لها علاقة بمقتله.
يعتبرونها قصة تحمل معاني كثيرة "كالتضحية والحق والحرية" وكان لرموز هذه الواقعة حسب الشيعة دور في الثورة الإيرانية وتعبئة الشعب الإيراني بروح التصدي لنظام الشاه، وخاصة في المظاهرات المليونية التي خرجت في طهران والمدن الإيرانية المختلفة أيام عاشوراء و التي أجبرت الشاه السابق محمد رضا بهلوي على الفرار من إيران ، ومهدت السبيل أمام إقامة النظام الإسلامي في إيران وكان لهذه الحادثة أيضا، بنظر الشيعة، دور في المقاومة الاسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.
[تحرير] الخلافه عند الشيعة
يعتقد الشيعة أن بعض الحوادث التاريخية مثل غدير خم وحادثة الكساء وائتمان الرسول لعلي على شؤون المدينة أثناء غزوة تبوك وبعض النصوص في القرآن و الحديث النبوي مثل حديث السفينة و حديث الثقلين وحديث دعوة العشيرة و حديث المنزلة فيها إشارة واضحة إلى حق علي بن أبي طالب بخلافة الرسول على الرغم من مبايعة علي لأبي بكر ليكون الخليفة رغبة منه في تفادي حدوث صدع في صفوف المسلمين بينما يذهب البعض الآخر إلى التشكيك أصلا في مبايعة علي لأبى بكر.
بعد مقتل عثمان بن عفان الذي كان من بني أمية أخذ معاوية بن أبي سفيان الذي كان من بني أمية أيضا مهمة الثأر لعثمان بسبب ما اعتبره معاوية عدم جدية علي بن أبي طالب في معاقبة قتلة عثمان واعتبر معاوية علي بصورة غير مباشرة مسؤلا عن حوادث الإضطراب الداخلي التي أدت إلى مقتل عثمان .[1] وبعد اغتيال على في عام 661 م كان معاوية في موضع قوة أفضل من ابن علي، الحسن بن علي بن أبي طالب الذي فضل أن يعيش في المدينة لأسباب لاتزال موضع نقاش إلى الآن. فحسب السنة قام الحسن بمبايعة معاوية وحسب الشيعة فإن المبايعة تمت بسبب تقديرات الحسن لموقف أهل البيت الذي كان في وضع لايحسد عليه بعد اغتيال علي بن أبي طالب ويعتبر البعض إن الحسن بن علي "تنازل" عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان على شرط أن تعود طريقة الخلافة بعد موته إلى نظام الشورى بين المسلمين [2] و يعتبر البعض أن تعين يزيد بالوراثة خليفة على المسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان كان نقطة تحول في التاريخ الإسلامي حيث شكل بداية لسلسلة طويلة من الحكام الذين يستولون على السلطة بالقوة ليورثونها فيما بعد لأبنائهم وأحفادهم ولا يتنازلون عنها.
[تحرير] قبل المعركة
استنادا لبعض المصادر التاريخية فإن الخلافة استقرت لمعاوية بن أبي سفيان بعد تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة وقيامه مع أخوه الحسين بمبايعة معاوية. ويعتقد البعض أن مجموعة من العوامل أدت إلى مبايعة الحسن لمعاوية منها:
- محاولة لحقن الدماء وتوحيد الكلمة بعد سلسلة من الصراعات الداخلية بين المسلمين ابتداء من فتنة مقتل عثمان إلى معركة الجمل ومعركة صفين وقد أثنى الكثير على هذه المبادرة وسمي العام الذي تم فيه الصلح "عام الجماعة"
- مبادرة الصلح والتنازل كانت مشروطة بعودة طريقة الخلافة إلى نظام الشورى بعد موت معاوية.
أعقب هذاالصلح فترة من العلاقات الهادئة بين أعداء الأمس في معركة صفين ولما مات الحسن ظل أخوه الحسين ملتزما ببنود الصلح بل إن الحسين اشترك في الجيش الذي بعثه معاوية لغزو القسطنطينية بقيادة ابنه "يزيد" في سنة (49هـ) [3].
عندما قام معاوية وهو على قيدالحياة بتوصية ابنه "يزيد بن معاوية" للخلافة من بعده قوبل هذا القرار بردود فعل مختلفه فقد كان هذا في نظر البعض نقطة تحول في التاريخ الإسلامي من خلال توريث الحكم وعدم الإلتزام بنظام الشورى الذي كان متبعا في اختيار الخلفاء السابقين وكان العديد من كبار الصحابة لايزالون على قيد الحياة واعتبر البعض اختيار يزيد للخلافة يستند على عامل توريث الحكم فقط و ليس على خبرات المرشح الدينية و الفقهية. وبدأت بوادر تيار معارض لقرار معاوية بتوريث الحكم تركز بالحسين بن علي، وعبدالله بن الزبير و عبدالله بن عمر بن الخطاب [4] [5].
عند وفاة معاوية بن أبي سفيان أصبح ابنه يزيد بن معاوية خليفة ولكن تنصيبه جوبه بمعارضة من قبل بعض المسلمين وكانت خلافة يزيد التي دامت ثلاث سنوات وصلة حروب متصلة، ففي عهده حدثت معركة كربلاء ثم حدثت ثورة في المدينة انتهت بوقعة الحرة. كما سار مسلم بن عقبة المري إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير و أصيبت الكعبة بالمنجنيقات . حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة يطلب فيها أخذ البيعة من الحسين الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الحسين رفض أن يبايع "يزيد" وغادر المدينة سرًا إلى مكة واعتصم بها، منتظرًا ما تسفر عنه الأحداث.
وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في مكة إلى الكوفة التي كانت أحد معاقل القوة لشيعة علي بن أبي طالب وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الحسين بن علي و اتفقوا على أن يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة. بعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قرر الحسين أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليكشف له حقيقة الأمر. عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الحسين بن علي ومعارضة لخلافة يزيد بن معاوية وحسب بعض المصادر الشيعية فإن 18,000 شخص بايعوا الحسين ليكون الخليفة وقام مسلم بإرسال رسالة إلى الحسين يعجل فيها قدومه. حسب ما تذكر المصادر التاريخية ، ان مجيء ال البيت بزعامة الحسين كان بدعوة من اهل الكوفة. قام اصحاب واقارب واتباع الحسين بأسداء النصيحة له بعدم الذهاب إلى ولاية الكوفة ومنهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر بن ابي طالب وابو سعيد الحذري وعمرة بنت عبد الرحمن ، حيث حذر ابو سعيد الحذري من اعطاء الخصم الذريعة بالخروج عن الطاعة لولي الامر مانصه "غلبني الحسين على الخروج وقد قلت له ، اتق الله والزم بيتك ، ولاتخرج على امامك" إستنادا على تاريخ الاسلام للذهبي ج 2 ص 342 . وكذلك عمرة بنت عبد الرحمن ، نفس المصدر ص 343 . ولكن الحسين وإستنادا على الطبري ج 4 ص 292 "كان مصرا اصرارا كبيرا على الخروج" ، كما اسدى له ابن عباس النصح براي اخر مهم ، "فان ابيت الا ان تخرج فسر إلى اليمن فان بها حصونا وشعابا ولابيك بها انصارا (الشيخ الخضري ،محاضرات تاريخ الامم الاسلامية).
لكن هذا الخبر وصل بسرعة إلى الخليفة الأموي الجديد الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير بتهمة تساهله مع الإضطرابات التي تهدد الدولة الأموية وقام الخليفة يزيد بتنصيب والي آخر كان أكثر حزما اسمه عبيد الله بن زياد الذي وحسب المصادر الشيعية قام بتهديد رؤساء العشائر و القبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما بسحب دعمهم للحسين أو انتظار قدوم جيش الدولة الأموية ليبيدهم على بكرة أبيهم. وكان تهديد الوالي الجديد فعالا فبدأ الناس يتفرّقون عن مبعوث الحسين، مسلم بن عقيل شيئا فشيئا لينتهى الأمر بقتله[6] و اختلفت المصادر في طريقة قتله فبعضها تحدث عن إلقائه من أعلى قصر الإمارة وبعضها الآخر عن سحله في الأسواق و أخرى عن ضرب عنقه، بغض النظر عن هذه الروايات فإن هناك إجماع على مقتله وعدم معرفة الحسين بمقتله عند خروجه من مكة إلى الكوفة بناء على الرسالة القديمة التي استلمها قبل تغيير موازين القوة في الكوفة [7].
هناك رواية تقول بأن الحسين و هو في طريقه إلى الكوفة لقي الشاعر الفرزدق وقال الفرزدق للحسين "قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية" ولما وصل الحسين كربلاء في طريقه إلى الكوفة أقبل عليه مبعوث من والي الكوفة عبيد الله بن زياد وكان اسمه الحرّ بن يزيد فحذره الحر بن يزيد من أن أي قتال مع الجيش الأموي سيكون انتحارا ولكن الحسين وحسب المصادر الشيعية جاوبه بهذا البيت من الشعر [8]
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى | إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما |
وآسى الرجـال الصـالحين بنفسـه | وفارق خوفاً أن يعيش ويرغما |
فيما تشير روايات أخرى إلى أن الحسين لما علم بمقتل مسلم بن عقيل وتخاذل الكوفيين عن حمايته ونصرته، قرر العودة إلى مكة، لكن إخوة مسلم بن عقيل أصرّوا على المضي قدما للأخذ بثأره، فلم يجد الحسين بداً من مطاوعتهم [9] واستنادا إلى الطبري فإن أبناء مسلم بن عقيل قالوا :" والله لانرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل " ، ثم قال الحسين : "لا خير في الحياة بعدكم" فسار [10] .
[تحرير] وقائع المعركة
استمر الحسين وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف و اتجه نحو الحسين جيش قوامه 4000 مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد بن أبي وقاص ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الحسين و أتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم. في اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس وكانت قوات الحسين تتألف من 32 فارسا و 40 راجلا وأعطى رايته أخاه العباس بن علي وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أياماً يعانون العطش.
بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين و استمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الحسين يتساقطون الواحد تلو الآخر و استمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة وتم حرق الخيام فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر: ولده علي الأكبر، أخوته، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن أبو بكر القاسم، الحسن المثنى، ابن أخته زينب، عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل [11].
بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الحسين جواده يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، ولكن العباس وقع صريعا ولم يبقى في الميدان سوى الحسين الذي أصيب بسهم فاستقر السهم في نحره، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الحسين وحسب رواية الشيعة فإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين عن جسده بضربة سيف وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة [12]. ولم ينج من القتل إلا علي بن الحسين، فحفظ نسل أبيه من بعده [13].
[تحرير] بعد المعركة
هناك الكثير من التضارب حول التفاصيل الدقيقة ولكن هناك روايات شيعه تدل على أن رأس الحسين قد قطع وتم إرساله مع نساء أهل بيت الحسين إلى الشام إلى بلاط يزيد بن معاوية هناك مصادر أخرى على لسان ابن تيمية تقول نصا "إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريما بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم".
هنالك خلاف حول المسؤول عن مقتل الحسين، ففي نظر الشيعة و الذي يوافق بعض المؤرخين من أهل السنة فإن يزيد لم يكن ملتزما بمبادئ الإسلام في طريقة حياته و حكمه وكان هو المسؤول الأول عن مقتل الحسين [14]. من جهة أخرى يتهم البعض الشيعة أنفسهم الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته بأنهم هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع.
اما موقف يزيد المعادي لال البيت هنالك واقعة تنفي ذلك طرحا لمختلف الاراء فيذكر الطبري ج 4 ص 286 ان يزيدا ارسل رسالة الي عبد الله بن زياد قائلا " بلغني ان الحسين بن علي قد توجه إلى العراق ، فضع المناظر (العيون او المراقبون) والمسالح (جيوش تحمي الطرقات) واحترس على الظن وخذ على التهمة غير لاتقتل الامن قاتلك ". اما اهتمامه باهل بيت الحسين وحزنه على استشهاده فيمكن الرجوع إلى للطبري ج 4 ص 352 وتاريخ الاسلام للذهبي ج 2 ص 350 .
و هناك اراء عديده عن الموضع الذي دفن به رأس الحسين بن علي منها [15] [16]:
- أن موضع الرأس بمشهد بعسقلان
- أن موضع الرأس بالقاهرة.
- أن موضع الرأس بالبقيع بالمدينة
- أن موضع الرأس مجهول
من الناحية السياسية لم تكن ثورة الحسين على خلافة يزيد آخر الثورات فقد تلاها ثورة في المدينة المنورة التي انتهت بوقعة الحرة ثم ثورة عبد الله بن الزبير ولم تصبح البلاد الإسلامية تابعة بصورة كاملة لحكم الأمويين إلا في عهد عبد الملك بن مروان وبواسطة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي استطاع القضاء على ثورة عبدالله بن الزبير في سنة 73هـ.